رواية الحسناء
شهور متجوزين....يعني مالحقتوش تعرفوا بعض كويس اصلا....إخلص ي حمزة وقول طلقتها ليه....أصل خلي بالك انت اه اتجوزتها وطلقت بس عادي تتجوز تاني....لو كنت فاكر إنك بكده هتسكتنا عشان ماعدناش نتكلم معاك ف موضوع الجواز....لا ي استاذ هتتجوز تاني وتالت وعاشر .
حمزة پحده طفيفه أنا قولت اللي عندي وانتوا حرين تصدقوا ما تصدقوش دي حاجه ترجعلكوا....أما لو ع الجواز فأنا مش هتجوز تاني لو حصل إيه....أنا جربت حظي اهو وآديني مافلحتش....فاسيبوني ف حالي بقي وبطلوا تتدخلوا ف حياتي وتخلوني اعمل حاجات انا مش عايزها .
كانت تجربه ومانجحتش....بس دا مش معناه إنك لو عدتها تاني إنك مش هتنجح....وإحنا مش هنضغط عليك....خليك براحتك لحد ما تلاقي البنت المناسبه .
حمزة بإيجاز أنا مش هتجوز تاني....ولا هدور ع البنت المناسبه....انا مبسوط بحياتي وانا لوحدي....فوفروا كلاموا دا وسيبوني اعيش حياتي براحتي....وبعد إذنكوا إسمحولي أمشي عشان عايز اطلع اوضتي....ولم يمهلهم فرصة الحديث وذهب ليتبعه حازم....دخل حمزة غرفته وعندما هم بغلق الباب إستوقفه حازم قائلا استني ي حمزة عايز اتكلم معاك .
حازم بعصبيه إزاي يعني تتطلقوا كده من غير ماحد يعرف....مش كنتوا بقيتوا كويسين مع بعض .حمزة وهو ينظر له نظره ذات مغزي والله أهو اللي حصل بقي....وبعدين إنت عرفت منين إننا كنا كويسين .
كان حازم يقف مبهوتا من حالته تلك....فهو لأول مره يراه يبكي....فيسير نحوه بلهفه ويجلس جانبه ويقول بقلق هوا حصل ايه كده ي حمزة يوصلك للحاله دي....أنا عمري ماشوفتك ضعيف كده .
حازم خلاص ي حمزة طالما انت بتحبها كده حاول تتكلم معاها وترجعوا لبعض .
حمزة بحزن ياريت كان ينفع بس خلاص هي مشيت ومش هترجع....وطالما هي مابتحبنيش يبقي الكلام مش هيفيد .
حمزة پألم ياريتها مابتحبنيش بس لأ دي قالتلي انا بكرهك وهفضل طول عمري ادعي ان ربنا ينتقم منك....كلامها دا وجعني أوي....كنت حاسس ساعتها ان روحي بتتسحب مني واني ماعدتش قادر اتنفس....عمري ماكنت اتخيل ان حسناء هتعاملني پقسوه كده .
حازم ما انت ياما عملت فيها ي حمزة....هوا صحيح انا مستغرب ل اللي بسمعه بس دي أقل حاجه ممكن تعملها بغض النظر عن اللي حصل بينكم لان واضح انها حاجه كبيره وانت مش عايز تتكلم....انا مش هضغط عليك عشان تحكي بس حاول تهون علي نفسك وان شاء الله كل حاجه هتعدي .
عند حسناء
نجدها تركب بجانب العم محمود في سيارته وتقول خلاص ي عمو انا موافقه....وممكن أبدأ من انهارده .
محمود يبقي علي بركة الله ي بنتي....انا هاخدك دلوقتي تشوفيها وتتعرفوا علي بعض....وماتخافيش هي ست طيبه خالص وعايشه ف البيت لواحدها وأولادها كلهم مسافرين....وبعد فتره ليست بالكبيره يصلا امام احد المنازل التي يبدو عليها الفخامه ومن ثم ينزلا ويدخل محمود وتتبعه حسناء....ليجدا سيده مسنه تجلس علي كرسي متحرك ترحب بهم وتحثهم علي الجلوس فينصاعوا لرغبتها ويجلسوا ومن ثم يبدأ حوار تعريفي بين كل من حسناء وتلك السيده....وبعد فتره يستأذن العم محمود ويرحل ليبقا هما الاثنان ويكملا حديثهما الذي امتد كثيرا....فكلتاهما احست بالراحه تجاه الاخري .
