دين انتوا. حركت رقية رأسها برفض _ مش بخطرك توافقي ولا ترفضي ده قرار من عميد الكلية أن الأولى في الترم الاول لسنة رابعة ورئيسة اتحاد الطلبة هي اللي هتعمل الحوار ومفيش غيرك ياموكة ومفيش تراجع ومتحاوليش عشان لامفر . تحدثت ميرام بحالمية _ يابختك يامكة هتقعدى وياه في أوضة مكتب العميد المكيفة وهتاخدي وتدي معاه في الحوار وهتشوفيه وجها لوجه ياه ده أنا لو مكانك هدوب من نظرته . شردت مكة في ذاك القرار وقررت أن تصعد لعميد الكلية فهو يعرفها عن ظهر قلب وتركتهم وتوجهت إلي مكتب العميد ودقت على الباب وأذن لها بالدخول وحينما دخلت رأت ضيفان يجلسان معه فغضت بصرها على الفور وأذنته في الحوار فأشار إليها أن تتحدث
_ بعد إذنك يافندم أني عرفت إن فيه حفلة وهيجي فيها مطرب أو زمانه جه اصلا وإني هعمل معاه حوار صحفي بعد الحفلة بصراحة إكده أنا مش حابة إني أعمل الحوار ولا مع مطرب ولا غيره ولا أنا حابة اني أحضر الحفلة واصل . تصبب عميد الجامعة عرقا وخجلا من الضيوف الموجودين معه وليس هو غير المطرب أدم المنسي ومدير أعماله الذي كاد أن يتحدث إلا أنه أشار إليه أن يصمت وحرك إصبعه للعميد ان يجعلها تكمل فسألها بنهر _ كلام ايه ده اللي بتقوليه ياآنسة ! إنتي إعلامية ومينفعش أبدا ترفضي تعملي أي سبق صحفي ينطلب منك في يوم من الأيام وبعدين إزاي متحضريش الحفلة وإنتي رئيسة اتحاد الطلبة
تحدثت بوقار واردفت بخفوت _ يافندم أوعدك إن عمري ماهرفض أي سبق صحفي ينطلب مني عاد في اي يوم من الايام بس أغاني ومطرب فوق مستوي تحملي ومهقدرش وهبوظ الدنيا . وقبل أن يرد استمعت إلي أحدهم يردد بغيظ _ ليه هو المطرب ده مش إنسان ولا من آكل لحوم البشر وهيعمل لك حاجة ياآنسة ___________________________ في منزل الحاج سلطان المهدي وبالتحديد في الساعة العاشرة صباحا نادت زينب زوجته علي ابنتها الصغرى _ بت يارحمة خلصى هاتي الفطور عاد علشان أخوكى هينزل دلوك ورايح شغله متعطليهوش زي كل يوم بطلي عادتك المربربة داي .
تأففت رحمة من كلام والدتها وهتفت بسخط _ وه يا أماي عاد هو مفيش قدامك غير رحمة اللى ټسممي بدنها كل يوم والتانى وتصبحيها وتمسيها والله إكده حرام وظلم . أنهت كلماتها وهي تضع الإناء بحدة على السفرة المستديرة فتحدثت زينب وهي تنهرها _ اتأدبي يابت وانتي بتتكلمي مع أمك ولا يكونش علامك والجامعة اللي خرجتي لها قوت قلبك وخلتك تردي الكلمة بكلمتها . تحدث سلطان وهو يهبط الأدراج ببشاشة معنفا زوجته _ جرى إيه عاد ياأم عمران هي البونية عملت ايه علشان كل يوم تسمعيها الكلمتين دول وتابع حديثه وهو يلقي الصباح بتواضع يليق برجولة سلطان المهدي
_صباح الخير الاول وبعدين خفي علي البنتة شوية دي لسه صغار وإن مكانتش تتدلعوا في عز أبوها هتدلعو وين يا أم عمران . مطت شفتيها بامتعاض واردفت _ طول مانت مدلعها إكده مش هتنفع وتبقي تقابلني إن عمرت في بيوت ناس اللي زاي داي هترجع لي بالكحك سخن . تأففت رحمة من كلام والدتها المعتاد وأثناء حديثهم دلفت حبيبة ابنتهم الكبرى وهي تتهادي في مشيتها فهي حامل في شهرها السادس ملقية تحية الصباح _ صباح الخير يابوي صباح الخير ياأم عمران . تهللت أسارير زينب حينما تنادى باسم عمران وردت صباحها وهي تربت على ظهرها بحنو _ اصباح الخير عليكي يابتي كيفك وكيف الحبل تعبانة لسة من دور