رواية مطلوبة القصل 21-22
كان يختنق وهو ېصرخ باسم صدفة و هو يتلفت حوله باعين يملئها الخۏف و القلق....
فقد انتابه كابوس سئ عنها جعله يشعر كما لو كان يختنق...
ارتمي مرة اخرى علي الاريكة التي كان نائما عليها يفرك وجهه بحدة متنفسا بعمق بينما ضربات قلبه تتعاصف بداخله
شاعرا بالڠضب من نفسه...
فقد كان لا يكف عن التفكير بها حتي اثناء نومه يحلم بها لا يعلم اين يهرب منها و من مشاعره التي اصبحت تلاحقه و تعذبه..
في ذات الوقت....
كانت صدفة جالسة اسفل احدي الاشجار باحدي الشوارع تحيط جسدها بذراعيها محاولة بث بعض الدفئ به حيث كان الطقس باردا للغاية و عبائتها السوداء ذات القماش الرقيق لا تحميها كفاية من برودة هواء الليل...
كانت تنتفض بفزع و خوف كلما سمعت صوت اقدام او نباح الكلاب التى كانت تملئ الشوارع بهذا الوقت...
مررت يدها برفق على بطنها التى كانت تصدر اصواتا من شدة الجوع فهى لم تأكل شئ منذ الوجبة التى قدمت لها بالمشفى و كانت وجبة صغيرة لا تشبع طفلا...
حقكوا عليا...بس و الله مش بايدى حاجة...
لتكمل و دموعها تتساقط على خدييها
بس الحمد لله انكوا بتاخدوا اللي محتاجينه منى.... مش مهم انا.. المهم انتوا...
لكن لم تمر سوا دقائق قليلة و فتحت عينيها مرة اخرى بفزع فور ان وصل الي مسمعها صوت ضحكات بعض الرجال...
لتسرع بدس جسدها بين الحائط و جذع الشجرة محاولة ان تختبئ عن انظارهم ليبدأ جسدها بالارتجف من شدة الخۏف دفنت وجهها بين ساقيها ضاغطة بيدها فوق فمها و قد بدأ يسيطر عليها حالة من الهلع و هى تسمع اصوات اقدامهم تقترب...
اڼفجرت باكية على كل ما يحدث معها و هى لا تدرى ماذا تفعل حتى تخرج من مأزقها هذا...
ظلت تبكى حتي سقطت بالنوم مكانها و لم تستيقظ الا علي صوت الباعة الجائلين الذين بدئوا يملئون الشارع...
كانت تمشي بخطوات بطيئة منهكة بينما تشعر كما لو كانت عينيها غائمة لا تري بها شيئا لكنها استمرت في طريقها حتي وصلت الى منزل ام محمد لكن هذه المرة فتح الباب و ظهر امامها زوج ام محمد الذي عقد حاجبيه بحدة فور رؤيته لها بمظهرها الرث هذا قائلا بفظاظته المعتادة
خير....!
بللت صدفة شفتيها الجافة هامسة بصوت منخفض من شدة التعب
ام محمد هنا...!
اجابها بحدة وهو يلوى شفتيه برفض
لا مش هنا... لسه في البلد قاعدة مع امى......
شعرت بخيبة الامل تجتاحها مما جعلها تكاد ان ترغب بالبكاء
طيب... طيب معلش يا ابو محمد ممكن تتصلي بها....
اجابها بفظاظته المعتادة فقد كان دائما لا يحبها بسبب تقربها هي و زوجته من بعضهم البعض
ام محمد تليفونها بايظ... و معيش رصيد...
ليكمل بحدة و هو يمسك بالباب
عايزة حاجة تانية... انا جاى من سفر و مهدود حيلى و عايز انام
هزت رأسها بالنفي قبل ان تستدير و تغادر بكتفيين منحنيين..
خرجت الي الشارع تجر قدميها جرا و قد اصبحت الرؤية امامها مشوشة بينما كامل جسدها ېصرخ من شدة الالم و التعب شاعرة كما لو ان روحها يتم سحبها بقسۏة من داخل صدرها...
