رواية السمراء الجزء الاول
الإنصراف ابقى اخرجى اعملى اللى انتى عايزاه
أومأت
الفتاة برأسها وخرجت .. جلست على مكتبها فى عصبية قائله پغضب
راجل قليل الذوق.
داعبت مريم الماء حول المركب بها وهى تبتسم فى حبور .. أخذت تجمع الماء بها ثم تتركه ليتسلل من بين أصابعها .. راقبتها مي فى صمت .. وفى عيناها نظرة أسى .. اختفت ابتسامة مريم لتحل محلها عبرة فلتت من عينينها فأسرعت بمسحها بأصابعها .. اقتربت منها مى وجلست بجوارها قائله
تحبي نمشى
قالت مريم متصنعة المرح
لأ خلينا شوية كمان .. انتى زهقتى منى ولا ايه
قالت مريم وهى تحاول الابتسام
لأ بالعكس أنا مبسوطة .. أنا بحب أوى ركوب المركب فى النيل .. بفرح أوى .. لأن بابا كان بياخدنى أنا وماما وأختى ويفسحنا فى المركب .. وكنت ببقى فرحانه أوى
اغرورقت عيناها بالدموع رغما عنها وشعرت بغصة فى حلقها وقالت بصوت مرتجف
و ماجد عارف كده.
الحلقة الثالثة.
عاد مراد الى منزله .. استقبلته والدته قائله
حبيبى اطلع شوف عمتك لانها كانت تعبانه شوية النهاردة
قال مراد بقلق
خير مالها يا أمى
صعد مراد درجات السلم وتوجه الى غرفة عمته طرق الباب ففتحت أخته سارة وهى تشير له أن يصمت خرجت وأغلقت الباب خلفها قائله
متصحيهاش دلوقتى يا أبيه هى نامت بالعافية
قال بقلق
هى عاملة ايه دلوقتى
لا متقلقش كويسة .. بس مكنش جايلها نوم .. وأخيرا نامت
متابعة معاها الدوا يا سارة
أيوة طبعا متخافش يا أبيه
أمال الضغط على ليه
تلاقيها افتكرت حاجة ضايقتها ولا حاجه
أومأ مراد برأسه وتوجه الى غرفته
.. اتصل به طارق قائلا
مراد انت فين
قال مراد بصوت مرهق
لا كنا طالعين أنا و سامر و حامد نسهر برة وكنا بنشوفك فين عشان تيجي معانا .. هعدى عليك ناخدك
بلاش مش حابب أخرج النهاردة
ليه يا ابنى تعالى نغير جو أنا من زمان ما خرجتش وانت كمان .. يلا فرصة نسهر سهرة حلوة
رفض مراد بإصرار قائلا
لأ يا طارق .. قولتلك مش حابب أخرج
خلاص برحتك .. سلام
سلام
قال حامد الجالس بجوار طارق فى السيارة
هييجى
لأ قال مش حابب يخرج
قال حامدبسخرية
ده لو بنت مش هتحبس نفسها فى البيت كدة
سيبه على راحته
هتف حامد بغيظ
أنا نفسي أفهم هو البنى آدم ده ايه بالظبط .. مفيش وراه غير الشغل وبس .. أنا عمرى ما شوفت حد صعب زيه كده
مراد طول عمره بيحب شغله
قال سامر الجالس بالخلف
بس مش كده .. يعني محسسنى ان الدنيا شغل وبس .. يشتغل ماقولناش حاجه بس يشوف مزاجه برده .. ده لما واحدة بتعدى من أدامه مبتتهزش فيه شعره مهما كانت مزه طحن
قال طارق مبتسما
سبنالك انت المزز دول
قال حامد بسخرية
وانت كمان غريب .. عايش فى المدينة الفاضلة .. يعني عايز تفهمنى انك عمرك ما غلطت أبدا
قال طارق فورا
أك غلطت بس غلط عن غلط يفرق
آه .. أنا قولت كده برده
قال طارق تغراب
قولت ايه
قال حامد بنفس السخرية
المرء على دين خليله .. انت وصحبك فوله واتقسمت نصين .. بس هو قفل أكتر منك
تنهد طارق بحسرة قائلا
مراد مكنش كده خالص .. بس حصلت ظروف غيرته
قاطعهم سامر قائلا
كفاية بأه كلام عن مراد وقولولى ناويين تسهرونا فين
عادت مريم من عملها .. توجهت الى المطبخ وأخرجت من الثلاجة جبنة وخبز وشرعت فى عمل سندوتش وتناوله .. ثم توجهت الى غرفتها لتغير ملابسها .. فتحت الدولاب الذى كان مقسم من الداخل لنصفين قسم يحوى ملابسها وقسم آخر يحوى ملابس أصغر سنا توقفت أما الملابس الصغيرة جذبت احداها وظلت تتحسسها فى ألم وكأنها تشتاق الى صاحبتها .. تنهدت وانتهت من تغير ملابسها ثم جلست على فراشها صامته لا تفعل شيئا سوى النظر الى فراغ
الغرفة .. ظلت قرابة النصف ساعة جالسة دون حراك .. ثم نهضت وتوضأت وصلت وفتحت التلفاز لا لتشاهد ما به .. بل لتسمع صوتا .. أى صوت .. يخترق هذا الصمت القاټل الذى تعيش فيه .. وأخيرا استسلمت للنعاس امام التلفاز وهى تن مخدتها وتسند رأسها اليها
فى الصباح توجهت الى عملها عن طريق المترو مثلما تفعل كل صباح .. قالت لها مى وهى تتمعن فيها
نمتى امبارح كويس
قالت مريم وهى تبدأ فى تشغيل حاسوبها
أيوة الحمد لله
قالت مى پحده
يبأه رجعتى تانى متكليش كويس .. شوفى وشك فى المراية بأه عامل ازاى يا مريم
قالت مريم مدافعه عن نفسها
والله باكل يا مى .. هعيش من غير أكل يعني
طيب بصى شوفى فى المرايه وشك أصفر ازاى
قالت مريم بحنق
خلقة ربنا أعمل ايه يعني
هتفت مى
لا مش خلقة ربنا يا مريم .. حرام عليكي اللى بتعمليه