رواية رروعة لجزئ الثاني
بتصلب يقول بصرامة
حمزة خلصنا من الموضوع ده وياريت ما نتكلمش فيه تانى انا رايح اغير هدومى علشان نشوف الشغل اللى ورانا وياريت تجهز انت كمان
ثم تحرك مغادرا المكان بخطوات متصلبة سريعة
اخذ حمزة ينظر اليه بعد مغادرته ليقول بقلق ياترى يا رحيم بتفكر فى ايه ودماغك دى هتوديك لفين
استيقظت حور على صوت المياة الأتى من الحمام لتعلم باستيقاظ محاولا اذابة خجلها الفطرى وكم احبته لذلك لتصبح زوجته بكل ماتحمل الكلمة من معنى ليصبح زوجها وحبيبها وكم تتمنى ان يكون هذا الشعور بينهم متبادل فليس من المعقول ان يكون بكل هذا الحنان والشغف معها امس دون ان يكن لها ولو القليل من المشاعر ارتسمت تامل ان يكون احساسها صادق لتنعم معه بحياة سعيدة مستقرة افاقت من افكارها على رحيم خارجا من الحمام يلف منشفة سوداء حول خصره وبيده منشفة صغيرة يجفف بها شعره يتحرك ناحية خزانته دون ان تلتفت ناحيتها لتنهض جالسة فوق الفراش تجذب الغطاء معها تلفه حولها بخجل تقول بصوت هامس خجول
لم يلتفت اليها وهو يخرج ملابسه يقول دون تعبير
صباح الخير
مكملا ارتداء ملابسه دون اضافة حرف اخر لتحس حور بغصة بكاء فى حلقها فحاولت ابتلاعها لتقول بتلعثم
ثوانى بس هجهز وانزل معاك
رحيم وهو على مازال على حالته من عدم الاهتمام او النظر اليها يقول بصوت جامد
لا خليكى براحتك انا خارج على طول ومش راجع غير بليل متاخر
اغرقت عينيها بالدموع من بروده الشديد معها لتقول بصوت متحجرش من محاولة كبت دموعها
رحيم مالك ف حاجة حصلت
اتجه ناحية طاولة الزينة ينظر ف المراة يعدل من ملابسه ويرتدى ساعته يقول ببرود
ثم اتجه ناحية الباب مغلقا اياه بهدوء دون ان يوجه اليها نظرة واحدة لتجلس مكانها پصدمة تحاول ايجاد سبب لتعامله معها بتلك الطريقة لاتجد سببا سوى احساسه بالندم ع ليلة امس ومحاولته افهامها بعدم تغير اى شيئ بينهم وبانها لحظة ضعف منه لن تتكرر مجددا لتشعر باهانة مريرة ف حلقها لټنهار فوق الفراش فى نوبة بكاء مريرة
سمعت حور دقات فوق باب الجناح لتنهض سريعا الى طاولة الزينة تحاول ان تزيل اثار بكاءها فترى عقم محاولتها من احمرار عينيها الشديد لتستسلم ملتفتة الى الباب تدعو الطارق الى الدخول بصوت اجش
ايه ياستى فينك من الصبح ده ادم هبتجنن عليكى عاوز يشوفك
ابدا مفيش بس كنت حاسة بشوية تعب فقلت افضل هنا ارتاح ف السرير احسن
اقتربت ندى منها بقلق تنظر اليها ترى اثار بكاءها الواضحة ع وجهها تقول بتساؤل
مالك ياحور انتى كنت بتعيطى
ارتبكت حور واسرعت بالټفت تعطى ندى ظهرها تقول بتلعثم
لا ابدا ده شكلى اخدت برد واثر عليا
امسكت ندى بذراعيها تلفها اليها تقول بصوت حنون
فى ايه يا حور احكيلى انا زى اختك
