الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية عشق مذاق الجزء الثالث

انت في الصفحة 15 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز


امامها الى عمق قلبه  
تذكر وقتها كل مامر بهما من ذكريات  
بداية من اللقاء الأول  
مرورا بعهدهما الذى نفضت يدها منه ولا يمكنه ان يلومها ابدا على هذا  
ونهاية بالوداع الاخير الذى عرفته فيه على زوجها لتضع نقطة النهاية التى يرفضها قلبه ضاربا كل اعتبارات الدنيا عرض الحائط  
استيقظ من افكاره على واقعه المزعج المتمثل فى ذراعي سمر تطوقان خصره بينما تريح رأسها بين كتفيه قبض على الحلية فى يده وهو يزفر فى ضيق  

سمر مش قادر لو سمحتى  
ارخت ذراعيها على خصره ورفعت رأسها في بطء لتقف الى جواره قائلة فى غيظ حاولت كتمه  
انت مش حكاية مش قادر انت بقالك كام يوم حتى لمسة ايدى مش طايقها  
مسح وجهه بيده دون ان ينظر اليها فماذا بوسعه ان يقول لقد فقد القدرة فى تكذيب ما يراه حقيقة لامفر منها  
واصلت في مرارة وهى تحتضن نفسها 
فيها ايه يا زين مش موجود فيا فيها ايه مخليك مشغول بيها لحد دلوقتى انت عارف انت قربت منى كام مرة طول السنين اللى فاتت  
واضافت وهى تزمر شفتيها وتقول فى الم واضح بينما يتجنب هو النظر اليها 
وكل مرة انا اللى كنت برغمك وبحاول اخليك تقرب بكل طريقة حتى لو كانت الطريقة انك تتخيلنى هيا  
الټفت لها فى حدة لم يحتمل ما قالته ليهتف بها فى ڠضب  
سمر  
ارتمت دون مقدمات بين ذراعيه وهى تتشبث فى ملابسه كأن قدميها لاوجود لهما وتأخذ من وجوده الدعم كى لا تسقط مرغت وجهها فى صدره لتتمتم وهى على شفا الاڼهيار 
زين انا بحبك ارجوك ارجوك لو عرفت بس انا بحبك اد ايه ارحمنى بقا يا زين ارحمني  
اشفق عليها ولكن ما بيده وقد اخبرها من اللحظة الأولى بما تعرفه هى جيدا  
لم يعدها بانه سيحبها يوما وكيف يعد المرء بما ليس له عليه حكم ولا سلطان هو لايملك لها سوى كثير من الشفقة وهي ترتجف بين ذراعيه فهي مثله تماما تتألم بحبها المستحيل  
كلاهما يحمل العڈاب ذاته فهى بين ذراعي رجل يعشق طيفا لازال يعانى من سحره حتى الان تنهد فى عمق وهو يضمها اليه هامسا 
خلاص يا سمر اهدي  
ازداد ارتجافها وتشبثها به أكثر فحملها ليضعها على الفراش فى رفق وقبل أن ينهض من جوارها امسكت بكفه تتوسله  
ارجوك يا زين ارجوك ما تسيبنيش  
اقتربت منه ببطء وهو لم يرفضها وكعادتها دائما هى من تبدأ وهو اما يستجيب او يتزرع بألف حجة فان استجاب فهو يستدعى كل غريزته كرجل ليستطيع ان يأخذها كزوجة كان حملا ثقيلا على فؤاده يتهرب منه باستمرار ويشعره دوما بالخېانة هذا الشعور الغير منطقى الذى يلازمه وعبثا يحاول ان ينحيه جانبا أغمض عينيه بينما كانت بين يديه وهمس فى حزن اعتادته منه دوما 
صوفيا  
وكأنها لاتهتم أن يتخيلها أخرى  
كأن كرامتها لم تعد ذات قيمة  
كأنها تركت له الخيال ليعشق صوفيا فيه كما يشاء لتتلقى هي هذا العشق بين ذراعيها في الواقع  
تتلقى حقها التي كادت أن تغتصبه منها تلك الشقراء اللعېنة  
حقها التي قاتلت من أجله بحقارة لا تنكر ولكن لم يكن أمامها سبيل غيره وجود زين الدين في حياتها مسألة حياة أو مۏت وهي لاتريد المۏت مطلقا  
هي تريد أن تحيا لتنعم بقربه فالحياة قد بدأت تمنحها الكثير فبعد أن عاش راهبا الى جوارها لثلاثة أعوام تمخض الحظ معطيا اياها فرصة لتصبح زوجته عن حق وهاهو يوما بعد الاخر يستسلم لقدره معها وربما جاءت اللحظة التي تتمكن فيه من طرد خيال تلك الشقراء العالق بباله هذا الى الأبد  
زهرة بيضاء شريدة في منتصف حوض مميز في حديقة منزل زياد مرررت الذكرى على ذهنها رغما عنها  
نبرات صوته تسللت الى أذنها مجددا  
سمتها صوفيا جمالها ميحتملش اي اسم تاني  
أغمضت عينيها واقتربت في استسلام تشم عطرها  
فتحت عينيها فجأة وقد قفزت الذكرى الى الزهرة بدورها  
لم ټشتم رائحتها بل شعرت برائحته هو  
ماذا حدث لها بحق الله  
لقد ظنت انها تجاوزت كل شىء  
كيف عادت الى نقطة الصفر بمجرد مكالمة صغيرة استغاثت فيها به لينقذ ايلينا  
العقل والمنطق وكل شىء يخبرها انه لايستحق والقلب يعترض كالدوام غير عابىء بأحد  
حسنا فليعترض كما يحلو له فلم يعد هناك ارادة ستخضع له مطلقا فيكفي جدا ما حدث  
شعرت بمن يجذب بنطالها فنظرت الى الأسفل بابتسامة لتجد تلك الصغيرة المبهجة تفتح ذراعيها لها وتطلب منها أن تحملها  
رفعتها وقبلت وجنتها وهي تقول  
ديانا الجميلة  
قطبت الصغيرة حاجبيها في تركيز واشارت باصبعها تجاه الوردة البيضاء  
ابتسمت صوفيا وهي تضمها اليها  
ايه رأيك لو نسميها ديانا جمالها ميحتملش  
بترت عبارتها بسرعة  
الويل لها هل تردد عبارته دون وعي  
هل بلغ بها الخبل تلك الدرجة  
انزلت الصغيرة لتلتقط كفها وتبتعد بها عن المكان  
اجلستها على ارجوحة صغيرة وبدأت في هزها لتتعالى ضحكاتها في سعادة  
يا بختك ديانا  
انتبهت صوفيا على الصوت لتحيي الفتاة الرقيقة التى عقدت ساعديها تتابعهما  
دارين ازيك  
ابتسمت دارين في رقة  
انا بخير المهم انتي عاملة ايه خلاص اتطمنتي على ايلينا  
هزت صوفيا رأسها وهي تتمتم  
الحمد لله  
عضت دارين شفتها السفلى للحظات وهي تطرقع أصابعها في حيرة  
ضيقت صوفيا عينيها وأنهت ترددها على الفور  
دارين انتي عايزة تقولي حاجة صح  
حكت دارين جبينها بكفها تجيبها في توتر  
بصراحة زياد كان عاوز يسألك عن  
توقفت صوفيا عما تفعله لتنظر الى دارين في صرامة  
احنا ناقشنا الموضوع ده كتير دارين وانتو عارفين رأيي كويس فيه فليه كل شوية تضغطو عليا  
اللي هوا ايه رأيك يا صوفيا  
الټفت الاثنتان على صوته وقدومه المفاجىء الذي أربكهما  
اقترب من الصغيرة ورفعها من على الأرجوحة قبل أن يقبل وجنتها ويعطيها لدارين قائلا  
خديها جوة يا دارين لو سمحتي  
ضمت دارين الصغيرة وهي تبدل النظر بين وجهيهما في ترقب ليكرر زياد  
دارين لو سمحتي  
قاطعته وهي تبدأ بالتحرك  
حاضر حاضر  
راقبهما زياد حتى اختفيا ليلتفت الى صوفيا يسألها وهو يضع يديه في جيب سترته  
لحد امتى صوفيا  
تشبثت صوفيا بأحد أعمدة الأرجوحة وضغطته بقوة فتحت ثغرها تبحث عن اجابة لم يسعفها بها عقلها  
كرر سؤاله في لهجة تحمل حزما نوعا ما  
امم مقولتليش صوفيا  
أشاحت بوجهها لحظات عادت فيها اليه تخبره في حسم  
زياد انا مش هبدأ حياة جديدة والقديمة لسة متقفلتش مش هقولك ان الموضوع يخص صحتي لانك دكتور وعارف ان حالتي دلوقتي بقت احسن كتير بعد العلاج انا عاوزة الاقي نفسي يا زياد قبل اي حاجة تانية انا بدأت طريق ولازم اكمله خلاص بدأ يكون ليا هوية وكيان منفصل بدأت اعرف انا مين انا كنت ضعيفة تايهة ولما في لحظة افتكرت نفسي وصلت تهت اكتر انا مش ههرب تاني يازياد مش هتجوز الا لو كنت بقلبي وكياني للانسان اللي هتجوزه مش هظلم حد معايا واخليه مجرد تجربة للنسيان الظلم احساس صعب جربته كتييييير وللاسف من الناس اللي بحبهم احساس بېقتل وبيخليك تسأل نفسك طب ليه انا ليه الحب يكون قصاده الۏجع احساس ميتوصفش وانا مش هخلي حد يجربه على ايدي انا ابدا 
