رواية فاطمة الجزء الثاني
المحاضره بجديه وبين حين لآخر ينظر لتلك العينان التائهة الحزينه التى يعلم أنها لم تستمع إليه ولا تفهم شيا على الاطلاق زفر بضيق وهو ينهي إتمام شرحه ويغادر القاعه بشرود فى تلك الشروق التى لا يعلم ما سبب كل هذا الحزن الساكن قبلها وعينها معا ...
دلف لداخل مكتبه واغلق الباب خلفه پغضب جلس أمام مكتبه وعاد بظهره للخلف وهو يغمض عيناه بشرود يتذكر اللحظات التى جمعته بتلك المشاغبه الصغيره ولماذا رفض حبها وهى ذات الخامسه عشر لم يبعد عنها إلا ليحميها ويحافظ عليها اوهمها بأنه يراها شقيقته الصغرى لأجل أن لا تتعلق به فهي كانت بمرحله المراهقه ويعمل عندما ينضج عقلها سوف تراء ليس إلا شقيقها الذي يكبرها بعده أعوام كان يعلم بتلك المرحله العمريه سوف تظن نفسها بأنها تحبه وبعد فتره مشاعرها تتغير يعلم بأنها كانت تتوهم ولذلك اخفى حبه ومشاعره داخله لكي لا تتعلق وتلك الصغيره به ويظلمها لم يتوقع بأن حبه مازال يسكن قلبها إلى الآن إلا عندما نظر لعيناها الغامضه كانت قبل أعوام كالكتاب المفتوح أصبحت الآن غامضه تعاند قلبها وتتصنع القوه وداخلها هشه رقيقه ېخاف جرحها وكسرها من اقل شيء .
فى كندا كان يمسك بيدها ويتوجهو إلى الطائر لكي يستقل مكانه بمقعد القياده ويعودون إلى القاهره ..
أما عن القاهره فظل يبحث عنها إلى أن شعر بالملل صدع رنين هاتفه يعلن عن اتصال صديقه .
زفر بضيق بعد أن اختفت من أمامه والتقط هاتفه ليجيب على صديقه بردود مقتضبه وانهى حديثه بأنه سوف يكون أمام منزله خلال دقائق ..
القى نظره اخيره قبل أن يستقل سيارته لينطلق بها إلى منزل صديقه كما وعده ..
تقدم شهاب من صديقه واستقل جانبه السياره
مالك يابني قالب وشك ليه فى حاجه حصلت
نظر له احمد بحزن بتهرب مني ومش مدياني اى فرصه للكلام وكأنها غريبه عني ومش تعرفني يا شهاب هتجنن
تاكد من مشاعر صديقه لتلك الصغيره وابتسم بهدوء وهو يربت على قدومه بمواساه
وضع يده على مكبس الفرامل لتنطلق السياره تشق طريقها إلى المشفى وهو يتحدث بالم
هفضل وراها بردو مهما تبعد انا هقرب ومش هبعد عنها تانى
أوصلت صديقتها لمنزلها ثم ودعتها لتعود إلى مخبئها داخل غرفتها لتختلي بنفسه وتتذكر حديثه معها وإصرار على أن تستمع له وتعطيه فرصه للحديث ..
بس ممكن يبعد عني تاني لم يعرف اللى حصلي أو يشفق عليه وانا مش هقبل بأنه يقرب مني شفقه مش هقبل ..
بعد مرور عشر ساعات بالتحليق هبطت الطائرة العائده من كندا إلى مطار القاهرة الدولي ..
نظر لها بحب حمدالله على السلامه
الله يسلمك
بهاء بجديه أنا عربيتي هنا اجهزي عشان اوصلك
هزت راسها بالموافقه
أنهى إجراءاته وانتظر قدومها أمام سيارته ..
خرجت من صاله المطار تبحث عنه وجده يبتسم لها ويفتح لها باب السياره الامامي لتستقل جانبه ويجلس بمقعده .
نظر لها بتسال ساكنه فين بقي
فى المعادي عماره .. .
انطلق فى طريقه إلى منزلها وودعها بغمزه وهو يخبرها بأنه فى الغد سوف يلتقى بوالدها ليتحدث معه عن الارتباط بها .
