رواية يوسف الفصول الاخيرة
الحالة بتضيع مني ...!
_ طوارئ _
_ 34 _
تنفست بعمق لتنظم ضربات قلبها المتسارعة وهي تتطلع علي فستانها الأبيض وزينتها بقلق فتح الباب ليدلف ويقف أمامها ببذلته السوداء وتلك الهالة الجذابة التي تحيطه وخاصا ذقنه النامية التي أعطته وقارا وزادته وسامة ابتسمت برقة قائلة
شكلي حلو
لاح شبح ابتسامة شاحبه لا تظهر سوي نادرا ليقترب ويلثم جبينها بحنان قائلا
ابتسمت بخجل وهي تتأبط ذراعه في استعداد للخروج ليوقفها قائلا بنبرة غريبة
سامحتيني يا ليلي
ابتسمت قائلة ببساطة
انت أخويا يا يوسف وشخصيتك زمان مكانتش غلطك كلنا كنا ضحاېا بيت متدمر !
باغتها بسؤاله
طب ليه لسه مسامحتيش ابوكي ومتقوليش لأ لان لو سامحتيه كنت وافقتي يسلمك لعريسك بدالي !
هو كان الاساس يا يوسف حتي بيسموه رب الاسرة عامودها وهو الي فرقنا بانانيته وسلبيته انا سامحته فعلا بس محتاج شوية وقت علشان اتعود علي وجوده في حياتي !
اومأ بتفهم لتغير الموضوع متسائلة بنبرة صادقة
طب ومامتك عاملة ايه
اجابها ببساطة
انا بسأل عليها من وقت للتاني واتجوزت ! يلا ربنا يسعدها
ومن الجهة الأخرى نتجه لسارق قلوبنا جميعا دانيال نظر الي المرآه ليطالع مظهره الوسيم للغاية بعيناه الزرقاء التي تلمع بوميض السعادة فاليوم سيتوج صغيرته أميرة علي عرش قلبه ابتسم لتزداد وسامته المهلكة خاصة بتلك البذلة السوداء التي تكاد تتمزق من ضخامة عضلاته ذهب باتجاه والده الذي يحاول ارتداء حذائه انحني جاثيا علي ركبتيه ليلبس والده الحذاء فيربت الأخير علي رأسه قائلا بابتسامة صادقة
ابتسم مردفا ببطء بعربيته الركيكة فقد بدأ تعلم اللغة العربية مؤخرا ليستطيع التواصل مع والده
أ..ندها...22 س..نة !
لم يستطع نطق حرف العين فيستبدله ب أ كمعظم الغربيون الذين يتعلمون اللغة العربية ابتسم والده قائلا بضحك
لم يستوعب كثيرا مما قال لينهض ويسحب كرسيه المتحرك ليخرج متجها الي زفافه وصغيرته التي قد يجن چنونها ان وصلت قبله!
نظرت له بعبوس وهي تكتف ذراعيها بضيق ليقبل جبينها بحنان قائلا باسترضاء
خلاص بقي يا روحي والله شكلك زي القمر !
اجابته بتذمر حانق
متجاملش يا الياس علشان شكلي وحش اوي...بص واسعة ازاي متلبسني خيمة أحسن !
والله قمر...وبعدين ماسموش واسع اسمه محتشم...محترم حاجة في الرينج ده !
اخفت ابتسامتها من عبثه لتكمل
طب علفكرة الفستان البيبي بلو كان شكلوا حلو جداا بس انت الي رفضت وصممت تجيب علي ذوقك !
رفع حاجبه قائلا باستنكار
بيبي ايه ! انتوا بتجيبوا الالوان دي منين انا مش فاهم ده هما 7 الوان الوان الطيف الي خدناهم في 6 ابتدائي ومعرفش غيرهم يا عالم يا قادرة !
ابتسمت رغما عنها لتكتم ضحكتها قائلة بتذمر
توه يا الياس توه بردو مش هخرج بالفستان ده !
