للقدر حكاية ج3
لاشاره يدها نحو الوافدين للمعرض
احنا مش هندخل
قالتها بخجل.. ليبتسم وهو يطالع المكان
اكيد طبعا.. يلا
سارت جانبه بتوتر تخفض عيناها نحو خطواتها... كانت تعلم أن لا ثوبها الطويل داكن اللون ذو الورود المنقوشه يناسب ذلك المكان ولا هيئتها بالمجمل ولكن اصرفت ذهنها عن تلك الأفكار
فلما تفكر بهذا الأمر ولكل منهم حياه... وهي راضيه سعيده بحياتها مدام تطعم نفسها وتعيش بمال هي من تكافح من أجل نيله
مش معقول حمزة الزهدي شرفنا بذات نفسه... انا قولت كالعاده هتكون مش فاضي أو معندكش وقت للتفاهات ديه
هتف بها مروان صديقه الذي كان من دفعته في كليه الشرطه.. لتلطم زوجته ذراعه
ماشي يامروان انا رسوماتي القيمه تفاهه
يرضيك يقول على فني تفاهه ياحمزة
ضحك حمزة كما ضحكت ياقوت رغما عنها
لا طبعا ياهند.. بس انتي عارفه مروان دبش في كلامه حبتين
ضحك الصديقان لتتعلق عين هند ب ياقوت
مين الحلوه ديه
تعلقت عين مروان وزوجته ب ياقوت منتظرين تعريف حمزة لهم عنها
ياقوت قريبه فؤاد جوز ناديه اختي... بتحب الرسم فقولت فرصه تحضر المعرض وتتعرف عليكي
حيث كده اخد ياقوت بقى واشوف رؤيتها الفنيه... اصل الفنانين بيفهموا بعض
ألقت هند عبارتها الاخيره ضاحكه وانصرفت وهي تجر ياقوت خلفها.. فضحك حمزة مخاطبا صديقه
مجنونه مراتك ديه امتى هتعقل
تنهد مروان وهو يطالع زوجته بعشق
عمري ما هلاقي زيها ياحمزة.. عشر سنين جواز ومفكرتش في يوم تسبني ورضيت تعيش مع واحد عقيم
ان شاء الله ربنا هيكرمك يامروان... بس افتكر لو جبت ولد هتسميه حمزة فاكر
عاد مروان لوجهه البشوش الضحك
يااا ياحمزة انت لسا فاكر... اه من ساعه ما اختارنا اسامي العيال من 14 سنه وهما مش عايزين يجوا
دمعت عين حمزة من أثر الضحك كما كان هذا حال مروان... لتتعلق عين حمزة ب ياقوت التي كانت من حين لآخر تبحث عنه بعيناها كأنها طفله صغيره تبحث عن والدها
رمق حمزة.. مروان دون فهم
قصدك ايه
وعندما أدرك مقصده من غمزة عيناه.. ربت على كتفه مبتسما
بلاش شغل الظباط يطلع عليا
ضحك مروان وهو يعدل من هندام قميصه
ماشي ياسيدي
واردف وهو يرمق هيئة ياقوت
اكيد بعد مدام سوسن الله يرحمها مش هتجيب مكانها اي واحده... وباين على البنت انها على قد حالها
عن اذنك يامروان
اماء مروان له برأسه واتجاه نحو احد ضيوف زوجته
حمزة من ياقوت التي كانت تطالع أبعاد إحدى الرسومات
عجبك التابلوه
انتفضت ثم ألتفت نحوه فضحك على فزعها
معلش خضيتك... قوليلي التابلوه عجبك يا ياقوت
ابتسمت وهي تعود لمطالعه الرسمه التي تعكس هدوء وصفاء الطبيعه في لمحة فنيه
اه جدا.. رسمي ميجيش حاجه مع الحاجات الحلوه ديه
واردفت مازحة وهي تطالع اللوحات بنظرة خاطفه
بس انا كمتفرج مش اكتر.. مقدرش اشتري حاجه
ضحك وهو يرى انخفاض صوتها مع تلك العباره
وانا متفرج برضوه... قوليلي بقى نظرتك وسبب انبهارك للتابلوه ده بالخصوص
عادت تنظر للوحة بأعين لامعه
فيها هدوء وراحه عجيبه... بتاخدك لعالم مسالم
وقف يستمع إليها ومن حين لآخر ېختلس النظرات نحوها.. زفر أنفاسه بهدوء وهو تارك حاله يعيش معها تلك اللحظه
تعرف نفسي يبقى عندي كوخ زي ده اعيش في
نظر نحو الكوخ الخشبي الصغير الذي يحتل أطراف اللوحه
نفسك تعيشي في كوخ.. اتمنى طيب تعيشي في قصر
ضحكت بخفوت وآلم استوطن قلبها منذ تلك الليله التي سحبت زوجة ابيها من فوق جسدها الغطاء لتدفئ ابنتها وكأن هي لا حق لها أن تشعر بالدفئ وأرتكزت عيناها نحو اللوحه
بس يبقى عندي زيه وانا راضيه
................................
وقف بجانب سيارته يفتح لها بابها كدعوة لتوصيلها وقبل ان يهتف
مش هقدر اركب معاك
طالعها حمزة مرتبكا واسند يده على باب السياره
ما انا مقدرش اخليكي تروحي لوحدك
ونظر لساعه يده التي وقف عقربها عند العاشرة مساء
انا فاهم وجهت نظرك.. بس الظروف تحكم يا ياقوت
نفت برأسها عباراته
انا زي ما جيت هعرف هروح
وكادت ان تنصرف من أمامه.. فأوقفه صوته
خلاص استنى اوقفلك تاكسي
حركت رأسها معتذره
صدقني انا عارفه طريقي.. شكرا على الدعوة
لم يجد كلمه أخرى يصر بها عليها.. فمن نظرت عيناها الجادة علم انها لن تقبل اي من عروضه التي تتوجب عليه شهامته
سارت في الشارع الذي أتت منه بخطوات مستقيمه تعرف هدفها
لم تلاحظ سيره خلفها بسيارته الي ان وجدها أخيرا تقف بجانب احد الأرصفة ثم أشارت لإحدى وسائل المواصلات الماره في الطريق
اطمئن على صعودها لسيارة ممتلئه بالركاب... فأكمل قيادته ولكن تلك المره بالسرعه المعتاد عليها
زافرا أنفاسه بقوه مخاطبا حاله
لازم أنجز في التمثليه ديه...