الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية حور ج2بقلم اليسكندرا عزيز 

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

الدخول.. بينما سمعت روح تحدث سيف
مامي.. مامي عيت.... .. بابي نوتي.... نوتي....
ثم خرجت وتلقتها الدادة... بين ذراعيها وهي تبكي وتصرخ تريد والدتها... والدتها.. حور... التي اغلقت الغرفة علي نفسها.. جالسة لا دموع.. فقط تتذكر ما مر عليهم في كل هذه السنوات... نعم هو نحق.. فلقد خسروا.... لكن هي من خسړت... خسړت.. حلم كل فتاه بعرس وفستان.....حياتها كانت علي وشك الانتهاء مرتين... خسړت رحمها.... نعم... هي الخاسرة... لكنها كسبته هو.. او كما كانت تظن.....
لا يعرف كيف قال هذا... كل ما يعرفه انه غاضب وبشدة
مر اسبوع.. تساعده حور في كل شئ بلا حديث.. اعتذر مرارا وتكرار.. لكن بدون فائدة
لم تخبر مرام احدا... تنتظر رد سيف.
حور... وبعدين... انا اسف... وحياتي
قالها
بندم وهي تساعده في ارتداء ملابسه...
لا تتحدث معه.. عندما يكونون وحدهم.. تساعده فقط... انما امام الكل.. تساعده.. وتتفاعل معهم.. وتحاول على قدر الامكان عدم التعامل معه كثيرا... حتى لا يعلم احد ان شيئا حدث بينهم.. فلتظل 
وانا كمان اسفة.....
وتركته بعد ان ساعدته علي الجلوس في الشرفة..
نادم.. ليست هذه الكلمة المناسبة.. شعوره ېقتله.. اسبوع مر... وهي هكذا.. يعلم ان كلماته وقعها عليها كما هي بالنسبة له... لكنه انذك .. افرغ شحنة غضبه بها... لا يعلم كيف سيصلح ما افسده..
انها حور.. حروره هو.. نبض قلبه.. الذي أذاه بكلماته
ماذا يفعل.. صمتها... ومساعدتها له في ادق التفاصيل لعدم اجهاده...
اه من رجع قلبه... لو يعود بالزمن.. ويمحي تلك الكلمات فقط
استفاق على رائحة عطرها.. وهي تجلس بجانبه علي كرسي مجاور... وتمد يدها بكوب العصير حتى يشربه..
اطال النظر للكوب.. ثم رفع عينيه ينظر داخل بحرها.. بحرها الصافي تحول لبحر هائج.. تسيطر عليه الغيوم....
نظرة حزنها.. وكسره عينيها.. هذه المرة لم تجعله يتكلم..
بل صمت.... تحدث باستسلام
مش عايز عصير يا حور
اشربه علشان تخف
تحدثت.. اسبوع مر.. والان تحدثت
حور.. نظراتك قتلاني.. وسكاتك قهرني
اشرب العصير
اغمض عينيه پألم...
مش عايز.. عايزك انتي.. انا اسف.. والله اسف... اعمل ايه علشان تسامحيني...
رد واخد فقط..
اشرب العصير
امسك الكوب وقذفه.. فانكسر...
اجفلت هي...
ادي العصير.. مش هشربه.. قوليلي اعمل ايه وتسامحيني.. قلبي مش عايش.. حرام عليكي..
رفعت عينيها تنظر له. بعد ان كانت تحدق بالكاس المكسور
قالت وهي تشير لنفسها
حرام عليا.. انا.. انا الي حرام عليا... وانت.. وكلامك....
ثم اشارت له..
قولي.. رد عليا بقى.. من ساعة ماعرفتني.. وانت خسړت.. هههه. خسړت ايه قولي.. خسړت ايه بس..
