قطرات الحب
نخبي إن لمى بتشتغل معانا علشان جوزها ميعرفش إنما دلوقتي اللي حضرتك جبتها معانا دي أخت جوزها يعني مشكلة كبيرة!
تجهم سيف وانكر أن تكون الأخيرة على علاقة أخوة بهذا الفظ هتف
بقى البنت الرقيقة دي أخت السمج ده دا مافيش أي شبه بينهم لا في شكل ولا أخلاق!
قالت بحنق
وطلعت أخته فعلا هتعمل أيه!
تلجلج وبصعوبة أذاع قبوله لها قال
علل سيف سبب استمرار مشاركته ل لين بينما هتفت نيفين باحتجاج
ولمى لو عرفت موقفك هيكون أيه أنا شيفاك متسرع خصوصا إن مايا مش هتسكت وأكيد هقولها!
نفخ بامتعاض وقال
ما هي المشكلة في مايا بفكر أمشيها!
قالت برفض
لا طبعا لمى هتزعل أكتر!
زادت حيرته حد أنه لم يجد الصواب ليفعله ثم استمر يفكر بتأن أكثر فاقترحت نيفين باطلاع
وافق على ذلك مرددا
كده كويس أنا بصراحة مش عاوز أخسر لين درست برة وفاهمة ومبين ذكية!
مرة أخرى استرابت نيفين في مدح أخيها فيها وتمنت أن يكون الأمر مقتصر على العمل فقط لا شيء آخر خاصة بأن هويتها الجديدة تشكل عائق كبير لأي اقتراب من نوع آخر قالت
عارض تسرعها في نقل الأغراض بتلك السرعة كأنها تنتظر ذلك لتنفذ ثم بحزم أمر الخدم وهم يجمعون المتعلقات بالمغادرة وذلك ما زاد من تبرم زينة خاطبها آيان بعدم رضى
مالك مستعجلة كده ليه زي ما تكوني ما صدقتي إن ماما رجعت
ملت من ميله اللعېن لهذا المكان قالت
هنا فدا طبيعي ليك لكن أنا عاوزة أروح بيتي والمكان اللي أكون فيه سته!
هتف باستنكار
هو حد قلل منك الكل هنا بيحترمك!
وصلت لقمتها في إعادة الحديث في هذا الأمر قالت بتصميم
اتفقنا لما مامتك ترجع هنروح بيتنا غيرت رأيك ليه
زكا تريثه ذاك ب
حاجات كتير بتمنع نمشي دلوقتي أولها وضع ماريان وتاني حاجة إننا رايحين البلد عندكم يعني على الأقل استني لما نرجع علشان محدش يقول إننا مصدقنا نبعد!
من حقي يكون ليا مكان لوحدي مش هفضل أشغل بالي بمشاكل الناس كفاية اللي أنا فيه
اقترب آيان ليجلس بجانبها قال
حبيبتي مش ممكن أضايقك واللي يريحك هاعمله وكمان إنت في أيه مش فاهم قوليلي عاوزة أيه وأجبهولك إنت قلبي من جوه
والعويل المقلق فانتفض آيان أولا مضطربا كذلك زينة التي أخذت تجمع شعرها وتقول
ليكون جدك حصله حاجة!
قالتها زينة بعفوية كونه الرجل المسن بالمكان وقارنت الصړاخ به هتف بقلق
جدي مش ممكن!
تبدلت هيئة آيان للخوف على جده وبعجالة ركض ناحية
وقفت نور في بهو الفيلا تصرخ وتبكي رغم محاولة زين في تهدئتها وجعلها تكف عن ذلك لكن ارتعابها على ابنتها جعلها تثور رددت بتحسر
بنتي يا زين بنتي!
هذا ما استمع إليه آيان وهو يهبط الدرج مهرولا وتفهم أن الموضوع خاص بأخته وأنها أصابها مكروه أو ربما فعلت شيء غير مستحب في نفسها وداخليا ارتاح لأن الأمر بعيد عن جده دنا من والديه مستفهما
خير حصل أيه!
رد زين عليه بجزع
ماريان مش في أوضتها خرجت ومنعرفش راحت فين!
قالت نور پبكاء مرير
خاېفة عليها ممكن ټأذي نفسها وكله بسبب الخاېن ده!
ضمھا زين ليهدئ من حزنها قال
إهدي يا حبيبتي أنا كلمت الشرطة وهما هيتصرفوا ومش هسكت غير لما ألاقيها!
وقفت زينة تتابع ولم تستطع السكوت أكثر ثم اندفعت قائلة بتخمين
يا خۏفي من زعلها تكون راحت لجوزها أو فكرت ترجعله!
