رواية غيبيات الفصول من 21-25
بيا.
واستطردت بحنق قائلة احنا هنا علشان تقولي لينا مبروك وبس غير كده ملكيش الحق.
نظرت إليها بوعيد قائلة بقى كده يا نورا طب وإذا قلتلك اني مش موافقة ايه هتروحي تتجوزيه من ورايا
كادت أن تجيبها وتعاندها ولكن منعها أمير قائلا أرجوك يا مدام ياسمين أنا هتجوز بموافقة منك إن شاء الله وهاخدها عروسة من بيتك.
واستطرد بتأكيد قائلا أناعايز
أبدأ حياتي على نضيف وأنا منتظر موافقتك.
ابتسمت ياسمين بإعجاب لأمير ثم حولت أنظارها تجاه نورا المحدقه في وجه أمير بغيظ لتسمع إلى صوت زيدان وهو يهتف بثقة قائلا أكيد مش هترفضي خصوصا إن موافقتك هيتوقف عليها حاجات كتير منها رجعتها.
زفرت نورا بحنق قائلة هاااا ..يا ترى عرفتي استعجالنا ليه هنستنى كتير رأيك.
ابتسمت ياسمين لهم بخبث قائلة أه..هنستنى شخص لازم يحضر قعدتنا دي وهو اللي هيقولك رأيه في أمير.
ارتجف أمير من أن يكون أحد الأشخاص الذين يعلمون ماضيه اللعېن وقطب زيدان جبينه ترى من هذا الشخص وجزت نورا على أسنانها لظنها أن كل هذا مماطلة من ياسمين إلى أن دلف الشخص المنتظر. كانت ترتدي فستانا بني داكن بحمالات عريضة وقصير بعد الركبة بسنتيمترات بسيطة تحمل كئوس العصير على صينية فضية ناثرة شعرها البني المموج على طول ذراعيها تحدق في أعينهم بعينيها التي تشبه بحر العسل المصفى تطرق بكعبها العالي على أرضية الحجرة ليرن الصوت في قلبه مجلجلا و يحدق أمير في وجهها قائلا مش معقول.
ليتوقف الكلام في حلق زيدان لا يقدر سوى أن يتفوه بكلمة واحدة أنت!
ركضت نورا نحوها واحتضنتها بلهفه قائلة وحشتيني يا ريحانة جداااا.
ولكن كان مقابلة هذا الاحتضان جفاء وبرود وجمود من ريحانة لتتبعها ياسمين بكلماتها اللاذعة قائلة متشوفيش وحش..قلتلك كتير بقالي شهر ونص في حاجة عندي لازم تيجي وتشوفيها وأنت ولا أي اندهاش.
وتعالى ڠضبها قائلة كل ده عند فيا هو أنا مش أمك.
خرجت نورا من أحضان ريحانة الباردة والمتسمرة في مكانها وأجهشت بالبكاء لتتقابل عينيها بعين أمير الذي عاتبها قائلا مش كمان زمانا دلوقتي مش دايخين الدوخة دي
ثم نظرت نحوه وجدته شاردا لا تعلم سبب شروده أمفاجئتها له أم عڈاب ضميره أم عدم إدراكه للموقف فجأة ارتفع بأنظاره إليها قائلا من فضلكم عايز أبقى لوحدي مع ريحانة ومحدش يعترض.
هنا أعلنت نورا العصيان تود أن تسترجع ريحانة كصديقة قبل أن يتم أي شئ فاعترضت قائلة وده وقته
تعالت ضحكات ياسمين قائلة يا حبيبتي ده حقه حتى لو أخدها ودخلوا أوضة النوم دي مراته يلا يا حبيبتي اعقلي كده وبلاش دمك الحامي ده.
ثم غمزت لأمير قائلة ما تكلمها يا أمير.
وبالفعل خرج أمير ونورا لتتبعهما ياسمين وهي تغمز إلى ريحانة بعينيها لتبتسم إليها ريحانة بخبث ثم تجلس أمامه وهو مازال واقفا لتضع ساق فوق ساق وتعتدل في جلستها وترجع ظهرها إلى الخلف ليود أن ينزعها من مكانها ويمتلكها بين ذراعيه ليعوض شوقه واحتياجه لها طيلة الشهر ونصف ولكن مهلا جلس أمامها وتنحنح قائلا ايه اللي خلاكي تمشي أنا قلتلك رايح أخلص مهمة وراجعلك والمهمة دي كانت تخصك وعلشانك وكله بسبب.
ثم صمت يتماسك من الڠضب قائلا إنك خبيتي عني سر خطېر.