لم تدرى حور الا وهى تلقى بنفسها بين احضانها تبكى بشدة تتعالى شهقات بكاء دون ان تستطيع السيطرة عليها تبكى كل ما حدث لها بداية من زواجها منه نهاية بما فعله معها فى الصباح بمعاملته المخزية لها لتتركها ندى تفرغ كل ما بداخلها فهى تعلم كم الضغوط التى تعرضت لها لتزيد من احتضانها لها دون ان تطلب منها التوقف عن البكاء
تحبى نتكلم وتحكيلى ايه مزعلك كده
هزت حور راسها برفض خجول تقول بصوت هامس
ابدا يا ندى كل الحكاية ان اخواتى وحشونى اووى مش اكتر
نظرت ندى اليها بتفهم تعلم ان ليس هذا السبب لانفجارها بتلك الطريقة لكنها لم تحاول الضغط عليها لتقول بمرح
هو ده السبب ياستى طيب لكى عليا اكلمك حمزة بتكلم مع رحيم تروحى تزوريهم
اسرعت حور بامساك يديها تضغط عليها تقول برجاء
لا لا ياندى بلاش علشان خاطرى انا هبقى اتكلم معاه بنفسى
ادركت ندى صحة شكها بانه ليس سبب بكاءها فلم تحاول الضغط عليها قائلة بهدوء
خلاص يا حبيبتى اتكلمى معاه انتى وهو اكيد مش هيرفض
ثم ابتسمت بمرح طب
مدام الموضوع اتحل اغسلى وشك يلا وتعالى ننزل نلعب مع ادم تحت وهو اكيد هيعرف يخليكى تضحكى
الفصل العشرون
وقف امام نافذة مكتبه متابعا لها وهى تمرح بسعادة مع طفل اخيه فى حديقة القصر غافلة عن مراقبته لها تتعاقب بداخله مشاعر ما بين الڠضب و الندم غاضبآ من تلك المشاعر التى تعصف ف صدره لمجرد سماعه ضحكاتها تأتيه اثناء انشغاله بعمله ليترك كل شئ بيده ويقف بتلك الطريقة كمراهق صغير يراقب بشغف جميع تحركاتها ليشعر بالندم كلما تذكر معاملته الباردة لها صباحا يدرك تماما بانه قد جرحها وبشدة ولكنه لم يجد وقتها غير تلك الطريقة حتى لا يتراجع عن قراره والذى وصل اليه بعد تفكير طويل بان يجعل من
افاق من افكار على دخول حمزة الى الغرفة عاصفا يقول پغضب
انت ازاى يا رحيم توافق ان البنى ادم ده يجى هنا
تحرك رحيم من مكانه بجوار النافذة يتجه لمكتبه يجلس بهدؤء قائلا
اهدى يا
حمزة وتعال نتكلم
زفر حمزة ف محاولة لتهدئة غضبه
هنتكلم فى ايه يارحيم انا مش فاهم انت ازاى وافقت انه يجى هنا تانى بعد كل اللى عمله
اخذ رحيم يتلاعب بالقلم بين اصابعه بهدؤء شارد يقول
هو نازل البلد هنا يشوف ارض المشروع متنساش انه شريك للراجل اللى داخلين معاه المشروع
حمزة وهو يضغط اسنانه بخنق
انا لما شوفته حاضر الاجتماع فى القاهرة كنت هقتله وهو قاعد بكل برود قدامنا ولا كانه همه حد لولا اننا محتاجين الشراكة دى انا كنت فعلا عملتها
ضحك رحيم بتسلية وهو يرى وجه اخيه الحانق ليزداد حنق حمزة اكثر يقول بغيظ
بتضحك يا رحيم انا مش عارف ازاى قادر تشوف خلقته وتنسى كل اللى عمله معانا
نظر اليه رحيم قد اختقت عن وجهه اى تسلية يقول بنبرة قاسېة
انا مبنساش ياحمزة وانت عارف ده كويس بس مدام قبلنا الشراكة معاه يبقى كل الامور تمشى طبيعى الا لو حبها تمشى غير كده يبقى ميلومش غير نفسه وقتها
توقف عن الحديث ليسود الصمت لثوانى متابعا بعدها بهدوء
المهم بلغ الحاجة تجهز الامور وهما يومين يمروا بطول ولا بالعرض
