رواية منال الجزء الثاني
فابتسم لها قائلا بتسلية
وربنا شكلك عاوزة تضحكي صح
عبست بصعوبة زائفة مرددة بقسۏة
لأ طبعا!
غمز لها قائلا
طب عليا النعمة انتي عاوزة تضحكي!
أشاحت بوجهها للجانب
لتتفادى النظر إليه فهتف بخفوت ماكر
طب إياكش يا رب ولاء ټنفجر دلوقتي انتي عاوزة تضحكي!
لم تستطع السيطرة على حركة ها أكثر من هذا فكركرت ضاحكة بمرح.
تنفس الصعداء لإزالة ذلك التوتر بينهما وهتف متسائلا بإلحاح
أجابته بغموض
خلاص بقى!
أصر قائلا بإزعاج
لا قوليلي وريحيني ده أنا ممكن أجيبلك البقرة لحد هنا و....
قاطعته مرددة تهزاء
بايخة على فكرة يا أستاذ دياب!
شهق لاطما على ه بمرح
أستاذ دياب حتة واحدة مقبولة منك يا أبلة!
تنحنحت بخفوت لتخفي تلك الابتسامة التي تسعى للظهور على محياها.
سألها بتنهيدة متعبة
ها قوليلي هاتيجي الدرس
في المشمش!
صدم من ردها العجيب وردد قائلا
نعم مشمش! هو الدرس في سوق العبور
نظرت له بغيظ ثم دفعت الباب في وجهه قائلة باقتضاب
عن اذنك!
لم يتمكن تلك المرة من منعها من إغلاقه فوقف في مكانه مذهولا.
وضع يده على جبينه يفركه مرددا تياء
يخربيت دماغك! أنشف من حجر الصوان!
استندت بظهرها على الباب مبتسمة لنفسها بغرور هي لم تتوقع مجيئه إليها ولا اعتذاره الملح لتقبل به رفعت حاجبها للأعلى قائلة بوعيد
أسرعت في خطاها نحو المرحاض لتر الدلو الممتليء بالمياه ومسحوق التنظيف حملته بحذر وهي تسير في اتجاه غرفة نيرمين.
اتجهت نحو الشرفة ثم انحنت لترفعه عن الأرضية وأسندته على حافتها.
انتظرت بترقب شديد ولوج دياب من مدخل البناية لتقذفه على رأسه.
نزل على الدرج مدندنا بصافرة خفيضة عابثا بخصلات شعره رفع ياقة قميصه للأعلى ثم خرج من البناية متلفتا حوله بنظرات عادية انتفض في مكانه فجأة مصډوما بذهول كبير حينما انهمرت فوق ه تلك المياه الغادرة اغرورقت ثيابه بالكامل وابتل ما معه من هاتف محمول وميدالية المفاتيح.
يا ولاد ال..... مش تفتحوا عينكم! للدرجادي عمي مش شايفين البني آدمين اللي ماشيين تحت!
سمع صوتها المألوف يأتيه من الأعلى صائحا
تعيش وتاخد غيرها!
رفع وجهه نحوها مسلطا نظراته الڼارية نحوها. فرأها تضحك متباهية بما فعلته معه استشاط وجهه وبرزت عروقه وضغط على ه مانعا نفسه من السباب مجددا لوحت له بأصابعها قائلة بتشف كبير
ضحكت مستفزة إياه وهي تلج إلى الداخل لم يبعد نظراته عن الشرفة رغم اختفائها
منها وتمتم مع نفسه بتوعد مغتاظ
ماشي متعنالك لقدام يا أبلة!
أخفض عينيه ليجد أحد المارة محدقا به وهو يضحك على هيئته فنظر له شزرا مرددا بحنق بائن
في حاجة!
رفع الرجل يده قائلا بحرج
لأ مافيش!
تحرك بعدها دياب نحو سيارته ليركبها متمتما بكلمات مبهمة لكنها توحي بغضبه التام.
تحركت للجانب الأخر لتسير إلى جوار عمتها متجنبة افتعال أي مشاجرات معها وهمست لنفسها بتذمر
ربنا يبعدها عني أنا بأتخنق منها!
عاتبت عواطف ابنتها قائلة بضجر
مالهاش لازمة الحركة دي!
مالت عليها نيرمين برأسها لتهمس لها پحقد واضح
انتي أمي مش أمها!
رمقتها عواطف بنظرات حادة موبخة إياها بغلظة
وهي أكتر من بنتي! يا ريت تفهمي ده وتعامليها كويس
إشرأبت نيرمين بها للجانب لتحدج أسيف بنظرات دونية مخيفة قبل أن ترد بغموض مربك
وماله يا ماما! ده أنا هعاملها معاملة متتخيلهاش!
استشعرت عواطف القلق من طريقتها فتساءلت بتوجس
قصدك ايه
ردت عليه بابتسامة خبيثة وهي تشيح بوجهها بعيدا عنها لتحدق أمامها بنظرات
مخيفة
متخديش في بالك!