عضت على شفتيها كحركة اڠراء منها حيث أنه اندهش منها ثم هتفت بصوت رقيق عذب فؤاده قائلة أنا قلت أسيبك على راحتك خصوصا بعد ما شكران هانم أكدت لي إن اللي في بطن شذى ابنك.
واستطردت تزم شفتيها
پقهر مصطنع قائلة كنت عايزني أفضل عايشة معاك وتجيب شذى تقهرني
هز رأسه بالسلب وتحدث بصوت مجروح قائلا أنا مكنش في بيني وبين شذى أي علاقة غير إنها مخطوبة ليا وبس وأنت كان لازم تكوني متأكدة من كده.
ثم نظر إليها بشغف قائلا أنا لما كنت خاطبك محاولتش أعمل معاكي علاقة.
شردت بحزن حينما تذكرت علاقتها معه وكيف كانت نتيجتها. كانت تعتقد أن الموضوع سيدفن للأبد ولكن ها هي تأكدت أن في كل مرة سيفتح من جديد لا تعلم لما هي تود أن ترتمي بأحضانه وعندما روادها هذا الشعور سيطرت على نفسها وردت بفظاظة قائلة زيدان بلاش نضحك على بعض شذى كانت متاحة ليك في كل زمان ومكان دي تقريبا كانت قاعدة في بيتك ليل نهار.
ثم أشارت على نفسها قائلة إنما أنا لا.
ثم استطردت بنبرة قوية لتشعره بالندم قائلة أنا كنت جوازة مصلحة علشان تثبت للدكتورة شكران حاجات والتحدي بتاعها هي كسبته.
وتابعت بسخرية قائلة وبدل ما تسمعني قومت عملت ليا ڤضيحة بس للأسف هي اللي كسبت.
ظهر على وجهه علامات الألم والحسړة والندم على ما فعله ومن ثم غضبه على نفسه لتنبثق الكلمات من بين شفتيه كالسحر لتحوله إلى شخص ضعيف قائلا ولو قلتلك اني ندمان وأسف ومتعذب من غيرك هتصدقيني ولو صدقتيني هتسامحيني
ثم استطرد بقلة حيلة قائلا السبب الوحيد اللي خلاني أعمل كده هو اني مستحملتش تكوني زيهم. تكوني خاېنة وأنا اتعلمت الخېانة على أيديهم.
رفعت رأسها بشموخ أمامه ونظرت إليه بقوة قائلة أنا مش زي حد يا زيدان وسبق وقلت ليك الكلام ده. أنت اللي بقيت زيهم على الأقل هما صراصير مقدروش يعملوا فيا حاجة شويه تهديدات وكل مرة اقول لما زيدان هيعرفني كويس هينتقم ليا بجد.
وتابعت باحتقان قائلة لكن أنت ما شاء الله جبروت عملت ليهم اللي كانوا نفسهم يعملوه فيا ضړب وإهانة ومرمطة وكنت كمان هتثبت واقعة ژنا.
هتف بضعف قائلا الجبروت خلاص أنتهى واتهد من لحظة ما سبتيه وكأنه كان بيستقوى بيكي ومش بنكر اني غلطت بس كل ده بسبب احساسي انك مش بتحبيني.
حدقت بعينيها باندهاش ليفاجئها أكثر قائلا وعارف السبب اني مقدرتش اخليكي تحبيني زي ما حبيتك كل حاجة اجبرتك عليها كان ممكن اختار طريقة اللين ودى كفيلة انك تقوليلي سرك.
عقدت ما بين عينيها ورفرفت الفرحة بداخلها ولكن مهلا هي تريد أكثر فاستهزئت به قائلة لا والله الكلام ده بجد طب تيجي ازاي دي يا زيدانولو حتى حصلت أنا لا يمكن أصدقه زي ما أنت مصدقتنيش.
واستطردت باستهزاء قائلة ممكن شذى تصدق كلامك سمر أو غفران دول عايزينك بأي شكل.
علم بذكائه أنها تنكر فرحتها وتريد سماع تصريح حبه وهتف قائلا أنت مختلفة عن كل دول. أنا عمري ما حسيت بمشاعر مع أي واحدة منهم إلا معاكي.
واستطرد بتأكيد قائلا ولو كنت حسيت بالإحساس ده من زمان كنت هبقى ضعيف وأقول اللي جوايا.
ثم مسح على وجهه بتعب قائلا أنت وبس لذلك اتهزيت لما حسيت انك غلطتي مقدرتش يا ريحانة.
وتعالى صوته پجنون قائلا أقسم لك كنت عايز أموت نفسي وكان هيحصل لولا كلامها عنك.
حدقت في عينيه كيف لهذا الشخص أن يفكر بتلك الطريقه ليؤكد لها حديثه قائلا والله كنت ھقتلك وأقتل نفسي لأن خلاص مقدرش أعيش متعذب المرة الأولى مكنش حب وضاعت مني.
