رواية فاطمة الجزء الاخير
انت في الصفحة 1 من 24 صفحات
الفصل الحادي عشر
تردد كثيرا قبل أن يتفوه بشئ اخر لا يريد أن يكون قاسې معها يخشي اڼهيارها فتصاب بوعكة صحية يكفي ما عانته طوال الاعوام الماضية.
ظلت تنظر إليه بعينين يكسوها الحزن والالم فقد قرأت نظراته المصوبة إليها وتعلم بما يريد أن يخبرها فهي تفهمه دون تحدث أقرب إليها من نفسها فهو مرآتها التي ترا بها عيوبها قبل مميزاتها .
اومت له بتفهم وهي تخبره عما يدور بخلده
عامر أنت مش محتاج تتردد لحظة عشان تقولي اللي عايز تقوله ماتنساش ان بفمهك من عينيك أنا مش هخدع نديم أنا هصارحه بمرضي
المړض لا هو عيب ولا حرام ياقلبي وهو حقه طبعا يعرف عشان ده جواز ومش عشرة يوم ده جواز العمر واكيد هيجي يوم ويعرف ولازم يكون عنده علم عشان لو بعد الشړ جاتلك الاذمة يقدر يلحقك ولا ايه عارف ان صعب عليكي بس جمدي قلبك وماتخفيش.
بقوة ثم قال هامسا
ربنا يقدملك الخير يارب بس توعديني مافيش تفكير في الماضي نقفله بقى نهائي ونشيل فكرة رد القلم والاڼتقام ده عشان ربنا يباركلك في حياتك اللي أنتي مقبله عليها عشان تحسي بالسعادة الحقيقية من غير خوف ولا قيود
هزت رأسها بالايجاب أنا فعلا عاوزه الاقي نفسي ومش هأفكر في أي حاجة غير سعادتي وبس نديم يستحق كل خير يعني أنت معايا ومقتنع بنديم صح
مدام مش جواز لمجرد رد كرامتك من اللي عمله نبيل ولا في تفكير مچنون ممكن ياذيكي وياذي غيرك يبقى أنا معاكي دايما ياقلبي قلبا وقالبا أنا عندي أغلي منك يا روزتي قومي بقى نامي وأنا هبات هنا والصبح ننزل نفطر أحلى فطار من عند الدمياطي
ارتسمت البسمه على محياها انت هتبات بجد
أومي براسه وهو يبادلها الابتسامه
خلاص تعالى نام فى اوضتي وأنا هنام فى اوضه رهام
فرد جسده اعلى الاريكه لا أنا هنام هنا كويس ادخلي انتي اوضتك وأنا هكلم بسه نرغي شويا كده قبل ماانام
امممم ارغي براحتك تصبح على خير
هاتف نديم والدها وظل يتحدث معه الساعة متواصلة الى أن الأخير رفض أن ياتي بابنته ويقام عقد قرانها خارج القاهرة أخبره بانه سوف ياتي خلال ايام قليلة فرح نديم بهذا القرار ففي النهاية سوف تحضر عائلتها زفافها ولن تشعر بالوحدة وهذا ما جعله ينام قرير العينين من أجل سعادة معشوقته فهو يريد أن يراها دائما سعيدة ولا يريد للحزن أن يسكن قلبها فهي فيروزته الخاصة مكنونته ولا يعشق سواها ..
قبل أن تخلد للنوم وجدت هاتفها يهتز التقطته من اعلى الكومود لتجد والدها المتصل
اجابته بهدوء ليحدثه عن مهاتفة نديم وانه سوف ياتي هو ليشاركها السعادة بيوم زفافها شعرت بالراحة و السکينة بعدما أغلقت الهاتف مع والديها وكأن الله يرسل إليها عدة رسائل من اجل أن يطمئن قلبها وان تشعر بلذة الفرحة الحقيقية بهذه الزيجة شعرت بيد والدها تمسح على قلبها لتعودها الى صوابها لامت نفسها بسبب تفكيرها العقيم الذي كان سيهدم سعادتها للأبد من أجل أفكار زرعها الشيطان براسها ليفسد عليها سعادتها .
....
الا بذكر الله تطمئن القلوب
الليل هو وقت الهدوء والسکينة والراحة ولكنه بالنسبة للمحبين يصبح مقلق ومؤرق مضاجعهم فيه قلب العاشق ينبض ب أجمل الكلام لمحبوبته ويرسم احلامه الوردية والسعادة محاطة بينهم ويريد كل منهما اسعاد الآخر ويعيشون الحياة سويا إلى ان تشيب خصلاتهم هكذا يمر الليل على العاشقين ببطء ليتركو العنان لاحلامهم وافكارهم لتحلق في سماء الحرية معلنة عن قلوب تعشق بصدق ...
