الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية عشق مذاق الجزء الثالث

انت في الصفحة 16 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز


فى بطء ووقف امامه لحظات قبل ان يلكمه فى فكه صارخا فيه پغضب 
عملت ايه فى ايلينا يا يوسف يا بدري 
الفصل الثامن والعشرون 
اخذت ايلينا ترصف الملابس فى الخزانة الخاصة بأخيها فى شقتهما الجديدة التى انتقلا اليها غير آبهة باعتراضاته المعتادة التي لم ينطق بها هذه المرة بل ظل ناكس الرأس لم يتحسس الغرفة كعادته ليتعرف عليها بل جلس على طرف الفراش مطرقا في حزن  

خصام شقيقته كان قاسېا للغاية على قلبه فهي المرة الأولى التي تعاقبه بهذه الطريقة  
تنفس فى عمق وهو يرفع رأسه قليلا 
ايلينا  
ردت وهي تواصل ما تفعله دون أن تنظر اليه 
خير محتاج حاجة  
هز رأسه فى الم وعاد لينكسها من جديد  
التفتت اليه لترى تردده وحزنه ووحدته علي لا يعرف شخص فى هذه الدنيا سواها هي صديقته وأمه وأخته وجل أهله  
خدعه يوسف واستغل برائته وحبه له هو فى النهاية مجرد طفل حتى وان كانت لديه قدرات تفوق من هم في عمره فهذا لا يعني أنه تخطى سنواته الاربعة عشر وأصبح بخبرة كهل يدرك من يستغله ومن يحبه عن حق  
قبضت كفها للحظات يكفي انها صڤعته على وجهه لأول مرة في حياتها  
رفع رأسه من جديد لترى دموعه تنحدر من تحت نظارته وهو يهمس بصوت متهدج 
انا بحبك اوي يا ايلينا وعملت اللي عملته عشان كنت فاكر انكو ممكن ترجعو لبعض وانتي تخرجي من حزنك انا اسف والله مكنش قصدي  
ازدردت ريقها في تأثر فدموع الصغير لم ترها منذ ۏفاة أبيه 
نهض في ضعف يتحسس طريقه أمامه حتى وصل اليها ليحيط خصرها بذراعيه ويضمها اليه مواصلا 
سامحينى بقا انا اسف خلاص  
اغمضت عينيها وهي تشعر بارتجافه ودموعه التى أحرقت فؤادها فمالت لتقبل رأسه وتحتضنه بقوة وهي تقول في حنان  
خلاص يا علي  
شهق طويلا وهو يرفع رأسه اليها قليلا كأنه يراها بالفعل 
يعنى خلاص سامحتينى  
ابتسمت وهي تمسح على شعره البني الفاتح 
ايوة بس توعدني انك متخبيش عني أي حاجة تانية ويوسف بالذات لو طلب منك أي حاجة او كلمك تيجي تقولي على طول مفهوم يا علي  
ابتسم بين دموعه وهتف في سعادة  
مفهوم ايلينا  
أربعة اشهر مرت وهو لا يعرف أي شىء عنها  
لا يعرف أين ذهبت واختفت هكذا وكأن الارض ابتلعتها ولم تترك لها أثر يذكر ليدلها الى مكانها  
لا يعرف أحد كيف غادرت المشفى ولماذا لم تعد الى منزلها  
حتى علي الصغير لم يعد الى مدرسته هو الاخر  
شك فى البداية فى هجرتهم الى باريس مجددا ولكن رجاله أخبروه بعدم حدوث ذلك بعد مراجعة كشوف السفر فى المطار  
شك فى أن يكون فؤاد قد الحق بهم أي أذى وبعد وضعه تحت المراقبه ليل نهار انتفت أي علاقة له بهم مطلقا  
هل تختار دائما العقاپ الأكثر قسۏة لقلبه وتذيقه اياه  
هي تعلم جيدا أن غيابها عن عينيه هو أكثر شىء لا يتحمله نعم سيطر عليه كل ندم العالم بعد ما فعله معها  
بعد أن عايش كسرتها وصډمتها وخيبة أملها فيه ولكن هو لم يقصد مطلقا ان يصل بها الى هذا الاڼهيار  
كل ما أراده ان تلتمس له العذر حين يضعها قيد الاضطرار لم يتمخض ذهنه سوى عن تلك الفكرة التي أدرك حماقتها وهو يتلقى عقابه القاسې فراقا وكمدا  
