رواية السمراء الجزء الثالث الاخير
انت في الصفحة 1 من 39 صفحات
الفصل الحادى والعشرون.
من رواية قطة فى عرين الأسد.
مفكرتيش هعمل ايه لو كان جرالك حاجه .. مفكرتيش فيا
الحمد لله .. الحمد لله
حاولت مريم التحرر من بين ذراعيه لكن مراد كان يطبق عليها بشدة ويداه تتشبثان بها بإحكام .. شعرت مريم بمشاعر كثيرة متضاربة .. لكنها أسكتت كل تلك المشاعر وسمحت لشعور واحد فقط أن يطفو ويسيطر على كل كيانها .. شعور الأمان الذى شعرت به وهى بين ذراعيه .. أغمضت عينيها لتنعم بهذا الشعور الذى لطالما افتقدته
هاتوا طفاية الحريق بسرعة
حد يتصل بالمطافى يا شباب
شعرت مريم بالفزع عندما سمعت تلك الأصوات التى تعالت فجأة بالصياح .. نظر مراد الى الخلف حيث الرجال مقبلون فى اتجاههم ثم نظر اليها قائلا بحنان
شعرت مريم بالإضطراب وبالحرج الشديد ابتعدت عنه وابتعد عنها .. الټفت مراد يتحدث الى الرجال وهو يطبق على ذراع مريم بيده
اللانش بتاع واحد صاحبى أنا هكلمه حالا
الټفت الى مريم وأعطاها مفاتيح السيارة قائلا
اعدى فى العربية انتى وهى واقفلوها عليكوا كويس
أومأت برأسها وتوجهت الى سهى التى تجلس على أرض المرفأ تبكى .. وجذبتها من ذراعها وتوجهت بها الى السيارة تحت أنظار مراد الذى أخذ يساعد الرجال فى اطفال الحريق حتى لا يمتد الى اللانشات المجاورة له
انتى كويسة
ياريتك كنتى سبتيني أموت
هتفت مريم پحده
حياتك مش ملكك عشان تنهيها وقت ما تحبي .. حياتك دى ملك لربنا .. ربنا حرم علينا اننا ننهى حياتنا بإيدينا .. ربنا بيقول فى سورة النساء يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما .. انتى بتهربى من ايه لايه يا سهى .. انتى فاكره بعد ما تموتى خلاص كده هترتاحى .. لا يا سهى فى حياة تانية بعد المۏت .. حياة أبديه .. هتتحاسبي فيها عن كل اللى عملتيه فى الدنيا .. النبي صلى الله عليم وسلم قال من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في ڼار جهنم يتردى فيه خالدا مخلدا فيها أبدا ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في ڼار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في ڼار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا .. وقال كمان من قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة
ليه تموتى على ذنب كبير زى ده .. انتى مش عارفه ان من ماټ على شئ بعث عليه يوم القيامة
قالت سهى وهى تبكى
ازاى أعيش بعد اللى حصل ده يا مريم أنا اتفضحت خلاص وحياتى ضاعت
قالت مريم
أنا مش هقولك ازاى عملتى كده .. وازاى رخصتى نفسك كده .. وازاى سبتى واحد يضحك عليكي كده .. بس هقولك حاجة قولتهالك قبل كدة يا سهى انتى بعيد عن ربنا .. قربي منه ومش هتخسرى .. قربي منه يا سهى لان سعادتك فى القرب منه مش فى البعد عنه
قالت سهى ودموع الندم ټغرق وجهها
أعمل ايه يا مريم قوليلى أعمل ايه
انتفضت مريم وهى تسمع طرقات على الزجاج خلفها .. التفتت لتجد مراد فتحت الباب فأعطاها غطائين واحد لها وواحد ل سهى .. قال لها وهو يلقى نظرة على سهى
الأمور تمام
أومأت برأسها فقال برقه وهو يتطلع الى عينيها بنظرة جعلت وجنتيها تحمران خجلا وتهرب بعينيها
اقفلى الباب زى ما كان
أغلقت باب السيارة من الداخل .. وتابعته بعيناها الى أن اختفى عن أنظارها .. أفاقت من شرودها على سهى تقول
تفتكرى لو استغفرت ربنا هيسامحنى .. تفتكرى ممكن يسامحنى على كل الحاجات الغلط اللى عملتها .. انا غلطت كتير أوى يا مريم
قالت مريم بحنان
ربنا كبير أوى يا سهى وبيسامح ويغفر .. تعرفى ان ربنا بيتجلى فى السماء الدنيا وبينادى فى الثلث الأخير من الليل ويقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له .. متخيله ده .. متخيله ان ربنا سبحانه وتعالى هو اللى بيسأل مين عايز يستغفرنى عشان أغفرله ! .. ومحددش عن أى ذنب بيستغرفه .. يعني الكلام عام وشامل أى حد بيستغفر مهما كان الذنب اللى أذنبه
لفت مريم أحد الأغطيه حول سهى والغطاء الآخر حولها .. كانت أسنانها تصطك ببعضها من شدة البرد وهى الجالسه فى السيارة .. أخذت تفكر رغما عنها فى مراد الواقف فى هذا البرد وملابسه مبتله تماما .. حاولت أن تبحث عنه بعينيها لكنها لم تكن تراه من مكان جلوسها فى السيارة .. فجأة وجدت سهى تقول پخوف
سامر
تتبعت مريم نظرات سهى التى كانت مصوبة على سامر الذى أوقف سيارته على مقربه من سيارة مراد وأسرع الخطى الى داخل المرفأ.