وتمر الايام والاسابيع لتصبح شهرا....كان ذلك الشهر مؤلما علي ذلك الثنائي الذي فرقه القدر....فكلاهما كان دائم الحزن والبكاء ليلا....هو يبكي ندما علي ما فعله بها وتحسرا علي فقدانها....أما هي فتبكي لأجل حياتها المدمره تلك....
الفصل الرابع والعشرون
أتمني لكم قراءة ممتعة
بعد مرور أربع سنوات
في ساعه متأخره من الليل نجد سياره فارهه تسير متجهه نحو أحد المجمعات السكنيه الراقيه إلي أن تصل أمام بوابة قصر كبير فيوقفها السائق وينزل سريعا ليفتح الباب لتلك الشابه الانيقه التي تجلس في الخلف ويقول إتفضلي ي هانم .
فتنزل تلك السيده وتقول پحده طفيفه انا مش هانم ي مسلم....انا حسناء وبس....مفهوم
فيبتسم الاخر ويقول بخجل مفهوم ي ح....فتقاطعه وتقول يا إيه بقي .مسلم ي حسناء .
حسناء بلطف شوفت سهله ازاي....بلاش الالقاب دي عشان مابحبهاش....ثم صمتت لبرهه وتحدثت ثانية وهي تنظر لساعتها وتقول بقلق هما اتأخروا ليه مش كانوا سابقينا .
مسلم مش عارف والله....هتصل علي سامي كده وأسأله .
وبمجرد أن امسك بهاتفه وجد سياره فارهه لا تقل فخامه عن التي جاءت منذ قليل تسير بإتجاههم ومن ثم تقف خلفها وينزل منها شاب طويل القامه وسيم لدرجه كبيره ويرتدي ملابس رسميه أنيقه ويحمل علي زراعيه طفلا نائما لم يتجاوز الثالثه من عمره ويسير صوب حسناء فتقول وهي تلتقط ذلك النائم بإحتواء إتأخرتوا ليه كده .
أنس نعمل ايه بقي لاستاذ ياسين طقت ف دماغه يشتري عربيه وقعد يعيط وماسكتش غير لما لفينا ع المحلات كلها وشاف انهم قافلين .
حسناء بمشاكسه والله تستاهل....لان انت اللي عودته علي كده....مش دا استاذ ياسين حبيب القلب....استحمل بقي .
أنس بإبتسامه واسعه دا احنا بنغير بقي .حسناء بعبوس لأ مابغيرش....ويلا خليهم يفتحوا البوابه عشان عايزه انام .أنس بمشاكسه حاضر ي قموصه هانم....ومن ثم يقوم بإخراج المفاتيح ويفتحها ليدخلوا وتلحق بهم تلك السيارتان
حسناء برفض لأ الدكتور هيتأخر علي ما يوصل هنا....انا هاخده المستشفي .
أنس ي ستي اسمعي كلامي مره واحده بس....الدكتور مش هيتأخر لانه ساكن جنبنا....يعني بالكتير ربع ساعه وهيبقي هنا....فإقتنعت الاخري وهدأت وأخذته إلي غرفتها
ثانية وإرتدت إسدالها وجلست بجانبه في انتظار حضور ذلك الطبيب....وبعد مايقرب من نصف الساعه يأتي لتتفاجأ بهويته....يا الله انه الطبيب ذاته....لما هذا!...لما كلما اقتربت من نسيان تلك الذكريات السيئه يحدث ما يذكرني بها....لقد تعبت اما يكفي هذا....لعنك الله ايها الحقېر فأنت حتي وان غادرت حياتي لم تغادر ذاكرتي اللعينه تلك....ظلت حسناء شارده طوال
مدة الفحص....ولم تفق الا علي صوت انس وهو يقول ايه ي حسناء سرحانه ف ايه .
حسناء بإرتباك لا ولا حاجه .
أنس بحزن ولا حاجه ازاي ي حسناء....انتي بقالك فتره ع الحال دا....علي طول سرحانه ومكتئبه ومابقتيش تتكلمي معايا زي الاول ورافضه تقوليلي السبب اللي غيرك بالشكل دا .
امتلأت عيناها بالدموع وارتمت بأحضانه وقالت أنا مش عايزه افتكر الايام دي....ليه كل حاجه بتحصل بتفكرني بيه....انا مش عايزه اقعد ف البلد دي انا عايزه اسافر تاني....انا كنت ناسياه هناك .