رحل الظلام ليتوارى القمر في السماء وتشرق الشمس معلنة عن بداية يوم جديد و تسلط الشمس اشعتها الساعة لتدفئ الكون من حولنا وايضا تترك اسرها في قلوب المحبين ..
استيقظت فيروز باكرا وهي تشعر بالسكون الداخلي والراحة النفسية أنهت لمساتها الاخيرة في ارتداء ملابسها ووقفت تتطلع بنفسها امام المرآة وهي تحمل بيدها عبلة رزاز الفم ظلت تنظر لها عدة ثواني ثم دثرتها ثانيا بحقيبتها الشخصية غادرت غرفتها لتجد عامر مازال يغط بنوم هادئ ابتسمت بهدوء وهي تقترب منه تدثره جيدا بالغطاء وبعد ذلك غادرت منزلها متوجهة إلى عملها فهى تعلم بانه قضى الليل ساهرا يهاتف خطيبته ولا تريد اقلاقه ولكن كانت تحدث نفسها أثناء قيادتها السيارة ببعض الكلمات التي تجعلها محافظة على هدوءها وثباتها للبوح بما تخفيه الأن عليها أن تشارك نديم كل شيء خاص بها لا تريد خداعه وهذه ابسط حقوق الزواج ...
أثناء تناوله الإفطار مع جدته قص عليها المكالمة التي اجراها مع والد فيروز وعندما أنتهى من حديثه
ربت جدته على كتفه بحنان
كده الافضل يا حبيبي كده فيروز تحس بفرحة أهلها بيها لم تتجوز هنا وسطهم وابوها راجل طيب ويفهم كمان في الاصول وعارف ايه اللي هيريح بنته ويسعدها انت بقى جهز كل حاجة وشوف فيروز نفسها في ايه اعملهوها مافيش شغل إلا لم تنهي كل حاجه بنفسك يا نديم ده فرحك يا حبيبي وسعادتك وسعادة فيروز انزلو مع بعض اختاروا شبكتها وعفش الجناح بتاعك كله لازم يتغير خليها تختار كل قشايه في مملكتها ماتحرمهاش من الفرحة دي
التقط كفها بحب
حاضر يا قلبي أنا هو أنا اقدر ماافرحهاش ولا ايه دي فيروزة قلبي تستاهل الدنيا كلها
تنهدت بارتياح وهى تبتسم له ربنا يسعدكم يارب
نهض عن مقعده قبل جبينها مودعا ثم غادر الفيلا وانطلق بسيارته إلى حيث شركته قلبه يخبره بانها تسبقه إلى هناك ..
كانت تجلس بمكتبها تدق باقدامها الأرض في توتر تنتظر قدومه بنبضات ملتاعة تكاد تكون مسموعة لمن حولها إلى أن وجدته يطل عليها بطلته الجذابة جعلت نبضات قلبها تخفق بشده وانفاسها تكاد تختفي وتحتاج إلى رزاز الفم ليعطيها الاكسجين التي بحاجة إليه الآن لامت نفسها بانها لم تستنشقه كعادتها كل صباح .
جاهدت في رسم ابتسامتها أثناء تشابك العينين
صباح الخير يا فيروزتي
اخرج صوتها باضطراب صباح الفل
دلف لمكتبه وقبل أن يغلقه نظر لها خلسة وقال بهدوء
اطلبيلي قهوتي وتعالي اشربي قهوتك معايا محتاج اتكلم معاكي
اومت براسها موافقة لحديثه وعندما اختفى من امامها اخرجت البخاخ من حقيبتها بيد مرتجفة ثم وضعته بفمها وهي تسحب الرزاز لتعبئ رئتها بالاكسجين التي بحاجته قبل أن تدخل بنوبة اختناق ..