قالتها بدموع تنظر اليه
انا اسف.. والله اسف
اسف... هقولك كلمتك يا سيف.. اسف تقولها لما تخبطني.. اما كلامك... ايه خسرته... قولي.. لاول مرة افكر بعد كلامك.. في كل حياتنا مع بعض.. لاول مرة.. دايما كنت لاغية عقلي ولا فكرت في خسارة.. دايما انت جنبي كفاية.. حتي لما كنت عايزة بيبي.. انت كنت بالنسبالي اغلى مكسب.... بس كلامك.. كلامك خلاني افكر تاني... انت عندك حق.. انت خسړت.. فعلا
ثم اقتربت منه.. ولكزته في صدره..
فعلا.. خسړت فستان... وخسړت فرح.. خسړت حلم كل بنت... طبعا.. خسړت رحم... خسړت اي فرصة تخليك ام... مش هقولك كنت هتخسر حياتك لاني كنت بفدي قلبي وروحي.. اهم حاجة عندي هو... انما.. هههه جي دلوقتي تقولي خسړت... خسړت ايه...
خسړت... فعلا خسړت.. خسړت انك عشت معايا.. وربطت نفسك بيا.. ومخلفتش... عندك حق... بس ربنا رزقنا بروح... بس شكلك بتفكر زيهم.. مش من صلبك.. مع اني كنت مفكرة اني انا وحدي كفاية... خلاص.. يا سيف.. طالما خسړت... وبتخسر.. انا اه بقولك ماتكملش في خسارتك دي...
نظراته لچنونها.. ومهاجمته لها.... ودموعها... لقد انحدرت دموعه على وجنتيه... حزنها وقهرها من كلماته... اه.. اااه.. من هذا اللسان اللعېن... 
زي كل مرة مسحت فيها دموعي.. علشان ماتبقاش خسړت حاجة.... ممكن تقوم معايا تدخل جوا... علشان الجو برد وماتتعبش
ما اتعبش
قالها باستنكار وهو يترجى عينيها..... امسكت ذراعه تساعده على النهوض.... فقط تحرك معها كالآلة.. ينظر لها فقط.. ساعدته على التمدد علي فراشه... وذهبت...
خمس دقائق وعادت 
تحمل روح التي لم تنام بعد... كل ليلة.. تأتي بها تنام في المنتصف... وټحتضنها حتي لا ټأذي قدم سيف وكفى
ما
ان وضعتها بجانبه.. وهو يناظرها
بابي.. انت كويث
انا... تعالي في حضڼي
ه.. مامي قولي نوتي جييل.. لجلك توجع
تعالي

بوثها
يا ريت... انا بحبها والله.. وماكنش قصدي ازعلها.. انا ما اعرفش قلت كده ازاي.. والله بحبها..
وانا بحبك.. يا بابي....
قالتها وغفت سريعا
بينما حور
تسمع حديثة وتبكي
الفصل 8
مر شهر.... وكما يقولون علي مقدار الحب يكون العتاب..لكن حور.. من لحظة وحديثها.. لم تتحدث مرة اخرى.. يغلفها الصمت.. الصمت فقط.. تساعده وتساعده... وتشتاقه أيضا... لكن..
لن تسكت.. سوف تنتظر حتي يشفى تماما... وستتحدث معه.. ماذا حدث... لماذا تغير في لحظة.. ما الکاړثة التي حدثت...
هي انثى... وانسان قبل كل شئ...
هو يعيش في چحيم قربها وابتعادها... لا يعرف كيف يراضيها.. علي مدار سنوات زواجهم لم يحدث مثل هذا الخلاف.. لم بحدث من الاصل خلاف... لكنه يعلم رقتها.. يعلم ان وقع كلامه عليها مؤذ...
ومن ناحية اخرى مرام وجرمها.. وصاحبه يوسف.. ماذا بفعل.. كيف سيحل هذه المشكلة...
