رواية حور ج2بقلم اليسكندرا عزيز
أمام وجهها.. فرفع اصبعه.. خوفا من ټأذي نفسها.. فأمسكت اصبعه.. وقبضت اصابعها النحيلة ذات البشرة المبتلة بشده... عليه...
ارتسمت ابتسامة تلقائية على وجهه
حور.. بجانب وعد التي القت حتفها.. تركت كفها الان.. اخذت تبكي.. فقط بدون صوت
ترى سيف ينظر بابتسامة للطفلة التي يحملها... صفاء مڼهارة تهز في چثة وعد
قامت اقتربت من سيف.. ناسية ۏجع يدها التي تورمت.. ومازال عليها علامات اظافر وعد
نظرت له والدموع ټغرق وجهها.. ثم لها..
حملتعا منه
اصدرت الصغيرة صوت غريب... ومازالت متمسكة بإصبع سيف...
فتحت عينيها مرة أخرى
فأسرت قلبها كما اسرت قلب سيف منذ دقيقة...
ثم اخذت تصرخ من بعد هدوئها المؤقت
افاق سيف من اندهاشه بهذا الملاك الذي يحمله
نظر لصفاء التي تتوسل لوعد ان تقوم.. لكنها فارقت الحياة
تسند ظهرها علي الفراش..
دموعها تتسرب بغزارة.. وفقط تنظر لتلك الطفلة التي تصرخ فقط.. كأنها تتأمل فيلما سينيمائيا
اخرج تليفونه الذي كان في سترته
بصوت ناعس اجاب
الو
بسرعة تكلم المستشفى وتجيلي علي القصر بعربية اسعاف.. ودكتورة اطفال.. معاها كل حاجة لبيبي لسه مولود.. وتجيب ريم وتيجي..
بسرعة يا يحيى
لقد كان نائما مستمتعا بدفء احضانها.... حتى افاق من نومه على صوت هاتفه
وجده سيف الذي كان غاضبا وكلامه حاد
انفض جالسا
قالت بنعاس
في ايه يا يحيى
مش عارف.. سيف عايز اسعاف علي البيت ودكتورة اطفال وعايزك كمان
حور.. جرالها حاجة
اهدي.. سيف كان صوته ڠضبان بس.. نبرة لهفته على حور مش موجودة
طب.. يلا.. يلا بسرعة
وريم بجانب حور التي مازالت تحمل الصغيرة.. لا تريد تركها لطبيبة الاطفال حتى تراها
دخل سيف...
وجدها متشبثة بها
اقترب وجلس أمامها
حور.. حبيبتي.. يلا.. ادي البنوتة للدكتورة تكشف عليها
رفعت عينيها الباكية هامسة پألم
لأ.. هي هتاخدها... خليها معايا يا سيف.. والله هحبها.. انا اصلا حبتها.. خليها.. هي مامتها.. مامتها راخت.. وانا هحبها والله
تألم لنبرة حزنها
خلاص بللش دموع.. واديهالي وانا هفضل جنبك وجنب الدكتورة... لخاد ماتكشف عليها.. وناخدها جوا على القصر.. يلا يا حبيبتي
كشفت عليها الطبيبة.. وكانت جاءت لها بملابس.. جميلة.. البستها لها
وصعدت حور حاملة الطفلة.. لا بل تخفيها من الجميع.. خوفا من
ان يأخذوها منها
سيف
الټفت له سيف... هادرا پغضب
ماقولتش ليه انها حامل
ما انا سبت لك الملف فيه كل حاجة...
ما ارتهوش.. وثقت في كلامك لما قلت انها كويسة
طب ماه كويسة
تنهد جالسا
على الكرسي
الي شفناه انا وحور في الساعات الي فاتت صعب.. لو اعرف انها حامل ماكنتش جبتها القصر.. كنت ساعدتها بأي طريقة.. كله الا دموع حور.. والي عاشته عمرها ماهتنساه.. شفت كانت ماسكة فيها ازاي.. هناخد الطفلة منها ازاي دلوقتي
ماتاخدهاش
نظر له سيف
تقدم يحيى منه.. هادرا بجديه
الاب والام ماتوا.. ومالهومش اي اهل... البت مصيرها الملجأ زيهم... خليها هنا.. وربيها كإنها بنتك.. حور اتعلقت بيها خلاص...
لم يتحدث سيف
سيف هعمل تليفون صغير.. وهحل كل حاجة والبنت هتبقى بنتك...
أومأ له سيف.. فقد تعلق بها هو ايضا.. وكذلك حور..
صعد الي الاعلى... وجدها تتأمل تلك الملاك النائم
وتلعب في اصابعها الصغيرة
حور
هششش.. دي نايمة
تعالي
اخذها ذاهبا الي الغرفة المجاورة..
اجلسها على الفراش وجثى على ركبتيه يحدثها
امسك يدها السليمة.. فهو لم يرى بعد يدها المنتفخة
حبيتيها
اوي يا سيف
همست بدموع
طب تحبي تبقى بنتنا
لنعت عيناها.. فرحة
بجد
بجد يا قلب سيف
وضعت يدها على فمها لا تصدق ان تلك الملاك التي ولدت على يديهم
ستكون ابنتهما...
اه
مالك
تأوهت من يدها التي وضعتها على فمها
امسك يدها برفق
من ايه دي
من.. من وعد
قبل يدها.. تعالي خلي ريم تشوفك
ل لا.. هي.. هي هتبقى بنتي
جلس بجانبها.. واحتضنها
ايوة يا روحي... هتبقى بنت سيف وحور
وباباها وماماتها
خلصنا كل حاجة.. يا اما بنتنا يا تروح الملجأ
انتفضت خارجة من حضنه..
لا.. ملجأ.. لا.. خليها بنتي.. سيف قلبي وجعني لما عيطت
وانا كمان يا روح سيف.. يلا نروح لريم تشوف ايدك
وبعدين نشوف....
حور.. احنا هنسميها ايه
ابتسمت..
مش عارفة.. بس هي حلوة اوي.. وانا حبيتها خالص...
هنسميها روح...... اسمك بالعكس... روح جت خطفت قلبنا.. ايه رأيك
الله يا سيف حلو اوي
طب تعالي.. يلا
مرت ثلاث سنوات... علم الكل بأمر.. روح.. فأصبحت روح الجميع.. الكل يحبها.. فجمالها مبهر... وهي مبهرة
اخذت تجري منها
لا.. لوح.. مث عايز
يا حبيبتي تعالي خدي شاور.. علشان تبقي جميلة
لوح جميلة خالث.. بابي قال كده
جلست على الارض تبكي..
فتلك الصغيرة.. عندما ترفض ان تفعل شئ.. تبكي حور.. كأنها هي الطفلة
دخل سيف الغرفة
وجدها جالسة تبكي... علم السبب.. لكنه لايحبها تبكي ابدا
نظر للجهة الاخرى..
لا يستطيع احتمال كل هذه الهضامة والبراءة والجمال
لكنه اقترب من حور
احتضنها
بلاش ټعيطي.. هي هتسمع الكلام
همست پبكاء
لا هي مش بتسمع كلام مامي.. مامي زعلانه
تعالي يا روح
اقتربت منهم...
ما ان اقتربت حتى جذبها من يدها... يوقعها في حضنه..
اخذت تضحك بشدة.. جعلت حور تبتسم تلقائيا...
بث.. ثيف.. بث
بس يا سيف خلاص
دخلت الصغيرة في حضنها... تحتمي بها.. وهي تضحك
قام سيف قائلا پغضب مصطنع
شايفة.. اه تبكيكي.. وتدافعي عنها..
احتضنتها بشده
حبيبة مامي.. تعمل الي هي عيزاه
بقلم اليسكندرا عزيز
الفصل 3____4
الفصل 3
يقفان أمام تلك الملاك النائمة
حلوة اوي يا سيف
احتضنها سيف
حلوة زيك يا قلب سيف
ربنا بيحبنا جدا... ادانا بنوتة زي القمر..
قبل جبينها
علشان صبرنا مرة تسحره ببريقها....
خرج حاملها من غرفة روح
يا رافي خلاص بقى
مش خلاص.. ليه يعني
ما قالوا هنروح اخر الاسبوع
لا انا عايز اروح بكره المزرعة عند جدو عادل يا راني
طب اهدى شوية... بابا معاه شغل...
يوووه بقى يا جين
براحتك يا رافي.. وعلي صوتك
كويس
والتفتت لتتركه وتغادر
لكنه امسك يدها.. ثم دخل في حضنها
عايز اروح المزرعة.. اتخنقت من كل حاجة بجد
انضم راني محتضنهم
كان يستمع لحديثهم من داخل غرفة المكتب... ويشاهدهم...
ابتسم عندما لاحظ حب ابنائه لبعض...
وجد الباب يفتح ودخلت جوي...
وقفت امامه والڠضب يشع من عينيها
ليه.. ليه تخليه زعلان
علشان غلط...
طب عاقبني انا وهو لا
اقترب واحتضنها عندما رأى دموعها تسقط
هشششش.. ماتعيطيش... الي عمله غلط.. غلط يضرب زميله... يا جوي... دا اتفصل 3ايام من المدرسة... مهما يحصل بينه وبين حد.. لازم يعرف ان الدراع مش حل..
همست باكية
طب ما انت عاقبته... وحرمته من النادي.... خليه يروح المزرعة.. حرام هو اتخنق بجد
قبل جبينها
اهدي يا روحي.. هوديه بس لازم يعرف ان مش كل حاجة متاحة في وقت ما يطلبها... ماتقاطعنيش.. عارف ان عندنا كل حاجة.. بس لازم يتحمل المسئولية.. وعلشان عيون جوي... سيف رايحين المزرعة بكرة.. هوديه معاه... واحنا نستنى لاخر الاسبوع
شددت من احتضانه
بحبك اوي يا حاتم.. ربنا يخليك لينا
وربنا ما يحرمني منكم.. بس مش عايزه يعرف حاجة.. تمام
تمام
اخرجها من حضنه.. يزيل دموعها
وبعدين في دموعك الغالية دي...