صمتت للحظة قبل أن تتابع بجدية آمرة
تعالي ناحية الرصيف أحسن بدل ماشيتنا في نص الشارع!
تحركت معها والدتها وكذلك أسيف ناحية الرصيف عفويا غير مدركتين لذلك الدنيء الجالس هناك على المقهى الشعبي.
ها وايه كمان
تساءل مجد بتلك العبارة باهتمام أكبر بعد أن أبلغه صبيه حودة بما جمعه من معلومات سريعة حول ذلك الدكان العتيق المملوك لعائلة خورشيد عرف باختصار من رجال منذر الذين تبادلوا الحديث السريع معه بتنازل عواطف عن حصتها وبيعها لمنذر وشراء الأخير لها بثمن مرتفع من أجل فرض سطوته على الدكان وضمھ إلى باقي المحال من أجل مشروع المطعم لكن رفضت ابنة أخيها بيع نصيبها له فتعطل مشروعه مؤقتا كما بلغه أيضا منعه لها من دخوله.
زاد فضوله لمعرفة سبب ذلك لكن سريعا ما تلاشى ذلك الغموض المريب حينما رأى ثلاثتهن تمرقن من أمامه تسمرت نظراته على وجهها المألوف له تحديدا هو عرفها توا نعم إنها نفس الفتاة التي اصطدمت به من قبل ليلة خروجه من السچن وتسببت لاحقا في اندلاع المشاجرة
هتف الصبي حودة قائلا بتلهف وهو يوميء بعينيه نحوهن
دول أصحاب الدكان يا معلم والبت اللي على الطرف تبقى شريكة ابن طه!
تحفزت حواسه بالكامل بعد تلك الجملة الأخيرة وانتصب في جلسته متأهبا لها.
رأت نيرمين من على مسافة قريبة على تعابيره المتصلبة ما طمأن شعورها بقرب نجاح خطتها الجهنمية.
غمزت له بطرف عينها بحركة موحية لتشير إليها وهي تهتف عن عمد مؤكدة لشخصها المقصود
يا رب بس يعجب ذوق القماش يا بنت خالي!
استغربت أسيف من طريقتها الغير مريحة في نعتها بذلك اللقب والتفتت ناحيتها لتنظر لها بانزعاج بائن التوى ثغر الأخيرة بابتسامة شيطانية برزت من خلفها أنيابها الشرسة وهي تبادلها تلك النظرات الموحية بشړ مستطر.
مرت من جواره غير مدركة لوجوده المهلك قربها لكن نظراته المخيفة اخترقتها كليا لتعلن عن بدء تحد من نوع أخر. تحد مباح فيه كل شيء للظفر بذلك الصراع الممېت.
تحسس مجد ه بحركة بطيئة ثم تابعها بأنظاره القوية هاتفا لنفسه بحماس مثير
ده كده احلوت على الأخر..!!!!!!
يتبع التالي
الفصل الثاني والخمسون
قست نظراته حتى باتت أكثر غموضا وريبة تمعن في تفكيره الجهنمي الدنيء حتى وصل إلى مربط الفرس إلى تلك الذريعة التي سيبدأ من عندها حياكة خطته وتنفيذها. فقدا هداه شيطان عقله إلى السبيل نحوها الآن صارت هي هدفه القادم والوصول إليها يعني إعطاء غريمه اللدود ضړبة ممېتة
ألقى بخرطوم أرجيلته على الطاولة بعد أن فرغ منها ثم نهض واقفا من مقعده قائلا بصوت متحشرج
حاسب على الطلبات يا حودة وحصلني على المطعم
أجابه صبيه ممتثلا
تؤمر يا معلم مجد!
سار بخطى واثقة فاركا ذقنه وصدغيه بحركات ثابتة في اتجاه المطعم الخاص بعائلته ليتحدث مع والده في أمرها فقد حسم أمره باقټحام حياتها بالإجبار..
وقفت محدقة بأعين شاردة في لافتة محل الأقمشة غير مدركة لما يحاك من وراء ظهرها من مكائد مهلكة بدت حائرة إلى حد ما وهي تفكر فيما ستنتقيه من أقمشة ملائمة بالداخل ولم تنتبه لتلك الأعين المتربصة بها بغل دفين لم تحد عنها نظرات نيرمين الحانقة كانت تتبعها في كل نفس يخرج منها في كل حركة عشوائية ت عنها تمنت لو أحړقتها حية كي تبرد نيرانها المتأججة نحوها.
انتبهت كلتاهما إلى صوت عواطف الهاتف بجدية
يالا يا بنات تعالوا نتفرج جوا!
عادت نيرمين إلى طبيعتها الشرسة في التعامل مع ابنة خالها فاستطردت حديثها قائلة بسخط
يا رب بس تعجب ست الهانم!
التفتت أسيف نحوها لترمقها بنظرات مزعوجة من أسلوبها التهكمي نحوها وأثرت الصمت من أجل عمتها فقط.