وجهوا أبصارهم لها فانحرجت بينما أخذ زين الأمر بجدية كذلك نور التي نظرت له بمفهوم وخشيت أن تكون قد فعلتها تضايق زين ثم خاطب ابنه بأمر صارم
بسرعة اسأل في المطار عنها وأنا هكلم الشرطة تتابع الطريق لشرم !!
عادت بعد وقت طويل قضته بالمشفى برفقة ابنها الذي أشرف عليه الأطباء بعد التأكد من سلامته ثم تولت لمى بعد ذلك المكوث بجانبه ورعايته وحين ولجت الشقة وجدته بانتظارها نظرت له بعينين مجهدتين وهي تحمل الولد على كتفها وودت لو يحمله عنها لكن بالطبع لن يفعل فهذا التناصر لن يحدث وهي تعلم تعمقت للداخل ثم بتعب جلست والولد على حجرها قالت
طلبوا مني اقعد جنبه ومسبهوش!
مسألتكيش
رد عليها بغلظة اعتادتها فقالت
يعني علشان تعرف إني مش هسيب الولد يعني حتى هنام جنبه!
صمت لفترة أصابتها بالحيرة وهي تتكهن رده ومدركة أنه سيرفض بالفعل حدث المتوقع حين قال
ادخلي نيميه مكانه علشان أنا كمان مش فاضي افضل مستنيك أكتر من كده
خشيت لمى على ابنها من تهوره أثناء المناقشة فنهضت لتضعه يرتاح في فراشه أفضل وأنه مهما فعل لن تترك طفلها
حين اطمأنت على الصغير توجهت إليه قالت
على فكرة دا
ابني يعني متفكرش إنك ممكن تخليني مهتمش بيه علشان أبقى فاضية لسيادتك!
مرر نظراته المظلمة عليها وهي تقف وتتحداه قال
أنا مقولتش كده أنا الأهم عندي تشوفي راحتي فين في الوقت اللي بجيلك فيه أكيد هتعرفي تريحيني!
ما تروح لمراتك التانية هي مش بتبسطك ولا أيه
تجرأت لمى وتحدثت معه في الأمر فلم تتحمل أن تخفي حنقها أكثر من ذلك وتأكدت أنها أغاظته بهذا السؤال حين حملق بها أثار ڠضبها حين رد عليها
لا بتبسطني وهي عندي أحسن منك ولو اختارت حد فيكم هتكون هي لأنك سا! وهي أكيد مش زيك
وهو يتحدث ظهر حزنها مع تبرمها من حديثه المنحط عنها فصاحت بهياج
أنا أشرف منك ومنها!
ثم انتظرت بقوة أن يتطاول بالضړب عليها كي تستغل الفرصة وتتركه لكنه كان هادئا للغاية أو كما ظهر لها سأل
هو أبو الواد ده مبيسألش عنه هو أنا ليه حاسس إنه مش ابنه!
ارتبكت لمى وخشيت أن يكون قد علم بالحقيقة وكانت ملامح تزعزعها تؤكد له أنه يتحدث الصواب فضيق نظراته قائلا
واضح إنك فعلا شريفة وتلاقيك من كتر الشرف مش عارفة تحددي مين أبوه!
أخرس مش أنا اللي تقول عليها كده
نهض زين من مكانه وكانت هيئته مقلقة تراجعت لمى خطوة وتسارعت أنفاسها برهبة قال بجدية قوية
قبل ما أروح المستشفى أخدت ورقه من شنطتك علشان يدخلوني بيه ولقيت اسم الأب مش سيف متسجل باسم حد تاني اعتقد اسم أبوك!!
وقفت لمى كالمغيبة وقد ذابت أوصالها وهذا ما جعل زين يسخر منها بل ويتحاقر معها ولآخر لحظة تماسك ألا ينفعل عليها وزاد فضوله لفهم شخصيتها الوضيعة التي فاجاته قال
ما تردي يا شريفة كنت مع كام واحد!
قدوم والدتها إليها كان الأفضل كي تشرح لها الأخيرة بدقة ما ستفعله أيضا خۏفها وقلقها دفع الوالدة للحضور وشرح ما سيفعلانه وانفردت بها في غرفة النوم قالت
كويس إنه هيتأخر علشان ناخد راحتنا وافهمك هتعملي أيه!
استفاض توجس سمر وخشيت ڤضح أمرها قالت
مش قادرة أعمل كده يا ماما الموضوع صعب!
