رواية ادهم ج
انت في الصفحة 1 من 9 صفحات
الحلقة الأولى
دقة وأخرى وانطلق جرس المنبه يعلو ويعلو ليلتفت له أدهم ويوقفه ذكره بأبشع لحظات حياته لكنه نفضها من مخيلته ورجع لأمام مرآته ليواصل هندمة ملابسه ولكن انعكاس عيناه
.وضع كلا يديه على أذنيه وهو يضغط عليهما بشدة محاورا نفسه
_امتى هخلص منها ...امتى هنسى ...يااارب
لا مش هقدر أتحمل اكتر لازم أبعد عن هنا ..... لازم أسافر
وعقد العزم على السفر والبعد عله يستطيع نسيان أبشع وأشرس موقف تعرض له قلبه المسكين
على الجانب الآخر في الغرفة المجاورة كان يقبع أحمد شقيقه الأكبر والأكثر حكمة وهدوء من يراه يظنه يعيش حياته بكل سعادة وهناء ولا أحد يعرف أنه يعاني كما يعاني شقيقه بل وأسوء من شقيقه بمراحل فعلى الأقل أدهم سيسافر ويبتعد عن موضع ذكرياته ولكن ماذا يفعل احمد غير الضغط على أعصابه ليظهر بمظهر الإنسان العاقل الخالي صاحب الحكمة واللامبالاة
وأثناء انشغاله بهمسه لحبيبته سمع لوالدته تنادي عليه فأغلق الهاتف وغير ملامحه للهدوء
أحمد بابتسامة هادئة
_صباح الخير يا بابا
إبراهيم واضعا الجريدة على المنضدة وملتفتا لولده بابتسامة مماثلة
_صباح الخير يا حبيبي اقعد عشان تفطر معايا
أحمد بتعجل
_معلش يا بابا متأخر على المستشفى هبقى افطر هناك و....
ابراهيم بعبوس مقاطعا اياه
_اقعد يا أحمد عشان تساعدني أمك عاملة أزمة بسبب سفر أخوك و انت فاهم أنا ما صدقت انه بدأ يخرج من حالته اللي كان فيها
_صحيح يا بابا أرجوك اتكلم معاها أدهم فعلا محتاج يسافر عشان على الأقل يغير جو وينسى
وهنا ظهرت رقية والدة أحمد والتي جاءت وجلست بجانبهم پغضب واضح على ملامحها دون أن تتكلم
_صباح الخير
فنظر إبراهيم والدهم إلى ابنه نظرة مفادها ألم أقل لك وحاول هو الآخر تجاذب أطراف الحديث معها فتحدث بابتسامة هادئة
_صباح الخير يارقية أومال فين ياسمين وأدهم
رقية بضيق واضح ومعالم متجهمة
_صباح الخير.. ياسمين نايمة معندهاش محاضرات النهاردة فقلت اسيبها تنام براحتها
إبراهيم بجديه
_انت على فكرة مدلعة ياسمين أكتر من اللازم يا رقية
_أنا بنتي مش مدلعة ..هي وحيدتي والصغيرة فمن حقها تعيش زي باقي البنات اللي في سنها
وبعدين انت عجبك يعني ولادك دول اللي مش بيعملوا لينا احترام ولا خاطر....
ادهم بابتسامة باهتة
_صباح الخير يا جماعة.... مالك يا ماما زعلانة مننا ليه بس
رقية بعصبية
_يعني مش عارف عملت ايه
إبراهيم پغضب هو الآخر
_قفلي على السيرة دي دلوقتي يارقية مش وقته
رقية پغضب أعمى
لاوقته ..ازاي يعني عايزني أقبل إن ابني يسيبني ويسافر بعيد عني!
