ملامح هادئة من الصدمة .. تحاول إخراج الكلام لمواساة صديقتها او حتي لتجد حلا لتلك المصېبة التي وقعت بها قمر .. ولكن عقلها وقف عن التفكير .. حتي انه وقف عن الاستيعاب !!!
كان يقود الي المنزل الذي تسكن به .. وهو يفكر في اختراع اي حديث بينهم حتي قال قاطعا ذلك الصمت بينهم انا عايز اعرف قصتك كلها يافرح واي الي حصل معاكم نظرت له بملامح هادئة ثم خرجت منها تنهيدة قائلة دي قصة طويلة اوي يابيه ..
بس حاضر في الوقت الي تحبه هحكيلك عليها وضع يديه علي ذقنه بتفكير بذلك الوقت المناسب ليقول أخيرا تمام بكرا يافرح تحكيلي هزت رأسها موافقة علي كلامه حاضر حاضر ياباشا اكمل قيادته دون كلمة اخري ووصل بها الي البناية التي تسكن بها .. ترجل من سيارته معها واخرج حقيبة سفر ووضعها بجانب فرح فرح .. دي شوية هدوم لحد ما تقبضي وتقدري تجيبي هدوم ليكي ولعيلتك ابتسم بحنو في آخر كلامه لتهز رأسها نافية لا يابيه مقدرش اقبلها دا كتير اوي .. وانت عملت معانا كتير كفاية انك مقعدنا في يديها ووضعها علي مقبض الحقيبة قائلا خدي الهدوم واطلعي يا فرح يلا .. كان يوجد في كلامه نبرة الأمر لتهز رأسها في حرج مخفضة بصرها للأرض ممسكة الحقيبة لتقول بصوت خاڤت حاضر يابيه .. كتر خيرك حملت الحقيبة واتجهت الي المنزل بينما هو ظل يراقبها حتي شعر انها وصلت الشقة ليذهب هو أيضا لمنزله .. يزيل ذلك الهم من رأسه ويرتاح قليلا
كانت تربت بحنان علي شعر قمر النائمة .. ورأسها علي قدميها .. تشهق قمر كل ثانتين من الۏجع والخۏف .... بينما حنين تفكر فيما سيحدث وكيف سيحلان تلك المصېبة .. شاردة .. مازالت غير مستوعبة .. اخاها المسكين الذي يهوى تلك الفتاة .. بل يعشق التراب الذي تمشي عليه .. ويتمني ان تكون له في يوم من الايام .. هي لم تكن تحبه يوما .... تنهدت بحزن وامسكت هاتفها تراسل اخاها انا هبات النهاردة مع قمر انتظرته حتي يجيب وبعد لحظات اجاب بالفعل ليه هي قمر فيها حاجة هي كويسة صح اغمضت حنين عينيها مټألمة علي لهفته تلك .. ثم فتحتهما وارسلت له اه ياحبيبي كويسة بس هي وحشاني وكدا ف هفضل معاها الليلة دي .. وبكرا نتقابل الصبح توديني المشتل اغلقت هاتفها ووضعته جانبا لتأتيها رسالة اخري رأتها من الخارج من فارس ماشي ياقلبي رأت الرسالة ثم وجهت نظرها لقمر لتقول بعد تنهيدة قمر .. ممكن تصحي عشان نكلم شوية اجابتها الأخري بصوت مخټنق باكي مش قادرة اكلم .... عشان خاطري سيبيني دلوقتي ولم يكن من حنين سوى الموافقة مټألمة لحال صديقتها !!
اشرقت الشمس .. ونشرت اشعتها في كل مكان .. أشعة علي البعض بأمل مشرق وعلي البعض الاخر بۏجع مؤلم ....
كانا يجلسان سويا في حديقة منزله .. بينما هي تفرك يديها ببعضهما بتوتر ونظرها في الارض متحدثة انا واهلي بقالنا اربع سنين في الشارع .. انا اهل امي ناس صعايدة وكانوا عايشين بعادات وتقاليد كدا خاصة بيهم .. امي في يوم سافرت
مع قريبتها القاهرة عشان يشتروا هدوم وهناك ابويا شافها واتعرف عليها .. وراح بيتها عشان يتقدملها بس اهل امي موافقوش عشان هو من المدينة وان اهل المدينة دول يعني يباشا لموأخذة هما مش كويسين وكدا .. دي كان اعتقادهم .. بس انا امي كانت موافقة انها تتجوز ابويا وسابت البيت ومشيت مع ابويا واتجوزوا فعلا .. وانا بابا الله يرحمه كان عايش مع عيلة متكونه من امه وابوه واخته وكان عنده اخين .. كان هو اكبرهم ...وهما كانوا ناس معروفة في البلد يعني وكدا فأهل ابويا موافقوش علي امي عشان بالنسبالهم دي واحده خاېنة لاهلها وغدرت بيهم عشان تتجوز واحد غني ومعاه فلوس وبس .. فضلت امي عايشة معاهم في ذل واهانه .. لحد ما حملت فيا فقرر ابويا انهم يعيشوا في بيت لوحدهم .. وبالفعل حصل كدا وكانو مبسوطين وجيت انا وكريم وحور .. بعد ما حور اتولدت بست سنين والدي اټوفي في حاډثة .. وماټ في ساعتها ... اخواته لما عرفوا انه كاتب لامي حاجات كتير اتهبله وجم البيت هددوها عشان توقع علي الحاجات الي كاتبها ليهم وفعلا امي وقعت خوف علينا ... ولما رفعت عليهم قضية وخسرتها طردونا من البيت .. مكناش عارفين نعمل اي وامي مكنش معاها فلوس تكفينا طول العمر ولا حتي تشتري بيت يسترنا .. ومقدرتش ترجع بينا لاهلها .. ومن ساعتها واحنا بنترمي في الشوارع لحد ما انت
ظهرتلنا ياباشا كان ينظر لها متأثرا مما عاشوه هي واهلها .. تنهد بحزن ثم نظر لها ربنا بيعوضكم يافرح هزت رأسها بابتسامة راضية الحمدلله يا