ولجت ثلاثتهن إلى داخل محل الأقمشة فنهض أحد العاملين من خلف إحدى الطاولات هاتفا بترحيب
يا أهلا وسهلا شرفتونا! ازيك يا حاجة عواطف
ردت عليه الأخيرة بود مألوف
بخير يابني والحمدلله أخبار الحاج ثابت ايه
أجابها العامل بإيجاز وهو يبتسم لها
تمام!
أضافت قائلة بحماس وهي تضع يديها على كتفي ابنة أخيها
ربنا يديه الصحة يا رب بص بقى عاوزين حاجة حلوة كده تليق بالبنوتة القمر دي!
اغتاظت نيرمين من احتواء أمها لها فنظرت لها بسخط مغلول.
أصرت أسيف على رأيها في انتقاء ما يناسبها من ألوان فأردفت قائلة بهدوء رقيق
معلش يا عمتي أنا عاوزة غوامق
اعترض العامل قائلا تغراب محاولا إقناعها بالعكس
غوامق ليه بس ده حتى الألوان الفاتحة هتليق عليكي و.....
قاطعته نيرمين هاتفة بتهكم مهين
شوفلها أسود حاجة عندك حاجة شبه نهارها كده اللي مش بيعدي!
ارتفع حاجبي أسيف للأعلى مستنكرة ما تقوله عنها وبدا الع ظاهرا على ثغرها.
استشاطت نظرات أمها من أسلوبها الفج وعنفتها قائلة بضجر كبير
نيرمين في ايه
ثم التفتت برأسها ناحية العامل قائلة بضيق
معلش يا بني شوفلها اللي هي عاوزاه!
هز رأسه بتفهم ثم اعتلى المقعد ليسحب عددا من الأقمشة الملفوفة بما يتلائم مع اختيارها.
تجولت نيرمين في المحل محدجة كل شيء بنظرات احتقارية ثم هتفت قائلة باشمئزاز بائن في نبرتها
هو مال الأتواب بقى شكلها يقرف كده مافيش زي حاجة زمان!
رد عليها العامل بنبرة محتقنة
ليه يا أستاذة ده احنا جايبين في المحل هنا أحسن قماش وأغلاه!
مدت يدها لتمسك بأحد الأطراف المفرودة على الطاولة ونظرت لها شزرا وهي ترد بع جلي
ماهو باين!
ثم وضعت يدها على منتصف خاصرتها متابعة بتأفف
ده معظمه شايط وبيتملع من بعضه لما بيتغسل مرتين ولا تلاتة!
نزل العامل عن المقعد واضعا ما معه من أقمشة على الطاولة وهو يرد محتجا
أكيد مش قماشنا!
بدت علامات النفور والضجر ظاهرة عليه كرد فعل طبيعي لطريقها اتفزة.
حاولت أسيف امتصاص انفعاله الواضح قائلة بجمود
ركز معايا رتك أنا اللي هاشتري مش هي!
الټفت العامل ناحيتها قائلا بتبرم
تحت أمرك في عندي النوعية دي قماشتها سميكة وتستحمل وفي
نفس الوقت مش بتشف.
تغنجت نيرمين بها قائلة بازدراء ساخط
أذواق تموع النفس!
ضاق العامل ذرعا منها فهتف برجاء أخير
حاجة عواطف! خلي الأستاذة تخف علينا شوية الواحد عنده مرارة واحدة ومش ناقص يسمع كلمتين زي دول!
شهقت نيرمين هاتفة بجموح وهي تشير بيدها بحركات موحية
ليه يا خويا إن شاء الله إن كان على المرارة فهي اتفقعت عندي من زمان!
على قدر اتطاع جاهد العامل ليضبط نفسه قبل أن ينفجر في وجهها وتثور ثائرته. فرد عليها بنفاذ صبر وهو يزفر مغتاظا
اللهم طولك يا روح!
صاحت به بصړاخ حاد
أتكلم عدل معايا وماتنفخش في وشي!
كان الأمر واضحا للعيان فهمت أسيف أخيرا أنها تعمدت فعل ذلك لإحراجها أمام ذلك البائع حتى يرفض إتمام البيع وتفسد عليها الأمر لا تفسير منطقي لأفعالها سوى هذا.
ڼهرتها عواطف قائلة بحرج كبير
يا نيرمين مايصحش كده!
نظرت الأخيرة للعامل بنظرات مهينة متعمدة إثارة عصبيته قائلة
وهي دي طريقة يتكلم بيها مع زباينه يكونش مفكر نفسه بتاع قماش بحق وحقيق ده حيالله شوية رقع ومتجمعة مع بعض!
ضړب العامل بقبضتيه على الطاولة هاتفا بنبرة محتقنة
طب ليه طولة اللسان دي وقلة الأدب أنا أقدر.....
قاطعته نيرمين مھددة بنبرة عدائية وهي تشير بيدها
عندك! لو فكرت بس تغلط معايا هاقلع اللي في رجلي وأشبشبلك!
لطمت عواطف على ها هاتفة بذهول
يا لهوي عليكي