رواية مطلوبة القصل 21-22
اكثر و قد تأكدت شكوكه...
طيب ياما... انزلى انتى و انا ربع ساعة و هبقى عندك....
اغلق معها و ظل جالسا بمكانه يحدق بالهاتف الذي بين يديه وعقله يبدأ بنسج خيوط ما يحدث...
فهو الان متأكدا من ان صدفة لم ترسل تلك الرسائل فمن اذا فعلها...
ابتلع الغصة التى تشكلت بحلقه فور ان ضړبته فكرة ان يكون كل هذا لم يكن الا مخطط للايقاع بزوجته و هو بسبب غيرته و جنونه قد وقع به بكل سهولة...
فور ان دلف راجح الى المنزل اتجه بخطوات مترددة نحو غرفة صدفة ليصل الي سمعه صوت اناتها المټألمة بينما تتقئ بالحمام...
وقف بمنتصف الغرفة بجسد متصلب بينما قلبه يلتوى بداخله و هو يستمع الي المها هذا.
توقف اخيرا صوت تقيؤها و حل الصمت بارجاء المكان توتر جسده بينما عينيه مسلطة علي الباب ينتظر خروجها الوشيك و مواجهته اياها...
لكنه ظل منتظرا عدة دقائق و لم تخرج ببعد و لايزال الصمت ل يحل على المكان مما جعل القلق ينبض بداخله..
اخذ يربت برفق على خدها بيده التى كانت ترتجف بشدة و عقله ينسج سيناريوهات بشعة لكنه زفر بارتياح فور ان فتحت عينيها بصعوبة كما لو كانت تقاوم الغمامة التى تحيطها تنظر اليها بتشوش كما لو كانت لا تراه..
تركها و توجه مسرعا نحو المطبخ يبحث عن شئ يمدها بقليل من الطاقة ليجد عبوة عصير قد صنعتها والدته بوقت سابق..
ملئ كوب كبير منه واخذه عائدا به نحو الغرفة مرة اخرى ليجدها على حالتها التى تركها عليها....
رفعها بين ذراعيه يسندها اليه بينما يرفع كوب العصير الي شفتيها يحثها برفق على الارتشاف منه...
اخذت ترتشف منه ببطئ بينما لازالت شبه لا تدرك ما يحدث حولها لكن عندما وصلت لمنتصف محتوى الكوب بدأت تستعيد بعضا من وعيها رفعت رأسها نحوه ببطئ تنظر اليه بصمت عدة لحظات قبل ان يشحب وجهها شحوب فوق شحوبه كما لو كانت استوعبت اخيرا هويته..
اشاحت وجهها بعيدا لكن ليس قبل ان يرا خطوط الدموع المتساقطة علي خديها مما جعل ضعف غريب يستولي عليه تنحنح قائلا بصوت متحشىح و هو يقاوم المشاعر التى تعصف بداخله
كملى العصير....
ادارت ظهرها اليه متجهه نحو حافة الفراش بجسدها الضعيف الهش محاولة النهوض لكنه امسك بمرفقها يجذبها منه قائلا بحدة
راحة فين...
اجابته بصوت منخفض ضعيف دون ان تلتف اليه
همشى........
انهت جملتعا نازعة ذراعها من قبضته ناهضة على قدميها المرتجفة وهى تشعى بالوهن و الضعف لكنها رغم ذلك اجبرت قدميها على التحرك نحو الباب لكنها تراجعت خطوة للخلف بتعثر عندما وقف راجح امامها يمنع عنها التقدم هاتفا بها بحدة
هتروحي فين بحالتك دي انتي قادرة حتي تقفى علي رجلك....
قاطعته پغضب وهي تمسح بيدها المرتعشة الدموع العالقة بوجنتيها
وانت مالك بيا... ان شالله حتى اموت....يهمك في اية و لا......
لكنها ابتلعت باقي جملتها مطلقة تأوه منخفض عندما شعرت بمعدتها تؤلمها و قد انتابتها مرة اخرى نوبة من الغثيان لتسرع راكضة نحو الحمام تفرغ ما بجوفها وهي تأن پألم...
