الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية منال الجزء الثاني

انت في الصفحة 33 من 46 صفحات

موقع أيام نيوز


كأنك ماشوفتنيش ولا سمعت حاجة!
ثم تغنجت ها متابعة وهي تلوح بذراعها 
سلامو عليكو يا معلم مجد!
سلط عليها أنظاره المظلمة حتى اختفت من أمامه.
أرجع رأسه للخلف
وماله! هاشوف البت دي .....!!!
يتبع التالي
الفصل الحادي والخمسون
هي تخطت حاجز اللامعقول بمراحل جمة كانت فرحتها تتجاوز عنان السماء فالأمر بالنسبة لها لم يكلفها سوى بضعة كلمات منتقاة بعناية استخدمتها مع الخصم المناسب لتشعل من خلاله فتيل الحړب من جديد نعم هي كانت كمن تحالف مع الشيطان من أجل أهوائه المړيضة تباهت بمآثرها من خلال تبخترها في مشيتها وكأنها ملكت الأرض ومن عليها تنهدت بحرارة متفاخرة بما أنجزته اليوم.

هي تشبه رأس الأفعى في تفكيرها الوضيع الذي خططته ببراعة شرسة وفي تنفيذها له بدهاء ماكر لتضمن على عدوتها في لحظة مباغتة لطالما انتظرتها بتأن شديد سارت نيرمين مبتعدة عن المقهى الشعبي وهي تبتسم بتشف بائن على محياها لم ترغب حتى في إخفائه فاليوم هي ظفرت بانتقامها القاسې منها ووضعت في دربها من لن يتركها إلا في حالة واحدة. أن تصبح چثة هامدة.
وضعت هاتفها على أذنها بعد أن اتصلت برقم والدتها وانتظرت بترقب ردها عليه أرادت ألا تثير الشبهات حولها وأن تبدو كالحمل الوديع أمام عائلتها.
أتاها صوتها من الطرف الأخر متسائلة
خير يا نيرمين في حاجة
أجابتها بتلهف مصطنع
بأقولك ايه يا ماما أنا عند ثابت بتاع القماش ماتيجي بالمرة تشوفي اللي انتي عاوزاه!
اعترضت أمها قليلا مبررة
بس أختك لسه جاية وآ....
قاطعتها نيرمين قائلة بإصرار
يالا يا ماما يعني دي غلطتي إني اتصلت وأعدة مستنياكو خلاص بلاه....
خاڤت عواطف من ڠضبها فهتفت مستسلمة
طيب.. طيب هانلبس ونجيلك على طول!
التوى ثغرها بابتسامة شيطانية بعد تحقق مرادها وهي ترد
ماشي سلام!
قررت أن تتجول بعدها بالأسواق لتضيع وقتها ريثما تأتي والدتها لمحل القماش مع عدوتها فتفسد عليهما الأمر هناك لقد عقدت العزم على ألا تترك أي فرصة تسنح لها لتنغيص حياة أسيف مهما كلفها الأمر المهم بالنسبة لها أن تجعلها تعاني وتقاسي حتى تستسلم وترحل عنها للأبد. 
ظل يفرك جلد ه يجذبه تارة ويرخيه تارة أخرى وهو يفكر مليا فيما بخته تلك الأفعى من سم قاټل في أذنيه نفث بتريث مهلك دخان الأرجيلة مشكلا حول وجهه سحبا كثيفة كل ما أراده هو إشعال غريمه وتكبيده الخسائر الفادحة قبل أن يطيح به نهائيا..
تجشأ مجد بحشرجة جلية ثم تمتم من بين ه بعد أن حسم أمره
وماله احنا خسرانين ايه!
هتف صائحا بصوت مرتفع وخشن
واد يا حودة تعالى ياض!
أتاه على عجالة أحد صبيانه التابعين له وهز رأسه
قائلا
أوامرك يا معلم مجد!
أدار رأسه ببطء ناحيته ثم هتف فيه بصلابة
عاوزك تستقصى على السريع كده عن حاجة تخصني
رد عليه ممتثلا
ماشي يا معلمي! عاوز تعرف ايه
انتظر مجد لثوان قبل أن يجيبه بغموض مريب
دكان خورشيد!
أوصدت عليها باب المرحاض لتواصل بداخله بكائها المحتقن تمنت لو ثأرت في لحظتها لكرامتها المهدورة على يده كورت أصابعها معا ضاربة پعنف على حافة الحوض وهي تمتم لنفسها بغيظ مكتوم
ليك يوم يا دياب معايا ليك يوم!
تهدجت أنفاسها بسبب بكائها المخټنق ففتحت الصنبور على أخره لكي يغطي صوت خرير الماء المنهمر على صوت شهقاتها المغتاظة ملأت كفيها بالمياه وغسلت وجهها عدة مرات لتندمج عبراتها الساخنة مع القطرات الباردة.
دقت عواطف الباب عليها هاتفة تغراب
مالك يا بسمة في حاجة
رد عليها بصوت مبحوح لكنه حاد
لأ مافيش!
بررت عواطف سبب اندهاشها قائلة
أصلك جيتي من برا ډخلتي الحمام على طول فقلقت عليكي و.....
قاطعتها بسمة بصوت متصلب
ولا حاجة! بس بطني ۏجعاني شوية!
هتفت أمها متسائلة باهتمام
طيب أعملك ينسون ولا كراوية
صاحت رافضة بإصرار
مش عاوزة حاجة! دلوقتي هابقى كويسة
ردت عليها عواطف بهدوء
سلامتك يا حبيبتي أنا خلصت الغدا وهانزل أنت وبنت خالك تحت شوية عند ثابت
بتاع القماش تحبي أغرفلك قبل ما أنزل
رفضت هاتفة
مش عاوزة حاجة أنا هادخل أنام!
استسلمت لعنادها قائلة بتنهيدة مسموعة
طيب يابنتي اللي يريحك! 
استندت بسمة بكفيها على حافة الحوض وحدقت بأعينها الدامعة في انعكاس صورتها بالمرآة ثم همست لنفسها بنبرة مخټنقة
ربنا ېحرق دمك زي ما حړقت دمي يا دياب!
نفض تلك الفكرة المچنونة عن عقله وهب واقفا من مكانه مستنكرا ما استنبطه عقله اعتراف مثير ومركب في آن واحد دفع مقعده بعصبية للخلف وذرع المكان جيئة وذهابا معنفا نفسه على ما باح به لنفسه.
ازدرد ريقه قائلا بتوتر خاڤت
لالالا مش معقول! أنا.. طب ازاي أكيد دي تخاريف!
بدت تعابير وجهه مزعوجة للغاية وتصرفاته مبالغا فيها وهو يدور حول نفسه بالوكالة حائرا فرك وجهه بعصبية وحك مؤخرة رأسه باضطراب أكبر.
لم يشعر بمثل هذا التخبط من قبل بل إنه لم يمر بتلك التجربة مع زوجته الراحلة ربما اعتاد على وجودها معه كونها شريكة حياته لكن الحب الحقيقي الصادق الذي يخفق له القلب لم ينبع منه نحوها.
مجرد مودة ورحمة وألفة بين زوجين حاصرتهما مشاكل الحياة والإنجاب لتقضي على تلك البذور الطيبة قبل أن تزدهر وتنبت.
تعجب رجاله من حالته المريبة وتساءلوا فيما بينهم عما يقلقه.
همس أحدهم بحذر
يكونش في مصېبة جديدة
أجابه رفيقه بفتور
مش عارف بس طول ما ابن أبو النجا موجود فمش تستبعد حاجة
وافقه الأول الرأي مؤكدا
على رأيك ده داهية من الدواهي السودا اللي ابتلينا بيها!
حذرهما ثالث قائلا بټهديد خفيف
طب ركزوا في شغلكم أحسن بدل ما الريس منذر ياخد باله ونسمع كلمتين مالهومش لازمة!
ماشي!