توقفت خطواتها بمنتصف الشارع وقد بدأت تشعر بالدوار الشديد حاولت المقاومة و استعادة نفسها لكنها فشلت و سقطت مرتمية علي الارض و هى تستسلم اخيرا للغمامة السوداء التى ابتلعتها بداخلها.....
في ذات الوقت....
كان راجح جالسا في مكتبه بالوكالة يتطلع امامه باعين شاردة بينما وجهه يرتسم عليه الحزن و الالم و هو لا يكف عن التفكير بها... فمنذ ذلك اليوم وهو لا يستطيع ان يعمل فعقله دائما يعيد عليه جميع ما حدث يحاول ايجاد الخطأ الذي ارتكبه حتى جعلها ټخونه مع رجل اخر...
لكن كيف هذا... كيف لزوجته الخجولة ان تقوم بمثل هذا الفعل الڤاضح...
فقد كانت لوقت قريب تخجل من ان ترتدى امامه قميص نوم حتى اقنعها هو و ازال خجلها منه... فبرغم وجود الادلة على خيانتها التى لا يمكن نفيها او انكارها الا انه يوجد شئ خاطئ بكل هذا... اما ان قلبه الضعيف الذي لا يزال يعشقها هو من يحاول ايهامه بذلك حتى يجد مخرج لها و يستعيدها...
زفر بحنق و هو يفرك وجهه بعصبية عندما دخل احدى العمال لديه يهتف بانفس لاهثة
الحق... الحق يا راجح باشا الست صدفة.....
انتفض واقفا و قلبه يقفز بداخل صدره پعنف فور سماعه اسمها قائلا بحدة
مالها صدفة...!!!
اجابه العامل و هو لا يزال يلهث كما لو كان اخذ الطريق الى الوكالة ركضا
وقعت من طولها في الشارع مغمى عليها قدام محل النبوى و قاطعة النفس خالص.....الناس بقالهم اكتر من ربع ساعة بيحاولوا يفوقوا فيها و هى مفيش خالص.......
اتجه نحو محل النبوى حيث سقطت و عينيه تبحث بلهفة و ذعر عنها ليجد مجموعة من الناس مجتمعة اتجه نحوهم على الفور يعبر بين الناس ليشعر بقلبه يسقط بداخل صدره فور ان رأها ملقيه على الارض ساكنة بجمود بوجهها الشاحب الذي كان يشبه شحوب الامۏات ظل واقفا مكانه عدة لحظات يراقب محاولات النساء لأفاقتها بينما يقاوم المشاعر التي تتصارع بداخله لكنه لم يستطع الوقوف جامدا حيث تغلبت عليه مشاعره و استسلم اخيرا و انحني عليها
جاذبا زجاجة عطر من احدي النساء و وضع كميه منها اسفل انفها محاولا افاقتها لكنها ظلت ساكنة لا تصدر اي حركة تدل علي استجابتها مما جعل الفزع يدب بداخله و قد بدأ عقله يصور له سيناريوهات بشعة حول مۏتها صړخ باحدى الرجال الذين يعملون لديه بان يقوم بايقاف سيارة اجرة حتي يأخذها للمشفي...
بعد مرور ساعة....
كان راجح واقفا امام الغرفة التى ادخلت اليها صدفة و هو محڼي الرأس ينظر امامه باعين محتقنة شاردة فمنذ ان وصلوا الي المشفي و هو علي حالته تلك..
فقد كان ضائعا..عاجزا بطريقة لم يعهدها من قبل...ينتظر خروج اي احد من الغرفة التى ادخلت اليها صدفة حتي يطمئنه فأخر ممرضة تحدث اليها كان ما يقرب من ساعة و اخبرته انها لم تستعيد الوعي حتي الان و ان الطبيب يفعل ما بوسعه فقد كانت تحاول ان تطمئنه لكنها فشلت فقد كان الخۏف يسيطر عليه خاصة كلما تذكر كيف كانت تبدو صدفة عندما اتى بها الي هنا....
بداخل الغرفة...
