رواية الحسناء
علي تقرير بتحمل مسؤلية قراره دا....أنا حاولت معاه كتير بس كان مصمم إنه يجي .عزالدين يعني الموضوع طلع مش حاډثه صغيره زي ما انتم قلتولي....لم سمحت ي دكتور ممكن تقولي حالة جواد مالها بالظبط .
أسامه مكتوب هنا ف التقرير إنه عمل عمليه لوقف الڼزيف وبعد العمليه دخل ف غيبوبه لمدة إسبوع....لكن للأسف حالته مش مستقره ولازم يتنقل مستشفي . عزالدين إتصل ي حازم بإسعاف عشان نوديه المستشفي بسرعه .أسرع حازم بفعل ما قد طلب منه...وما هي إلا بضع دقائق وأتت عربة إسعاف مجهزة بأحدث الأجهزة وبها طاقم ممرضات ذوات خبره ومهارة....وفي الحال تم نقله إلي أحد أكبر المشافي القريبه .
فقد جلسوا أمام غرفته إلي أن تتحين لهم الفرصه للإطمئنان عليه....وبعد مرور بضع دقائق خرج الطبيب و قال الحمدلله المړيض مؤشراته الحيويه كويسه جدا....ماتقلقوش....وتقدروا تشوفوه وتتطمنوا عليه لما يفوق لأنه واخد منوم .
بعد سمعاهم لذلك الكلام المبشر جلسوا ثانية ومعالم الإرتياح قد كست وجوههم....حمدا لله علي سلامته....كم كنت أتمني لو كان حمزة هو من تعرض للحاډث وليس ذلك المسكين....فهكذا هي الحياه كثيرا ما تكون غير عادله....ولكن صبرا....فالكل سيأخذ جزائه وما فعله بغيره حتما سيعمل به .
دار بينهما حوار طويل عن حالة السيده ليلي....ولكم أن تتخيلوا حال زين من هول الصدمه التي تلقاها لتوه....كيف يمكن لوالدتي أن تكون مريضة قلب!....فهي لم تظهر عليها أعراضه....كانت دائما معافاه ولم تشتكي يوما....منذ متي وهي هكذا!....لابد من أنها تعاني من هذا المړض منذ زمن لكي تتدهور حالتها وتصبح بهذا السوء....لما لم يخبرني أحد!
مامتي .
أسامه بندم أنا آسف جدا ي زين
إني قولتيلك حاجه زي دي....وإظهار كده إن والدك ووالدتك ماكانوش عايزين يقلقوكم....فعشان كده ماقالوش . زين بقلق طب هي عامله ايه دلوقتي .أسامه مطمئنا إياه ماتقلقش فاتها صحيت دلوقتي وبقت أحسن من الأول .زين بإستعجال طيب معلش بقي ي دكتور أنا همشي. عشان أروح أطمن عليها .أسامه بود اتفضل ي حبيبي ولا يهمك....وربنا يقومها بالسلامه .
ليلي بإسغراب مين اللي قالك ي زين....أبوك....مش كده !....كنت عارفه إنه هيقولكم....ثم تغيرت نبرة صوتها إلي نبره حنونه وقالت ماكنتش عايزه أقولكم عشان ماتقلقوش عليا....بس إطمن ي حبيبي أنا بقيت كويسه الحمدلله....أهم حاجه صحتكم إنتم .
زين إحنا بخير الحمدلله....أنا وحازم جينا بس جواد راح المستشفي .إنتفضت ليلي وقالت بقلق واضح ليه هو حصله إيه .زين هو كويس بس الدكتور أسامه صمم إنه ياخده المستشفي كام يوم عشان يطمنوا عليه أكتر ليلي طيب أنا عايزه أكلمه لأن مش مطمنه .
زين وهو يقبل يدها إطمني ي حبيبتي هو كويس....وحاضر هخليكي تكلميه بس كمان شويه لأنه كان نايم وإحنا جايين....ثم حاول إلهائها في الحديث عن ذلك الحاډث وكيف نجوا منه .
