الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية تقي الفصل الاول

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الأول
بداخل مقهى شعبي في أحد الأحياء البعيدة بداخل القاهرة القديمة أمسك شاب ما ملامحه تشير إلى فقره وغلبه - بكوب زجاجي ثم أخذ يرتشف منه ذاك المشروب الساخن الذي يمتليء به وما إن انتهى حتى أسنده على الطاولة الخشبية الصغيرة التي يتسند عليها بمرفقه  
أخذ ذاك الشاب يراقب المارة بأعين غير مكترثة إلى أن لفت إنتباهه تلك السيدة العجوز - ذات الملابس الرثة والشعر الأشعث وهي تنوح وتندب حظها فضيق عينيه ليرى ما الذي تفعله و 

-تهاني بنبرة باكية ونظرات زائغة خدني لحم ورماني عضم خد اللي ورايا واللي قدامي رماني بعد ما سرقني منه له منه له
ثم أخذت تهاني ټضرب صدرها وتلطم على وجهها بطريقة هيسترية والناس من حولها يتعجبون لحالها 
أشفق ذلك الشاب على تلك العجوز ونهض عن مقعده الخشبي شبه المتهالك ثم توجه ناحيتها بخطوات راكضة ووقف إلى جوارها و 
-منسي بنبرة منزعجة ست تهاني يا حاجة تهاني يامه
حدجته هي بنظرات ساخطة قبل أن تستدير برأسها لتبدأ العويل مجددا فلوى فمه في ضيق ثم وضع كف يده على كتفها و 
-منسي بنبرة ضائقة يا ست تهاني مايصحش اللي بتعمليه ده الشارع كل يوم بيتفرج عليكي تعالي معايا أما أرجعك عند أهلك 
-تهاني بنبرة متشنجة ونظرات ضائعة ضحك عليا خد فلوسي كلها رماني في الشارع !!
-منسي وهو يلوي فمه في امتعاض لا حول ولا قوة إلا بالله معلش يا ست تهاني الله يعوض عليكي تعالي معايا
ثم أمسك بها من ذراعها وقام بسحبها على مهل خلفه وسار بها في اتجاه منزلها الكائن بأخر الطريق 
في مشفى الجندي الخاص
أمسك الطبيب بالمشرط وقام بشق طولي في جسد المړيض المسجى أمامه لتبدأ عملية الجراحة العاجلة لأحد رجال الأعمال الهامين في البلد  
وقف الطاقم الطبي إلى جوار ذلك الطبيب ذو الملامح الصارمة وهم على أهبة الإستعداد لتلقي الأوامر وتنفيذها  
-مهاب متسائلا بنبرة حادة وهو يلوح بيده معدل النبض  
-طبيب ما يقف خلفه بجدية منتظم يا د مهاب
أومىء الطبيب مهاب برأسه إيماءة خفيفة ثم أشار لباقي الطاقم بعينيه لكي يباشروا عملهم معه 
توقف الشاب منسي أمام بناية شبه متهالكة ومعه تلك العجوز ثم رفع رأسه عاليا لينظر إلى الشرفات التي تبرز من جانب المبنى لعله يلمح أي فرد من عائلتها ولكنه لم يرى سوى بعض الملابس المغسولة حديثا و التي تتدلى من حبال الغسيل القديمة  
تنهد منسي في عدم ارتياح ثم أطرق رأسه للأسفل وظل ممسكا بالعجوز تهاني وأجبرها على السير معه إلى داخل البناية  
كانت خطواتها متثاقلة وبطيئة ولم تكف أبدا عن الأنين والشكوى ولأنه يعلم بأنها ليست طبيعية فلم يعقب على ما تقوله وأثر الصمت وسحبها ناحية الدرج الخشبي وأسند كف يدها المجعد والخشن على الدرابزون لتمسك به ثم سبقها هو بخطوة ليتأكد من أنها لن تسقط من عليه 
بعد عناء توقف منسي أمام باب منزل مكون من دلفتين خشبيتين ومزود بنافذتين صغيرتين خلف قضبان حديدية أو ما يطلق عليه ( شراع ) ثم بحث عن الجرس ليقرعه وانتظر أن يأتيه الرد من الداخل ويفتح أحد ما له الباب 
سمع منسي صوت فتاة عذب يأتي من الداخل فابتسم في نفسه لأنه سيريح ضميره ويسلم تلك السيدة لقاطني هذا المنزل 
لحظات مرت كالدهر عليه حتى سمع صوت صرير الباب وهو يفتح ليجد تلك الفتاة ذات التسع عشر ربيعا وهي

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات