رواية سماح كاملة
لواقعها الأليم من بحر ذكرياتها الأشد ألما على روحها تحدث نفسها وتلومها على انسياقها في دروب الشيطان بكل طواعية
انا السبب انا اللي مشيت وراه ليه عملت في نفسي كدا ليه سبته يسيطر عليا ويفقدني السيطرة على عقلي ويخليني أعمل كل حاجة غلط من غير ما أقوله لأ منك لله يا ماجد ربنا ينتقم منك حسبي الله ونعم الوكيل
في بيت الخالة ميسرة جلست على الأريكة يتملكها الحزن الشديد ممسكة بألبوم يضم صور تجمعها مع شقيقتها الراحلة في مراحل حياتهما حتى ۏفاتها وكذلك لسدرة منذ طفولتها حتى غادرت يوم زفافها الذي كان بمثابة السيف الذي قطع كل تواصل بينهم كيف لا وهى تزوجت رغم عنها هى وحسان من رجل بعمر جدها من أجل أن تنعم بماله فقط وبرغم من تهديداتمها لها بالتبرأ منها وأعتبارها مېتة بالنسبة لهما الإ أنها لم تهتم لأمرهما وذهبت وتزوجت منه بمفردها كثيرا ما تسألت ميسرة وتحيرت في أمر سدرة فكيف لها أن تتزوج برجل غير ماجد وهى التي تحدت الجميع لأجله فميسرة وحسان كانا لا يوافقان على أرتباطه بسدرة نظرا لما يتمتع به من سيرة غير طيبة جعلتهما يعترضان ويرفضان طلبه للزواج من سدرة التي هددتهما بالأنتحار أن لم يلبى لها رغبتها ويوافقان على زواجها من ماجد الذي كانت تراه حينها حبيبها الوفي لكن لم تدم حيرتها لأن علمت بعد ذلك عندما أقرت سدرة بخطاءها أن ماجد شبيه الرجال هو من غواها وأقنعها بفعل ذلك من أجل الحصول على المال سريعا وبسهولة كي يتزوجا زفرت ميسرة بقوة وقهر ودموعها تنساب بحرارة
تربيتك ونصحك ليه طلعتي كدا ليه حبيتي الغلط ومشيتي في طريقه ليه وبعد دا كله جاية تقولي سامحوني بعدا أيه يا سدرة بعد ما استنفذتي كل طاقتنا في مسامحتك على أخطاءك ولا على عدم سماعك لنصيحة مني دا أنت حتى مخفتيش من خسراتنا وضحيتي بينا عشان الفلوس خليها تنفعك بس انا عمر قلبي ما هيسامحك أبدا على الحزن والقهر اللي ملوه بسببك
السلام عليكم
نهضت ميسرة وأتجهت ناحيته تأخذ من ما يحمله
أيه دا كله يا حبيبي جايب الحاجات دي كلها ليه
أشار لها حسان برفق
انا قبضت النهاردة فقولت أجيب حاجات البيت بالمرة فعديت على عبده البقال جبت شوية جبن على زيتون على تونة وزيت وسكر وشاي وحاجات تانية وكمان جبت فاكهة وخضار ولحمة وفراخ جبت خزين البيت عشان متتعبيش نفسك وتنزلي تجيبيهم وأنت لسه تعبانة
ربنا يريح قلبك ويخليك ليا يا حبيبي أدخل يا خويا غير هدومك على ما أرص الحاجات دي وأجهز لينا الغدا
أومأ لها حسان بابتسامة لكنه لم يتحرك وظهر عليه التردد فتمعنت ميسرة في وجهه وسألته
في حاجة حصلت يا حسان
نظر لها حسان بصمت فهو يخشى أن يقص عليها ما حدث فتغضب منه مجددا فهز رأسه بنفي واستدار يتجه لغرفته
لأ مفيش حاجة انا رايح أغير هدومي
لكنها أمسكت معصمه وأوقفته تسأله بألحاح
استنى يا حسان مش هتمشي من هنا غير ما تقولي أيه اللي حصل
مش عارف أقولك أيه يا ميسرة أقولك الحقيقة وتزعلي مني ولا أخبي عليك اللي حصل
تركت ميسرة يده وهزت رأسها تتفهم حيرته
أكيد اللي حصل له علاقة بسدرة صح
أومأ لها عدة مرات
أيوه أتصلت عليا النهاردة وطلبت مني أقنعك وأخليك توافقي بحاجة عملتها عشانا أحنا الأتنين
عقدت ميسرة حاجبيها بتسأل
عملت أيه تاني مش كفاها عمايلها السودة في حقنا
هز حسان رأسه بنفي
لأ المرة دي معملتش حاجة وحشة دي قدمت ليا انا وإنت على عمرة وعايزنا نروح نعمل جوازات عشان يجي عليهم التأشيرة وتخلص حجز الطيران
صړخت ميسرة بحزن وأشارت له بعدم موافقتها
لأ يا حسان مش هروح العمرة دي انا صحيح نفسي فيها ودعيت
ربنا كتير أنه يكتبها لينا بس مش عايزاها عن طريقها دا كفاية أن الفلوس اللي عمالة تصرف فيها يمين وشمال مش فلوسها دا مستحلاها من