رواية تقي الفصل الاول
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
الفصل الأول
بداخل مقهى شعبي في أحد الأحياء البعيدة بداخل القاهرة القديمة أمسك شاب ما ملامحه تشير إلى فقره وغلبه - بكوب زجاجي ثم أخذ يرتشف منه ذاك المشروب الساخن الذي يمتليء به وما إن انتهى حتى أسنده على الطاولة الخشبية الصغيرة التي يتسند عليها بمرفقه
أخذ ذاك الشاب يراقب المارة بأعين غير مكترثة إلى أن لفت إنتباهه تلك السيدة العجوز - ذات الملابس الرثة والشعر الأشعث وهي تنوح وتندب حظها فضيق عينيه ليرى ما الذي تفعله و
ثم أخذت تهاني ټضرب صدرها وتلطم على وجهها بطريقة هيسترية والناس من حولها يتعجبون لحالها
أشفق ذلك الشاب على تلك العجوز ونهض عن مقعده الخشبي شبه المتهالك ثم توجه ناحيتها بخطوات راكضة ووقف إلى جوارها و
حدجته هي بنظرات ساخطة قبل أن تستدير برأسها لتبدأ العويل مجددا فلوى فمه في ضيق ثم وضع كف يده على كتفها و
-منسي بنبرة ضائقة يا ست تهاني مايصحش اللي بتعمليه ده الشارع كل يوم بيتفرج عليكي تعالي معايا أما أرجعك عند أهلك
-تهاني بنبرة متشنجة ونظرات ضائعة ضحك عليا خد فلوسي كلها رماني في الشارع !!
ثم أمسك بها من ذراعها وقام بسحبها على مهل خلفه وسار بها في اتجاه منزلها الكائن بأخر الطريق
في مشفى الجندي الخاص
أمسك الطبيب بالمشرط وقام بشق طولي في جسد المړيض المسجى أمامه لتبدأ عملية الجراحة العاجلة لأحد رجال الأعمال الهامين في البلد
-مهاب متسائلا بنبرة حادة وهو يلوح بيده معدل النبض
-طبيب ما يقف خلفه بجدية منتظم يا د مهاب
أومىء الطبيب مهاب برأسه إيماءة خفيفة ثم أشار لباقي الطاقم بعينيه لكي يباشروا عملهم معه
توقف الشاب منسي أمام بناية شبه متهالكة ومعه تلك العجوز ثم رفع رأسه عاليا لينظر إلى الشرفات التي تبرز من جانب المبنى لعله يلمح أي فرد من عائلتها ولكنه لم يرى سوى بعض الملابس المغسولة حديثا و التي تتدلى من حبال الغسيل القديمة
كانت خطواتها متثاقلة وبطيئة ولم تكف أبدا عن الأنين والشكوى ولأنه يعلم بأنها ليست طبيعية فلم يعقب على ما تقوله وأثر الصمت وسحبها ناحية الدرج الخشبي وأسند كف يدها المجعد والخشن على الدرابزون لتمسك به ثم سبقها هو بخطوة ليتأكد من أنها لن تسقط من عليه
سمع منسي صوت فتاة عذب يأتي من الداخل فابتسم في نفسه لأنه سيريح ضميره ويسلم تلك السيدة لقاطني هذا المنزل
لحظات مرت كالدهر عليه حتى سمع صوت صرير الباب وهو يفتح ليجد تلك الفتاة ذات التسع عشر ربيعا وهي