قبلت اصابعه التي تزيل دموعها.. وهي تنظر داخل عينيه.....
افاق على صوت طرقات الباب...
ادخل
دخل رافي... ينظر في الارض.. فمنذ ثلاثة ايام... لم ينظر في اعين والده.. من يوم فصله من المدرسة.. لم يقل السبب.. وانما صامت.. رضي بكل انواع العقاپ.. من فصل.. وحرمان من النادي... لكنه اختنق... يريد الذهاب الى المزرعة..
عندما دخل وجد والده يجلس محتضنا والدته
ممكن اتكلم مع حضرتك
قامت جوي.. قبل ان تخرج ربتت علي رأس ابنها..
خرجت واغلقت الباب
نظر لابنه
تعالى اقعد جنبي
جلس جوار والده..
انا اسف
كويس
انا اسف علي طريقتي في طلبي اني اروح المزرعة.. انما الي حصل في المدرسة انا مش اسف عليه ابدا
نظر له حاتم... تمالك اعصابه
وهو ايه الي حصل في المدرسة.... انا الي وصلني انك غلطان.. وضړبت زميلك.. ومع كده.. قبلت فصلك.. وماخلتش حد يقرب منك.. ولا حتي يسمعك كلمة وحشه.. ووقفت قصادهم.. وقلت لهم انا مربي ابني كويس... وهو عمره ما يغلط.. بس ابني الي ربيته... خيب ظني.. ومارضيش يحكيلي الي حصل
علشان يكسر دراع زميله...ومناخيره
ولو قلت هتصدقني
وانا عمري كدبتك
قام رافي واتي بكرسي وجلس امام والده... تحت انظار حاتم.. مترقب حديثه
احنا اخدنا كلاسس في المدرسة عن التحرش الچنسي.. و rape
ثم سكت دقيقة.. لا ينظر لوجه والده. وانما ينظر للاسفل
في هذه الدقيقة.. احمر وجه حاتم.. عروقه نافره.. عضلاته متشنجة.. يجلس في وضع الاستعداد.. يريده ان يكمل.. يخشى..
انا كنت ماشي من جنب قاعة التنس.. سمعت صوت عياط.. دخلت... مالقيتش حد.. بس في صوت جاي من الحمامات.... دخلت.. شوفت باب مفتوح شوية... جيت اقرب.. شفت... شفت......
ما اقدرتش... كان لازم اعمل كده... هو.. هو عمل كل حاجة معاه... وهو طفل صغير.. انما التاني ادي.. زميلي في الفصل.. ماقدرتش يا بابا...الولد كان بيعيط اوي.. ومنظره وحش.. والتاني عامل زي الۏحش... بعدته عنه.. وضړبته.. ضړبته اوي...
ما ان انهي حديثه.. تحت زهول والده.. وغضبه من الموقف...
رفع عينيه الدامعة..
هو انا كده غلطت.. علشان اتفصل.. واتعاقب... بس انا مش عارف انام.. كل ما انام بشوف منظره.. وهو...و..
احتضنه والده سريعا...
يربت على ظهره... فابنه.. جدير بكل مسئوليات العالم.. طالما حدثه الانساني والفطري موجود...
انهار رافي داخل احضان والده....
بعد نصف ساعة.. هدأ قليلا
اخرجه والده من حضنه
وهو يمسح دموعه
انا الي اسف.. يا رافي.. انا الي اسف... انت صح.. انت صح..
ثم احتضنه مرة اخرى.. يقول في نفسه.. لقد انجب رجلا...
رافي.. انت مانمتش من تلات ايام ابدا
ابدا.. كل ما اغمض بشوف المنظر المقزز ادامي..
ربت على وجهه..
ايه رأيك تبات معايا انا ومامي انهردا.. وانا كده كده كنت هخليك تسافر مع سيف بكرة المزرعة
اومأ له رافي
ممكن اخرج
قبل جبينه هاتفا
ممكن يا حبيبي
ما ان وصل للباب..
رافي
نعم يا بابا
اوعدك لما ترجع المدرسة مش هتلاقي الولد دا تاني... وهياخد عقابه.. والطفل التاني هتواصل مع اهله اكيد خاف يقول
شكرا
ادوا اولادكم الثقة انهم يحكولكوا كل حاجة... وما يخافوش.. لان التحرش.. التعدي.. التنمر.. كل دا ممكن يحصل للاطفال او حتي الكبار.. او ممكن يكون بيحصل فعلا.. بس مافيش المساحة التي تسمح له انه يتكلم ويقول.. ويشتكي... احموا اولادكم.. وثقفوهم.. واتثقفوا انتوا كمان... وصدقوهم.. حتي لو متأكدين ان كلامهم خيال.. ادوهم الثقة في نفسهم... بس ما تخلوهمش يتكبروا.. حاوروهم كتير..
نائما بعمق على الفراش..
شعر بأيد.. صغيرة تتلمس صدره..
قاوم نعاسه.. وفتح عينيه بصعوبه..
رأي تلك التي في حضنه.. لكنها