رواية ادهم ج4
انت في الصفحة 1 من 9 صفحات
الحلقة السابعة عشر
شعر أحمد بأن قدرته على الجدال والمناقشة قد انتهت فأغمض عينيه بيأس وفي داخله قد عمد الى الاطاحة بكل شيء وترك هذا الچحيم خلفه ...نعم سيرحل ومعه مها متخليا عن كل شيء ولكن قطع خططه صړخة نطقها يوسف بفزع فالټفت ليرى والده مسجى ارضا بين يدي يوسف وياسمين التي تحاول بشتى الطرق افاقته ثواني قليلة حتى عاد عقله للعمل ليسرع اليه ويعاون يوسف في حمله للسيارة ومنها للمستشفى .
جلس باڼهيار على احد مقاعد الانتظار وراسه بين يديه لا يعلم ماذا يفعل وكيف يتصرف ...على بعد خطوات منه كانت تجلس رقية شاردة كأنها بعالم اخر لاتنكر في قرارة نفسها انها مخطئة ولكنها تعلم ان ابراهيم يعشق ابنائه وسيترك لهم الاختيار وهي ابدا لن تعرضهم لاي مشقة في حياتهم مبررها الوحيد انها تعشقهم ولكن على طريقتها الخاصة تحميهم حتى لو من انفسهم
استقام احمد واقفا عندما خرج مجموعة من الاطباء من غرفة العناية الماثل بها ابراهيم ليسألهم بلهفة عن حاله فيجيبه رؤؤف بعملية
_مها ...اتصلي بأدهم لازم يعرف
فاومأت مها برأسها ثم اسحبت لبعيد واتصلت بفاطمة وابلغتها بما حدث وطلبت منها تعريف ادهم بحالة والده
ترددت فاطمة كثيرا خوفا من ردة فعله ولكنها حسمت امرها بضرورة اخباره فاتصلت به
فاطمة
_السلام عليكم
ادهم
_وعليكم السلام ورحمة الله ..ازيك يا ماما ..عاملة ايه طمنيني عنك
فاطمة بتلعثم
_انا كويسة الحمد لله بس .. بس ..
أدهم بقلق
_في ايه يا ماما ...انت كويسة ارجوكي اتكلمي متقلقنيش
_يابني اطمن انا والله كويسة بس ...والدك ...
أدهم بفزع
_بابا!!...بابا ماله اتكلمي يا ماما عشان خاطري
فاطمة
_يابني اهدى هو كويس بس تعب شوية ونقلوه المستشفى
أدهم
_طب انا هطلبهم سلام يا ماما دلوقتي
اسرع أدهم بالاتصال بصديقه المقرب ليفهم منه حالة والده بعد ان اخذ طريقه للمنيا باقصى سرعة
أدهم
_السلام عليكم
مروان
_وعليكم السلام ورحمة الله ازيك يا ادهم
ادهم
_انا كويس ..طمني على بابا يا مروان
مروان
_..........................
أدهم
_مروان رد عليا ...بابا ماله
_اهدى طيب واسمعني ....الضغط ارتفع جدا وبنحاول نسيطر عليه على اد ما نقدر
أدهم پصدمة
_بابا!!!....وحالته ايه دلوقتي
مروان
_للاسف دخل في غيبوبة
لم يستطع ادهم الكلام اكثر فوقع الهاتف منه پصدمة فزاد من سرعته بشكل چنوني على الطريق وهو يضغط على مقود السيارة پغضب جامح حتى صړخ فجأة
_ليه ...ليييييه بتعملي فينا كدة ليه .....بتموتينا بالبطيء ليه ....الله يلعن الفلوس على المستويات العالية اللي مالكيش تفكير غير فيها ....بس خلاص انا راجع وحق الله ما حد هيفشل تخطيطك غيري بس بابا يقوم ....يااارب يااارب
وظل يلهث بالدعاء والرجاء لله ان ينجي والده من محنته
هذا الوقت المناسب لذلك .
ياسمين پبكاء حار
_بابا يا أدهم ....بابا بېموت
_شششش اهدي ....ان شاء الله هيقوم لينا بالسلامة
يوسف رابتا على كتفه
_حمد الله على السلامة يا أدهم
_الله يسلمك يا يوسف
_ادهم شوفت اللي جرالنا
فربت ادهم على كتفه بهدوء ناظرا اليه بلوم
_ان شاء الله خير
تطلع أمامه وراها منكمشة على نفسها تبكي بصمت فاقترب منها هامسا
_ازيك يا مها ..عاملة ايه
مها پبكاء متقطع
_تعبانة قوي يا ادهم مش حمل فراق تاني كفاية بابا الله يرحمه
فربط ادهم على كتفها مردفا
_ادعيله يا مها ربنا ينجيه لينا كلنا
بكى وبكى وما عاد استطاع التوقف حاولت الممرضة اخراجه من الغرفة ولكنه لم يتزحزح من مكانه ظل منكبا على يد والده يرويها بدمعه فأسرعت لجلب الاطباء المشرفين لاخراجه فاسرع عدد من الاطباء ومنهم مروان الذي حاول التفاهم معه ولكنه لم يكن يستمع يشعر بڼار ټحرق روحه وحياة هذا الرجل هي البلسم الشافي فلجأ مروان لمحاولة جذبة بقوة ليترك والده ليرتاح فتمسك ادهم بيد والده اكثر وعندما قاربوا على اخراجه وتركها تمسك به والده هامسا بضعف
_ادهم ...
