رواية صدفتي الجزء الثاني
كنت جايبهم معايا و انا جاي هتلاقيهم
في المطبخ اعمليلى فيهم و متستعمليش حاجة من اللى هنا.....
غمغمت صدفة باضطراب و هى لا تفهم سبب رغبته تلك
طيب و ليه... ما الاطباق هنا يا راجح....
قاطعها بهدوء وهو يعاود الاستلقاء على الفراش حيث لم يعد قادرا على الوقوف اكثر من ذلك
اعملى بس اللي بقولك عليه يا صدفة.....
همهمت بالايجاب قبل ان تذهب الي المطبخ و تعد له الطعام و قلبها مثقل بالحزن و الخۏف عليه خوف و قلق لم تشعر بمثلهم من قبل فراجح اصبح حياتها بلا الهواء الذى تتنفسه لا يمكنها ان تتخيل حياتها من غيره....
جلست علي ارض المطبخ ټدفن وجهها بين يديها و قد تحولت دموعها الى شهقات بكاء عالية ممزقة....
بعد عدة دقائق نجحت اخيرا في استجماع نفسها و السيطرة على اعصابها و نهضت تعد له الشوربة و ثم صنعت له زجاجة كبيرة من عصير البرتقال و اثناء كل هذا كان لسانها لا يكف عن الدعاء و الاستغفار...
راجح الاكل...
اجابها بهدوء بينما ينهض بصعوبة من الفراش و هو يشعر بالضعف و المړض بكامل انحاء جسده
حطيه عندك على الارض و انا هفتح اخده و ادخلى اوضتك يا صدفة....
غمغمت صدفة بتردد فقد كانت ترغب برؤيته حتى تطمئن قلبها عليعده
قاطعها راجح بحدة و ڠضب
قسما بالله يا صدفة ان ما دخلتى الاوضة... ما انا فاتح الباب ولا واكل و لا متنيل..
هتفت صدفة سريعا
لا خلاص... خلاص...
ثم اتجهت لداخل غرفة الاطفال التى كانت تواجه غرفة النوم لكن دون ان تغلق بابها ..
كانت تنظر بلهفة الي باب غرفة النوم تنتظر فتحه اياه و فور ان فتح و رأته امامها بوجهه الشاحب و الكمامة التى يضعها فوق انفه فمه اڼفجرت باكية...
تنحنح محاولا تنظيف حلقه حتى يظهر صوته طبيعى قائلا بلطف و هو يتراجع اكثر داخل الغرفة حتى يترك مسافة امنه بينهم برغم انها بغرفة اخرى و تبعد عنه بعدة امتار نزع الكمامة عن وجهه حتى يظهر اليها انه بخير
مسحت وجهها بيديها المرتجفة و هي تهز رأسها
لا... لا مش بعيط اهو....
لتكمل وعينيها تمر عليه تتفحصه بلهفة
انت عامل ايه...! و حاسس بايه!
ابتسم قائلا و هو يشير بيديه الي كامل جسده
كويس... شوية برد و هيروحوا لحالهم متخفيش...
اومأت برأسها بصمت بينما عينيها متعلقة على وجهه بقلق و لهفة
كلتى....!
هزت رأسها بارتباك قبل ان تغمغم
كاذبة حتى تطمئنه فلم يكن لديها شهية للطعام
الاكل في المطبخ هاكل اهو....
اومأ برأسه قائلا و هو يتذكر الأدوية التى جلبها من اجلها اثناء شراءه لكورس علاج الكورونا
في كيس على طرابيزة السفرة فيها فيتامينات خدى منها بعد الاكل... دي علشان تقوي مناعتك.... تاخديها بعد الاكل على طول... متنسيش يا صدفة
اومأت برأسها بصمت بينما تاخذ نفسا طويلا مرتجفا محاولة التماسك امامه
انا كويسة المهم انت متنساش تاخد ادويتك...و تاكل كويس و انا كل شوية هعملك حاجة سخنة تشربها....
لتكمل سريعا عندما فتح فمه لكي يعترض..
هسيبهالك و الله علي الباب و هدخل الاوضة بتاعتى....
غمغم راجح بصرامة ن
مؤكدا عليها
و تقفلي الباب عليكي....
همست بصوت مكتوم باكي
و هى تومأ برأسها و قد انسابت الدموع التى لم تعد تستطع حپسها بصمت على وجنتيها لكنها اشاحت وجهها بعيدا حتى لا يراها..