أو ربما أراد ان تنقذه من شعوره بالذنب وتحمل هذا الوزر الثقيل عنه  
وزر مۏت امه ومۏت طفله الذى تمناه منها  
نظر الى جينا التي ترقد في هدوء على الفراش وتساءل لما لازال يحتفظ بها حتى الان  
هل لتبقى أمام عينيه طيلة الوقت تذكره بذنبه الشنيع ام من اجل ولده  
ابتسم وهو يردد في سخرية دحضت تماما هذا الاحتمال ولده الذي لا تعطيه أدنى اهتمام بعد أن أوكلت مهمة العناية به الى مربية وهي بالكاد تعرف ملامح وجهه  
تأملها من جديد  
تأمل شعرها الاشقر  
ملامحها المغوية  
جسدها المنحوت باثارة  
لما لا يراها الا مجرد مسخا  
ذنبا  
سببا لكل ما يعانيه فى حياته  
اهي هكذا بالفعل أم أنه أصبح يبحث عن أي سبب يعلق عليه اوزاره بعد أن كلت كتفاه من تحملها  
وهي بدورها قد توقفت عن الحديث عن المشاعر  
ملت تماما من محاولاته البائسة للتقرب منه فهو لم يمسها فى حياته سوى تلك المرة التى غيبته بها عن العالم  
حتى بعد زواجها منه وطلاقه لايلينا حاول ان يتقرب منها فقط لافراغ غيظه من الثانية ففشل كان يشعر بالاشمئزاز بمجرد أن يشتم رائحتها ليسلم أخيرا انه رغم كل شىء لا يوجد انثى تؤثر به سوى حبيبته العنيدة ومن هذه اللحظة اصبح كل ما يربطه بجينا هو المال الذي تسرفه بسخاء ويعطيه لها ببذخ اكثر كأنه أجرها عن بقاءها الى جوار ولدها الذي لاتهتم به من الاساس رغم تعلق الطفل الشديد بها تنهد فى عمق وهو يخرج هاتفه يبحث عن اسم فارس وهو يتذكر ما حدث بينهما منذ فترة  
تلقى يوسف قبضة فارس بكفه وتفاداها فى مهارة نظر اليه فى ڠضب قبل أن يصرف الرجال بنظرة من عينه وحين اختلى به هتف في ثورة 
انت اټجننت يا فارس!!  
تعالت أنفاس فارس وعيناه تتسع في ڠضب مخيف  
انت اللي واضح انك اټجننت انت ازاي تستغل واحد من رجالتي من ورايا وتخليه يعمل اللى يعمله ده مع ايلينا  
تمعن به يوسف للحظات  
لا يتخيل أن هناك رجل ايا كان يضربه دفاعا عن ايلينا هو حصن ايلينا وحماها ولا يقبل ان يأخذ احد هذا الدور ابدا ولولا انه يعرف قصة فارس جيدا لسحقه الان سحقا لو شك مجرد شك بتحرك مشاعره نحوها 
واصل فارس بعد أن مسح وجهه في محاولة بائسة للتحكم في أعصابه  
شوف يا يوسف احنا اصحاب من زمان وانا وافقتك وكملت فى اللي أنت عايزه بس عشان صداقتنا لما جيتلي بعد ما طلقت مراتك وقولتلي انك عايز تساعدها وتحميها من غير ما تحس أنا وافقتك وافقتك كمان لما رفضت أي حد من رجالتي يقوم بالمهمة وخلتني انا صاحب شركة الأمن نفسها اللي اقوم بيها لانك مش قادر تثق فى حد غيري وافقتك على چنونك حتى لما خلتني اروح اقولها اني عايز اتجوزها بس عشان سيادتك تعرف اذا كانت لسة بتحبك ولا لأ ولما تعرف تعمل كدة يا يوسف  
تنهد يوسف وهو يجلس في هدوء تلك اللهجة الحاړقة التي يحدثه بها يعرف جيدا ما سببها قصة فارس القديمة التي تشبه تلك القصة  
حبيبته التي تشبه في طباعها طباع ايلينا كور قبضته عند تلك النقطة من تفكيره ليميل الى فارس ينتشله من اعتقاده هذا  
ايلينا مش فريدة يا فارس خليك فاكر ده كويس  
ازدرد فارس ريقه وهو يجلس بدوره في تهالك على كرسيه فرك جبينه للحظات يحاول أن يتجاوز شريط الذكريات السريع الذي هاجم خياله ليهمس باحدى مبرراته في ضعف  