في غرفة حازم
نجده يحمل هاتفه ليتصل بأحدهم ثم يضعه علي أذنه في إنتظار الرد....ظل يكرر المحاوله كثيرا دون جدوي فلا زال لا يرد....ولكن أخيرا وبعد عناء جائه الرد
عايز ايه ي حازم
حازم بعصبيه والله لسه فاكر ترد....إنت فين يعني كل دا .حمزة ببرود نسيت التليفون ف العربيه....وبعدين مالك متعصب كده ليه ماكنوش كام مكالمه ي عم .
حازم تصدق إنت بني آدم بارد وماعندكش ډم....أنا رنيت عليك أكتر من عشرين مره وإنت ولا هنا....أنا مش متصل أحب فيك....أنا لو عليا مش هكلم واحد زيك .حمزة پغضب ماتحترم نفسك ي حازم....إنت هتقول متصل ليه ولا أقفل .حازم بإستنكار وصحيح أنا هاخد منك ايه غير كده....ما إنت دبش هنتظر منك ايه يعني .حمزة بنفاذ صبر إخلص ي حازم وقول اللي هتقوله عشان مش فاضيلك .وهنا قص عليه حازم كل ما حدث منذ أن سافر وحتي هذه اللحظه....وبمجرد أن إنتهي تحدث حمزة بلهفه طب وماما عامله إيه دلوقتي....أنا هاجي أشوفها . حازم ماينفعش عز بيه قايل للحرس ماحدش يدخلك....ولو قاوحت ودخلت....إنت عارف كويس إيه اللي هيحصل....فعشان خاطري ي حمزة ماتعقدهاش أكتر وروح المستشفي إتفاهم معاه الأول .
حمزة پحده وهو ف مستشفي إيه .حازم بس أبوس إيدك بلاش زعيق وفضايح لأن أبوك متعصب وشكله مش ناويلك علي خير .لم يرد الآخر وإنما أغلق الهاتف....حازم لنفسه هتفضل طول عمرك قليل الذوق....الله يهديك . عند حسناء
محمود طب وانتي هتروحي فين دلوقتي....هتقعدي عن حد من قرايبكم ولا هتعملي إيه .حسناء بحيره مش عارفه أفكر ف أي حاجه....حاسه إن دماغي وقفت .
محمود بحنو أنا لو عليا ي بنتي كنت أخدتك عندي بس أكيد هيعرف وهيجيبك....حاولي علي قد ما تقدري ماتخرجيش كتير وشوفي حته بعيده تقعدي فيها....أنا هفضل معاكي لحد ما تشوفي هتروحي فين عشان أوصلك .
حسناء پبكاء أكيد هيوصلي....أنا مش عايزه أتجوز واحد بلطجي زي دا....أنا خاېفه أوي .
محمود وهو يربت علي كتفها ماتعيطيش ي بنتي إن شاء الله هتتحل....بس إستهدي بالله كده وإهدي .
أما الأخري فظلت صامته لفتره تفكر ثم خطرت ببالها فكره....أين كانت تلك عن خاطري....لما لم أفكر بها من قبل....فحقا هذا المكان بعيد ولا يتردد عليه أحد بكثره....وإن مكثت هناك لن أحتاج للخروج يوما.... فحقا المكان مناسب بكل الأحوال....لذا سنشد الرحال إليه .
وأخيرا تحدثت قائله لو سمحت ي عمو هستأذنك بس توصلني ل وأنا هكمل....عشان ماعطلش حضرتك أكتر من كده .
محمود من عنيه ي بنتي....طب طمنيني عليكي هتروحي فين .حسناء بكذب هروح عند واحده قريبتي ساكنه قريب من هناك....فهي خجله من أن تخبره بأنه ليس لها عائله....أو بالأحري لا تعرف إن كان لها أم لا .محمود طب هاتيلي رقمك عشان أبقي أطمن عليكي
ولو في جديد أبقي أقولك....وبعدما أملته رقمها....ركبا السياره منطلقين إلي تلك الوجهه المجهوله
في المشفي الذي به جواد
نجد حمزة يدخل من الباب بطلته الواثقه كالعاده....ثم يذهب بإتجاه مكتب الإستقبال ليسأل أحد العاملات عن غرفة أخيه....ومن ثم يركب المصعد ويغلق الباب....وبعد ثوان قليله يتوقف....لنجده يخرج ويمشي بخطوات مسرعه متوجها صوب تلك الغرفه القابعه في نهاية الممر....إلي أن وصل أمام بابها....فيطرقه عدة طرقات....وبعد لحظات نجد عزالدين يفتح....وبمجرد أن رآه قال بجمود إنت إيه اللي جايبك هنا....يلا إمشي .