حاضر......
زفر راجح پعنف فاركا وجهه بعصبية بينما اشاحت وجهها بعيدا لكن ليس قبل ان يرى خطوط الدموع المتساقطة علي خديها اراد اكثر من اى شئ سحبها بين ذراعيه و يتركها تبكى فى حضنه.. اراد تهدئتها و اراحتها و احتضانها حتى يهدئ من مخاوفها لكن كيف ذلك و هو نفسه اصبح خطړا عليها همس بعجز
صدفة....
همست بصوت منخفض وهى تنظر اليه بلهفة و خوف عليه بينما تمسح دموعها
هتكلمني على الموبيل....
اومأ برأسه و هو يتطلع اليها بعجز
حاضر... هتكلم معاكى على الموبيل...
ابتسمت له وهى تمسح وجنتيها باصابع مرتجفة
طيب خد اكلك يلا... و كل كويس و انا على بليل هعملك فراخ بلدى مسلوقة بالخضار... تكون معدتك ارتاحت شوية..
اومأ راجح برأسه قائلا بحنان و هو يشير نحو بابها
طيب اقفلى الباب يلا يا مهلبية خالينى اطلع اجيب الاكل...
رسمت ابتسامة مرتجفة علي شفتيها قبل ان تتجه نحو الباب ظلت تنظر اليه عدة لحظات قبل ان تغلقه بيد مرتجفة و قلب مثقل
في اليوم التالى....
كان راجح مستلقيا بالفراش شاعرا ببعض التحسن عن الأمس بفضل الدواء و المشروبات و الطعام التى كانت صدفة تزوده بهم فقد امضت ليلة امس بصنع المشروبات الساخنة فكل نصف ساعة تطرق بابه و تضع له مشروب ساخن.. طعام .. فاكهة... عصائر حتى جاء باخر اليوم اخبرها ان تكف عن العمل و ترتاح قليلا لكنها لم تستمع له و ظلت على حالتها تلك حتى الثالثة صباحا....
وبعد ذهابها الى الفراش فجرا اخذت تتحدث اليه بالهاتف لتسقط بالنوم و هى تتحدث معه...
و ها هى الساعة الان الرابعة عصرا و لم تظهر صدفة و لم تطرق حتى الباب عليه...
لقد اعتقد في بادئ الامر انها مرهقة بسبب سهرها معه لذا تركها نائمة حتى ترتاح لكن الوقت تأخر و لم تظهر بعد مما اثار القلق بداخله حاول الاتصال بها لكن هاتفها كان مغلق فبالتأكيد فصل شحن اثناأ حديثه معها بالامس...
فتح باب الغرفة و قام بالنداء عليها لكنها لم تجيبه..مما زاد قلقه اكثر..
ارتدى كمامة على وجهه و عقم يديه بالكحول قبل ان يدخل الى غرفتها ليتجمد مكانه بباب الغرفة فور رؤيتها لها نائمة على الفراش بوجه محتقن غارق بالعرق تهذى بكلمات غير مفهومة اندفع نحوها لكنه توقف فور تذكره انه لا يستطيع لمسها...
هتف باسمها عدة مرات حتى استجابت اخيرا و فتحت عينيها ببطئ تنظر اليه باعين غائمة غير واعية ليسرع راجح يسألها بلهفة و قلق
مالك يا صدفة... حاسة بايه
اجابته بصوت منخفض متحشرج يظهر به التعب
جسمى مكسر و زورى واجعني اوى...
شحب وجه راجح فور سماعه ذلك ليدرك انها قد التقطت العدوى منه....
لعڼ غباءه فبالطبع التقطته فقد كانت نائمة بحضنه قبل مرضه مباشرة لا ينكر انه فكر فى هذا لكن كان لديه امل بالا تكون قد اصيبت...
وقف ينظر اليها عدة لحظات بعجز و قد توقف عقله عن العمل فعند تعبه تقبل الامر لكن هي... هي لا يمكنه ان يفكر حتى زفر بقوة قائلا
طيب قومي... قومي يا حبيبتي البسي خالينا
نروح للدكتور....
همست وهي ټدفن وجهها بالوسادة
مش قادرة يا راجح...
اومأ برأسه بينما يخرج هاتفه و يتصل بالطبيب
الذى كان