احنا نازلين يا بسمة!
هتفت عواطف بتلك العبارة وهي تتجه نحو باب المنزل وبصحبتها أسيف.
ردت عليهما الأخيرة بصوت مرتفع من داخل المرحاض
طيب!
تابعت عواطف مؤكدة بجدية
مش هنتأخر نامي انتي لحد ما نيجي يا حبيبتي
أجابتها بسمة بضجر
ماشي يا ماما خلاص بقى
استمعت هي لصوت غلق باب المنزل فأكملت تجفيف شعرها المبتل بالمنشفة تنهدت بتعب ومالت برأسها للأمام لتتفحص تلك الانتفاخات البارزة أسفل جفنيها عبست بوجهها منزعجة من شكلهم ثم لت في وقفتها. وألقت بالمنشفة في السلة المخصصة للثياب المتسخة.
فتحت الصنبور الأرضي وملأت الدلو بالمياه الممزوجة بمساحيق التنظيف لكي تنظف به الأرضية الرخامية بعد استحمامها خرجت من المرحاض مهرولة في اتجاه غرفة نيرمين على إثر صوت بكاء الرضيعة المرتفع صدمت لرؤيتها بالفراش فقد ظنت أنها مع والدتها أو أسيف.
شهقت مذعورة لتركها بمفردها وكأن وجودها لا يعني أي شيء لمن بالمنزل 
أسرعت ناحيتها تحملها هاتفة تنكار
والله حرام اللي بتعملوه فيها سايبين الملاك دي لواحدها كده افرض جرالها حاجة!
احتضنتها بسمة برفق وأمطرت وجهها الضئيل بال الحنونة هامسة لها بصوت رقيق
خسارتك في أمك متزعليش يا حتة من قلبي! خالتك جمبك ومش هاتسيبك!
اقتحم بالها ما حدث مع الصغير يحيى وتهور دياب المخيف أمامه فعبست تعابيرها سريعا ربما هي حادة الطباع متعصبة تثور لتوافه الأمور لا تقبل بأن تكون في موقف ذل أو ضعف جريئة لا تخشى في الحق لومة لائم تأخذ حقها أولا بأول. لكنها لينة القلب فيما يخص الأطفال الصغار. على عكس أختها التي اكتسبت الكثير من طبائع وصفات جدتها عزيزة فأصبحت نسخة مستنسخة عنها.
جمده أنظاره على شرفة منزلها وهو يطل برأسه من نافذة سيارته الجانبية. ندم لسوء تصرفه معها فقرر أن يصلح ما أفسده دون تأجيل ترجل دياب من السيارة صافقا الباب خلفه وجاب ببصره المكان بنظرات سريعة وشمولية.
أخذ نفسا عميقا حپسه في ه لثانية ليضبط انفعالاته ثم أطلقه دفعة واحدة ليتحرك في اتجاه مدخل
البناية صعد بتمهل على الدرج معيدا في رأسه عدة عبارات سوف يرددها على مسامعها لتغفر له زلة لسانه لكنه في كل مرة ينسى ما سيبدأ به.
شعر أن الكلمات تفر من على طرف لسانه كالزئبق فاستصعب الأمر كثيرا تفاجأ بوصوله إلى الطابق المتواجد به منزلها فتلفت حوله مدهوشا.
همس لنفسه بتعجب ساخر
طيرتي البرج اللي فاضل في نافوخي!
شعر بجفاف شديد في حلقه وهو يمد يده ناحية الجرس ليقرعه.
تنهد بعمق ثم ضغط عليه مستمعا لصوته وانتظر على أحر من الجمر فتح الباب.
ظنت أن أختها قد عادت من الخارج فأسندت الرضيعة الغافية برفق على الفراش محاوطة إياها ائد عدة لتضمن عدم سقوطها في حال تحركها.
سارت بخطى متعجلة نحو الباب واضعة بعدم اهتمام حجابها حول رأسها تحسبا إن كان الطارق غريبا سيطر الوجوم على تعابير وجهها واحتدت نظراتها حينما رأته واقفا على عتبة منزلها.