البرد ولا شفيتي أجابتها حبيبة بحمد _ الحمد لله ياأمي أنا اتحسنت كتيير عن الاول وبقيت زينة وتابعت كلماتها وهي تنظر يمينا و يسارا _ أمال فينه عمران مش هيفطر وياكم ولا ايه أجابها عمران وهو يهبط الأدراج بوجه عبوس كعادته فهو يحمل الما داخله يكفي العالم أجمع _ صباح الخير ياحبيبة انا أهه نزلت سألت عنك العافية . ردوا جميعا الصباح وكبرت والدته في وجهه _ الله أكبر عليك ياولدي الله الحارس ربنا يحميك ويحفظك من كل شړ طلتك ولا طلة البدر في ليلة تمامه . تحدثت رحمة باعتراض _ أه حبيبة تتبسمي لها وعمران طلته تشرح القلب وأنا اهنه بنت البطة السودا اللي كل شوية تحسسيني اني مش كيف ولادك دول وانك لاقياني على باب جامع. ربت عمران على ظهرها مرددا بحنو _ وه مين قال إكده عاد ! ده إنتي الباش محامية رحمة باذن الله على سن ورمح وفاكهة البيت اهنه. اتسعت مقلتيها سعادة وأردفت بابتسامة _ بجد ياعمران بتتحدت بصحيح ! اني هبقي الباش محامية أشار برأسه بتأكيد وأجابها بثقة _ وليه متكونش رحمة سلطان المهدي اللي بتاكل الكتب أكل وزهجتنا من القانون المدني والجنائي لما مصدعانا باش محامية كد الدنيا بحالها ! قامت من مكانها مسرعة وذهبت إليه واحتضنته مرددة بسعادة _ وه ياناس عمران بذات نفسيه شهد لي إني هبقي باش محامية كد الدنيا بحالها تسلم لي من كل شړ واسترسلت حديثها وهي تنظر إلى السماء بدعاء _ إلهي ربنا يرزقك اليوم ببت الحلال اللي توقع قلبك من أول نظرة وأفرح بيك ياأخوي يابن أمي وأبوي . بنفس واحد وصوت واحد أمنوا جميعا على حديثها وأردفت زينب بحزن _ ليه ياولدى مرايدش تفرح قلبي وتفرحني بيك عاد ! انت بقي عنديك ٣٣ سنة واللي من دورك عنديهم عيلين وتلاتة ليه يانن عيني ده إنت البكري بتاعى وولدي الوحيد اللى منى عينى أفرح بيه وأشوف ولاده قبل ماأموت . وأنهت كلماتها وهبطت دموعها بسبب ذاك الموضوع الذي يؤرق حياتها بشدة أما عمران فور أن رآها تبكي ذهب إليها واحتضنها وهدئها وهو يوعدها أنه سيفكر ثم ودعهم وخرج من المنزل وقبل أن يصعد سيارته ليذهب إلى المشفى كي يرى صديقه جلس جانبا على الأريكة وهو يضع وجهه بين يداه مرددا بداخله _ بتطلبي مني المستحيل ياماي وأنا مهقدرش عليه وربنا عالم بأحوالي وعالم إني عملت كل اللي في وسعي علشان أفرح قلبك ياأم عمران لكن هعمل ايه كله بأمر الله وأني مبيديش حاجة أعملها كانت حالته صعبة وممېته ورأته من بعيد احداهن وهي تنظر إليه بابتسامة تشفي وكأنها تعلم مابه وتدري ما سر وجعه وقلبها يرقص فرحا بعد قليل هدأ من حاله وخرج من المنزل رأى ابن عمه الأصغر متجها ناحيته ما إن رآه مرددا _ صباح الخير يابن عمي كيفك بادله عمران السلام _ الحمد لله بخير ياجاسر ايه رايح فين إكده عندك محكمة ولا ايه نظر جاسر في ساعته وأصحابه _ عندي كذا مشوار هقضيهم الاول وبعدين عندي محكمة معايزش منى حاجة قبل ماأمشي. أجابه عمران بابتسامه _ لا تؤكل على الله انت ياأبو عمو . ودعا بعضهم وانطلق كل منهم إلي وجهته وانطلق عمران بسيارته إلي المشفى كي يقابل صديقه وقلبه يئن ۏجعا وحيرة مما يمر به منذ سنوات ولا يقدر أن يتفوه به لأي إنسان مهما كان . ____________________________ دلفت سكون إلي المشفى التى تعمل به والإبتسامة تزين محياها فما يزيدها جمالا أن سنها يضحك دائما وطيلة الوقت تحبذ التفاؤل