الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية شيماء بارت 18

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

ليه بالكلام دا 
اتسعت عينيها و أردفت پخوف مقاطعة إياه لأ محدش يبلغ أنا هتصرف !!!
وضعت الهاتف على أذنها بعد أن كتبت الرقم و ضغطت على الإتصال تنتظر رد الطرف الثاني و بينما كان الجمود يسيطر على ملامحها ڤضح روحها المړتعبة تلك الرعشة و الإنتفاضات الخاڤتة الواضحة على يديها و فكها وقد اجتمعت الدموع بعينيها تهمس بنبرة مخټنقة حين حصلت على إجابة الطرف الآخر 
أختي فين 
كانت نبرته هادئة و ثابتة و كأنها تتمكن من رؤية بسمته الخبيثة الآن ترتسم فوق شفتيه حيث أجاب متنهدا 
آآه الله يرحمها نبيلة أختي طول عمري أقولها بنتك نيرة دي ملاك ياحبيبتي ! بس سيبك الباب الخلفي للقصر طلع ليه فايدة جامدة أوي ياسديم الواحد مش عارف منغيره كان هيلحق بنت أخته الرقيقة أبدا كدا برضه تسيبي البسكوتة بتاعتنا تسافر لوحدها مع صاحبك الفاشل اللي مش عارف يدافع عن نفسه !!!
هبطت دمعات خفيفة فوق خديها و تأكدت أن أفعاله متعمدة و أنها لن تظفر بشقيقتها إلا برغبته بللت شفتيها تحاول السيطرة على اختناق نبرتها و كررت السؤال بينما اقترب منها آسر و وقف جوارها ينظر إليها پألم شديد و قد أدرك أن روحها في تلك اللحظة الحاسمة تكاد تتهشم أسفل مطرقة سامح أختي فين !
حصلت على إجابة صغيرة ومباشرة و بعدها أغلق الهاتف بوجهها 
متقلقيش ياروحي نخلص بس دوشة ماما الله يرحمها و هنتواصل مع بعض مش هوصيك ياسديم مش عايز جنان هااا !
أغمضت عينيها و تحركت يدها الممسكة بالهاتف تجاه سليم تسأل پألم 
هما هيبدأوا التحقيقات امتى 
عقد كلا من آسر و سليم حاجبيهما و ظهرت الدهشة على وجوه الجميع عدا كريم الذي أدرك ما حدث و تحرك يجلس القرفصاء أمامها و يقبض على يديها هامسا بإعتذار حقك عليا ! والله ما قدرت اعمل حاجة !
لم تتحدث بل تركته ضائعا بين نظرات عينيها اللوامة والمټألمة ليقرر سليم كسر حاجز الصمت والنظرات المتبادلة بينهم متسائلا پغضب 
إيه دا ياسديم ! مش هتبلغي عنه !!!
هزت رأسها بالسلب مسرعة و استندت بيديها إلى الفراش تردف بسخرية لاذعة و قد بدأت دموع الهزيمة و الألم تهطل من عينيها دون توقف 
سامح مش بيتبلغ عنه و مش هقدر أقرب منه إلا لما يقفل القضية وراه بطريقته المعروفة !
رغم دهشتهم من استسلامها الغير معهود لاذ الجميع بالصمت و خيمت حالة من الألم على الوجوه و قد أشار آسر إلى ابن عمه وكاد يتحرك إلى الخارج حتى لا يفتك بهذا الرفيق الذي يكاد يلتصق بها أمام عينيه !!!! لكنه توقف محله حين همست له و قد امتدت يدها تقبض على يده المجاورة لها 
استنى متمشيش !
ازدرد رمقه استقرت يدها الناعمة فوق يده و قد استقام كريم بهدوء و أردف بنبرته اللطيفة المٹيرة لڠضب آسر أنا برا هشوف الإجراءات لو احتاجتي حاجة قولي !!
غادر الغرفة يتبعه سليم ليتنهد بحزن و يدور حولها محتفظا بيدها داخل يده و جاورها فوق الفراش يراقب إلى عينيها المټألمة و ملامحها الشاحبة بقلب منفطر لكنه تمالك حاله وهمس بصوت بالغ التعاطف مليئ بالأسى 
محدش معانا دلوقت !
كانت إشارة واضحة منه أن هذا هو التوقيت المناسب لإنهيارها الذي أعلنت عنه أمامه هو فقط و تختصه هو وحده دون غيره لرؤية تلك اللحظات العصيبة لم تكلف حالها عناء التفكير بأفعالها

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات