الجمعة 22 نوفمبر 2024

رواية فاطيما حصري ايام نيوز

انت في الصفحة 2 من 190 صفحات

موقع أيام نيوز


يوم ولا سهرت معايا مرة ولا بليت ريقي بكلمة زينة حياتك كلها شغل ومصالح أنا طهقت ياخوي وقرفت من العيشة الهم دي .
أردف متعصبا وهو يشير بسبابته أمام عينها 
_ اني إللي قرفت منيكي ومن نكدك اللي مبينتهيش يوماتي 
واسترسل حديثه باستنكار
_ إنتي ناقصك إيه إنتي علشان تنقمي من النعمة اللي معيشك فيها مليون ست غيرك تتمني عيشتك اللي بتتبطري عليها دي بتلبسي أحسن لبس في الصعيد كلياته وبتاكلي أحسن وكل وولادنا نفس الشئ وأي حاجة بتطلبيها بتلاقيها رهن اشارتك عاد .
بهتت ملامح وجهها من كلامه وهتفت باعتراض
_ هي كل حاجة عنديك الفلوس والخلجات الزينة والبيت المهندم !

فين أني وشعوري وإحساسي كزوجة من حقها جوزها يحسسها بوجوده من حقها تحث بأنوثتها اللي قربت أنساها !
وتابعت بتهكم من حالهما 
_ ده إحنا مش بنتقابل زي أي راجل ومراته على السرير ده إلا لما يهفك الشوق كل فين وفين لما قريت أطق من جمودك معاي.
ذهب ناحية الحمام وهو يشير اليها بيداه ويعطيه ظهرها بلا مبالاة
_ لااا ده إنتي باينك اتجنيتي عاد وفجرتى بكلامك الماسخ ده وانا مفاضيش ليكي ولا لهبلك .
ألقى كلماته وتركها تتآكل غيظا من جموده وبروده منذ أكثر من عشر سنوات وهي تعيش جسدا بلا روح مع ذاك الكائن المتحجر في مشاعرها ونامت على تختها تبكي دموع الحرمان والقسۏة من ذاك الزوج الذي يعشق العمل أكتر من نفسه ويفضله على زوجته وأبنائه الذين لم يشعرون يوما بأبوته 
أنهى حمامه وارتدى ملابسه ذات الموضة القديمة فوقته لايسمح أن يشتري تلك الملابس العصرية وان اشترت له زوجته ملابسا جديدة لايحبذها ويظل مدخرا لها بخلا على حاله وأخذ مفاتيح سيارته وأشياؤه وذهب إلي عمله فهو يعمل مأمورا في الضرائب لدي أحد المصالح الحكومية وبعد الظهر يذهب إلي المكتب المشترك فيه هو واثنان من أصدقائه وكعادته يرجع ليلا منهك من العمل طيلة النهار ولم يعرف شيئا عن زوجته وأبنائه 
أما هي فور أن غادر بكت كثيراعلى حالها وکرهت نفسها بشدة وبعد مدة أمسكت هاتفها وظلت تتصفح فيه وقلبها يلح عليها أن تحادثه وعقلها ينهاها وينهرها وظلت هكذا بين قلبها وعقلها ولكن استسلمت لضعفها وأرسلت إليه قائلة 
_ صباح الخير انت موجود ولا فينك .
وصلت رسالتها لذاك الآخر وتهللت أساريره وعلى الفور أجابها 
_ ياصباح الهنا على عيونك ياقمر فينك من زمان اتوحشتك قوووي يابوي .
قفز داخلها سعادة عندما رد على رسالتها سريعا ولم يمهلها وقت كي تغلق هاتفها وهي تؤنب حالها بشدة ككل مرة
رأى انها استلمت رسالته وكعادتها لم ترد عليه فأرسل إليها معاتبا
_ هو أنا موحشتكيش زي مانتي وحشاني عاد ولا إنتي نسيتيني ونسيتى لحظاتنا الحلوة مع بعض.
رجف قلبها تأثرا من كلامه ومن اهتمامه 
وأرسلت إليه بروح منهكة 
_ أنا كل لما امنع نفسي من إني أتحدت وياك ألاقيني ببعت لك ومش بحرم من المرة اللي فاتت أنا بجد في حرب شديدة بين قلبي وعقلي .
تفهم كلماتها وأردف يهدئها بكلماته المعتادة
_ يعني حتى الرسايل عايزة تحرمينا منيها ! مش كفاية المكالمات واصل إكده إنتي بتصعبيها علينا قوي ياحبيبتي.
بكت ألما من كلماته فالذي تتمني منه الحب والكلمة الطيبة لن يشبعها ولو بقطرات بسيطة أما من حرم عليها وانساقت وراء مشاعرها يغدقها بوابل من الحنان والاحتواء والمشاعر الفياضة فردت على كلماته 