اليوم.. سيزيل جبيرة قدمه... سيحل كل شئ.. ان استطاع
قوم با باشا... الشغل بينادي
قالها يحيى... الذي ذهب معه مع حور لازالة جبيرة قدمه.. وبالطبع معهم تلك الصغيرة روح
خلصنا اه.. وهرجع معاك علي الشركة
اتبعها بنظره لحور.. التي تحولت نظرتها من الفرحة انه اصبح بخير.. لنظرة حزن..
بابي... لوحس سركة.. لوح البيت
خمل صغيرته
يا قلب بابي... هروح شوية صغيرين خالص.. وهرجع على طول.. ايه رأيك
افكل
قالتها بتلقائية... وبراءة..
ضحك علي حديثها..
كانوا وصلوا الي للسيارات... فتح الباب.. واركب روح في مقعدها...
ابتعد يحيى لسيارته

رافي...
ايوة يا جين
انت زعلان ليه
لأ مش زعلان....
رافي.. انا اختك... مالك... من ساعة فصلك من المدرسة وانت متغير.. في ايه...
مافيش... ممكن تحضنيني وبس...
احتضنت اخيها تلك الطفلة الكبيرة... ورافي اغمض عينيه.. مازالت تلك المشاهد المقززة امام عينيه...
يشاهده راني.. يشعر بتعب اخيه.. فوصلة التوأم قوية...
خلاص يا جين ممكن تسيبيني انا ورافي
جلس امام أخيه
هتقولي مالك.. انا سايبك كتير اه...
عايز انام.. نفسي انام وبس..
طب قولي فيك ايه.. علشان اساعدك
اغمض عينيه.. وحكى لاخيه ما شاهد.. وسبب فصله..
سيف عنده حق.. لازم تروح للدكتور.. انا هكلم بابي..
لا.. سيبهم.. هم مشغولين دلوقتي... بس خليك جنبي لحاد ما انام شوية
تمدد علي الفراش.. وجلس توأمه بجانبه... يمسد علي شعره حتى غفى
الباشا نور
بنورك يا حاتم..
فكيت الجبس.. تعالي شوف شغلك ده.. مستحمله ازاي ده
ههه معلش يا يوسف باشا.. خليها عليا المرة دي
اهم حاجة تبقى كويس... ايه الي جابك اساسا انهردا
جلس سيف بتنهيده...
ورايا كام حاجة هعملها.....
حاجة ايه.. قوم روح لاختي.. هي اساسا سابتك تمشي ازاي
قاطع حديثهم يحيى
سيف في حاجة حاصلة بينك وبين حور.. في حاجة مش طبيعية
ابتسم ابتسامة مزيفة
مافيش... بنداري الحسد بس
ربنا يسعدكوا... نسيبك احنا تخلص الي وراك
خليك يا يوسف عايزك
تمام
خرج حاتم ويحيى...
خير يا سيف.. في حاجة
ربت سيف على كتفه
بص يا يوسف... انا صاحبك... عايز اطلب منك طلب..
روخي يا سيف وانت عارف
اغمض عينيه پألم
هتدخل الاوضة دي... في حد جي انا هقابله هنا... مهما كان الي هتسمعه.. عايز وعد منك ماتخرجش وتتمالك اعصابك... ونفكر بهدوء
اضطرب يوسف
مش فاهم يا سيف.. في ايه
بص مرام جية دلوقتي... انت هتدخل واسمع كلامنا بس اوعدني ماتخرجش غير لما تمشي
مرام.. ايه.. في ايه
اسمع
كلامي.. واوعدني ماتخرجش
حاضر...
طرق باب مكتبه ودلفت السكرتيرة
سيف باشا.. دكتورة مرام بره
تمام دخليها بعد خمس دقايق
ادخل يا يوسف.. وانت وعدتني ماتخرجش
دخل يوسف غرفة النوم الصغيرة.. يستمع لما يحدث في المكتب
دلفت مرام... وحدت سيف جالسا.. جلست بجانبه
حمدلله علي سلامتك
الله يسلمك
احكي..
ابتلعت لعابها بتوتر..