تنهد ليدفعها برفق علي المقعد ليغيب ويعود حاملا حذائها الأبيض ويجلس علي ركبتيه امامها وهو يلبسها اياه في حركة اعتادتها منه ليقول بهدوء وهو يضع الحذاء بقدمها
لما تطلعي زي القمر ويبقي شكلك حلو مين اولي بحلاوتك دي
اجابته بخجل من تدليله لها بتلك الطريقة
انت...
ابتسم مردفا وهو ينزل قدميها ويمسك كفها
يبقي من حقي اغير علي مراتي ان محدش يشوفها غيري ولا لأ
اجابته بخفوت
حقك...
ساعدها علي النهوض وهو يتجه بها نحو المرآه قائلا بلطف
الفستان فعلا واسع بس شكله حلو ورقيق زي صاحبته !
تكاد تصرخ بحبه من معاملته التي تعشقها فلأول مرة بحياتها منذ تزوجته علمت معني المودة والرحمة فهو حقا خير زوج وأب...حمقاء زوجته الأولي التي فكرت بترك رجل مثله لا يعوض لكنها حقا تشكرها فلولا تركها له ما كانت هي تزوجته فدوما ما يجعلها تنصاع لرأيه برضاها التام! لتهمس بامتنان صادق
ربنا ميحرمني منك يا الياس
اه نسيت هدومك يا روحي مانا هرجعك لأخوكي...علشان البضاعة طلعت مضړوبة !
قرعت الطبول وارتفع صوت المزمار معلنا عن وصول عروس الحفل...ابتسمت بتوتر وهي تشدد علي كف أخيها بقلق ليطمئنها بابتسامته الحانية لتنفتح الأبواب ببطء وتلك الأضواء الرائعة تزين الحفل ليظهر لها متقدما تلك الجموع بابتسامته الواثقة وهو يمد كفه لها سارت بخطوات متمهلة فذلك الفستان الطويل يعيق سيرها بعض الشئ حتي وقفت أمامه ليضع يوسف كفها بكف دانيال قائلا بهدوء بنفس لغته
تذكر ان شقيقتي كنز ثمين ان فرطت فيه لن تجده مرة أخرى أيها الأجنبي !
ابتسم له بتفهم قائلا
اعتنيت بشقيقتك لسنوات وفي اعتقادي ان ليس لها من يحميها واليوم تظن ان بإمكاني ايذائها وقد عادت لعائلتها !
التقط كفها ليأخذها وتسود موسيقي غربية هادئة ويبدأ كلاهما بالتمايل بخفه وهو يلف يديه حول خصرها او لنكن أدق يضمها ليهمس بأذنها بنبرة عاشقة
ب ح.بك !
اتسعت عيناها لتردف بفرحة
انت اتعلمت عربي بجد قصدي...لتعود وتتحدث بالإنجليزية
أعني انت تعلمت التحدث بالعربية اوه داني هذا مدهش !
اجابها بابتسامة
لم أتعلمها فقط بضع كلمات لأستطيع التواصل مع والدي...انا اتحدث بخمس لغات مختلفة ولكن حقا لغتكم صعبة للغاية ! أظنني سأحتاج لأعوام لأتعلمها !
ضحكت بخفوت مردفة
لا بأس عزيزي سأعلمك انا كيف تتحدث العربية دعني ارد لك قليلا مما علمتني اياه !
ومن جهة أخري دلف الياس وبرفقته أميرتيه زوجته وطفلته ويرتديان نفس الفستان باللون الزهري وعلي يمينه صغاره يزن و مازن ببذلتهم التي تماثل بذلة والدهم بحجم اصغر بالطبع لتهتف بحماس
ايه ده السلو اشتغل ! انا عايزة ارقص سلو اوي...
ابتسم علي تلك الطفلة التي يسمونها زوجته ليحذر أطفاله بنبرة حادة الا يبتعدوا عن نطاق الحفل ويسحبها ليرقصوا مع الثنائيات علي أنغام تلك الموسيقي الهادئة...
وقف جانبا يطالع سعادة شقيقته برضا ويتمني لو تكتمل سعادته برفقة جميلته النائمة في سبات عميق بعالم أخر فقط تعود ويقسم الا يجعل الدموع تعرف الطريق الي عينيها الجميلة مرة أخرى انتشله من شروده رنين هاتفه وما