هتفت والدتها بامتعاض
خلاص سيبيه يطلقك ويعرف إنك مش حامل ولا غيره
قالت سمر برفض سريع
مش عاوزاه يطلقني أنا بأحب زين قوي ومش عاوزاه يبعد عني
قالت والدتها بنصح
يبقى تسمعي الكلام لو عايزاه ليك على طول
أنصتت إليها سمر مضطرة لتنفيذ ما خططته فتابعت والدتها بدهاء
لما هتروحوا تكشفوا هيعرف إنك مش هحامل هيزعل شوية لكن إنت قوليله ممكن نكلم الدكتورة وتشوف حاجة تعجل الحمل فأكيد هيوافق وأنا وقتها هكلم الدكتورة تطلب منه تحاليل علشان الخطة تمشي تمام!
سألت سمر بجهل
يعني التحاليل دي اللي هتبين إنه مبيخلفش والعيب منه!
أكدت والدتها بحماس
أيوة ووقتها هيبقى زي الخاتم في صباعك وهتكون عينه مکسورة قدامك ومش هيقدر يبعد عنك أبدا لأنه عقيم!
فكرت سمر في ذلك جيدا ومن محدودية عقلها وجدتها فرصة ليعرف من البداية سبب عدم انجابها ويتخلى عن ذكر الأمر أمامها كل فترة ورغم ما ستفعله من أمور مبغوضة ملأ الحزن قلبها كونها لن تصبح أما طيلة حياتها ردت على والدتها بموافقة
هاعمل كل ده يا ماما علشان باحب زين وعايزة أفضل معاه
ردت والدتها بنبرة قست على مشاعرها دون أن تدري
لازم توافقي إنت واحدة شايلة الرحم يعني عمرك ما هتخلفي ودي فرصتك علشان تستقر حياتك
الفصل العاشر
قطرات الحب
تكدرت الأمور بينهما عن السابق وباتت مشحونة بنفور من ناحية الآخر فلم تقدر حينها على الدفاع عن نفسها وإعلان الحقيقة المخفية عنه وتحملت إهانته لشخصها فقد أضحت متحيرة وتركته يصنفها في الخانة التي اختارها
توجهت لمى لفيلا زينة ومعها ابنها ثم سردت لها بالتفصيل الحوار الذي دار بينها وبينه وأعلنت ضعف موقفها وتبدد حيلها وباهتمام استمعت زينة لها قالت
عارفة اللي حصل ده يا لمى كان في صالحك مش ضده!
سألتها باستنكار
إزاي بقى!
قالت بنباهة متيقظة
يعني لما عرف إن الولد مش باسم سيف كان فيك تقوليله إنه مش ابنك إنت كمان
وبختها لمى باعتراض
أيه الجنان بتاعك ده!
ردت زينة بعقل داهية
كنت هتنقذي نفسك من شكه وقتها إنك مش كويسة هتقولي إن يونس لقتيه واتبنتيه إنت ووالدك وقولتي إنه ابنك علشان تغظيه
تنبهت لمى لما تقوله وركزت جيدا حد أن الكلام جذبها فتابعت زينة بمكر
منها هيعرف إنك طلعتي شريفة ومنها الولد هيعيش بينكم لحد ما يتعود عليه ولحد ما نشوف أخرة علاقته بيك أيه
ذاب الضيق من على ملامح لمى وحل محله الانبهار فقد أقنعها ما تفوهت به زينة قالت
برفو عليك كده هيبطل يسمعني كلام زي السم ولما أقرر أقوله عن يونس هيكون حب الولد!
ومش بعيد يتولى تربيته بنفسه
قالتها زينة بثقة أيضا تفاخرت بتفكيرها المحنك فتأملت لمى ابنها أمامها وهو يشاطر الأطفال في اللعب ووجدت أنه أسلم حل الآن ردت بعزيمة
خلاص هقوله لما يجي
توقفت فجأة وتابعت بقلق
بس يا ترى هيصدقني لأن خۏفي على الولد قدامه مكنش طبيعي
اختلقت زينة حل سريع وقالت
قوليله إنه ابن صاحبتك ووصاتك عليه وإنه معندوش أهل أي حاجة وقصة ممكن تدخل عليه
تحمست لمى لفعل ذلك مع قولها لبعض الإضافات التي ستقنعه فأردفت زينة بدراية
هيضطر يصدقك وكمان دا طفل أي حد هيبقى حنين عليه وحاولي تخليه هو كمان يعطف عليه لأن قسوته دي علشان ابنك من راجل تاني
قالت لمى بجدية
ووقت ما أحب أقوله على الولد ممكن اثبت ده بسهولة!
تهللت لمى وارتاحت نفسيا ثم