رواية ميرا القصول من 32 للاخير
بإصرار وبتمرد استشفه ابيها بنبرتها بكل وضوح
مش هعتذر لحد والقلم اللي خدته هي تستحقه...
ومش هبعد عن محمد أنا بحبه وأنت بتطلب مني المستحيل...
قاطعها پحده
اخرسي خالص واياك اسمعك تقولي كلام من ده مرة تانية واتفضلي اطلعي على اوضتك ومن بكرة مفيش خروج وكل خطوة هتخطيها هتبقى بحساب
نظرة شامتة لمعت بعين دعاء حين دفع ميرال أمرا إياها من جديد
اتفضلي ولازم تعرفي أن ده قرار قطعي مفيش فيه مجادلة...
أنا بنتك ولازم تسمعني وتفهمني
لم يعير ابيها رجاءها أي اهمية بل كان فكرة واحدة هي ما تسيطر عليه وبثتها دعاء بعقله بكل براعة أن ابنته ستتركه كما فعلت أمها وتفضل عليه رجل أخر....لذلك ثارت ثائرته حين دفعها دفع لغرفتها وقام بحپسها تحت مضضها واعتراضها ومحاولاتها الشتى بالدفاع عن مالك قلبها وعن حبها له... فكان يظن أنه فعل الصواب كي يحافظ عليها ويؤد ذلك التمرد الذي لطالما كان يخشاه منها وتخوفا أن تفعل كما فعلت والدتها في الماضي.
علشان خاطر ربنا كفاية كده وارجع يا ابني قلبي مبقاش مستحمل
تيبس كامل جسدها وبرقت عيناها عندما ايقنت انها تحدثه وكادت تندفع للداخل لولآ حديث ثريا الباكي وتوسلها المستميت
عارفة انها غلطت بس ندمت ومن حقها تسمعها وتخليها تدافع عن نفسها هي مظلومة و...
يعني ايه ما مبقاش يهمك...دي مراتك
.....................
يعني ايه بتتصل تطمن عليا بس انت فاكر كده بتعمل اللي عليك أنت جبت القسۏة دي منين أنا مش راضية عنك وقسم ب الله لو ما رجعت وعقلت هنسى أن ليا ابن اسمه يامن
...............
مش هفهم ولا هسمع واللي عندي قولته....
وهنا قررت الأنسحاب ودمعاتها تفر تسبق خطواتها فلم تشعر بذاتها إلا وهي تسحب مفاتيح سيارتها وتغادر المنزل راغبة في أن تنفث عن حزنها بعيدا عن اجواء ذلك المنزل المحاط بعبق خذلانه لها فحتى هوائه كان مغبر بالذكريات ويطبق على انفاسها .
على مشاعرها ولذلك كان ليس بيدها شيء سوى أن تدعوا الله أن ينزع الغمام عن بصيرته ويرأف بحال تلك المسكينة التي لاحول لها ولاقوة.
ازيك يا بنتي
ماما ثريا وحشتيني اخبارك ايه
وانت كمان يا بنتي ربنا يعلم معلش اعذريني
لأ يا ماما انا عذراكي وعارفة اللي عندك انا كمان مقصرة معاك
حقك عليا والله الشغل والولاد مخليني مش مركزة في حاجة...المهم طمنيني عليك وعلى صحتك
ألف حمد وشكر لله يا بنتي أنت اخبارك ايه وشيري وشريف عاملين ايه
تمام الحمد لله كلنا كويسين...
صمتتثريا بعدها لهنيهة مترددة لتشجعها رهف
خير يا ماما...سكتي ليه!
تحمحت ثريابحرج ثم قالت
حسن عايز يشوف ولاده يا رهف ولسة عنده أمل انك تسامحيه وترضي ترجعيله
غاب رد رهف حتى ظنت ثريا انها اغلقت ولكن صوتها المبطن بالحزن وصلها اخيرا
الولاد اصلا بيسألوا عليه وانا عمالة اقولهم أعذار واتحجج انه مسافر...
تنهدت ثريا واستفاضت قائلة
هو ملهوش عين يجيلك أو يكلمك ومكسوف من عمايله وبيقول انه ندم ونفسه ترجعيله وتديله فرصة تانية
حانت منها بسمة مټألمة وصل أنينها لثريا حين عقبت هي
فرصة تانية...أزاي يا ماما بس بعد كل اللي حصل
علشان خاطر ولادك يا بنتي افتكريله حاجة حلوة تخليك تبقي عليه
استفاضت رهف بإقتناع تام وبقناعات رسخت داخلها بعد نكبتها
هو استنفذ كل الفرص وهدم كل اللي ليه جوايا...اللي بتقوليه