رواية يوسف الفصول الاخيرة
ابلغك ان دكتورة النسا كانت موجودة إنهارده علشان مدام حضرتك ولما كشفت عليها بلغتني انها حامل...في توأم !
اعتدل قائلا بدهشة لم يستطع اخفاءها
ايه توأم ! ده بجد
اومأت بابتسامة عذبة وقلبها يرقص طربا لسعادته الظاهرة لاح شبح ابتسامة علي وجهه المتعب ثم اختفت مرة أخرى وهو يسألها بقلق
كده فاضل 5 شهور علي الولادة وحالة ميرا زي ما هي كده هيأثر علي الأجنة
لا انشاء الله مش هيأثر وهنحاول نسيطر علي حالتها اثناء الولادة بوجودك طبعا !
تنهد بحزن ألن تري اطفالها ايضا كيف سيراعيهم بمفرده انتشله من شروده صوتها الذي يشوبه دلال انثوي لم يلاحظه
بس انت ليه متجوزتش لحد دلوقتي يا يوسف بيه انت اكيد محتاج ست تراعيك
نظر لها ببرود ولأول مرة يلمح أحمر الشفاه الخاص بها رغم انها لم تضعه من قبل نهضت ليلاحظ ثيابها الضيقة تكاد ترسم علي جسدها زاد استغرابه فملابسها دوما محتشمة! ضربه الادراك ان كل هذا العرض فقط لأجله ابتسم بتسلية ولم يجيب لتكمل بدلال وجرأة غريبة تلبستها وهي تجلس أمامه بعد سيرها بخيلاء
لم يستطع كبح ضحكاته ليضحك بانطلاق ولأول مرة منذ عرفته تراه يضحك! لتهتف بابتسامة مرتبكة
هو ايه الي بيضحك في كلامي
توقف عن الضحك فجأة ليميل ويقرب وجهه من وجهها هامسا بخفوت خطېر
عارفة بجد اللحظة دي اكتر لحظة اتمنيت فيها ان ميرا تخف وترجع لطبيعتها عارفة ليه
اصلك متعرفيهاش دي مچنونة غيرة! مرة كنا في مول وعاكست موظفة في محل ساعتها خلتني استناها في العربية وراحت جابتها من شعرها ! بس اوعي تقوليلها اني عارف ! بس اراهنك انها لو كانت كويسة دلوقتي كان زمانها غيرت خريطة وشك !
ارتجف جسدها قليلا وقد توقعت استجابته من تاريخه الحافل مع النساء الذي علمت به مؤخرا ليكمل وهو يرمقها بازدراء ثم القي سيجارته ارضا وهو يدهسها بقدمه تزامنا مع حديثه
شحبت بشرتها من وقع كلماته الچارحة التي القاها بوجهها بقسۏة ولم تنتبه لدموعها التي هبطت علي صفحة وجهها ككلماته التي هبطت علي قلبها فقسمته لنصفين! لينهض ويغادر ببرود وكأنه لم يفعل شيئا !
طب وبعدين يعني هنفضل قاعدين نعيط للصبح
الټفت له الجميع بأعين حمراء من البكاء فسارة تجلس محتضنة الصغيرة پبكاء علي حالتها منذ نصف ساعة وبجوارها والدته التي تتلمس وجه الصغيرة پبكاء والصغيرين يجلسوا ارضا يبكون لبكاء صغيرته ما ان افاقت ووجدت نفسها بينهم تنهد ليقترب ويحملها رغم اعتراض زوجته قائلا بهدوء مواريا حزنه ولولا الملامة لكان جالس بينهم يبكي لأجلها!
اشار بعينه لزوجته لتصعد معه الي غرفتهم وبحوزتها ثياب للصغيرة وعلاج للكدمات ليدلف كلاهما الي المرحاض ثم يجهز حماما دافئا لتساعده سارة بخلع ملابس الصغيرة ووضعها بالمياه تألمت قليلا لتقوس فمها للأسفل وتهتف بنبرتها الطفولية
بيوجع بابي !
ابتلع غصة بحلقه حتي لا يبكي أمامها وهو ېلمس علي خصلاتها بحنان وهي ملأت الحوض بصابون فلم يظهر منها سوي رأسها
معلش يا قلب بابي هي هتوجعك شوية وهتخف...
