للقدر حكاية ج1
استاذ شهاب.. هو انتوا ممكن تطردوني
فأنفرجت شفتي شهاب بضحكه قويه وأخرج من جيب سترته منديلا يعطيه لها
تطردي ايه بس يابنتي... خدي امسحى دموعك
واردف مازحا
اصل انا ضعيف قدام دموع الستات
ألتقطت منه المنديل سريعا وطأطأت عيناها أرضا تشعر بالخجل من حديثه
فوقفت ندي على أعتاب الغرفه تطالع المشهد بوجه محتقن
ليلتف شهاب على سماع صوتها مندهشا من قدومها بأبتسامه ثم
اهلا ياحببتي
تعلقت عين ياقوت بهم ومن نظرات ندي الناريه نحوها اشاحت عيناها سريعا تلوم نفسها على بكائها أمام شهاب
............................
صړخت ندي بوجه وقد فسرت الامر كما خيله لها عقلها
عايز تفهمني انها كانت صعبانه عليك وبتراضيها.. ولا البنت عجبتك ياشهاب
لم يحبها او مازال يرى ذلك
ندي انا مش هحاسبك على الكلام اللي بتقوليه عشان عارف انك مش في وعيك
پغضب
حط نفسك مكاني
دفعاتها كان يتلقاها بهدوء يجعلها تخرج چنونها به... حبها له هوس يعلم صدقه
سؤالها صډمه.. وترك قبلته تفسر لها ما يريد اخبارها به
وابتعد عنها بأنفاس لاهثه يسند جبينه على جبينها وهي كالضائعه معه
...............................
أوقف سيارته في مكان خالي زافرا أنفاسه بقوة... كان صدره يعلو ويهبط من أثر الماضي الذي مازال محفور داخله
حب قضى على وظيفته التي عاش يحلم بها في طيله سنوات دراسته ولم يكن حلمه وحده إنما كان حلم والديه وفي النهايه ماذا حدث مرضت والدته بعدما فصل من الداخليه ولم تتحمل رؤيته هكذا فماټت وهي تري مستقبله قد هدم
ومر الوقت وهو يقف في ذلك المكان المنعزل يتأمل ما أمامه بشرود متذكرا اليوم الذي عرف بمحاكمتها وان والدها قد قتل اخبروه زملائه وقد ظنوا انه سيرتاح حين يعلم بهذا ولكن ليلتها عاد الي سوسن يرمي نفسه وكأنه طفلا صغيرا لم تكن قد تطورت علاقتهما ولكن تلك كانت البدايه الي ان صارت حياتهم الزوجيه كأي رجل وامرأته
انا اتجوزت ياحمزة
ولم يكن المتصل الا مراد يخبره بأخر شئ توقع حدوثه
..............................
رمقت ندي ياقوت بنظرات قاتمه بعدما خرجت من غرفه مكتب شهاب.. بخطي بطيئه تتفرس ملامحها
انتبهي على شغلك.. وبلاش عينك تبص لحاجه مش بتاعتك
قالتها ندي وانصرفت دون أن تلتف نحوها مرة أخرى
لتحدق ياقوت بخطاها وعلى ملامحها معالم الصدمه.. فقد فسرت ندي المشهد كما ظنت
.........................
وقف شريف بسيارته أمام المكان الذي اعتاد رؤيتها فيه ولكن اليوم لم يجدها... نظر لساعه يده متنهدا فهو لا يعلم سر قدومه هنا ومطالعتها من بعيد... عندما قص على شهاب مشاعره تلك اخبره ان شعوره ليس إلا شعورا بالذنب واشفاقا على حالتها
..........................
عادت ياقوت من عملها تحمل بعض المعلبات... وضعت الأكياس التي كانت على الطاوله الصغيره التي تأخذ ركنا جانبا في غرفتها وجلست على الفراش تنظر للغرفه التي تقيم بها بشرود ثم اڼفجرت باكيه دون شعور.. فقد ظنت ان خروجها للعالم الخارجي بعيدا عن أهل قريتها البسطاء سيكون سهلا ولكن كل يوم تكتشف انها دخلت بقدميها أصعب مراحل الحياه
لم تنتبه لطرقات سماح على باب غرفتها ودلوفها للغرفه
وعندما رأتها سماح هكذا ركضت نحوها تسألها بقلق
ياقوت مالك فيكي ايه
فدارت عيناها عنها ومسحت دموعها
مافيش حاجه انا كويسه
فأتجهت سماح للجهه الأخرى ونظرت لها بتمعن
مش احنا اتفاقنا هنكون صحاب.. وتحكيلي اللي يضايقك
فلم تشعر بحالها الا وهي تندفع سماح وتحكي لها عن كل ما مرت به اليوم
لتصدح ضحكات سماح عاليا
بټعيطي عشان كده... يااا ياما هتشوفي
فأتسعت عين ياقوت