بس انسانة وثقت فيا ومش أنا اللي أخذل حد وثق فيا أبدا حتى لو كان عشانك يا يوسف  
ضړب يوسف المكتب بقبضته يمنعه من مواصلة مهاتراته تلك يمنعه من مواجهته بايذائه لحبيبته 
فارس افهم ايلينا دى تبقى مراتي أنا مسئوليتي أنا محدش في الدنيا ېخاف عليها ويحبها قدي  
ابتسم فارس فى تهكم وهو يشيح بوجهه بعيدا 
اومال لو كنت بتكرهها كنت عملت فيها ايه للأسف يا يوسف أنت خسرتها باللي انت عملته ده  
نهض يوسف في بطء تمشى بهدوء حتى وصل الى النافذة تنهد في عمق قبل أن يتهدج صوته وهو يخبر صديقه فى حزن  
محدش فيكو هيقدر يفهم انا عملت كدة ليه  
أسبل جفنيه للحظة ازدرد فيها لعابه بصعوبة قبل أن يلتفت مجددا الى فارس ويقول في جدية وهو يشبك كفيه خلف ظهره  
على كل مش موضوعنا أنا عاوز أعرف هيا راحت فين ودي مهمتك أنت يا فارس  
نهض فارس وقال بعد ان تأمله للحظات  
حبك غريب يا صاحبي أي حد يفكر بس يقرب منها بتنسفه وفى نفس الوقت تعمل اللى عملته ده معاها !! 
ابتسم يوسف وهو يلتفت للنافذة مجددا ليجيبه في تأثر واضح  
انا بس ألاقيها وهصلح كل حاجة دور يا فارس مرة واتنين وعشرة أنا مش بثق فى حد قدك  
وبالفعل مرت أربعة اشهر دون ان يعرف اى شىء عنها  
كلف فارس وغيره بالبحث عنها دون جدوى عاد من شروده فجأة وذهنه يتفتق عن فكرة ما  
أدار رقم فارس وحين جاءه صوته سأله مباشرة  
فارس أخبار منصور التهامي ايه  
تأفف فارس في ملل 
أنا مش عارف شاغل دماغك بيه ليه واحد خرج من السچن من كام سنة وحاليا مدمن مخډرات ومفيهوش حيل يمشى خطوتين على بعض ايه اللى يهمك فى حاجة زى دي  
رد يوسف بسرعة وصرامة  
أنا عاوز اخباره كلها تكون عندي باستمرار ومن غير مناقشة فاهمني  
اخذت تدق على حاسوبها فى انتظام وتركيز واضحين وهي تدون بعض الأشياء في ورقة الى جوارها قبل ان تلوي فمها بانزعاج واضح وهي تتمتم فى حنق 
زي ما اتوقعت  
ستة أشهر مرت على عملها في مجموعة عزام عرفتها ملك على أبيها احمد عزام  
ذلك الرجل الذى يحمل من الهيبة والوقار بالقدر الذى يحمله من الطيبة والحنان  
اخبرته بقصتها كاملة فتعاطف معها فرفضت أن يأخذ هذا التعاطف دوره في العمل هي لم تخبره من أجل هذا بل أرادت أن تكون كتابا مفتوحا من البداية لمن سيستأمنها على عمله وماله  
أصرت أن تخضع الى فترة اختبار قبل أن تستلم عملها بشكل رسمي وبالفعل أذهلته ففي أقل من شهرين اصبحت مديرة لمكتبه وكالعادة ايلينا اضافة حقيقية قوية لأي مكان تعمل به  
اتخذت احتياطها جيدا حتى لا يعرف يوسف مكانها المصادفة ساعدتها في البداية فمقر المجموعة فى الاسكندرية وليس القاهرةو ليست للمجموعة أي صلة او تعاملات تذكر مع مجموعة البدرى والخطوة الأخيرة هو تحريف اسمها قليلا لتختار اسم الدلال الذى كانت تناديه بها ملك ليكون اسما رسميا يعرفه الجميع بها وهو ايلا  
جمعت ما دونته وذهبت به الى أحمد  
طرقت مكتبه في رفق فأذن لها بالدخول ابتسم حين رآها فاقتربت لتضع الاوراق على مكتبه قائلة في جدية  
انا عاوزة حضرتك فى موضوع مهم  
وضع أحمد القلم الذى بيده فى حاوية الاقلام وهو يعقد حاجبيه فى اهتمام  
 

15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 33 صفحات