تافف حمزة لينهض منفذا لكلام اخيه الذى مان ان خرج اخيه من الغرفة حتى عاد الى مكانه السابق بجوار النافذة مراقبا تلك التى تحتل كل افكاره ولاتترك مكان لشيئ اخر غيرها
وده جاى ليه ده مش حط رجله فى مكان الا لو وراه مصېبة
تكلمت الحاجة وداد بتوجس بعد ابلاغ حمزة لها بقدوم ذلك الضيف لترد ندى بطبيعتها الطيبة
يمكن يا ماما قاصد خير وعمل موضوع المشروع ده حجة وقال يحاول يصلح الامور من تانى يجى يبارك لرحيم ع جوازه
دوت ضحكت سارة الساخرة ارجاء الغرفة لتقول وهى ترجع بظهرها الى مقعدها تقول بخبث
اه هو بيحب رحيم اووى فجاى يبارك ع جوازة الهنا
نظرت الحاجة وداد اليها بحدة
سارة ملوش لازمة كلامك ده ولا عاوزه يسمعك وتحصل مشكلة تانى
نغزت بثينة ابنتها فى الخفاء تحاول اسكاتها تقول فى محاولة منها لاصلاح كلمات ابنتها
سارة تقصد ان رحيم وجمال بينهم مصانع الحداد فاكيد مش جاى وناوى خير ابدا لرحيم
نهض حمزة من مكانه پعنف ينظر الى سارة و والدتها قائلا بصرامة
رحيم عمره ما بيعادى حد غير اللى بيبدء بعداوته له واظن جمال جرب وعارف ان رحيم عدو مش سهل فماظنش ابدا هيبتدى عداوة جديدة هو عارف كويس انه مش قدها
ليغادر الغرفة دون اضافة كلمة اخرى لتتبعه ندى تليها الحاجة وداد بعد ان رمقت سارة باستهجان لتلتفت الى والدتها تقول بغيظ
شوفتى بتبصلى ازاى كانى غلطت فى بنت الوزير وبعدين ما كلهم عارفين ان لا رحيم بيقبل جمال ولا جمال بيقبل رحيم يبقى فين الغلط فى اللى قلته
نظرت بثينة الى ابنتها تزفر بنفاذ صبر تقول بحدة
انا مش قولتلك هدى الامور شوية على الكل لحد مانشوف هنعمل ايه مع البت دى انا عاوزاكى ترجعى رحيم ليكى مش تقلبيه عليكى تانى
تاففت سارة بحنق تكتف ذراعيها فوق صدرها تقول
ارجعه ازاى وهو من يوم ما اتجوز البت دى مابتش غير ليلة عندى ومكررهاش تانى واديكى شوفتى بنفسك بيتعامل معايا ازاى ده مش طايق ليا كلمة
رتبت بثينة فوق يدها رقة تقول بتفهم
عارفة يا سارة بس برضه لازم تديله وقته اللى عملتيه مش سهل ابدا ع اى راجل واقولك بصراحة انا مستغربة انه مطلقيش بعد عملتك دى
صړخت سارة باستهجان من حديث امها
ماما انتى بتقولى ايه
هزت امها بعدم اهتمام لصړاخها تقول
بعرفك بس ان اللي حصل مش قليل
تنهدت سارة تغمض عينيها تقول بصوت نادم
عاوزة تعرفى ليه مطلقنيش علشان يندمنى كل لحظة على اللى عملته و زى ما حمزة قال رحيم عدو مش سهل وانا اللى عملت منه عدو ليا
فتحت عينيها بسرعة تلتفت الى والدتها تقول بغيظ ناسية كل ندمها السابق
وبعدين هو انا كنت اعرف انه هياخد الموضوع كرامة وانه فعلا هيتجوز بعد ما رفض كتير يعملها انا حبيت ابين له انى مستعدة اضحى علشانه فيتحسب ده لصالحى بس الظاهر حسبتها غلط
ردت بثينة بصوت مذهول من حديث ابنتها وتفكيرها
انتى مچنونة يا سارة ولا ثقتك العمية فى نفسك وحبه ليكى نساكى انه راجل واكيد هياخد الموضوع على كرامته مش تضحية زى ما جنابك فاكرة ثم