ترجلت من سيارته بابتسامه شكرا بجد يا بهاء على كل حاجه
بهاء بهمس عاشق مافيش شكر بينا يا شذا تاني فاهمه
انتي نبض الحياه بالنسبالي
شذا بحب وانا بحبك اوى اوى
شقت الابتسامه ثغره بسعاده وانا بعشقك خلي بالك من نفسك
سارت فى طريقها لداخل البنايه وصعدت إلى
حيث شقتها وهى لاول مره تغمرها السعاده بهذا الشكل بسبب قربه وحبه وعشقه التى علمت به مؤخرا ..
الحياه فرص عليك اغتنامها ولا تتركها تضيع من بين يدك إذا اتاك الحب فتمسك به ولا تتركه فسوف ټندم بعد ذلك على ما فاتك من الحياه دون أن تشعر بلذه الحب والاشتياق للمحبوب لا تمضى في حياتك الا ويدك تعانق يده لتعبرو الطريق سويا لا تدع يدك تترك يده وترحل بل تمسك بقوه ولا تمضي في الحياه بدون شريك حياتك فلا تفعلها والا سوف ټندم وعندما تفيق من ندمك يكون قد فات الاوان تمسك بحقك فى الحياه تمسك بحبك بسعادتك بفرحتك التى لا تعوض
الحياة أنفاس معدودة تنقطع بالمۏت في وقت ربما لا يكون في الحسبان فيندم المرء على ضياع العمر فيما لا ينفع ولا يجديه ذلك الندم شيئا...
ما زلت حيا وأؤمن بأني سأجد الطريق يوما ما إلى ذاتي إلى حلمي إلى ما أريد سأصنع الفرص والأحلام والأهداف والأماني!
اصنع نفسك اصنع سعادتك ..
الفصل الثامن
حب تخطى المفاهيم
بقلم فاطمه الالفي .
بعد أن ودع شذا قرر أن يهاتف صديقه ويخبره بما نوى عليه ويخبره أيضا أنه محق وعليه اتباع قلبه ..
وعندما انهى الاتصال غير مسار طريقه وتوجه إلى الكافيه ليقابل صديقه ويقص عليه ما حدث معه قبل أن يعود لمنزله ..
فى ذلك الوقت كان الطبيب قد انتهى من نزع الجبيره المحاطه بقدمه وطلب منه أن يقف على قدميه ويسير أمامه ليعلم بأن قدمه تماثلت الشفاء وبعدما تأكد من ذلك صافح الطبيب وغادر المشفى برفقه صديقه الذي ظل صامتا .
فى ايه يا احمد هتفضل ساكت كده كتير
احمد بتنهيده حمد الله على سلامتك يلا عشان اروحك
شهاب بهزار ياتقل دمك مش واخد أنا على كده يلا اطلع بينا على الكافيه اللى كنا بتقعد فيه زمان لسه فاكره
احمد بنصف ابتسامه طبعا فاكره بس احنا كنا بنتقابل كلنا فيه كده ناقصنا بهاء
شهاب بابتسامه وبهاء رجع من رحلته وهيقابلنا هناك يا دكتور
احمد بفرحه بجد بهاء رجع
شهاب بتنهيده اتصل بيا وبلغني عايز يشوفني قبل ما يروح وشكله مبسوط وفى كلام كتير عايز يقوله وشكل كده اللى فى بالي حصل عبقالك انت كمان عشان اخلص منكم هههه
احمد بعدم فهم هو ايه ده تقصد أن بهاء بيحب
شهاب بابتسامه ده واقع لشوشته زيك وكان محتاج زفه كده وانا اللى قومت بيها يلا مش هنفضل واقفين كده اركب العربيه خلينا نقابله
بعد مرور بضع دقائق كان يدلف احمد وشهاب لداخل الكافيه وجلسوا ينتظرو قدوم صديقهم ..
صفا سيارته أمام الكافيه وترجل منها يسير بخطوات ثابتة لداخل الكافيه نزع نضارته الشمسيه وهو يتطلع حوله بالمكان يبحث بعينه عن صديقه ولكن تفاجئ بعوده صديقه الآخر .
اقترب بخطوات سريعه ليعانق صديقه بلهفه فقد اشتاق لوجوده جانبه تبادلوا العناق الحار والفرح تغمر كل منهما وبعد لحظات جلسوا جميعا ليتبادلون أطراف الحديث ويحكي كل منهما عن حياته بغياب صديقه ..
قص احمد معاناته عن ما مر به بالغربه وعن تجربته الفاشله فى الزواج والان عاد لبلده ليحقق حلمه وأصبح دكتور جامعي وسوف يبدء حياته من جديد ...
