رواية نرمين الجزء الاول
وما ان خرجت وقابلتها دادة فاطمة فلاحظت عليها الحزن وصوتها المخڼوق
دادةمالك يا نيرمين
نيرمين بصوت مخڼوقمافيش يا دادة
دادةحد ضايقك بحاجة
نيرمين لا ابدا انا بس حاسة بارهاق وعايزة اطلع انام
دادةماشى يا حبيبتى حتى شكلك مرهق خالص
نيرمين عن اذنك يا دادة
وما ان وصلت غرفتها وقفلت عليها الباب حتى القت نفسها على السرير واجهشت فى البكاء الشديد
خالدمكنش لازم تحضر معايا وانا بسالها انت عقدت الموضوع كده
سيف انا مقصدتش اجرحها بس هى اللى مش مديانا فرصة نساعدها
خالدياريت بس تخفف من اسلوبك معاها علشان نديلها الامان وتقدر تحكيلنا على اى حاجة تعرفها
وانصرف خالد فيما دخل سيف حمام حجرة نومه ووضع راسه تحت صنبور الماء ثم رفع راسه وقطرات الماء تسيل على وجهه وهو ينظر فى المرآة التى تعلو الصنبور وهو يستنكر ما فعله اليوم كانه يلوم نفسه
ظلت نيرمين فى حجرتها منذ ان صعدتها ومازالت مستلقاه على السرير لم تتحرك من مكانها ومن كثرة بكائها اغلقت عينيها ثم اخذت تذهب فى نومها تدريجيا حتى نامت
ونتيجة توضيح سيف لهذا السؤال بطريقته الچارحة لقد امسكت راسها من كثرة التفكير وهى تشعر پاختناق وتهرب من ذاكرتها انها تخشى ان يكون هذا هو ما حدث بالفعل ماذا لو كان كلامهم صحيح هل ستستطيع ان تعيش اذا تذكرت ما حدث لها واتضح ان هذا هو ماتعرضت له وما نظرة المجتمع لها عند ذلك
ولكن هل الهروب هو الحل بالطبع لا
كل هذا هو ما كانت نيرمين تحدث به نفسها وهى تجلس على سريرها وهى تلف زراعيها حول ركبتيها مطأطئة راسها على ركبتيها فى حزن شديد
لانه يذكرها بما تحاول الهروب منه
فتحت دادة فاطمة الباب برفق ونظرت من خلفه فرات نيرمين نائمة فلم ترد ان توقظها ارادت ان تجعلها ترتاح من الارهاق الذى بدا عليها
جلست دادة فاطمة بجانب سيف على طاولة الطعام بينما نظر سيف الى الكرسى الذى كانت تجلس عليه نيرمين بطرف خفى ويدفعه فضوله ليعرف لماذا لم تجلس نيرمين معهم اليوم على الطاولة ولكن كبرياءه منعه من ذلك فظل ياكل بهدوء منتظرا دادة فاطمة ان تخبره ولكن دادة فاطمة لم تفعل ذلك
وبعدما اوشكوا على الانتهاء من الطعام نظرت دادة فاطمة الى سيف وسالته
دادةمقولتليش وصلتوا لايه مع صاحبك النهاردة
سيفموصلناش لحاجة
دادةيعنى ايهاومال الفترة اللى قعدتوها دى كنتوا بتعملوا اي
سيف كان بيسالها شوية اسئلة لكن معرفناش ولا اجابة منها
دادة اصلها خرجت من عندكوا وشها متغير اوى وكان باين عليها التعب وسالتها حد ضايقك بحاجة قالتلى لا بس انا مرهقة شوية
حتى طلعت اندهلها عشان العشا لقيتها نايمة وباين عليها الارهاق خالص
سيف وهو ينظر فى طبقهكان لازم تصحيها علشان تاكل مينفعش تنام من غير متتعشا ويمكن الارهاق ده من قلة الاكل
لم تكن تتوقع دادة فاطمة هذا الكلام من سيف بعدما كان يحثها على تجنب وجود نيرمين فى مكان موجود فيه الان يقول هذا الكلام لم تظهر دادة فاطمة اندهاشها حتى لا تتغير نبرة سيف فى الكلام واسترسلت كانها لم تاخذ بالها من كلامه
دادةبصراحة صعبت عليا قولت اسيبها تنام ولما تصحى هبقى اخلى رقية تطلعلها الاكل لاوضتها
انتهى سيف من الطعام وقام وهو يقولخالد هييجى كمان يومين علشان نشوف هنعمل ايه عرفيها لو هى مش مستعدة أأجل مجيئه شوية علشان تبقى نفسيتها مستعدة للمقابلة
دادة فاطمة تنظر باندهاش تداركها سيف خالد هو اللى طلب منى اقولها كده ثم استدار ليذهب مكتبه
دادة فاطمة تنظر اليه وهو ذاهب وهى تفكر فى التغيير الذى فى نبرة كلامه عن نيرمين ترى هل هذا شئ عادى ام ان شيئا ما قد تغير بالفعل داخل سيف تجاه نيرمين
لم ترد دادة فاطمة ان تعطى الموضوع اكبر من حجمه وقالت فى نفسهاربنا يهديك يا سيف
ظلت نيرمين فى حجرتها لم تنزل منها ايضا فى اليوم الثانى وارادت دادة فاطمة ان تسالها عن السبب كانت تبرر بانها تشعر بالتعب والارهاق ولا تريد الخروج من غرفتها وكان الاكل الذى يذهب اليها يرجع كما هو لم تتناول شيئا منذ يوم وليلتين
احتارت دادة فاطمة فى امرها اما سيف فلم يرد ان يظهر اهتماما بالامر امام دادة فاطمة ولكن بداخله كان يتمنى ان يعرف السبب هل هذا لانها ما زالت تتذكر ماقاله لها ولا تريد ان تجلس معه فى مكان واحد كان هذا يجول بخاطر سيف الذى تعجب من نفسه قائلاانت مدى الموضوع اكبر من حجمه ليهيهمك فى ايه زعلت ولا مزعلتش من امتى وانت بتفكر بالطريقة دى
ثم رد على نفسهبس انا جرحتها اوى واسلوبى معاها كان جارح واى حد مكانها كان هيعمل كده
وهنا اوقف نفسه عن تلك الافكار قائلا لالالالا سيبك من الموضوع ده متفكرش فيها زعلت ولا مزعلتش انت اتاسفتلها وخلاص انت كده عملت اللى عليك
واخيرا خرجت نيرمين من حبستها ولكن وجهها الباسم قد رسم عليه الحزن ولونها اصفر راتها زينب بهذه الحالة وهى فى طريقها للجنينة
زينبمالك يا نيرمين هانم
نيرمينهااا لا مافيش عايزة حاجة يا زينب
زينب انتى هتخرجى
نيرمين هتمشى شوية فى الجنينة علشان مخڼوقة شوية
ثم خرجت نيرمين الى الجنينة ويبدو عليها السرحان
تعجبت زينب من امرها فليست كعادتها ولكن قالت ربما كانت مرهقة او تعبانة
كان سيف واقفا امام نافذة المكتب وهم بالجلوس ولكنه لمح نيرمين تسير فى الحديقة ببطء ويبدوا عليها السرحان الشديد
ظل يراقبها الى ان جلست على الاستراحة الموجودة بالحديقة التى تظلها مظلة عليها ورود متسلقة على حوافها وقد غطت هذه الورود المظلة