مر الوقت عليهم وهم يساعدوها بالاستحمام وسط ضحكاتهم وضحكات الصغيرة التي تغمر قلبه بالارتياح ثم حاوطتها سارة بمنشفة لتجففها بحنان أمومي ثم يحملها إلياس وهو يخرج بها ويترنح بتمثيل قائلا بمرح
هنوقع هنوقع ! امسكي كويس يا توتا !
ضحكت بسعادة وكأنها نست ما حدث لها فهكذا هم الأطفال كلمة تلقي بهم الي أعماق الحزن وكلمة تسحبهم لأفاق السماء وضعها علي الفراش ليتركها تغير لها ثيابها وتضع لها دواءها ويعود حاملا طعامها المفضل من يد جدتها ليهتف بصرامة زائفة
الأكل ده كله يخلص لحسن أعمل زي مامي ما بتقول...وأكلكم !
ابتسمت بخجل لتذكره كلمتها السابقة لتجاريه في مرحه قائلة ببراءة
الله وانا مالي يا لمبي
ضحكوا بسعادة رغم كل ما يحمله قلب كل منهم لينتهوا من اطعام الصغيرة ليقبلها الياس بحنان من وجنتيها وهو يرفع غطاءها ليدثرها ليهمس بحنو
تصبحي علي خير يا روح بابي !
كاد ينهض لتمسك كفه قائلة ببراءة
انا بحبك بابي مش تسيبني تاني !
دمعت عيناه ليرفع كفها الصغير ويقبله برفق قائلا
عمري ! نامي ومټخافيش يا توتا بابي مش هيسيبك تاني ابدا !
قبلته الصغيرة بلطافة علي وجنته ثم التفتت للطرف الاخر للفراش وقبلت سارة قائلة بلطف
واحبك انتي كمان مامي !
ابتسمت بحب لتغلق الضوء وتخرج من الغرفة برفقته وما ان جلسا بالأسفل حتي اجاب علي هاتفه لتعود نبرته للقوة والحزم قائلا
زي ما فهمتك تقبض عليهم پتهمة انهم شغالين في الډعارة وانا هاجي بالمحامي بكره واخليهم يمضوا علي التنازل عن الحضانة مقابل خروجهم من السچن وطبعا مش محتاج اقولك ان مفيش محضر هيتكتب ده مجرد تهويش علشان اخد منهم التنازل !
اغلق هاتفه بعد دقائق ليهتف وكأنه تذكر امرا
انا هطلع اطمن علي تقي نامت ولا لأ وهقعد جمبها لحد ما تنام علشان عارفها پتخاف لو جالها كابوس وكانت لوحدها !
اومأت له بابتسامة هادئة وسعيدة لأجله ولأجل عودة الصغيرة وما ان صعد للغرفة فتح الباب ليصدم بالصبيان ينامان بجوارها ومازن يحتضنها بحماية ومن الجهة الأخرى يزن ېلمس علي خصلاتها بحنان طفولي ويضع غطاءها بعناية ابتسم بحنو علي أطفاله الثلاث ليدرك ان الصبيان سيكونا خير سند وحماية لشقيقتهم في المستقبل...لو رأي احد هذه الاسرة لن يصدق تماسكها رغم كونهم لا تربطهم الډماء بل تربطهم روابط أرقي من ذلك يسمونها...الحب !
مرت الأيام والليالي هادئة علي الجميع فقد عادت تقي لأسرتها الروحية واستطاع الياس الحصول علي التنازل وبدأت علاقته تزداد حبا وأمانا مع رفيقة دربه سارة ومن جهة أخرى بدأت علاقة ليلي بأبيها بالتحسن تدريجيا تفهمت مبرراته ونوعا ما تقبلتها! كما شقيقتها وقد تحدد زفافها علي عشقها الوحيد دانيال او يمكننا القول آدم بعد بضعة أشهر وعلي الصعيد الأخر تركت الطبيبة رضوي حالة مريضتها ميرا لطبيب أخر بعد ما دار بينها وبين الرجل الذي أحبته او بالأدق أعجبت بحبه لزوجته لا لشخصه وقد ادركت ذلك بقليل من القسۏة!
...بعد مرور خمسة أشهر...
هرعت الطبيبة الي مكتبها بشكل أشبه بالركض وصلت الي مكتبها لترفع هاتفها قائلة بلهاث من بين انفاسها
يوسف بيه...تعالى بسرعة مدام ميرا بتولد وحالتها صعبة اوي وجالها حالة هياج عصبي ومش قادرين نسيطر عليها...ارجوك تعالى بسرعة