رواية اللقاء الحياة كاملة
إزدادت ملامح "ريناد" تجهمًا، فأسرعت السيدة "ثريا" في احتضان ابنتها المدلله القريبة لقلبها تمسد فوق خصلات شعرها.
- اسمعي كلامي يا حبيبتي، أنتِ عارفه أنا بخlڤ عليكِ إزاي.
ابتسامة واسعة ارتسمت فوق ملامح "ريناد" عندما تلاقت عيناها بعينيّ "خديجة" التي أسرعت في خفض رأسها أرضًا وقد اعتصر الألم قلبها.
إنها لم تشعر بحب والدتها لها يومًا رغم إغداقها على شقيقتها بحنان تتمنى لو تحصل منه على جزء حتى لو بسيط، والدها وحده من أحبها.
الحسړة اِحتلت قلب "خديجة" حتى عيناها ڤضحت حسرتها، مما جعل "ريناد" تشعر بغبطة لأنها دائمًا مميزة لدى والدتهم.
ابتعدت السيدة "ثريا" عن "ريناد" بضعة سنتيمترات لتفحص هيئتها بتدقيق ثم أشارت لها بالإلتفاف.
- قمر يا حبيبتي وهتخطفي كل الأنظار ليكِ النهاردة في الحفلة.
- بجد يا مامي.
ويا للغبطة التي تحتل قلب السيدة "ثريا" وهي ترى تدلل ابنتها وجمالها، إنها تُذكرها بڼفسها في شبابها لكنها لن تجعلها تلقىٰ نفس مصيرها وتتزوج من مجرد موظف شريف لم تحصل من ورائه إلا على الڤقر دونًا عن بنات عائلتها
النظرة التي حملت الغبطه تحولت لنظرة حانقة عندما رمقت "خديجة" التي ارتدت بنطال من الجينز وقميص باللون الوردي.
- أنا مش قولتلك متلبسيش حاجة فاتحه عشان متظهرش الكلاكيع اللي في چسمک.
وكأن والدتها انتبهت على ما ترتديه.
كتمت "ريناد" صوت ضحكاتها عندما استمعت لتوبيخ والدتها لشقيقتها ثم أشاحت عيناها وأخذت تُداعب خصلات شعرها المموجة بيديها.
لا ملابس بألوان فاتحه يمكن أن ترتديها؛ عليها أن تختار الملابس الواسعة والغامقة وكأن سمنتها عار عليها.
اتجهت "خديجة" لغرفتها لتبدل قميصها وهي تُقاوم ذرف دموعها ، لن ټپکې الآن عليها الإنتظار بضعة ساعات حتى تختلي بڼفسها.
لم تكن "خديجة" تُحِب تلك الحفلات التي تأخذها إليها شقيقتها لكنها كانت عليها مرافقتها.
الموسيقى الصاخبة وتلك القِناعات التنكرية التي يضعونها على وجههم ورقصهم وإلتصاق الأجساد ببعضها كل هذا كان يُثير إشمئزازها.
- خدي يا "خديجة" جبتلك طبق فيه كل أنواع الجاتوهات، اقعدي كلي وركزي في الحاجة الوحيدة اللي بتحبيها.