تنهد في عمق وهو يقترب خطوة منها يخبرها في حنان 
بس انتي من حقك يكون عندك حياة يا صوفيا ممكن الحياة الجديدة دي تكون المخرج من كل اللي مريتي بيه جايز لما يكون عندك عيلة واولاد تفكيرك يختلف  
احتضنت نفسها بذراعيها قبل ان تهتز ابتسامة بائسة على شفتيها لتخبره  
انت ناسي اني عمري ما جربت احساس العيلة من اصله يا زياد انا اترميت في مدرسة داخلي من وانا عمري خمس سنين سنين طويلة عشتها جواها وانا لاعارفة ليا دين ولا هوية ولا حتى اهل كلمة اب وام بالنسبة لاي حد فيكو معناها كبير لكن بالنسبالي مجرد اتنين متكفلين بيا ماديا وبس عمره ما حد فيهم خدني في حضنه او حتى حاول يعرف حاجة عني  
أغمضت عينيها بقوة لتزدرد غصة مؤلمة حشرجت نبرتها  
تعرف اني اوقات كتيرة كنت بغير منك انت وايلينا لما كنا بنتقابل في المناسبات كان كل واحد فيكو وسط ابوه وامه وانا لوحدي بس دلوقتي خلاص مش هيبقى هدفي ادور على حد يشاركني وحدتي ولا حد يرسملي حياتي زي ماهوا عايز انا كبرت خلاص يا زياد كبرت اوي  
لسة بتحبيه  
الاجابة بتوجع الاجابة ظالمة للكل ظالمة ليا وليها وحتى ليه هوا كمان الاجابة مش هتغير حقيقة مهمة حقيقة ان زين لازم يخرج من حساباتي  
مال اليها يسألها في ترقب  
وعشان كدة كدبتي عليه  
فركت كفيها ببعضهما للحظات لتهمس في حسم  
لا انا كدبت عليه عشان قاصدة اوجعه عشان تعبت اني طول الوقت انا اللي بحارب وبواجه وهوا بيستسلم استسلم لوعد ادتهوله وسابني تلات سنين تلات سنين لولا وجودك جنبي فيها انت ودارين كان زماني انتهيت زين سابني عشان الظروف ورجعلي لما الظروف اتحلت انا ولا مرة كنت في حياته الاختيار الاول دايما كنت في الاخر خلاص دلوقتي الوضع اتغير ومن النهاردة انا هكون الاختيار الاول في حياتي  
كلكو تعتبرو نفسكو مرفودين كلكو ماهو انتو مبتاخدوش شوية عشان لما اطلب منكو اعرف مكان حد لحد دلوقتى متعرفوش تجيبولي معلومة واحدة عنها الأرض انشقت وبلعتها ولا ايه وانتو كان لازمتكو ايه قدام المستشفى لبست طاقية الاخفا وهيا خارجة 
هتف يوسف بهذا الكلام فى ڠضب وهو فى غرفه مكتبه يتلقى أنباء فشلهم كالمعتاد في العثور على ايلينا بعد مغادرتها للمشفى دون علمهم حاول احد الرجال الدفاع عن موقفهم  
يا فندم احنا مسبنهاش ولا لحظة اكيد هيا اتنكرت او خرجت من مكان سرى منعرفهوش  
ابتسم يوسف فى تهكم وعلت نبرته الغاضبة أكثر 
ده على اساس انكو بتشتغلو ايه مش المفروض أي مكان بتراقبوه بتعرفو مداخله ومخارجه كويس ولا انتو من الاخر شوية هواة وملكوش فيها وواخدين سمعة على الفاضي  
رد الرجل وهو يحاول كبح غيظه  
حضرتك كلفتنا من الأول بحمايتها مش مراقبتها ودي تفرق عن دي  
كور يوسف قبضته وكز على أسنانه حتى كاد يحطمها حنقا 
وكمان لكو عين تردو والله ل  
وقطع جملته وهو ينظر تجاه الباب الذي فتحه أحدهم ابتسم للشاب الأنيق مفتول العضلات الذى دخل اليهم  
جيت فى وقتك يا فارس باشا  
تقدم فارس اليه
 

14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 33 صفحات