رواية يوسف الفصول الاخيرة
هذه الرضيعة انا لن اتنازل عن واحدة مثلها واريدها مشاغبة ذات شعر بلون العسل تماما كوالدتها اريد نسختك المصغرة !
ابتسمت بخجل وهي تلكزه وبداخلها تتمني مثله ان تحضر طفلة تشبهها حتي تساعدها في مكائدها ضد والدها ثم ضحكت بخفوت علي افكارها المچنونة..
بعد قليل غادر الجميع ليبقوا وحدهم كادت تدلف الي غرفتها ليمسك كفها قائلا بلطف
نظرت له باستفهام ليسحبها خلفه ولوا الي غرفتهم ليباغتها بسؤاله
صليتي قبل كده
شحبت من سؤاله المفاجئ لتردف بارتباك
لأ...
اجابها بهدوء
ولا انا !
ليسحبها الي المرحاض ويهتف بابتسامة هادئة
انا في الفترة الي فاتت دي اتعلمت ازاي اصلي وازاي اتوضي بس مصلتش...كنت مستني ناخد الخطوة دي سوا او مكانش عندي الشجاعة الكافية اني اخدها لوحدي...
اجابته بصدق
حاسه براحه غريبة محستش بيها من زمان...
ابتسم قائلا بهدوء
احنا قولنا هنبدأ من جديد وهنواظب علي الصلاة وعلي العلاج بتاعك والجلسات مع الدكتورة ايدي في ايدك وهنساعد بعض انا محتاجلك زي مانتي محتجالي بالظبط الطريق طويل بس هنمشيه سوا...
لم ترد سوي بكلمة واحدة هامسه بحروف تقطر عشقا
ولأول مرة في حالة فريدة من نوعها لا يتغير العاشق لأجل معشوقته بل يتغيرا سويا لأجل كل منهم ليبدأ طريقهم بأيدي متشابكة في ترميم ارواحهم المنكسرة التي خطت عليها خطوط الزمان فقيل قديما اذا لم يصلح الزمان ما احدثه من كسور بين ثنايا روحك سأحطم روحي كالزجاج المنثور وأصلح بها ما فرغ من روحك المظلمة...
... بعد مرور خمس سنوات ...
الياس حبيبي كويس انك جيت كنت عايزاك تركبلي اللمبة بتاعة أوضة المخزن علشان باظت !
قبض علي كفه بعصبية قائلا من بين اسنانه
بقولك يا حاجة وسعي من سكتي مش هتداري عليهم زي كل مرة !
لمح الصغير يركض لأعلي ليصيح بتوعد وهو يلحقه
خد يالا فاكر اني مش هعرف اجيبك يا بتاع ميس انشراح
انت جيت يا الياس...وحشتني...كل ده تأخير
رفع حاجبه بتعجب ليهتف باستغراب
ده علي اساس انك كده بتتدلعي ولا دي بوادر اغماء اخفي من وشي انتي كمان يا سارة الله لا يسيئك...
احمر وجهها بحرج ليبعدها عن طريقه ويصعد الي الأعلى دلف الي الغرف يبحث عنهم بلا جدوي حتي استوقفه صوت بخزانة ملابسة فتحها ليجد صغيرته الشقية مختبئة بها وتخبئ وجهها بين كفيها ليهتف بتوعد
قفشتك يا ام اتنين من خمسين !
صړخت بفزع ليسحبها من ملابسها من الخلف كالمجرمين! صائحا بعصبية
الهانم كانت بتبيع لبن طول السنة لعبت في ورقتها البخت علشان تجيب الدرجة دي
اخفت ضحكتها لتجيبه ببراءة كالقطط
أصل الامتحان كان صعب يا بابي والمستر اصلا مستقصدني قلتله انا بنت المقدم الياس راح مشوحلي بأيده كدهو علي اساس مش هامه يعني ...
قالتها وهي تلوح بيدها ليهتف بغيظ
يابت بطلي لماضة اعمل فيكي ايه بس...
سحبت نفسها لتركض الي الخارج سريعا وهو يلحقها بعصبية ليجد مازن يركض الي الأسفل ليخلع حذائه ويلقيه عليه هادرا
تعالالي يا عاقل يا كبير يالي مبوظهم...