_ إحنا اللي بنعملوه حرام وميرضيش ربنا والمفروض إني لما أبعتلك تصدني وتقاوم أي مشاعر بينا لو انت بتحبني صوح .
حزن لحزنها فهو في نفس النااار إن انكشفوا سيرون الچحيم بأم عينيه علي الأرض وستقوم رياح شديدة عاصفة تبتلعهم أرضا ولكنها حرب المشاعر الاحتياج ستؤدي بهم إلي چحيم سعير ولكن القوة التى تكمن داخلهم لصد ذاك الحړام وكبح تلك الشهوة التى جعلتهم أمام أنفسهم في مستوى كبير من الانحطاط قوة واهية لا أساس لها تستند عليه ولكن أردف يهدئها ولأنه يشعر بها وبحزنها وكأنه يراها أمامها الآن 
_ طيب ممكن تهدي ومنتكلمش دلوك وبعدين نشوف الموضوع ده بس البعد التام مهقدرش عليه ياحبيبتي إنتي اكده بتموتيني بالحيا يامها .
قرأت سطور رسالته بحزن عميق لاهي تشعر بالارتياح في وجوده ولا هي تشعر بالسعادة في ابتعاده ولكنها ڼارا مشټعلة داخلها لاتخمد منذ سنوات في علاقتهما المحرمة تلك 
وها هي الحياة بنكباتها التى يعيشها بني آدم في صراع شديد بين الحق والباطل وبين الفضيلة والرذيلة شتان مابينهم في كل شيئ ولكن بني الإنسان لنفسه ظلوم جهول ولم يشفق على حاله .
__________________________
أوصلت سكون شقيقتها إلى الجامعة ثم دلفت الأخرى في وقار يليق بشخصيتها المتدينة الخلوقة فهى معروفة في الحرم الجامعي بالأخلاق العالية ونظرا لأنها من أوائل دفعاتها كل عام وتحضر ندوات وتقيم معسكرات وتنظم رحلات فهي رئيسة اتحاد الطلبة لدى قسمها  
صارت تبحث بعينيها على صديقاتها المحبيين إلي قلبها فهي تصاحب مجموعة من الفتيات وترفض بشدة أن الاختلاط وصداقة أي شابا ولو حتى من منطلق العمل الملزمين به في المعسكرات والكل يعلم ذلك 
وجدت صديقاتها وذهبت إليهم وهي تبتسم لهم بأعينها من تحت نقابها وعندما وصلت ألقت تحية الإسلام في وقار 
_ السلام عليكم ورحمه الله كيفكم يابنات عاملين ايه اتوحشتكم قوي.
ردوا عليها سلامها بحب وأردفت سمر إحدى صديقاتها تخبرها أخر الأنباء
_ شفتي اللي هيحصل يامكة 
أشارت إليها مكة أن تكمل وتابعت سمر
_ بيقولوا إن المطرب أدم المنسي جه هنا يقيم حفلة منظماها الجامعة والمفروض إن بعد مايخلص يتعمل معاه حوار صحفي .
فتحدثت احداهن وتدعى ميرام 
_ يانهار أبيض والله مامصدقة نفسي واصل أكن المز ده هياجي الجامعة دلوك واشوفه عيني عينك إكده وأطلع له وش لوش وممكن كمان أتصور وياه ! ده باين النهاردة العيد يابنات وأحسن كمانى .
هنا سخرت منها مكة مرددة باستنكار
_ ليه إياك هتشوفي سيدنا النبي عاد عليه الصلاة والسلام والله ماعرف شكله حتى آدم ده وبعدين اش يكون هو مين أهو راجل زي أي راجل من الواجب علينا نغض البصر ومنطلعش فيه .
شهقت رقية پصدمة من كلام مكة وهتفت باعتراض
_ بتقولي ايه يامخبولة إنتي كانك متعرفيش آدم المنسي اللي نص بنات مصر بتتمنى نظرة منيه ده إنتي اتجنيتي في عقلك عاد .
رفعت شفتيها بامتعاض واردفت بحدة إليهن 
_ والله انتو اللي مخبولين وتافهين والله لو شفته معدي من قدامي ولا هتحرك من مكاني ولا هعرفه من الاساس اتحشمي منك ليها إحنا اصلا مننفعوش نتغزلوا في راجل ولا نتكلم عنيه أيا كان مين هو .
هتفت سمر وهي تضحك على حديثها وأردفت 
_ أمال لما تعرفي إن اللي هيعمل معاه الحوار الصحفي هو إنتي ياموكة هتعملي إيه عاد 
اتسعت مقلتيها بذهول وأردفت
_ مين قال إكده معايزاش أعمل حوارات صحفية مع الملزق ده أنا يوم ماعمل حوار صحفي أعمله مع عالم أو راجل دين أو حد إكده له منفعة مش مغني متنازلة عنيه لواحده فيكم ياناقصات
 

انت في الصفحة 2 من 190 صفحات