رواية فاطمة الجزء الثالث
انت في الصفحة 18 من 18 صفحات
اشم هواء فى البلكونه لكن سمعت اللى بتتكلمو فيه وعشان كده حبيت اتكلم معاك يا اسر
ابتلع ريقه بتوتر وهو ينظر لوالده باهتمام اتفضل يا بابا
تنهد بتعب وحاول اخفاء الألم الذي يشعر به وهو ينظر لعينين ابنه بحب
أنا لم قررت استقر هنا وخدت قرار استقالتي من السفاره عشان اعيش اللى فاضل من عمري وسط ولادي ولم أموت اندفن في بلدي مش افضل متغرب عن بلدي حي ومېت
اقتربت ايسل لتقف خلف والدها وتنحنى لتقبل وجنته ربنا يخليك لينا يا روح قلبي انا
ربت على كفيه إبنته المحاوط به من الخلف وهو يتحدث بحنو ويخليكم ليا يارب عندي كلام مهم ليكم أنتو الاتنين وتسمعوه كويس ومش هتكلم فى الموضوع ده تاني من وقت لم خدت قرار السفر واكمل تحقيق حلمي وطموحاتي ان أوصل للمكانه اللى أنا فيها دلوقتي بس مع مرور السنين تاهت مني نفسي وأنا بحارب لوحدي الوصول لهدف معين أنا اللى رسمته وفعلا وصلت بس كنت خسړت وجود زوجتي وابني يكملوا معايا مشواري بس أنا بعترف ان ندمت لم خدت قرار صعب وقت عناد وكان ضعف مني ان اسلك الطريق لوحدي ماخبيش عليكم فعلا نجحت فى مشواري ووصلتي للى انا عاوزه بس ماحستش بطعم النجاح عشان كان ناقصني كتير وهو وجودك انت يا بني فى حياتي كان نفسي أكون جنبك فى كل مراحل حياتك كان نفسي اشوفك بتكبر قدام عيني لحظه بلحظه يمكن لو كنت جنبي أنا واختك كنت هكون افضل من دلوقتي كنت عايش مقسوم نصين نص فى حضڼي مطمن عليه ونص بعيد عني ومش عارف القاه عاوز بعد ما بقيت فى حياتي وبقيت ساند ضهري وكتفك بكتفي دلوقتي مش عايز تطلب من ابوك حقك فى سنين البعد والحرمان اوع تكون فاكر ان مش زعلان ان حد غيري هو اللى صرف عليك وكبرك لم بقيت راجل قدامي دلوقتي أنا لو كنت اعرف بمكانك ماكنتش سبت حد غيري يصرف عليك ولو قرش واحد عشان انت ابني وملزوم مني لحد دلوقتي انت فاهم والفيلا دي أنا اشترتها عشانكم أنتم مش عشاني ولو مش عايز تعيش فيها بعد لم تجوز ليك مطلق الحريه تختار المكان اللى يعجبك ومن فلوسك اللى اتحرمت منها وكمان عندك شقتنا اللى اتولدوت فيها انت واختك عمك لم عرف ان فريده عرضها للبيع اشتراها وأنا حولت ليه المبلغ المطلوب بس وقتها كنت فاكر فريده بتبيع الشقه عشان تعيش عند اهلها بدل وحدتها المهم الشقه دي موجوده لانها عاليه عندي اوي تقدر تتجوز فيها تعمل فيها عياده تخصك بعد شغلك فى المستشفى اللى انت عايز تعمله اعمله وفى كمان حاجه تانيه أنا وعمكم اسامه بنفكر فى مشروع نعمله والمشروع ده هيكون عشانك انت واخواتك ايسل وعمر وعلي أنتو اللى باقين لبعض وأنا مديون لوالدهم بكتير وعشان كده فكرت فى مشروع يجمعكم وبنسب متساويه بينكم عشان دي هديه مني ليكم مش ورث خالص والورث بقى لم ربنا يسترد امانته هيتقسم بعدل ربنا عليك انت واختك واخر حاجه هقولها انت مهما كبرت وبقيت راجل شحط قدامي مش هتكبر عليا يا دكتور وهجيب الشبكه اللى بنت اخويا تختارها وهطلب ايدها من بكره من هاشم واي حاجه أنا متكفل بيها واياك اسمع منك أي رفض وكلامك زعلني ونساني فرحتي لأنك بتحب وبتختار شريكه حياتك وهى بنت اخويا حته مني أنا كمان
ابتعد عنه وهو يحاول كبت مشاعره ولكن انسابت دموعه ليرفع اسر انامله ويمسح دموع والده برفق ويحتضنه بقوه ويهمس له بصدق أنا أسعد واحد فى الدنيا ان عندي اب زي حضرتك ربنا مايحرمني منك واللى هتقول عليه هنفذه عشان كلمتك سيف على رقبتي
بتاثر بحديث والدها لتقف خلفهم بمشاكسه
مش محتاجيني فى حاجه
لتعلو ابتسامتهم ويضمها هاشم لاحضانه ويطول العناق بينهم لعده لحظات كانت كفيله بغمرهم بالسعاده وهم محاوطين بذراعي والديهم الحاني ودرع الأمان والطمائنينه لهم .. ...
الاب رجلا لن يتكرر فى الحياه ابدا ولن يسد مكانه احد ..
يوم جديد مليء بالمفاجأت..
فعندما استيقظ هاشم اول شي فعله هو الذهاب الى منزل لشقيقه ليخبره بمشاعر ابنه اتجاه ابنة اخوه ..
تفاجئ زيدان بحديث شقيقه ولكن كان يشعر بالسعاده من اجل ابنائه فواحد تلو الاخر يأسس حياته لم يشعر بهذه السعاده من قبل فقد اطمئن على ابنائه الشباب والان ياتي شقيقه ليطمئنه على ابنة هى الاخري ..
لم يخفى اسر صډمته فقد تفاجئ حقا بما قصه عليه عاصي ولكن كان داخله يشعر بالفرحه من اجل شقيقته فعاصي طبيب ناجح وشخص محترم جاد بعمله به كل المميزات التى يتمناها ليكون زوج شقيقته وأخبره بانه سوف يتحدث معها بالأمر ويخبره بردها ..
كان يتابع عمله داخل مكتبه ويتطلع الى الملفات الموضوعه امامه ليلقى نظره اخيره عليهم لكي يوافق على الشخص الذي يستحق العمل الشاغر بشركته ..
جحظت عيناه وهو يتطلع لذلك الملف وينظر لهويه المتقدم ليتفاجئ بكونها الفتاه التى اصطدم بها من قبل لترتسم ابتسامته وهو يهمس بعدم تصديق مش ممكن .....