استيقظ عامر مناديا باسمها ولكن شعر بخلو المنزل نظر إلى ساعته ليعلم انها تجاوزت التاسعة صباحا نهض من اعلى الاريكة ثم توجه إلى المرحاض أغتسل ثم توضئ ليصلي فريضته وبعد ذلك دلف المطبخ ليعد كوبا من الشاي وشطيرة من الجبن يسد بها جوعه واثناء احتسائه الشاي قرر أن يهاتفها ويعتذر عن استيقظه متأخرا ويبلغها بانه سوف يذهب إلى والدته وسوف ينتظرها على الغداء فى منزل خالتها ولكن وجد هاتفها غير متاح الان زفر بضيق ثم اكمل ارتشاف كوب الشاي وهو يتعمق التفكير هل ابلغت نديم الان وماذا عن ردة فعله هل سوف يمر الأمر بسلام ام تتعقد تلك الزيجة لا يعلم حتى الان إذا كان متقبل هذا الزواج أم لا
نظر لها نديم يتعمق ملامحها المضطربة ينظر لحركتها المتوفرة بغرابة لا يعلم ما اصابها هذا الصباح فيبدو بانه يشاهد وجها اخر لفيروزته لا يعلمه من قبل عندما طال صمتها نهض هو من اعلى مقعده ودار حوله ليجلس بالمقعد المقابل لها وهو يزفر انفاسه بهدوء
وبعدين بقى هتفضلي متوترة كده وموتراني معاكي أنا مش فاهم في ايه أنا قولت حاجه غلط
هزت رأسها نافية
طيب امال ايه بقى أنا قولت كلامي مع والدك وقراره انه هينزل يشاركك فرحتك هيفرحك
هو فعلا مفرحني جدا
مش شايف كده يا فيروزة عماله تهزي رجلك بهستريا وتفركي ايديك ليه افهم
ابتلعت ريقها بصعوبة ثم استجمعت شجاعتها كانت تظن بانه أمر هين ولم تتوقع تلك الحالة التي تشعر بها الان .
اقترب بمقعدهالتي تبللت اثر احتكاكهم ثم رفع مقلتيه تعانق مقلتيها باحتواء وتحدث بنبرة صوته الهادئة
أنا سامعك يا قلبي وموجود معاكي اهو قوليلي في أيه مخليكي متوترة بالشكل الاوڤر ده
أنا بصراحة في حاجة لازم اعرفك بيها الاول على أساس معرفتك هتقرر يعني هنكمل مع بعض ولا لأ
جحظت عيناه پصدمة اثر وقع كلماتها عليه وتسأل يعني ايه
ابتلعت لعابها بصوت مسموع يعنى ممكن تغير رايك ومايكنش في جواز هو حقك بردو تعرف كل حاجه عن الانسانة اللي هتكون شريكة حياتك أنا عندي مرض مزمن من وانا طفلة ولسه بعاني منه
نظر لها بقلق هذه المرة لتكمل هي كلماتها پألم خفي لا يشعر بها سواه
عندى ضيق في التنفس وممكن أوصل للاختناق من الأماكن الزحمة والمقفولة وبتزيد معايا لم انفعل واتعصب واعيط نفسي بينتهي معايا بخاخ في شنطتي مااقدرش استغنى عنه سحبت شهيقا طويلا ثم زفرته بهدوء لتكمل كلماتها بۏجع
كان لازم تعرف بحالتي المړضية ماينفعش اخبي عليك وتتفاجئ بعد كده أن خدعتك
شدد في القبض على كفيها ثم قربهم رقيقة اعلاهم ثم نظر لعينينها الحائرة بابتسامة حانية
سلامتك يا فيروزه قلبي انتي دلوقتي كويسة حاسه باي خنقة
تاهت في بحور عينيه التي تمدها بالقوة والثقة وتبحر في امانهم واحتوائه لها ثم هزت رأسها بالنفي
تنهد بهدوء ونهض لينهضها معه هي الأخرى ثم قربها إليه ليكون وجهها بوجهه
أولا المړض مش عيب ولا حرام ولا هو نقمة عشان نخجل منه أنا يهمني فيروزه كلها على بعضها راضي بيها وبحبها في كل حالتها هو أي حد فينا مش معرض أن ينصاب باي مرض وفي أي وقت هل بقى لو حصلي حاجة لقدر الله واحنا متجوزين وفقدت أي عضو من جسمي هتبعدي عني ولا هتفضلي جنبي وتتمسكي بيه
بعد الشړ عليك أكيد هفضل معاك
يبقى ماينفعش تقولي دلوقتي أن هحدد علاقتي بيكي بسبب المړض اللي هو لا بايدك ولا بايدي ومش ده اللى على أساسه حياتي هتكمل معاكي ولا لا أنا شايفك مراتي
من أول لم حبك نبض بقلبي مش عشان عندك مرض مزمن من الطفوله هرفضك المړض عمره ماكان ضعف ومش عايز اشوفك ضعيفة تاني بالعكس ده ميزة وحلو اوي كمان ربنا بيحبك وبيميزك عن أي حد تاني ومرضك ده بلاء ربنا بيرفع بيه درجاتك