راقب الطبيب صدفة التي فتحت عينيها ببطئ قبل ان يغمغم بهدوء
حمد لله على السلامة يا مدام صدفة... بقي ده اللي اتفقنا عليه ده انتى مبقالكيش يوم واحد خارجة.. و رجعتى تانى
ظلت صدفة صامتة لا تدري بما تجيبه كيف تخبره ان ما يحدث لها ليس بيدها...
تأكد الطبيب من المحلول المعلق بيدها و هو يغمغم بصرامة
انا هطلع اطمن جوزك اللي واقف علي اعصابه برا... و هأكد عليه انه ياخد باله منك اكتر من كده لان انتى كده بتضحى بنفسك و باللي في بطنك.....
قاطعته صدفة هامسة بصوت مرتجف فور سماعها يذكر زوجها
جوزى..مين !! هو راجح برا.....
اومأت الممرضة التى كانت تقف بجانبها تمسك بيدها تتفحص الكانيولا الموصلة بها
هو اللى جابك هنا... و واقف على اعصابه برا مستنى انك تفوقى...
دب الذعر بداخل صدفة
فور تأكدها من انه بالخارج همست بصوت منخفض و هى تحاول فتح عينيها بصعوبة موجهه حديثها للطبيب
بلاش تقوله حاجة عن حملى يا دكتور... مش عايزاه يعرف....
قطب الطبيب حاجبيه قائلا
بس هو لازم يعرف... علشان يقدر ياخد باله منك انتى حصلك ڼزيف امبارح... و النهاردة حصلك هبوط حاد نتيجة الانيميا الحادة اللى عندك ده غير انك تقريبا مبتاكليش و ده هي....
قاطعته برجاء و هى على وشك البكاء فلم تكن ترغب ان تجعله يعلم شئ عن حملها...
وحياة اغلى حاجة عندك يا دكتور بلاش تقوله عن حملى .. و انا و الله هعرفه بس مش دلوقتى فى الوقت المناسب هقوله و اوعدك و الله هاخد بالى من نفسي...
وقف الطبيب ينظر بتردد الى الدموع التى انسابت فوق وجنتيها قبل ان يومأ برأسه بالموافقة و هو بداخله ينوى اخبار زوجها عن حالتها المراضية حتى يعتنى بها و ان كان لن يخبره عن حملها كما وعدها حتى تخبره هى...
امر الممرضة بحقنها بمهدئ عندما ڠرقت في نوبة بكاء شبه هستيرية نفذت الممرضة امره لټغرق سريعا بنوم عميق و الدموع ټغرق وجنتيها....
كان راجح لا يزال واقفا بمكانه غارقا بعالمه المظلم من المشاعر التى تتصارع بداخله فقد كان هناك صوت بداخله يحثه على الذهاب وتركها فماذا يفعل هنا لما هو قلق على من خانته و طعنته بأقذر سکين يمكن ان يطعن بها الرجل.. و صوت اخر يحثه على البقاء حتى يطمئن عليها فهو لا يستطع محو صورة وجهها الساكن الشاحب من عقله فقد كانت تبدو
كما لو فقدت الحياة ابتلع بصعوبة الغصة التى تشكلت بحلقه و هو يمرر يده بشعره بعصبية و خوف.. لكنه فور ان سمع باب الغرفة يفتح انتفض متجها نحو الطبيب برغم الارتجاف الذي بقدميه و قصف قلبه الذي يدوي بداخله من شدة الخۏف الا انه اتجه سريعا نحو الطبيب قائلا بلهفة
ها..يا كتور فاقت...!
اجابه الطبيب بصوت يملئه الهدوء
اطمن فاقت و بقت كويسة الحمد لله...
ليكمل بجدية
بس مكدبش عليك حالتها صعبة الانيميا عندها عالية.. و دى تانى مرة يحصلها هبوط حاد و تيجى المستشفى في يومين بس...تقريبا مبتاكلش خالص
شحب وجه راجح فور سماعه هذاو قد افزعه معرفته انها دخلت المشفى من قبل همس بصوت مخټنق مرتجف
يعني ايه... في خطړ على حياتها...!
اجابه الطبيب قائلا و هو يتجنب اخباره صراحة انه حدوث نزييف لها مرة اخرى هو ما قد يشكل خطړ عليها
بصراحة اها علشان كده مطلوب ان