حمزة أنا جاي أطمن علي جواد وأستأذن حضرتك أروح أشوف ماما .عزالدين پحده البيت اللي هناك دا إنسي انك عدت تعتبه برجلك....أما بقي جواد فاعتبر ان مالكش اخوات....ويلا من هنا من غير مطرود
حمزة بعدم إستيعاب بابا!....إيه الكلام اللي حضرتك بتقوله دا....أنا عملت إيه يعني لكل دا فهمني .
عزالدين بعصبيه للدجادي ماعندش ډم ولا بتحس....بعد كل اللي عملته دا ولسه بتسأل....دا انت ي أخي مافيش فيك صفه عدله....تعرف إنك وصلتني اني أندم عشان خلفت واحد زيك....إنسان معقد وقاسې ومابيراعيش شعور حد....ياريتك كنت جيت بنت اهو حتي كان هيبقي عندها قلب وبتحس مش زيك....وبعدين انا مش فاهم ايه الحنيه اللي نزلت عليك فجأه كده....دا انت حتي من جبروتك ي أخي غيرت رقمك عشان امك الغلبانه اللي كانت ھتموت وتتطمن عليك ماتكلمكش....ودلوقتي جاي عشان تتطمن عليها....ولا إخواتك اللي ماهنش عليك تتصل مره تتطمن عليهم....وخلاصة الكلام....انسي ي حمزة إن ليك أهل من الأساس وارجع مكان ماجيت....وماتفكرش ف مره تتصل علي تليفون حد من البيت....ثم دفعه پقسوه وأغلق الباب
كان حمزة لا يزال يقف أمام الباب غير مستوعب لما قد سمعه لتوه إضافة إلي الألم الذي إجتاح صدره لدرجه جعلته يشعر بأن قلبه يكاد ېتمزق والدموع التي ملئت عيناه وأصبحت تهدده بالنزول....ولكن حاول جاهدا أن يتماسك ويحافظ علي رزانته إلي أن خرج من المشفي باكمله وركب سيارته .هذا المره الأولي التي أشعر فيها بالشفقه عليه....فحقا ماقد سمعه ليس سهلا عليه....حتي وإن كان قاسېا....فمن ذا الذي يتحمل ذلك الكلام القاسې من أبيه....ولكن مهلا ماذا أقول....أليس هو الشخص ذاته الذي كان ولا يزال دائم التوبيخ لتلك المسكينه....فليتحمل إذا عاقبة مايفعله بغيره....فهو لم يدع كلمه جارحه إلا وقد قالها لها وعنها .
الفصل الرابع عشر
أتمني لكم قراءة ممتعة
في غرفة جواد بالمشفي
جواد بعتاب ليه عملت كده ي بابا !..انا عمري ما شوفت حضرتك قاسې معاه للدرجادي عزالدين ماكنش ينفع اعمل غير كده....حمزة مش هيتغير غير بكده....أنا السبب ف اللي هو وصله دا....وأنا اللي لازم أغيره .جواد بس حضرتك كده بتأذيه لأن كلنا عارفين غلاوة ماما عنده وقد إيه هو متعلق بيها....وبعدين حضرتك طارده من البيت من زمان....فكفايه عليه لحد كده....وماتبقاش قاسې عليه أوي كده .عزالدين أنا والله مابعمل كده غير لمصلحته .جواد عارف والله....بس كفايه عليه....هو مايستاهلش من حضرتك دا .عزالدين ي جواد حمزة ماعدتش صغير للتصرفات اللي بيعملها دي....وللأسف بيزداد سوء....انا مش هعيشله وأقعد