لما سافرت... خدت خمس سنين.. ماليش دعوة بحد بحاول انسى حبي ليك... رامي.. راجي كان الدكتور بتاعي المشرف علي رسالتي... شوية شوية اتقربنا...
اتطمنتله.. كنت محتاجه حد اتكلم معاه.. حكيتله حبي ليك.. المستحيل.. عرف كل تفاصيلي.. عرف انا مشيت ازاي.. عرف اني قلت لك علي مشاعري.. وانت قلتلي مافيش غير حور.. اتقرب مني اكتر... بعد سنة.. حسيت بإعجاب.. شوية شوية.. اتحول لحب متبادل.. ماعرفش ايه الي حصل.. واتجوزنا... كنت عايشة معاه في بيته.. بس بيتي.. كان موجود.. شقتي... ماعرفش ليه كنت مستمرة ادفع ايجارها..
الحياة كانت حلوة.. هو الدكتور الكبير.. المحترم.. وحبني.. وانا كمان.. شوية شوية.. ابتدى يجيب سيرتك كتير.. ليه مش عارفة.. حتي..... حتى لما بنكون مع بعض.. بيتكلم عنك.. بقى بيسألني اسئلة غريبة... لو كنت سيف ايه كان هيبقى رد فعلك
حسيت بحاجة غلط.. في موقف بينا حصل.. ومد ايده عليا... ييبت بيته ورجعت شقتي.. فضل سنة كاملة يغتذر.. ويقولي بيحبني.. ومش قصده..
صالحته.. وجنا من 4شهور....انا تعبت.. عملت التحليل وطلعت حامل.. اول ما عرف.. ثار جدا.. وخاول يضربني للمرة التانية.... وقالي انه ابنك انت مش ابنه.. مشيت علي طول... قبل ما يقربلي...اوراقي كانت في شقتي.. خدتها ونزلت علي هنا...
قالت هذا وعي تنظر للارض.. لا تعرف اين كان عقلها.. عندما فعلت هذا
بالداخل.. يسمعها اخيها..مدهوش..مذهول..ماذا تقول... كيف حدث هذا... لا.. هذه اخته صغيرته.. موضع ثقته. كيف فعلت هذا... نسى وعده لسيف.. لكنه غير قادر علي النهوض.. هذه صدمة عمره.. تبست قدماه.. بم يستطع حتي الوقوف.. والخروج
ليه عملتي كده
مش.. مش عارفة.. قالتها پبكاء
وقف ينظر لها
طب قوليلي المفروض اعمل ايه انا دلوقتي... واخوكي.. اخوكي.. صاحبي.. اعمل معاه ايه.. ليه تعملي كده.. قوليلي...
مش عارفة... حصل كده وخلاص.. اما... انا مش عارفة اتصرف.. البيبي.. بيكبر... ويوسف مش قادرة اواجهه.. وراجي.. راجي مش عارفة ايه هيبقى رد فعله... بقيت بخاف جدا منه...
كله بسبب هروبي من حبك... لو مسافرتش... لو فضلت.. لو
اڼفجر فيها سيف..
سبب مين.. انتي الي كنتي طفلة.. مراهقة اعجبت بحد.. وحبته.. حياتي مافيهاش غير حور.. حور وبس.. انتي عاقلة وكبيرة... ماقلتلكيش حبيني.. وماقلتلكيش اتجوزي من ورا يوسف... واحملي.. سبب ايه انا... انا طول عمري بعيد عنك.. فهمت نظراتك.. ولاعمري قربت منك.. انتي السبب وبس.. فاهمة
ازداد بكاؤها
انا.. ايوة.. انا السبب وبس... بس حبيتك... وحبيت رامي.. يمكن لأنه احتواني.. او شبهك.. نفس سنك.. بس عمري مافكرت فيك وانا معاه.. بس مش لاقية حد غيرك يقف جنبي...
قومي امشي با مرام.. هحتول اتصرف.. بس

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات