رواية سماح كاملة
جمال
وقفت زهرة وهى تضغط على يده بقوة
أما نشوف يا سي هارون المهم خد بالك من مراتك وملكش بركة الإ هى فاهم
أومأ لها هارون بابتسامة
فاهم يا حبيبتي
ثم تركت زهرة يده وأمسكت بيد حمدي
يلا يا أهبل أنت كمان أما اشوف أخرتها معاك أيه
نظر لها حمدي بنزق
وانا مالي انا عملت ايه عشان تقولي ليا كدا
مش عارف عملت ايه عايش ليا في دور فلانطينو بورسعيد يا خويا وماشي تحب دي وتسيب دي ولا ناوي تتجوز في سنتك
نظر حمدي لهارون بغيظ وبنفاذ صبر
دا طلعت مش لوحدي الي بتجرجر في الكلام هه شكل خالتك جرجرتك أنت كمان وحكيت لها
كتير وناقل لها صورة وحشة عني
ابتسم هارون بشماته وظفر
أومأ له حمدي بغيظ
بقى كدا يا أبن خالي بتسيح ليا على الملأ كدا على العموم تمام قوي وليك يوم مش هرحمك فيه
ثم أخذ ذراع والدته يعلقه في ذراعه متجها ببطئ ناحية باب الخروج كي لا تسترسل في ألقاء المزيد وتخجلة أمام سدرة
الجزء الخامس
فشلت سدرة في استذكار حرف واحد من دروسها فقد ضاع تركيزها فكلما نظرت في صفحات كتبها تجد وجه ماجد متجسدا أمامها يعيد عليها ما قاله لها وتهديده بتأجيل زواجهما وراحت تتسأل لما يفعل معها هكذا ألم يحبها بقدر ما تحبه كما يخبرها دوما لما لا يتعجل في أتمام الزواج حتى يجتمعان تحت سقف واحد بمنزل أحلامهما كما يتمنان دوما هى لا تريد قصرا ولا حتى منزل متوسط كمنزل خالتها فكل ما تريده أن تجتمع به في حلال الله حتى وأن كان مسكنهما عشة على جرف نهر لكنه دائما ما يصعب عليها الأمور كي لا يعجل بزواجه منها فأخر كلماته لها ټهديد مبطن معناه أنها أن لم تعود إلى ممارسة مكالمات الفيديو فستكون السبب في تأخير موعد الزفاف وليس هو لكنها لن ترضخ لتهديده هذه المرة فهى لن تنسى ذلك الموقف الذي مرت به ذات ليلة حينما كانت تجتمع في سهرة سعيدة مع خالتها وزوج خالتها يتسامرون في أمورهم اليومية حينها جاء لحسان تنبيه على هاتفه بأشعار من موقع تواصل اجتماعي فإمسك الهاتف ليراه فإذا به يستغفر ربه
وسألته عما حدث فنظر لها مټألما وأمسك هاتفه ليريها ما ورد له
دا واحد صاحبي باعت ليا على الماسنجر بيحذرني من الموقع دا استغفر الله العظيم دا موقع أباحي بيسهل مكالمات الفيديو والتواصل بين الحريم والرجالة لممارسة الرذيلة مقابل فلوس استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم مين عاقل وعنده ضمير يقبل على نفسه أنه يغضب ربه ويعمل الذنب العظيم حتى لو أدولوا فلوس الدنيا كلها
استغفر الله العظيم هى الدنيا وصل بيها الحال لكدا والواحد بيقول الخير قل من الدنيا ليه اتاري من الأثم والهم اللي ناس حطت نفسها بيه لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
ثم رفعت ميسرة يدها لأعلى تدعو ربها
يارب خرجنا من الحياة على خير ولا تفتنا بما يفعله السفهاء من خلقك وأهديهم وأهدينا يارب يارب تحفظنا بحفظك من الشيطان وشركه يارب
حاولت سدرة تمالك نفسها حتى لا تبدي ما بداخلها من ندم وألم أمام خالتها وزوجها وينكشف المستور لهما فهى تتمنى المۏت على أن يعلما بجرمها الفادح الذي ارتكبته في حق ربها ونفسها وحقهما
مفيش يا خالتو انا بتأثر لما بسمع حاجة زي دي
شددت ميسرة من ضمھا حتى تطيب ألمها
عندك حق يا بنتي ربنا يعافيك ويعافينا كلنا من البلاوي دي
مسحت سدرة دموعها وتجرعت مرار حلقها بحزن
يارب اللهم آمين
ثم أبتعدت عنها ونهضت تستأذن منهما للذهاب لغرفتها متحججة بأستذكار دروسها وهى في الحقيقة تريد أن تذهب وتختلي بنفسها قبل أن ينفجر صبرها وټنهار أمامهما وتقر بما فعلت فما فعلته ذنب عظيم أن علما به فلن يغفرا لها أبدا فما فعلاه لأجلها من تضحيات حتى تصبح ذو شأن عظيم يستحقان عليه الجزاء الحسن وبدلا من أن تكافئهما على أحسانهما لها عقابتهما وعقابت نفسها بذلك العقاپ الأليم جلست على فراشها تبكي بحسرة وحزن وعاهدت نفسها على أن لا تعود لفعل ذلك الأثم حتى وأن كانت النتيجة خسارة ماجد وخسارة حبها الكبير له فخسارتهما أهون بكثير من ڠضب الله عليها وخسارة أهلها ونفسها عادت سدرة من تذكر ذلك الموقف لتثبت على قرارها بعدم العودة لممارسة المكالمات مهما هددها ماجد فهى لن ترضخ لترهيبه كما أعتادت وعندما يأس منها ماجد ومن عودتها أقترح عليها فعل
أخر سيدر عليهما المزيد من الأموال وكان هذا الفعل هو بداية دخولها لحياة هارون الذي تسببت له في الكثير من المعاناة والألم رجعت سدرة