اقترب سامر من مراد قائلا فى لوعة
ايه اللى حصل يا مراد
نظر سامر
مصډوما الى اللانش المحترق والذى
خمدت ناره بمساعدة مراد و الحرس .. فهتف فى الحرس پغضب
مين اللى عمل كده .. ازاى يبقى اللانش فى حراتكوا ويحصل كده .. اتصلولى حالا بالمدير بتاعكوا .. أنا هوديكوا كلكوا فى ستين داهية
قال مراد بحزم
سامر ملوش داعى الكلام ده
جذبه مراد من ذراعه ليبتعد عن أسماع الرجال فقال سامر پغضب
أنا هوديهم كلهم فى ستين
داهية
قال مراد بصرامة
سهى هى اللى حړقت اللانش
نظر سامر الى مراد بدهشة وقال
سهى
قال مراد پحده
أيوة ولعت فى اللانش وهى جواه
نظر اليه سامر مصډوما وقد ألجم لسانه .. فقال مراد پعنف
أنا عارف ان تصرفاتك مش صح بس متخيلتش انها توصل للجواز العرفى
قال سامر ببرود
دى حياتى وأنا حر فيها
قال مراد پحده
اتفضل انهى الموضوع مع الحرس .. مش معقول هتعملها مشاكل ويحبسوها
أخذ سامر ينظر الى لانشه المحترق بغيظ شديد وهو يقول
استفادت ايه دلوقتى لما حرقته .. غبية
عاد مراد الى السيارة وركب خلف المقود .. وانطلق بسيارته .. سألته مريم
ايه اللى حصل
نظر اليها فى مرآة السيارة قائلا
قولت ل سامر انها هى اللى حرقته وكانت عايزه ټنتحر .. وهو هيحل المشكلة مع الأمن
كانت سهى قد هدأت تماما وألقت رأسها للخلف وقد خارت قواها .. مسحت مريم على شعرها فى حنان .. التفتت لترى عيني مراد مركزتان عليها فى المرآة .. شعرت بالخجل الشديد وهى تتذكر عناقهما منذ قليل .. قال مراد
على فين
نظرت مريم الى سهى بشفقه وقالت
تحبي نروحك البيت يا سهى
قالت سهى بضعف
أيوة ياريت تروحونى
قالت مريم بإهتمام
وهتقولى لأهلك ايه وهدومك مبلوله كده
قالت سهى بإبتسامه ساخرة حزينه
ده لو خدوا بالهم منى أصلا .. زمانهم دلوقتى فى سابع نومه وفاكرين انى نايمه فى أوضتى
شعرت مريم بالأسى عليها .. أوصلها مراد الى بيتها .. فقالت لها مريم محذره
مش عايزة تصرفات مچنونة تانى يا سهى فكرى فى كلامنا كويس
قالت سهى بضعف
متخفيش .. ومعلش تبعتك معايا يا مريم
ثم نظرت الى مراد قائله
آسفه على تعبك يا أستاذ مراد
لا خليكي انتى هنا
الفجر أذن يا كسلانه
لم تستطع فتح عينيها فأغمضتهما مرة أخرى وعادت للنوم .. وجدته يربت على كفتها برفق قائلا
مريم قومى صلى ونامى تانى
استيقظت هذه المرة .. وخرجت من الفراش بتكاسل توضأت وصلت ثم عادت الى النوم مرة أخرى تحت نظرات مراد الحانيه
فى الصباح استيقظ مراد وهو يشعر بنغزات كالأشواك فى حلقة وظل يعطس كثيرا .. كانت مريم مازالت تغط فى النوم .. اقترب منها وأخذ ينظر اليها طويلا ثم ارتدى ملابسه وتوجه الى الخارج .. جلس على الطاولة مع أمه فى الحديقة قائلا
