رواية جاسر الفصل الثامن عشر
منه يا صابر الأول...
أومأ الآخر ب تفهم ولم يتحدث ليعم الصمت المكان عدة دقائق قطعها جاسر قائلا
أنا هسافر لبنان أتابع الشغل هناك
طب ما تخلي حد تاني
لأ..عاوز أبعد عن هنا نهائي
إبتسم صابر من زاوية فمه وقالقصدك تبعد عنها نهائي
إبتسم جاسر هو الآخر قائلالو فضلت هنا هضعف يا صابر..وأنا مش عايز أضعف وأدفع تمن ضعفي..بس التمن دا هيكون غالي أوي
ربت على فخذه ب مؤازرة ليقول جاسر وكأنه رجاء
بس عاوز أشوفها قبل ما أسافر..عاوز أودعها هي وبنتي..خاېف تكون أخر مرة
زجره صابر ب عڼفبس يا جاسر متقولش كدا..إن شاء الله مش هتبقى أخر مرة..هتعيش معاهم لحد ما تجوز جلنار..أنت بس توكل على ربنا
ونعم بالله..ونعم بالله...
كان شريف قد وصل إلى منزله..صف السيارة وهبط منها..إلتفت إلى باب المنزل ليجد ذلك الرجلان اللذان أتيا صباحا إلى منزل تلك الفتاة..أبتسم من زاوية فمه وإقترب منهما متسالا ب تهكم
أتاه صوتا من خلفهچايين نصفوا حسابنا معاك يا باشا...
إلتفت إلى ذلك الصوت الذي أتاه من خلفه ليجده رجل في العقده الرابع..يرتدي جلباب ك حال الجميع ب تلك القرية..يضع شالا من الحرير على منكبه وبيده عصاه لا يستند عليها ولكنه يستخدمها مظهرا القوة
جابه شريف ب نظره ثم تساءل وهو يعلم الجواب
إبتسم الآخر ب لؤمطب فين واچب الضيافة يا باشا
رد عليه ب سخريةموچود..إتفضل...
لم يخف على ذلك الرجل نبرة التهكم ب صوت شريف وهو يقلد لكنته الصعيدية ولكنه تجاهلها حاليا..دلف الجميع المنزل ليجلسوا ثم هتف شريف ب وقاحة وهو يجلس
أعذرني مقدرش أضيفكوا أصل مفيش سكر ولا شاي بالمرة
أبتسم الآخر وهو يهز رأسهوماله..ملوش لزوم الشاي..نجضيها إكدة..ندخل بجى ف المفيد
أولا أني المعلم رچدي أكبر معلم مواشي ف الصعيد كلاته
إتشرفنا..بس دا مش موضوعي...
أشار رچدي وهو يضم قبضته في إشارة ب معنى إنتظر ثم هتف وهو ينظر إلى عينا شريف
صبرك عليا يا باشا..أني چاي أتحدت وياك
هدر شريف ب نفاذ صبروأنا بصراحة مش فاضي لقعدة حكاوي زمان دي
وضع رچدي يده على صدره وقالحجك عليا يا باشا..ألا لما يكون ليك فلوس عند حد..مش المفروض ترچعلك...
أكيد..بس لما تكون فلوسي مع حد قادر يسدد..واللي بيسترد..بيسترد ب الإحترام..مش يبتعلي بلطجية ويقول عاوز حقي...
كاد أن ينهض الرجلا ولكن رچدي أشار إليهم ب الجلوس..ليعاودا الجلوس..كان شريف يتابع ما يحدث ب إبتسامة متهكمة ليتشدق الأول ب هدوء
عندك حج يا باشا..لكن أني عطيته فرص كتير و برضو مردش الفلوس..جالي مش معايا..جولت وماله يبجى نعجد إتفاج..كدا عداني العيب ولا إيه...
جولتله أتچوز بنتك مجابيل الفلوس وهو موافقش..يبجى أخد حجي بيدي ولا لع!
إنتفض شريف واقفا ثم هدرتك كسر حقك..بنت إيه يا راجل يا مچنون اللي تتجوزها..مش مكسوف من نفسك!
الله الله..وليه الغلط بس!!
أمسكه شريف من تلابيبهأنت لسه شوفت غلط..ورحمة أبويا لو هوبت ناحيتهم تاني لكون معلق راسك قدام باب بيتك..الدنيا مش فتونه..ويلا خد كلابك وغور...
ثم دفعه ب حدة وقبل أن يستل الرجلان سلاحمها كان شريف الأسرع و وجه ناحيتهم..إعتدل رچدي ب وقفته وعدل من ثيابه ليشير إلى رجاله قائلا ب توعد
بينا يا رچالة..حسابنا لسه موجفش لحد إهنه...
ثم رحل تاركا شريف يتنفس ب حدة..وها قد إكتسب عدوا جديد
توجه إلى الغرفة التي يقبعان بها سويا بعدما أبدل ثيابه ليجلس على طرف الفراش..يراقبها وهى نائمة ف ملس على خصلاتها ثم همس بينه