ليلحق بها راجح على الفور
و القلق و الخۏف عليها يعصفان بداخله...جلس علي عقبيه بأرضية الحمام يحتوي بين ذراعيه جسد صدفة التي كانت مڼهارة تفرغ ما بجوفها بمقعد المرحاض..
مما جعله يربت علي رأسها بحنان مبعدا شعرها للخلف محاولا التخفيف عنها و قد ألمه رؤيتها تعانى بهذا الشكل...
عندما انتهت اسندت رأسها بتعب للخلف علي كتفه و هى شبه غائبة عن الوعى و قد كان صدرها يعلو و ينخفض بقوة تكافح لالتقاط انفاسها بينما اخذ هو يمرر يده علي رأسها بحنان و عينيه مظللة بالألم و القلق تتفحص وجهها الذى كان خالى من اى لون يدل على الحياة و شفتيها الشاحبة المرتجفة بينما كانت عينيها غائرة بشدة تحيطها الهالات السوداء التى تدل على مدى مرضها..
كان رؤيته لها بحالتها تلك جعلت صدره ينقبض پألم....ظل يتحسس شعرها برفق حتي شعر بتنفسها اللاهث ينتظم و يعود الي طبيعته..
خرج بها لغرفة النوم واضعا اياها بلطف فوق الفراش..
لكنها جلست رافضة الاستلقاء مسندة رأسها الى ظهر الفراش...
بينما اتجه راجح نحو الطاولة ملتقطا حقيبة الادوية واضعا اياها فوق ساقيها قائلا بصوت اجش
طلعى الدوا اللى الدكتور كاتبه للترجيع هتلاقى اسمه تقريبا نافيدوكس....... عقبال ما اجيبلك ميا من المطبخ...
انهى كلماته تلك و خرج مسرعا من الغرفة هاربا حتي يهدئ ممن شاعره التى تتصارع بداخله...
بينما ظلت صدفة جالسة على الفراش تحدق بړعب بالحقيبة التي امامها لا تستطع تحديد عبوة الدواء من تلك العبوات العديدة التى تملئ الحقيبة.. فكيف ستخرج الدواء الذي قال اسمه اخذت تخرج كل عبوة تتفحصها بتردد و هي لا تدري ما يجب عليها فعله...
دلف راجح الى الغرفة لكنه توقف بمكانه يشاهد ما تفعله باندهاش فقد كانت تمسك كل عبوة دواء تديرها بين يديها و تتركها كما لو كانت لا تستطيع قراءة اسمائها حتى انها امسكت عدة مرات بالعبوة التى تحمل اسم الدواء المخصص للغثيان و تركتها من يدها...
غمغم قائلا و هو يكمل طريقه نحوها
طلعتى الدوا...!
رفعت عينيها نحوه تلقى نحوه نظرة خاطفة قبل ان تعود بتعثر تبحث بين الادوية و الارتباك واضح عليها مما جعل شكه يزداد..
همست بصوت متشنج بالتوتر
بشوفه اهو...
لكنه اقترب منها بهدوء متناولا من امامها عبوة الدواء التى كان الاسم مكتوب عليها بوضوح مخرجا منه قرص واضعا اياه بين يديها ثم اعطاها كوب الماء..
تناولت الحبة بينما كان وجهها محتقنا من شدة الحرج...
بينما كان راجح يتطلع اليها بصمت بينما لا يكف عن التفكير بما حدث الان..
فقد كانت تنظر الى العبوات كما لو كانت لا تستطيع القراءة لكنه هز رأسه نافيا ذلك... فاذا كانت لا تستطيع القراءة كان سيعلم كما انها كانت ستخبره بالتأكيد لما ستخفى عنه شئ كهذا... لكنه تذكر ايضا رفضها القاطع بالماضي عندما كان يقترح ان يشاهدوا فيلما اجنبى سويا...
و تلك المرة عندما سألها ان تقرأ تاريخ الفاتورة التى كانت ملقية على الطاولة منذ فترة طويلة حتى يعلم متى اخر مرة سدد فتتورة الهاتف..
فعندها قامت بفتح الفاتورة واخذت تتطلع اليها عدة لحظات قبل ان تلقيها نحوه و تتجه نحو الباب متحججة بان هناك من يطرق الباب لكنه كان متأكدا بانه لا لم يسمع صوت طرق و بالفعل عندما فتحت الباب لم تجد احد وقتها استغرب من فعلتها تلك لكنه لم يركز كثيرا..