شدد أنس من احتضانها وقال بحنان خلاص اهدي ي حسناء....وانا هعملك اللي انتي عايزاه....بس قوليلي مين دا اللي بتتكلمي عنه .
زاد بكاؤها وعلي صوت شهقاتها وقالت بطريقه هيستيريه لا لا مش عايزه اتكلم عنه....مش عايزه افتكر الايام دي .
أنس بحزن طيب خلاص مش عايز اعرف....بس عشان خاطري ماتعيطيش....واخذ يربت علي كتفها حتي هدأت وقالت بصوت مهزوز أنا عايزه اقعد لوحدي .
أنس حاضر ي ستي....انا همشي دلوقتي عشان عندي مشوار مهم وهعدي عليكي عشان نتغدي برا يمكن مودك يتحسن .
أومات له الاخري واحتضنته وقالت متتأخرش عشان ياسين .
انس من ثانية وقال حاضر مش هتأخر....ومن ثم خرج من الغرفه مغقلا بابها خلفه ليترك الاخري لأحزانها وذكرياتها المؤلمھ....جلست حسناء بجانب ذلك الصغير وظلت تتأمل ملامحه....ولا شعوريا بدأت دموعها في السقوط....وتركت العنان لذاكرتها في استرجاع تلك الايام البائسه....كم تمنيت لو انك لم تولد....فأنت الشئ الوحيد الذي كلما رأيته تذكرت ذلك القاسې....كانت غربتي علي اهون من الرجوع الي هذا البلد....كم حاولت ان اتناسي أمره والا افكر به....ولكن لم استطع....فرأيتك ايها الصغير تذكرني بكل تفصيله به....فأنت لا تشبهه في شكله فقط بل في تصرفاته ايضا....حتي أصبحت نسخة مصغره منه....وبعد حديث طويل دار بخاطرها تذكرت امر شئ مهم....ماذا ان علم حمزة بشأن ابنه....ماذا ان أخذه....لا لا لن يأخذه....حتما سأغادر هذا المنزل واعود حيث جئت....فأنا لن ادع ذلك الوغد بجانبه .
وبعد فتره ليست بالكبيره استيقظت وبدأت في البكاء ثانية والتقطت هاتفها واتصلت بأنس....وبمجرد ان سمعت صوته زاد بكاؤها واڼهارت تماما ولم تعد قادره علي الحديث....كان الاخر يكاد ېموت قلقا عليها....حاول تهدئتها ولكن لا فائده....لذا قرر الذهاب لرؤيتها....لم يمض الكثير من الوقت وأتي....ليجدها تجلس القرفساء علي سريرها وتنتحب پقهر....وبمجرد أن سمعت صوته جرت نحوه واحتضتنه وظلت تقول پهستيريا لو عرف هياخده ي أنس....انا عارفاه قاسې ومابيحبنيش وهياخده مني....خلينا نمشي من هنا قبل مايعرف....مشيني من هنا ي أنس عشان خاطري .
أنس بعدم استيعاب يعرف ايه!....وياخد مين!....انتي بتتكلمي عن مين ي حسناء .
حسناء من بين شهقاتها هقولك بس اوعدني انك مش هتخليه ياخد ياسين مني
أنس وهو يشدد من احتضانها حاضر....بس اهدي عشان تعرفي تتكلمي....وتعالي نخرج عشان ياسين .
وبعدما خرجا من الغرفه وهدأت تماما قالت بحسم انا عايزه امشي من هنا .أنس ماشي موافق....بس ممكن اعرف السبب .
حسناء بإرتباك ع عشان....مش عايزه ابو ياسين يشوفه .أنس بعدم استيعاب ايه دا....يعني هوا ماكنش يعرف انك حامل .حسناء وهو منكسة الراس ايوه .
أنس بعصبيه انتي ازاي تعملي حاجه زي دي ي حسناء....حرام عليكي....انتي ازاي انانيه كده....مش قادر اصدق بجد اللي انتي عايزه تعمليه....مش مكفيكي انه قعد كل السنين دي ومايعرفش ان عنده ابن .
حسناء بدموع انا لما اطلقت ماكنتش اعرف اني حامل اصلا....وبعدين يستاهل....هوا ماعملش فيا قليل .
أنس مهما عمل كان من حقه انه يعرف حتي لو بعد الطلاق....مش يمكن لو كان عرف كنتوا رجعتوا لبعض وابنك ماتحرمش