رواية نسمة الجزء الثاني
تمسد على شعره تاره و ظهره تاره كأنه طفلها.
كان إسلام يبكي بكاء حاديقطع نياط القلوب و قد إجتاحه شعور من الندم يستنزف روحه بلا رحمة..
أنا مش عارف إزاي عملت فيهم كده!!!...
أنا غلطانة لما قولتلك طلقني.. مكنش ينفع انطقها أصلا.. مش عارفة إزاي قلبي طاوعني و قولتلها مش عارفة عقلي كان فين وقتها.. أنا السبب في كل اللي أنت عملته يا إسلام و لو في حد المفروض يتعاقب فهيبقي انا الحد دا لأني مقدرتش الظروف الصعبة اللي بتمر بيها يا حبيبي و ضغطت عليك أكتر بكل غباء و جهل مني.. بس والله العظيم ما كنت ناوية أطلق منك فعلا.. فكرت لما أقولك كده هتفوق و تبعد عن صحاب السوء اللي بتروحلهم كل ليلة.. أتريني حطيت على چرحك ملح لحد ما اڼفجرت من شدة الۏجع..
سامحني.. أنا أسفة يا حبيبي.. سامحني علشان خاطري..
تمسك بها إسلام بكل قوته وانهمرت دموعه على وجنتيه بغزاره دون بكاء جسده ينتفض بقوة و صوت أنفاسه أصبحت عالية يجاهد حتي يلتقط نفسه
تحدثت رقية مرددة بلهفة..
أهدي يا إسلام.. أهدي يا حبيبي بالله عليك لو حصلك حاجة أنا ھموت فيها..
بعد الشړ عليكي.. نطق بها يستمد منها القوة على تكلمة الحياة .
ارتعد قلبه حين صدع صوت رنين جرس الباب نظر لها نظرة مذعورة و همس بصوت مرتجف..
مين هيجي عندنا في الوقت دا!..
ابتلع لعابه بصعوبة مكملا... تفتكري جري لحد فيهم حاجة..
لا يا حبيبي هما هيبقوا زي الفل بحول الله وقوتهأجمد أنت كده علشان تقدر تقف في ضهرهم و تعالي نشوف مين اللي جيلنا دلوقتي..
كانت تتحدث و هي تزيل عبراته بأناملها و تهندم له ثيابه و شعره بعناية و سارت معه نحو باب الشقة.
أخذ إسلام نفس عميق و رسم الهدوء على ملامحه الشاحبة و فتح الباب ليجد يوسف يقف أمامه عاقدا ذراعيه و يرمقه بنظرات كرهه ظاهرة على ملامحه..
يا مرحب يا يوسف..