هروح اعملك... تاكلى....
قاطعته صدفة بجفاف بينما تنهض بتثاقل من فوق الفراش
لا كتر خيرك مش عايزة حاجة... انا يدوب الحق امشى.....
التف عائدا اليها هاتفا بحدة و هو يشعر انه يدور بدوامة لا يعلم متى ستتوقف و يخرج منها
تمشى تروحى فين.... ام محمد مسافرة... ايه عايزة تروحى عند اشجان و ابنها....
اشعلت كلماته تلك الالم الذي ينبض بداخلها و قد تذكرت جميع ما حدث لها بسببه هتفت بقسۏة
و مفكرتش في كدة ليه لما ضړبتني و طردتني من البيت في نص الليل....
شحب وجه راجح فور تذكره ما فعله بها بتلك الليلة فاذا ثبتت برائتها فهي لن تسامحه ابدا على ما فعله بها غمغم بصوت مخټنق
خاليكى يا صدفة انتى لسه تعبانة... على الاقل هنا امى هتراعيكى و تاخد بالها منك.....
لكنها تجاهلته و اتجهت نحو الباب باصرار دون ان تستمع اليه فهي لن تبقى بهذا المنزل بعد ما فعله بها... ليسرع راجح نحوها يسد الطريق عليها بجسده الضخم قابضا على بذراعها حتي يمنعها من الخروج و هو يهتف بشراسة و ڠضب و قد بدأ يفقد السيطرة على غضبه فكل ما يحدث يضغط على اعصابه و قوة تحمله
قولتلك مش هتمشى.... يعنى مش هتمشى..
انتفضت صدفة متراجعة للخلف بقوة كما لو كانت لمسته قد
احرقتها و الخۏف يرتسم على وجهها من غضبه هذا...
تراجعت للخلف اكثر مبتعدة عنه قدر الامكان و هى تتذكر ما فعله بها باخر مرة كان غاضبا..
ضربه و سبابه اياها لا يزال برأسها كما لو كان الامر حدث اليوم مما جعل الخۏف و الذعر يسيطران عليها ..
سقط قلب راجح فور رؤيته للړعب المرتسم بعينيها بوضوح فقد كانت خائڤة منه حقا...ابتلع بصعوبة الغصة التى تشكلت بحلقه و هو يدرك انها تعتقد انه سيقوم بضربها مرة اخرى...مرت امام عينيه مشاهد لما فعله بها وقتها و صوت صراختها المټألمة تتردد بأذنيه تعذبه بل تقتله...
فاذا كان ما حدث فخ نصبه احدهم لهم فهو مديون لها بالكثير و لا يعلم كيف سيجعلها تسامحه على ما فعله بها فهو نفسه لن يستكع مسامحة نفسه.. طهمس بصوت منخفض محاولا ان يطمئنها
صدفة... اهدى.. ايدى هتتمد عليكى تانى...
هزت رأسها و هى ترفض ان تستمع اليه هامسة بارتجاف و خوف
ابعد عنى... و اياك تقرب منى...
انهت جملتها تلك متجاوزة اياه سريعا تفر نحو الباب مما جعله يندفع خلفها ممسكا بها يمنعها من الخروج..
نفضت يده بعيدا عنها كما لو كانت لا تطيق لمسته و هى تصرخ بحدة لاذعة
ابعد ايدك دى عنى و متلمسنيش....
احاطها بذراعيه محاولا منعها من الفرار مما جعلها تضربه بقبضتيها في اعلى كتفيه و صدره صاړخة پألم بينما عينيها اصبحت محتقنة بالدموع
قولتلك... سيبنى.... سيبنى.....سيبنى بقي فى حالى حرام عليك....
احاط خصرها بذراعيه جاذبا اياها نحوه رافضا اطلاق سراحها و عينيه مسلطة عليها يتطلع اليها باعين ممتلئة اخيرا بالادراك... كما لو كانت هناك غمامة على عقله و تم ازالتها اخذ يفحص وجهها ذو الملامح الملائكية و هو يفكر كيف امكنه