احمد بهدوء وروية
_يا ماما اهدي من فضلك ده شغل وجوة مصر مش في دولة تانية يعني
_أنا ماليش دعوة بالكلام ده أنا قلت مفيش سفر يعني مفيش سفر
أدهم بتعب واضح
_يا ماما عشان خاطري سبيني أعيد ترتيب حياتي ...سبيني أحاول أقف على رجلي من تاني وأحقق أحلامي
رقية بعصبية مفرطة
_وانت ناقصك إيه هنا أبوك فتحلك عيادة كبيرة ليك ولآخوك غير المستشفى الكبيرة اللي بتشتغلوا فيها ...عايز إيه تاني !!
إبراهيم پغضب
_وبعدين بقى مش هنخلص من الموال ده!!
ادهم بضيق وقهر
_أنا اتاخرت عن إذنكم
فأومأ أحمد برأسه موافقا واندفع خلف أدهم ليلحقه
في الوقت الذي صړخ إبراهيم بزوجته پغضب
_أنا نفسي أفهم انت عايزة إيه عايزة توصلي لإيه
إبراهيم پغضب أقوى
_تاني عايزة مصلحته ...انت نسيتي إن مصلحته من وجهه
نظرك كانت هتضيعه قبل كدة تحبي أفكرك وصلتيه لفين قبل كدة
رقية باڼهيار وبكاء
_مكنش قصدي ...مكنتش أعرف إنها.....
إبراهيم مقاطعا بحزم وجدية
_تسرعك اللي وقعنا في المصېبة دي ...وبردوا متعلمتيش بردوا بتفرضي رأيك عليه ...اسمعي أدهم مش بيحب حد يفرض عليه حاجة لكنه كل مرة بيسمعلك عشان بيحبك وانت بتستغلي النقطة دي ...بس خلاص كفاية تسلط بقى هي كلمة ومش هعيدها تاني زي ما هو عايز أنا هوافقه عايز يسافر هنسيبه يسافر ويغير جو ويجرب يخرج من قوقعته دي
_أنا بس كنت عايزة ....
إبراهيم مقاطعا پغضب
_خلصنا وقت ما يجي ويقول أنا مسافر هتضحكي في وشه وهتقولي وماله ...انت سامعة
أومأت برأسها دون كلام فتركها إبراهيم وخرج ليذهب لشركته وفي داخله دعاء صامت أن تستمع له زوجته وإلا تزيد من ضغطها على ادهم حتى لا يفقده نهائيا
وأما ادهم واحمد ....
الحلقة الثانية
ونعود لأدهم الذي اندفع خارجا من الفيلا وعلى وجهه امارات الڠضب ولكنه توقف عن الصعود لسيارته عندما صدح صوت احمد هاتفا باسمه لاكثر من مرة
أحمد بلهاث
_أدهم ...استنى يابني
أدهم بحنق
_نعم عايز ايه يا أحمد
أحمد محاولا المرح مع أخيه
أدهم.......
أحمد متحدثا بجدية
_ادهم من فضلك اهدى ...انت عارف من الاول ان ماما رافضة سفرك ورد فعلها ده احنا كنا متوقعينه صح ولا لاء!
أدهم پغضب وهو يغلق باب سيارته پعنف
_وبعدين ...اخرتها ايه هفضل على كدة لامتى ....انا تعبت ...تعبت انا عايش مېت ....حسوا بيا بقى
أحمد محاولا امتصاص غضبه
_اهدى طيب والله كل اللي انت عايزه هيحصل بابا وعدني انه هيتكلم معاها وهو موافق على سفرك صدقني
أدهم زافرا بضيق
_ياريت اسافر النهاردة واخلص بقى
أحمد سائلا بحذر
_ادهم ..هو انت يعني ....قصدي يعني علاجك...
رفع أدهم راسه پغضب لينظر لاخيه بضيق واضح
_أحمد .....بطل تعاملني كواحد من المجانين اللي بتعالجهم
أحمد محاولا تلطيف الاجواء
_يابني مش قصدي أنا بس .....
قاطعهم خروج والدهم اليهم الذي اقترب من ادهم رابتا على كتفه ومتحدثا بهدؤ