رواية نسمة الجزء الثاني
قطرات..
شكرا يا ندي.. همست بها و هي تضع الكوب من يدها ليوقفها صوت نوح و هو يقول بنبرة حانية..
أشربي شوية كمان..
لا تعلم لما أنصاعت لحديثه فورا دون أن تنظر له رفعت الكوب على فمها ثانية و ارتشفت منه قليلا مدمدمة..
اممم.. طعمه حلو أوي فعلا.. تسلم إيدك! ..
قالتها و هي تهم بوضع الكوب إلا أنها توقفت عن الحديث پصدمة حين مد نوح يده و أخذ الكوب منها عدل وضعه بحركة سريعة حتي أصبح مكان شفتيها مقابل له و رفعه على فمه تناوله دفعة واحدة و هو غالق عينيه باستمتاع أمام عينيها الجاحظة
.................................. لا إله إلا الله ..........
.. بالمستشفى..
خر إسلام ساجدا حين أخبره الطبيب أن والده استعاد وعيه يشكر ربه مرارا و تكرارا باعين تزرف الدموع و من ثم اعتدل واقفا و تحدث بلهفة قائلا..
هو طلب يشوفني يا دكتور..
ظهر الأسف على وجه الطبيب و حرك رأسه بالنفي و هو يقول.. للأسف هو حالته اتدهورت جدا و إحنا بنحاول نسيطر على وضعه دلوقتي و مش هينفع الزيارات حاليا.. رغم أنه طالب يشوف أخت حضرتك بعد ما اطمن على والدتك و لما قولتله أنك موجود بره تعب زيادة ورفض يشوفك نهائي ..
خفض إسلام رأسه بخزي من نفسه و تحدث بصوت تحشرج بالبكاء.. طيب هو هيبقي كويس.. مش كده يا دكتور ..
ربت الطبيب على كتفه مرددا قبل أن يغادر من أمامه..
بإذن الله هيبقي كويس.. اطمن و ادعيلو..
يارب.. يارب اشفيه و عافيه هو وأمي يارب..
هيئته و ندمه الظاهر عليه جعل يوسف يدرك انه هو وراء كل ما حدث لوالديه
ينفع الحركة اللي عملها صاحبك دا يا إسلام..
كانت أول جملة ينطق بها يوسف جعلت إسلام ينتبه لوجوده فاسرع بمسح عينيه و استدار له بوجهه خالي من التعبير