استمع إليه بهاء بسعاده من ذلك القرار فلا يتفرقا بعد اليوم وبدء فى سرد ما حدث معه خلال تلك الرحله الذي عاد منها بأمل جديد وحب حقيقي لا يريد التخلى عنه ...
فرح كل من شهاب وأحمد بتبدل حاله صديقهم وأصبح عاشق و يخوض تجربه الحب ويشعرو بفرحته التى انعكست على نبره صوته وتمنى له حياه سعيده وان تديم سعادته وغمرتهم السعاده من أجله ..
نحتاج دائما في هذه الحياة إلى شخص يكون دائما بقربنا نشكو إليه همومنا ونشاركه أفراحنا وأحزاننا نأتمنه على أنفسنا وفي لنا حتى في غيابنا كل هذه الكلمات تعبر عن شخص واحد يسمى الصديق الحقيقي فمن وجده كأنه حصل على ثروة كبيرة يتمنى الجميع الحصول عليها فهو يعرف قيمة الصديق في حزنه قبل فرحه..
صفا سيارته داخل حديقه فيلته دون أن يصدر
صوت يريد أن يفاجئ صغيرته بعودته .
ترجل من السياره ببطئ متوجها لداخل الفيلا ..
كانت تجلس بغرفتها شارده الذهن ولا تفكر الا بشخص واحد سيطر على كل حواسها عقلها وقلبها النابض باسمه فقط
كان الوقت متأخرا ولا يريد ايقاظ والدته قرر أن يدلف لغرفه صغيرته اولا ويتفقدها هل مازالت مستيقظه ام ذهبت فى النوم
طرق
واحشتيني وحشتيني وحشتيني اوي يا قلبي
رفعت عيناها لتنظر إليه بحب انت واحشتني اكتر
جلس بهدوء أعلى الفراش واجلسها على ارجله وهو يداعب خصلات شعرها بحنو
عامله ايه بقى فى الجامعه مبسوطه
ابتلعت ريقها بتوتر واجابته باقتضاب تمام
ماما نايمه من بدري
استنتك كتير ولم حضرتك اتاخرت اخدت
علاجها وطلعت اوضتها ترتاح
بهاء بأسف انا فعلا اتاخرت قابلت شهاب وأحمد والكلام اخدنا
قرصها برفق من وجنتها ماقولتليش أن احمد رجع ليه وكمان دكتورك فى الجامعه
عادت خصلات شعرها خلف أذنها بتوتر ماجاش فى بالي اقولك
قبل وجنتها ووضعها بالفراش ودثرها بالغطاء أنا وصيته عليكي يخلي بالك منه واي حاجه تحتاجي ليها تقوليلو ماشي ياقلبي هو زي بالظبط ماتتكسفيش منه يلا ياحبيبتي نامي بقي تصبحي على خير وانا هشوف ماما واطمن عليها
تنهدت بضيق من سيره صديقه وحضرتك من أهل الخير
اغلق الاضاءه وباب الغرفه خلفه وتوجهه الى غرفه والدته فتحها ها باشتياق
حمدالله على سلامتك يا روح قلبي
قبل جبينها بحب وحشتيني يا قلبي انا
ابتسمت له بارتياح يباركلي فيك ويحفظك ربنا من كل شړ يا حبيبي وماتحرمش منك ولا من اختك وافرح بيكم يا رب
تنهد بارتياح وجلس جانبها يتحدث معها بجدية والابتسامه مرسومه على صفيحه وجهه تحدث معها عن حقيقه مشاعره الخفيه التى كان يخفيها عن الجميع وحتى عن نفسه كانت الفرحه تلمع بعيناها تكاد تبكي من فرحتها بابنها البكري الذي يريد أن يتزوج الان
ياااه يا بهاء اخيرا يابني هفرح بيك يا حبيبي وأشوف عوضك الحمد لله يارب الفرح هيدخل بيتنا يارب دايما اشوفكم مبسوطين وسعدا يا ولادي يارب وحياتكم تبقى كلها فرح وخير
قبل رأسها بحب يعنى دي خطوه كويسه يا ماما
طبعا يا حبيبي انت كبرت ولازم تتجوز وتستقر وتعمل عيله يا حبيبي شهاب اهو صاحبك وقدك ومعاه طفلين وأحمد كمان جرب نصيبه مره وربنا يرزقه ببنت الحلال