هبط الي أسفل ليجدهم جميعا منكمشين ببعضهم خوفا من غضبه لتهتف والدته سريعا پغضب
جري يا الياس مربي للعيال الړعب ليه بقولك ايه احفادي محدش هيجي جمبهم لحسن اسيبلك البيت ومحدش يعرفلي طريق !
رفع حاجبه بدهشة لتؤيدها سارة قائلة بحزن مصطنع
ايوة يا ماما وانا كمان هاخد بنتي وولادي وهاجي معاكي مهو محدش بيهتم بينا في البيت ده !
لتشرع في بكاء زائف ووالدته كذلك حتي تلك الصغيرة الشقية انضمت لهم ليهتف من بين اسنانه
مهو دلعك انتي وامي ده الي مبوظهم...مش عارف اربي عيالي بسببكم !
ليكمل بعصبية
البيه الكبير عاملي بلطجي وماشي يضرب اي حد يكلم يزن او تقي المدرسة كلها بقت تخاف تقرب منهم والمدرسين بيشتكوا والبيه الصغير سي روميو راح يحب مدرسته الي عندها 30 سنة ومقضيها ورد وغراميات ودور العاشق الولهان ! ولا السنيورة الي الاصفار منورة ودرجاتها في النازل !
لتصيح سارة بغيرة
وانت عرفت منين ان عندها 30 سنة يا سي الياس
ضړب كفه بالأخر قائلا بدهشة
احنا في ايه ولا في ايه يا سارة بقولك مصايب عيالك وانتي تقوليلي مدرسة ومش عارف ايه !
دفعها برفق ليجلس علي الاريكة بضيق وهو يكتف ساعديه امام صدره ليقترب منه الجميع فتجلس والدته بجانبه وزوجته من الجهة الأخري ويزن و تقي جلسا علي ركبتيهما امامه ومازن وقف خلفه لتقبله والدته من وجنته قائلة بابتسامة
متزعلش نفسك يا الياس...
لتقبله سارة من الجهة الأخرى قائلة برقة
خلاص بقي يا الياس...
لتقبل صغيرته كفه وهو مازال عابسا قائلة ببراءتها المحببة الي قلبه
انا اسفة يا بابي اوعدك هذاكر وهجيب درجات احسن بس انت متفضلش زعلان...
ليقبل يزن كفه الاخر قائلا بضيق طفيف
اخر مرة يا بابا مش هبعت لميس انشراح جوابات تاني...
ليقول مازن بأسف
اسف يا بابا هحاول اتمالك اعصابي بعد كده...
ابتسم رغما عنه قائلا بمرح متحسرا علي حاله
دانتوا مش بتاكلوا بعقلي حلاوة دانتوا بتطفحوهالي طفح !
ضحك الجميع وهم يحتضنوه بقوة وهو يضحك من هجومهم فحقا لا يستطيع ان يغضب منهم لوقت طويل طالما اجتمعوا عليه فتلك أسرته الصغيرة التي يعشقها فهذا عوض الله وما أجمله عوض...
ابتسمت بخجل وهي تستعد بذلك الفستان الوردي القصير لتضع اللمسات الاخيرة بمساحيق التجميل لتخرج من الغرفة ما ان استمعت لغلق الباب لتجده يتمتم بضيق
الزحمة...مش معقوله...والسواقين...بيتخانقوا علي كل مشكلة...في الساعة !
ضحكت بخفوت علي لغته العربية التي مازالت ضعيفة نوعا ما فهي الي الان تجمع كلمتين من حديثه لتكون جملة مفيدة! لتهتف بمرح
ايه الي مزعلك بس يا انجليزي
ابتسم تلقائيا ما ان رأها ليسحبها ويجلس علي قدميه كعادته ويحكي لها يومه ليهتف بلغته
يا اللهي لقد اشتقت للندن كثيرا وتلك البرودة انا اكتشف شيئا جديدا كل يوم بهذه البلاد !
عبست قائلة بعتاب رقيق
آدم مش اتفقنا منتكلمش انجلش تاني علشان تتعود علي العربي
تأفف بضيق قائلا بتقطع
حاضر...مش...هتكلم انجليزي...واتكلمت...عربي
ضحكت بخفوت لتهمس بجانب أذنه
انا قررت افك الحظر وابسطك !
ابتسم قائلا بعدم فهم
يعني ايه ابسطتك
مالت علي مرة اخرى هامسه بعبث
يعني انا حامل و