لوت شفتيها ليبتسم هو بحب قائلا لكن أنت عشق دخل جوه قلبي.
عقدت ريحانة ما بين حاجبيها قائلة أنت بتقول ايه استحاله تكون
طبيعي أنت فاكرها سايبه ولا علشان سيادتك بتاع ماڤيا
وتابعت بخبث قائلة وبعدين حب ايه اللي بيحب حد يكرمه مش يمرمطه كده
ابتسم زيدان ببهوت قائلا أيوه يكرمه لكن لما يكتشف انه..
صمت زيدان لا يريد التحدث.
فنكست ريحانة رأسها بحزن قائلة على فكرة أنا كنت هصارحك يومها بس أنت معطتنيش فرصة دي حاجة. الحاجة التانيهة ازاي عايزني أثق فيك وأنت منهم.
واستطردت تصارحه قائلة أه كنت شايفة العلاقة بينك وبيني تسمح اني أقولك خصوصا في الفترة الأخيرة بس برضه عمري ما اطمنت ليك.
ابتسم بسخرية قائلا أنا كمان كان لازم أفقد الثقة فيكي لحظتها وعلى فكرة دي لحظة مش زيك فقدان تام بعترف ان بدايتي معاكي غلط.
وتابع باعتراف قائلا بس في حاجات غيرت خطتي والحاجات دي أنت السبب فيها.
هتفت ريحانة بضيق قائلة زيدان كفاية بقى مهما تقول إنك بتحبني والكلام ده عمره ما هينسيني.
ثم استطردت بحزن قائلة تعرف يا زيدان أنا عمر ما حد مد ايده عليا بالشكل المهين ده.
ثم هدأت وتحدثت بصوت ضعيف كالطفلة التي تعاتب والدها قائلة أنا مستاهلش من الكل الإهانة دي أنا زي أي واحدة حبت واتحبيت وكنت شايفة إن لما أستر على حاجة زي دي تبقى الصح.
واستطردت بحنق قائلة أه اكتشفت اني غلط بس بعد فوات الأوان.
فور ذكرها لهذا تخيل مشاهد لها مع قصي لا يعلم أتخيله مريض أم أن هذا هو التخيل الطبيعي لهذا الموقف ولكن لم يقاوم تخيل فجز على شفتيه ليقضمها بأسنانه غيظا قائلا اقفلي السيرة دي مش عايز أسمعها نهائى. أنا عارف ايه السبب اللي خلاكي تخبيه مش حبك ليه يا ريحانة فاهمة
حدقت في وجهه باندهاش ليكمل حديثه بنيران متأججة في صدره قائلا الورق اللي اضرب باسمك بدل شذى وده اللي خلاكي مصرة انك متتجوزيش.
واستطرد پعنف قائلا حتى لما صممت أتجوزك استخدمتى أسلوب انك تهربي مني علشان ميحصلش.
تنهدت بتعب وأخيرا فهم الغيبيات ليبتسم بسخرية قائلا ايه مالك مش مستوعبة ان دي الأسباب صح بصراحة شابوه ليكي. أنا شاكك فيكي من يوم ما اتقدمت وأنت رفضتي.
وتعالت ضحكاته قائلا وقال ايه كنت مفكر إنك معقدة وباردة زي ما بيقولوا.
لم تحسن السيطرة على حالها فأنتفضت پغضب قائلة كنت عايزني أعمل ايه أقولك مش هينفع أنا ممسوك عليا ورق وأنت طبعا هتصدقني وتروح تجيبه.
ثم شوحت بذراعيها قائلة طب يلا أنت عرفت دلوقتي روح هاته.
ابتسم بخبث قائلا لا تقلقي يا حلوة كل الورق بقى تحت رجلينا وبالنسبه لكلمة هصدقك. فأنا كنت فعلا مش هصدقك طول عمري مش بصدق حد.
وتابع پحقد قائلا صدقتها هي بس عملت ساعتها اني مخلص كل حاجة وكذبت عليها وطلعت ليكي.
نظرت إلى الفراغ بشرود قائلة وكان ممكن تكمل كدبتك ومتعملش كل اللي عملته ده وتسألني بمنتهى الهدوء وكنت هرد عليك.
وابتلعت غصه بحلقها قائلة وعارف لو كنت قولت ليا مش مصدق كنت بنفسي هاخدك ونروح علشان الفحص.
صمت فأنتبهت لصمته لتجده ينظر إليها بأعين الندم يتمنى العفو والصفح عما اقترفه من ذنب لتتحدث بحدة قائلة بس والله العظيم لأنتقم منكم كلكم وأنت أولهم اوعى تفكر اني