رواية عمرو الفصل 22

حاجة عندى ده يأثر على صحتها دلوقتي أو بعدين
ابتسمت الطبيبة فهى قلما تقابل مثل هذا الرجل وقالت لا ابدا هو بياثر على الخصوبة ويقلل فرص الإنجاب وكمان يزود احتمالات الإچهاض لو حصل حمل لكن ما يمنعش إن ممكن يحصل حمل ويكمل من غير مضاعفات
شعرت رانيا بالضياع وبدأ تنفسها يعلو لتقول الطبيبة أهدى يا بنتى انتى مش مستحيل تخلفى لا ممكن جدا 
هزت رأسها بصمت ليمسك كريم كفها وهو يقول شكرا يا دكتورة يعنى احنا نصبر بس 
هزت الطبيبة رأسها وهى تقول ايوة ولو حصل حمل تيجو فورا نعمل احتياطنا علشان يكمل على خير إن شاء الله
هز رأسه موافقا وهو يشد على كفها لتنتبه وتنهض معه متوجهة للخارج 
عادا للمنزل وهى على نفس الحالة من الصمت دخلت لعرفتها تنزع ملابسها بصمت وهو يراقبها ويقدر حالتها النفسيةاقترب يحيطها بحنان ويهمس حبيبى زعلان ليه بس 
تنهدت بحزن لتقول انت فاهم انى ممكن ما اكونش ام ابدا 
دار حولها لينظر لعينيها وممكن تكونى بلاش تشاؤم 
أحاط وجهها بكفيه بدفء وهو يتمتم هتبقى احلى ام انا دلوقتي مش عاوز غيرك .مكتفى بيكى .انتى اهم حاجة فى حياتى
ضمھا لصدره بقوة يبثها ما تحتاجه من امان ..لا بأس عليك حبيبتى فى يوم ما ستنجبين لى طفلا يشبهك تماما هذا ما اتمناه ولن اهتم كم من الوقت على أن أنتظر ..يمكننى أن أنتظر للابد فأنا لا أريد سواك سأقبل بطفل لأنه سيكون جزء منك وإن لم يكن فلا اطفال لى سواك 
ابتعد برأسه للخلف ليعود محتضنا شفتيها فوجنتيها فكل ما فيها ..يذوب في ثناياها مرحبا بالمزيد من الذوبان مادامت حبيبته بخير سلام على الدنيا وما فيها.
ظل طيلة الليل يغدق عليها حبه وحنانه يشعرها بحاجته إليها التى لا تنتهى بأشواقه التى لا تهدأ وظماه الذى لا يرتوى .
لكن فى الأيام التالية أمام الألم الذى تشعر به رضخ لمطلبها واعاد التوجه معها لعدة أطباء فى نفس التخصص ليكون لهم جميعا نفس الرأى فتستسلم رانيا اخيرا للأمر الواقع فقد أرادت طفلا لكن يبدو أن للقدر رأى اخر
صارحت رانيا سلمى بحالتها فهى منذ ۏفاة والديها احسنت احتضانها ورعايتها لتكون سلمى نعم الام حين اخبرتها بهدوء نفس ما اخبرها به كريم كلا الاحتمالين وارد لنأمل عطاء الله
مرت الايام انجبت رزان فتى اسمته عدى وانجبت ضحى فتى اسمته نضال 
والمزيد والمزيد من الايام تجرى فصار ل عمرو ورزان فتاة ايضا اسموها ليلى وصار ل رائد ومريم فتاة اسموها رولا 
والمزيد والمزيد من الايام استقر كريم وعمرو وازدهر المركز الخاص بهما فتفرغا له تماما وبدءا فى إعطاء دورات تعليمية طيلة العام لجميع المراحل والإعمار 
ولازالت رانيا تنتظر .لم تطلب من كريم مرة أخرى زيارة الطبيبوهو ايضا لم يتطرق لهذا الأمر مطلقا .
بل اغرقت نفسها بالعمل بالمركز التعليمي وذاع صيتها كواحدة من افضل معلمى الكيمياء وبعد فترة وجيزة بدأ طلبة الجامعات يلجأون إليها فتحول الصعب الى يسير ببراعة تحسد عليها 
وتمر الأيام تباعا وهى وحبيبها الذى تمثل له كل السعادة ويمثل لها كل الحياة .
خمس أعوام .يحتفلان اليوم بمرور خمسة أعوام على زواجهما احتفالا خاصا لا يحضره سواهما .هما وعشقهما وكفى