هما البنات لسه نايمين
قالت ناهد
أيوة محدش منهم بيصحى بدرى كده .. واضح ان مريم كمان لسه نايمة
قال مراد وهو يهم بالإنصراف
أيوة نايمة .. أنا ماشى يا ماما عايزة حاجه
قالت له بإستنكار
مش هتفطر
قال مراد
هفطر فى الشركة عندى شغل كتير النهاردة
عطس مرتين فنظرت له أمه بتفحص قائله
خد حاجة للبرد يا مراد شكلك بردت امبارح كان الجو برد
لوح لها قائلا
حاضر .. يلا سلام
توجه مراد الى شركة سامر وطلب مقابلته فأذت له السكرتيرة بالدخول استقبله سامر وعلامات الإرهاق على وجهه قائلا
معرفتش انام طول الليل وجيت هنا المكتب ألهى نفسي بأى حاجه وأول ما كلمتنى الصبح استنيتك ومرضتش أمشى
قال مراد وهو يجلس أمامه
سامر ايه الحكاية بالظبط
قال سامر بتبرم
مفيش اتجوزت عادى يعني .. دى كل الحكاية
قال مراد بإستنكار
هو العرفى بأه عادى دلوقتى .. ده مش جواز أصلا
قال سامر بضيق
أنا بعتبره جواز
قال مراد بحزم
البنت كانت ھتموت نفسها امبارح .. ده مأثرش فيك خالص كده
هتف سامر پغضب
واحدة غبية هعملها ايه يعني .. حد يعمل عملتها السودة دى
تنهد مراد قائلا
هى طبعا غلطانه .. غلطانه انها حاولت الاڼتحار وغلطانه انها سلمتك نفسها بورقة ملهاش أى قيمة .. بس انت مشترك معاها فى الغلط ده وبتتحمل جزء من المسؤلية .. حاول تراجع نفسك يا سامر .. وتصلح الغلط اللى حصل ده
استيقظت مريم ووجدت الأريكة فارغة حملت هاتفها واتصلت ب سهى
صباح الخير ازيك يا سهى
قالت سهى بصوت مجهد
ازيك يا مريم
قالت مريم بقلق
عاملة ايه دلوقتى
تنهدت سهى قائله
كويسة يا مريم .. كويسة متقلقيش نفسك
طيب يا حبيبتى أنا كنت بطمن عليكي .. مش عايزة حاجة منى
تسلمى يا مريم ربنا يباركلك انتى بجد بنت جدعة أوى ياريتنى صاحبتك من زمان وسمعت كل اللى قولتيهولى
قالت مريم
الوقت لسه مفاتش يا سهى فى ايدك تغيري كل حاجة وتخليها أحسن .. هقوم أفوق كده وأفطر وأرجع أكلمك تانى
ماشى يا مريم هستنى اتصالك
ماشى يا حبيبتى مع السلامة خلى بالك من نفسك
نهضت مريم متكاسله .. بدلت ملابسها ونزلت للأسفل لتجد سارة و نرمين و ناهد فى غرفة المعيشة
صباح الخير يا جماعة
صباح النور
قالت نرمين
هقول لدادة أمينة تحضر الفطار كنا مستنيينك أنا و سارة
ابتسمت مريم وجلست فالتفتت لها ناهد قائله
شكلك مرهق
ارتبكت مريم قائله
يعني شويه
قالت ناهد
مراد برده كان شكله تعبان وهو نازل النهاردة وأعد
يعطس كتير
شعرت مريم بالحزن لعلمها بأنه مريض .. وأخذت