الصدمة جمدت الجميع الا ذلك الذي اندفع لمكانه مرة اخرى مقبلا جبين والده ويده صارخا بفرحة ودموع ابت ان تتوقف
_انا اهو يابابا ...انا معاك ارجوك قوم احنا من غيرك ولا حاجة
في حين اسرع الاطباء للكشف عليه والاطمئنان على الضغط الذي بدأ يعود لوضعه الطبيعي بسماع مريضهم لصوت ابنه الغالي وضميره المتيقظ دوما ادهم
عندما اطمأن ادهم على وضعه وبدأ الاطباء في نقلة لغرفة عادية ساعدهم ومن ثم ارسل ليطمئن الجميع على وضعه وما هي سوى لحظات كانت غرفة ابراهيم مملوءة بهم كلهم ياسمين ومها منكبتين عليه كل واحدة من جهه تقبل يده بدموعها ورقية جلست على احد المقاعد باخر الغرفة يوسف واحمد وادهم يقفون عند الباب منتظرين هدوء الفتاتين ليتحدثوا اليه وعندما طالت المدة جذب كل واحد منهم من تخصه لاخر الغرفة حتى لا يتعب اكثر
اما ابراهيم تحدث هامسا مع الجميع ولكن نظره كان معلق على اثنين الاولى عتاب والم لرفيقه دربه والاخرى حب واشتياق للغالي حتى همس
_ادهم
فاسرع اليه ادهم رابتا على يده بحنان
_انا معاك يا بابا متتكلمش ارتاح عشان خاطري
فهمس ابراهيم بما لا يسمعه احد
_حقك عليا يا بني ...مقدرتش ادافع عنك واجيبلك حقك بس ...
فقاطعه ادهم هامسا هو الاخر
_بابا انت عارف انك قوتي وحمايتي يكفيني وجودك في حياتي ....عشان خاطري يا بابا خلي بالك من صحتك علشانا كلنا .....انا هروح دلوقتي وهجيلك بكرة الصبح باذن الله
فشدد ابراهيم على يده اكثر هامسا بتعب
_لا متسبنيش يا بني انت عارف ان انت ضميري ...انا مش عايزك تبعد تاني علشان خاطري
فربت ادهم على يده مهدئا اياه
_بابا انت محتاج ترتاح ....نام دلوقتي والصبح باذن الله هكون عندك ونتكلم براحتنا
اضطر ابراهيم للموافقة على كلامه بعدما بدأ سريان الادوية المهدئة في عروقه فدفعته للنوم واستغل ادهم تلك الفرصة ليخرج من المستشفى سريعا فهو لا يريد المواجهه مع احد
لكنه تفاجأ بمن يجذبه من ذراعه فالټفت ليجد يوسف امامه
_انت رايح فين
ادهم بهدوء
_هروح ارتاح في أي فندق وهكون هنا الصبح ان شاء الله
فشدد يوسف على يده قائلا
_لا مفيش فنادق ...انت هتيجي معايا تبات عندي والصبح هنيجي سوى
أدهم بتعب
_يا يوسف ....
يوسف مقاطعا بقوة
_مفيش يوسف قدامي من سكات
فابتسم ادهم من تصرفات هذا العنيد الذي يشبه كثيرا عنيدته الصغيرة واضطر ان يستسلم له ولكن لم يخطو خطوتين حتى نادى عليهما احمد ليقفا له
احمد
_ادهم استنى انا عايزك
يوسف
_انا هسبق على العربية وهستناك فيها يا ادهم ...بعد اذنكم
ادهم
_نعم
احمد
_انت زعلان مني يا ادهم
ادهم ببرود
_لا ابدا وهزعل من سيادتك ليه
احمد پغضب
_في ايه ما تتكلم عدل
ادهم پغضب
_عايزني اتكلم اقول ايه اقول اضربت واطردت من البيت واخويا الكبير واقف يتفرج عليا ومتحركش من مكانه
احمد محاولا تمالك
اعصابه
_والله انا خرجت وراك انا وياسمين بس ماما ...
فقاطعه ادهم بحدة
_هي دي ..ماما كلكم خايفين