الأحد 29 ديسمبر 2024

رواية سليم 28

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

شوائب كثير تحتله مدركا أن تلك اللحظات لن يعوضها شيء لذا اقسم على أن يعطي عائلته الصغيرة حقهما في الجلوس معه حتى وإن تحدثا بأمورا تافهه فاحتضنهما معا في قوة يرفض ابتعادهما عنه فبدا عناقه متملك وقوي وهو يضغط على جسدهما مستنشقا عبيرهما الآخاذ.
بعد مرور عدة ساعات...
عاد سيف من الخارج ودخل شقته باحثا عن تلك الشرسة التي قررت معاقبته طيلة تلك الأيام بتجاهلها له لمجرد أنه كان يذهب لمواساة صديقه في محنته غير قادرا على تفهم أسبابها وهياج مشاعرها حينما عاد تلك الليلة محاولا أن يقدم لها الأسف فقابلته هي بهجوم حاد ترفض حتى سماع مبرراته.
وجدها أمام التلفاز تشاهد فيلما كوميديا وملامح الضحك تختفي من على وجهها بل العبوس كان مسيطرا عليها اقترب منها وهو يخرج تنهيدة قويه من أعماقه وقبل وجنتها قبلة طويلة سائلا إياها بلطف
عاملة إيه يا حبيبتي.
رمقته بحدة وتجاهلت قوله بالنظر للتلفاز مرة أخرى فجلس بجانبها ضاغطا على نفسه بعدما أحس بالتجاهل منها
ليال أنا بكلمك ردي عليا.
التفتت برأسها تطالعه بحنق تخرج كلماتها الحادة علنا
وأنا مش عايزة ارد مش مقتنعه أصلا بسؤالك.
فين الغلط في سؤالي أنا بسأل مراتي عامله ايه بعد ما خرجت...
قاطعته بعصبية طفيفة
خرجت فين..روحت لصاحبك زي ما سبتني تاني يوم جوازنا وروحتله.
رمش عدة مرات محاولا استيعاب كلماتها الغاضبة فقال بعدم فهم
هو أنتي ليه مش مقدره انها حالة ۏفاة..ابو صاحبي ماټ.
أشارت نحو نفسها بانفعال مفرط
وأنا المفروض أهم عندك منه وبعدين إيه الصحوبية اللي تخلي عريس يسيب عروسته فجأة لوحدها وينزل.
عقد ما بين حاجبيه وهو يستمع لها فقال بانفعال مماثل
انتي حاجة وهو حاجة تانية...انتي مراتي اللي المفروض تقدري وضع زي ده وتكوني عارفة إني هرجع اخر الليل انام جنبك لكن ده صاحبي اللي ابوه ماټ ومينفعش انزل بعد اسبوع ولا شهر اقوله البقاء لله معلش.
خرج الاعتراض من فمها فور انتهائه غير مقتنعه بما يقوله
وإيه يعني هو كان هيعاتبك يعني ما هو المفروض يكون مقدر وضعك.
وقبل ما يقدر وضعي أنا اقدر الحالة اللي بيمر بيها ليال أنا وسليم مش صحاب عادية احنا اكتر من اخوات بينا مواقف كتير جدعة وقف في ضهري وقت مۏت ابويا...
فجأة صړخت به وكأنها لم تدرك ما تفعله فكان جسدها يهتز بانفعال وملامح وجهها تسخط وهي تقول من بين أسنانها
متحكيش حاجات أنا محستهاش قبل كده عشان مش هفهمها.
قالت حديثها ودخلت صوب غرفتهما تحتمي بها من نظراته المصعوقة حين نطقت ببعض الكلمات التي كانت تحارب من أجل ألا تخرج من جوفها كي لا يكنشف الساتر الذي كانت تحتمي به.
فتح الباب الذي أغلقته خلفها ودخل خلفها فوجدها تقف في منتصف الغرفة تبكي باڼهيار ناقمة على قدرها في هذه الحياة التي لم تجرب بها سوى القسۏة والقهر حتى العلاقات فشلت في إعادة ترميمها واختارت البعد كوسيلة تريح بها نفسها المضطربة.
شعرت بيده وهو يعانقها من الخلف محكما يده عليها رافضا فرارها منه وبهمس حنون داعب أوتار قلبها
أنا أسف.
قالها ولم يشعر بالخجل منها أو منه بل كان عليه أن يستوعب حالة الضياع التي تشعر بها في تلك المرحلة المهمة في حياتهما تغاضى عن مشاعرها الحزينة تحت بند حبه وزواجه منها ولم يدرك أنها كالطفل الصغير الذي يتعلم التعبير عن نفسه وإظهار حبه لمن حوله.
حقك عليا بس الوضع كان اقوى مني.
التفتت إليه تتمسك بثيابه تهتف من بين

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات