رواية سوما كاملة
الباب بندم كبير يأخذ نفس عميق... يعلم أنه تمادى بالخطأ... بل انه ليس بخطأ واحد وإنما أخطاء فاضحه لذا سيصمت ولو فعلت به الافاعيل. ابتسم بمراره.. اى افاعيل ستفعل هى.. عايده انسانه هادئه وجميله بعيده كل البعد عن العڼف... يعلم انها منذ امس لم تتناول اى شئ ولن تتناول مهما فعل... منزويه داخل غرفتها تخبئ وجعهها بها.
وضع المفتاح بالباب يفتحه واتسعت عينيه.
وليمه.... هناك وليمه مقامه على سفره بيته قادره باسالة لعاب اى شخص.
بالفعل ساال لعابه واتجه إليهم ليجد زوجته التى من المفترض انها حزينه تجلس وسط اولادها ولم يعيره اى منهم اهتمام.
تحدث بلهفه وجوع السلام عليكم.
كانت تكمل طعامها بنهم وشراسه ولم ترفع عينها به حتى.
اختفى داخل المرحاض لدقيقه ثم خرج سريعا.
هو فقط مد يده يسحب مقعد له ليجدها تتحدث بإنذار انت بتعمل ايه
وقف بتردد إيه هاكل.
عايده تاكل إيه.. مالكش اكل عندى.
عايده ببرود ايه اترشيط... زى ما سمعت كده بالظبط... مالكش اكل عندى.
اخذ نفس عميق وزفره على مهل يقول اخذى الشيطان ياعايده انا مش عايز اتعصب ومقدر الى انتى حاسه بيه... بس مش كده يعنى.
عايده لا ماتقدرش... عادى.. وهو ده الى عندى... هتعمل ايه.. هتمد ايدك عليا تانى..لو كسرت عضمى هتعالج واقوملك اقولك لأ بردو.
عايده ماهى فعلا هتبقى اخر مره.
سلطان بتوجس يعنى ايه
اشاحت عايده بنظرها عنه وأكملت طعامها تقول ماليش مزاج اقول دلوقتي. اصلى عايزه الحق المحشى انت عارف مابيتاكلش إلا وهو سخن.
ابتلع لعابه وهو ينظر للطعام الشهى مؤكدا عارف عارف.
قلبت عينها بملل واشارت بيدها دليل على التعطف والكرم فى بواقى اكل جوا فى الحله كنت هرميها... ابقى خدها.
اتسعت عينيه يقول ايييه!
عايده وماتغرفش فى طبق لانى ماعدتش هغسل من وراك تانى.
سلطان كماااان.. امال اكل إزاى يعني!
عايده بتشفى لقط كده على الواقف.
لم تعيره اهتمام واخذت تكمل طعامها واطفالها حولها لا ينظرون له حتى.
سلطان انت ياض يا ابن الكلب انت وهو انا مش جيت مافيش ازيك ولا اى حاجة.
هم عمر للحديث ولكن منعته سجده تقول عمرر.. احنا اتفقنا على ايه... احنا مخاصمينو.
سلطان پصدمه انتى يا سجده... تيجى منك انتى... ماشى.. مانتو ولاد كلب.
تحرك يدلف للداخل ورغما عنه جذبته الرائحه للمطبخ ووجد حاله مرغما يفعل كما أمرت... ياكل من الوعاء وهو يقف امام الموقد.
بعد ساعه تقريبا خرج ينظر لهم بتحسر... تجلس وسط اولادها تشاهد مسرحيه جديدة تضحك معهم وهم حولها عزوه وسند بينما هو يشعر كأنه فرع مقطوع وحده على قارعة الطريق.
حاول الجلوس معهم يتمتع بدفئ العائله ولكنه وجد اطفاله يبتعدون عن المقعد الذى جلس عليه ينضمون لامهم وبيدهم كؤس من المياه الغازيه.
تحدث كأنه طفل يتيم منبوذ وانا كمان هاتولى حاجة ساقعه.
لم يجيب عليه احدهم فقال بصوت رافض لكل مايحدث ماترودوا عليا فى ايه.
نظروا لبعضهم وسجده تتأفف اووف بقا... عايزين نسمع ياماما بقا.
عايده ماعلش ياحبيبتي.
سلطان لسجده انتى. تيجى منك انتى. ماشى ليكى روقه ياسجده.
عايده بقولك إيه... ياريت لو هتقعد تقعد من غير إزعاج... وبعدين انت راجل خاطب مش فاضى يعنى.. يعنى مش اتجوزت على طول لا ده انت بتخطب الأول عشان تقضيها خروج بقا وفسح وهدايا ودلع... الدلع الى انت ماوريتهوليش... دلوقتي هتعرف تعمل كده يامعلم رايح تخطب الاول.
اتسعت عينه يصدم بتفكيرها... لقد نصحه صديقه ان يجعلها خطبه فقط مادام يريد إثارة غيرتها فقط.. لم يكن يعلم أنه يزيد الأمر سوء.
أخرجته
من شروده تقول وبعد كده لو هتقعد هنا زى ما قولتلك تقعد بهدوء وتبقى ضيف خفيف لطيف كده وانا كرم اخلاف منى مش هطردك من هنا.
كأى رجل انتفض على أثر هذا الحديث يقول پغضب نعمم.. شكلك كده سوقتى فيها عشان سكتلك.. لكن فووقى ده انا المعلم سلطان.
عايده ببرود انا مش هقولك روح لمحامى اسأل وكده تؤ.. روح لأى عيل لسه فى أولى حقوق هتعرف انى بمحضى صغير اد كده اخد تمكين بالشقه والى فيها لأنى حاضنه يعنى السجاده بالكرسى الى انت واقف عليهم دول بتوعى وانا متكرمه عليك بيهم.
تحرك من امامها پغضب ينوى الخروج فاوقفته قائله استنى عندك.. انا كلامى لسه ماخلصش.
نظر لها فقالت تخطب.. تحب.. تتفسح. تخرج.. كل ده ما يهمنيش...انت اصلا كراجل ماتهمنيش.
نزلت اهانته عليها كڼار حارقه ينظر لها بزهول وهى تكمل بس فلوسك الى هى فلوس ولادى مافيش فيهم قرش هيتصرف فى المرقعه على الغرب.
سلطان هى بقت كده!
عايده بتوعد ولسه.
قبلما يفقد اعصابه ويرتكب چريمه اخرى ترك الشقه وذهب.. يكفى صفعه لها.
خرج من باب العماره فوجد صديقه الناصح له يستقبله مهللا يا مراحب يا
مراحب... اظن ظبط الكلام وحزمت الدماغ وكله فى الجون.
صمت سلطان يود ضربه والاخر يكمل بثقه مش قولتلك... قولتلك... طالما عايزها تغير بس يبقى خليك خفافى وماتغرزش وقضيها خطوبه بس.
سلطان اتنيل... اتنيل.
صمت فجأه وهو يجد بسمله تخرج من بيتها وتتجه ناخية محله.......
الفصل الخامس
للصبر حدود وقد نفذ صبرها معه.. تقسم ان تريه العڈاب الوان.
الحړب النفسيه أبشع واقذى حرب
الظاهر خارجيا انها فعلت ذلك لذكاؤها. قوه شخصيتها وكونها داهيه من دواهى الزمن.
لكن لا احد يعلم انه ربما تأتى القوه من الضعف.
وهذا ماحدث بالضبط مع عايده.
جلست فى شرفه شقتها المطله على الشارع تتكئ بظهرها على المقعد.. اغمضت عينها بتعب تتذكر تلك الايام التى مرت عليها بصمت وهى تستوعب الصدمه... مصيبتها مصېبه وويلها ويلين وهى ولاول مره تعرف معنى الوحده واليتم.
ظلت لأيام تفكر برد فعل مناسب... من المفترض وردا لكرامتها ان تترك البيت.
لكن حتى هذا الحل لم يكن بمقدورها فقد توفت امها وهى بالجامعه وبعد زواجها بفتره قصيره توفى والدها واستطاع صاحب البيت الاستيلاء على الشقه التى كان يقطن بها.
وجدت انها لا مأوى لها... ماذا تفعل
فكرت باقارب والدها ولكن.. هههه اقارب والدها من مۏت ابيها لم يسأل عنها احد منهم ولو حتى مكالمه هاتف لدقيقه ولا حتى بالأعياد.
اقارب والدتها ببورسعيد شغلتهم الحياه وبعد المسافه.
وان ذهبت لهم هل ستذهب بثلاثة أطفال وهى فوقهم.
كادت تجن... فوق مصيبتها هم... رفاهية الإبتعاد والعقاپ غير متوفره لها.
ظلت تفكر ولم تجد حل غير الجلوس ببيتها الذى لا مأوى لها ولاطفالها غيره وحاولت الظهور بمظهر القوه... انها لن تخرج من بيتها لأنها هى التى لا تريد.
ضحكت بصعوبه تتذكر انها حتى لم تتدخر يوما مال لهذه الظروف.. فلو فكرت حتى فى تأجير غرفه فى اى فندق معډوم ستحتاج لمبلغ بخلاف الطعام والشراب.
كذلك أطفالها ومدارسهم.. كل شئ حولها يضيق عليها الخناق.
شعرت بأن يديها وقدميها مقيضين باصفاد من حديد على قضبان سكه حديد والقطار قادم وسيدعثها وهى تحاول الفكاك ولا تقدر.
روحها تنسحب من جسدها... شعور الخاينه والغدر مع الظل وقلة الحيله.. وأنها فارغة اليد... أعطت الأمان زياده عن اللزوم ولم تفكر بأى لحطة غدر.
اعتدلت بجلستها تمد يدها تتناول كوب كبير من القهوة صنعته لنفسها ريما يذهب ذلك الصداع الحاد.
الظاهر غير الباطن... لا تفسر لعدوك شئ ودعه يظن الظنون وېموت ېموت من كثرة التفكير كى يفسر حالتك تلك.
فقد وقف سلطان مع صديقه يتميز غيظا وهو يراها لا تبالى له واول ماترك البيت صنعت لنفسها كوب قهوه لتشربه بمزاج عال فى حين انها صنعته ربما يذهب ذلك الصداع الحاد الناتج عن حزنها وبكاؤها وعدم ونومها.
يراها تجلس متكئه بأريحية واستمتاع فى الشرفه وهى التى ودت ان تخرج للهواء علها تستطيع التنفس فى ظل ضيق صدرها من حزنها.
يعتقد انها تتعمد ان تجلس معطيه ظهرها له ولمحله تخبره انه ولا شئ وانها حتى لا تراه وهى فقط ارادت ان تكن مقابل اتجاه الرياح كى تنعشها قليلا لأنها حقا مخنوقه.
الظاهر غير الباطن وحقا قد تأتى القوه من قلب الضعف
وهذا ما اضطرت ان تلجأ له عايده... لاسبيل لها سوي التخطيط وفقا لوضعها وظروفها.
لم ولن تكن يوما قليله تقسم بأن تعلمه الأدب حقا.
خرج من شروده بها على صوت صديقه الذى ينظر حيث ينظر هو قائلا دى شكلها ولا سأله فيك.. قاعده في بلكونتها... قهوتها مزيكتها هواها ولا كأنك موجود.. ولا كانك قرش برانى هترميه ويرجعلها.
كان سيتحدث وصمت حينما رأى بسمله تخرج من بيتها متجهه ناحية محله.. تقترب منه وهى تراه لكن ظاهر للعيان انها تبحث عن شخص آخر.
ينظر لها بجهل واستهجان... بالأساس هى حولها علامات استفهام كثيره... منها... من طريقتها... موافقتها على بهذه السرعه.
من بعد خطبتهم تقريبا لم
يراها ولم تهتم باى تفاصيل حتى لم تعطيه رقم هاتفها.. كل شئ.. كل شئ مبهم.
تقدمت تقف مع سلطان وهدفها شخص آخر.
ربما ينطق ذلك الحجر او يتحرك به اى شئ
حديث والدتها معها اشعرها بالخطأ...مع شعورها بذلك فقدت اعصابها وتفكيرها وبدأت بالتنازل والتصرف بطريقه حمقاء لن تجلب سوي أخطاء أخرى.
فقد كانت تحبث بعينها عنه بطريقه واضحه للأعمى.
بسمله مساء الخير.
سلطان باستغراب مساء النور... اول مره تيجى المحل
عينها تبحث فى كل الاتجاهات غير مصغيه او منتبه له من الأساس.
صك على اسنانه يقول انا بكلمك على فكره.
انتبهت له تقوب بتيه ها! اااا.. معلش ماخدتش بالى..
لاحل.. يجب ان تدلف للداخل بالتأكيد هو يعمل بالداخل لذا تحدثت سريعا تقول ااصل.. اصلى كنت عايزه اشترى سندويتشات للعشا انا وماما.... هروح اجيب بقا.
رفع حاجبه ولم تمر عليه حجتها. يشعر ان خلفها خطب ما... غير مريح إطلاقا.
سيسايرها ليعرف ما بها.
أشار لها حيث المحل يقول اتفضلى.
صار معها وخلفه صديقه بفضول.
وهى مازالت تبحث بعينها عنه حتى ارتاحت معالم وجهها قليلا وتنهدت قائله هروح اطلب الساندويتشات بقا.
رفع حاجبه بغموض وهو يبتسم يريد أن يعرف كل شئ مرددا بنفسك!ده انتى خطيبة صاحب المكان.
بسمله ها! اصلى احب اكون متواضعه.
سلطان ااااه...لا فى دى عندك حق... روحى روحى.
ذهبت تطلب ما تريد وهو يتابعها بترقب فقال صديقه هو فى كده.. يالهوى على القمر لا وكمان متواضعه كده وعسل.. سلطان... يا سلطان مش بكلمك يا جدع.
بينما سلطان اڼفجر ضاحكا وهو يراها تركت كل العمال وذهبت ناحية زكريا تطلب منه هو.
نظر له صديقه يقول ولااا. مالك ياض فى إيه
سلطان ههههههه... بقا انا اتعمل كوبرى... ههههههه المعلم سلطان بقا كوووبرررى يا رجاااله.
حاول صديقه فهم مايحدث