رواية ميرا القصول من 32 للاخير
صعب...وإذا كان على الولاد صدقيني نفسيتهم افضل بكتير ...حياتنا بقت هادية من غير خناقات أو زعيق و مفهاش توتر أو اعباء أنا مش أول أم تربي ولادها لوحدها وبعدين ولادي اخدين على غيابه وطول عمري بسد في نواقصه قدامهم ....ورغم ده مش هقولك إني اتعافيت منه بالكامل لأ بس هقولك أنا هعافر لأخر نفس فيا علشان خاطر ولادي وهعمل علشانهم أي حاجة إلا إني ارجع لواحد عمره ما قدرني ولا احترمني... أنا لو فكرت ارجعله يا ماما هكره نفسي ومش هحترمها
المبادئ مبتتجزأش يا ماما ومينفعش نبرر الخېانة بمصطلح تاني علشان نجملها...حسن عمره ما هيشوف نفسه غلطان هو كسرني و اتهمني بالنقص و برر أن ده حقه وشرع ربنا...واكبر دليل على ده أنه لما طلقها فاكر اني ممكن اسامح وأرجع وكأن جوازه منها الحاجة الوحيدة اللي كسرتني...و اتغاضى عن كونه حد مؤذي ناقم وعشرته مش مريحة...
متقوليش يا ماما ثريا ولو سمحتي بلاش تفتحي معايا الموضوع ده وإذا كان على الولاد انا لا يمكن امنعهم عنه دول ولاده وللأسف دي الحاجة الوحيدة اللي مش هعرف اغيرها ولازم اتعايش معاها
ماشي يا بنتي هكلمه وهتفق معاه تجيبي الولاد يشوفهم هنا بدل ما يجيلك ويحصل مشاكل تاني او انا اجيلك ويشوفهم في وجودي
خلي بالك من نفسك ومن الولاد
حاضر
لتغلق معها رهف وتتنهد تنهيدة عميقة من صميم حطامها وتدعو أن تظل على صمودها ف والله لو كان يوجد سبيل لتتقبل عشرته من جديد ما كانت ترددت من أجلهم ولكن كيف وهو استنفذ كافة الفرص واستنفذ طاقتها على الأخير فحتى لم تسلم الذكريات منه فكلما تذكرته تذكرت أفعاله التي سلبتها آدميتها وكرامتها ويكفي انها لم تكن يوم ضعيفة أو منكسرة إلا معه هو من اعدمها الثقة بذاتها ولغى شخصيتها ولكن الأن حقا تحمد الله كونها استعادت ذاتها من جديد واستعادت تلك الشخصية التي كانت تتوارى من أجله وتتنازل وتتهاون دون حساب في سبيل ارضائه والمحافظة على بيتها مثل كثيرا من النساء امثالها الذي زرعوا الأهل بعقولهم تلك الأفكار العرفية الشائعة كون مسؤلية المرأة دائما المحافظة على بيتها وزوجها تحت أي ظرف كانعليها التحمل والخنوع... فتبا لتلك الأفكار العرفية التي جارت على حق الكثير من النساء واجبرتهم على الټضحية خوفا من بلبلة مجتمع يحكمه القيل والقال و المظاهر الأجتماعية الخادعة التي ينسب فشلها وكافة اعبائها للنساء بينما لاتوقع على الرجال أي عوار بل بالعكس تمنحهم الحرية المطلقة مما دفعهم يبررون القوامة على اهوائهم غافلين أن القوامة مسؤولية أمام الله عز وجل والمراد بها هو القيام على أمر النساء بالحماية والرعاية وتلبية مطالب الحياة وليس معناها القهر والاستبداد بالرأي أو التسلط على المرأة وإذلالها فالله عز وجل خص الرجال بالتكليف لا للتشريف.
بنظرات تائهة وكأنها تبحث عنه بين الوجوه اقترب حلمي الذي علم هويتها على الفور قائلا بترحيب
رمقته نادين بعيون يتجسد التوهة بها جعلته يقترح عليها أن يصعدا لمكتب بالأعلى فإنصاعت إليه بخطى وئيدة وذكرى ذلك اليوم الذي احضرها به إلى هنا تتدفق بعقلها شيء فشيء إلى أن وصلت للطابق الثالث واللذين يطلقون عليه طابق العشاق كما اخبرها هو...تجمدت نظراتها التي يقطر منها الحزن على تلك الطاولة التي كانوا يجلسون عليها سابقا وتذكرت كيف كان يطعمها بفمها ويضع كل ما تطاله يده بطبقها...لتغيم عيناها ثم بخطى وئيدة سارت لتقف أمام لوحتها التي بعرض الحائط وطنين ذكرى اخرى راودتها حين همست متفاجئة
يامن ده أنا...
اه أنت يا