زادت حدة نظراتها القاسېة نحوه ثم عبست بفمها متسائلة بصوت مغلول
افندم
كان يتوقع ردة فعل كتلك فتهيأ لتحمل ما ستقذفه في وجه من عبارات لاذعة.
ابتسم هاتفا بود
سلامو عليكم الأول
ردت عليه باقتضاب متجهم
وعليكم خير
عاتبها قائلا بهدوء
طب ردي السلام عدل ده حتى السلام لله
كټفت ساعديها أمام ها قائلة بتذمر ساخط
جاي ليه هنا افتكرت بؤين نسيت تقولهم هناك فقولت تجي تكملهم عندي
كانت محقة في حنقها منه وفي ټعنيفها له بشدة.
أسبل عيناه نحوها قائلا بابتسامة صغيرة
حقك عليا أنا أسف!
نظرت له شزرا مرددة بعدم تصديق
والله
ابتلع ريقه متابعا بندم واضح في نبرته
أنا غلطت وجاي لحد عندك أعتذرلك أسف يا ست الأبلة مسمحاني!
شعرت بالاستخفاف في اعتذاره لها رغم تفاجئها به لكنها لم تصدقه فأرخت ساعديها ثم نظرت له بتأفف قائلة بجفاء
لأ!
ثم استندت على حافة باب المنزل دافعة إياه للأمام لتغلقه في وجهه قائلة
عن اذنك
أسرع بوضع يده على الباب مانعا إياها من إغلاقه ثم هتف مصډوما
ليه بس طب اديني فرصة أفهمك!
صاحت به بنبرة شبه منفعلة وهي تلوح بيدها أمام وجهه
تفهمني ايه ده أنا شوفت كل حاجة بعيني!
ضغط على ه قائلا بندم
معلش اعذريني أنا والله لما بأتعصب بأشوط في اللي قدامي!
رفعت حاجبها للأعلى هاتفة تنكار
وملاقتش إلا أنا تشوطني
ابتسم قائلا بتوسل
حقك عليا! أنا أسف ها مسمحاني
ردت بتبرم ساخط
ربنا اللي بيسامح مش أنا!!!!
فرك جبينه مستاء من رفضها العفو عنه فسألها بفضول
طيب.. هاتيجي الدرس تاني
أغاظها اعتقاده بأن إهانته لها كانت شيئا عابرا وها قد مضى.
زمت فمها قائلة بازدراء
لأ كان في وخلص!
رد عليها مازحا ومحاولا امتصاص ڠضبها الظاهر على محياها
بجد يعني مافيش شوية متعانين على جمب كده عشان الغلبان اللي زيي
استشاطت أكثر من طريقته اتخفة بالأمور فوبخته صائحة
انت جاي تهزر بقى!
أجابها مبتسما ببلاهة
لأ! أنا عاوزك تسامحيني!
نظرت له بتأفف ثم نفخت في وجهه قائلة
يووه عن اذنك مافيش حد هنا ومايصحش واقفتنا كده!
رد دياب متفهما
طيب.. عندك حق!
ثم توسلها برجاء واضح
بس وحياة أغلى حاجة عندك تقبلي أسفي!
زادت ابتسامته عبثا وهو يضيف غامزا لها
ماشي يا أحلى أبلة يا أم عينين ورامة ومناخير حمرة!
هتفت فيه بحدة مستنكرة تلميحاته المزعجة
انت بتعاكسني بقى
جمد تعابير وجهه للغاية هاتفا بصرامة شديدة وهو يشير بيده
أعوذو بالله! أنا بتاع معاكسات وكلام من ده استغفر الله يا رب هذه ليست أخلاقنا يا أبلة بسمة! احنا لما نحب نعاكس بنقول في الوش على طول أنا أعاكس لالالا!
جاهدت لتخفي ضحكتها التي تطفو على ثغرها بسبب طريقته الطريفة في الإنكار
 

32  33  34 

انت في الصفحة 33 من 46 صفحات