الأحد 24 نوفمبر 2024

قطرات الحب

انت في الصفحة 21 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز


عادت تتأمل ابنها وقد وجدت الأمان له والسکينة أيضا خاصة وأن زين بالطبع سيحاول أن يكون لطيفا معه وسيبادله الطفل الألفة ويعتاد عليه ابتسمت وهي تتخيل التودد بينهما ثم هدأت رهبتها وتوترها من مقابلته بعد ما حدث ثم انتبهت ل زينة تقول بتمن جعلها تكترب
وعقبال ما يطلق مراته ويبقى ليك لواحدك !! 
مررت أنظارها على باب شقته وهي تدمع پقهر ولتلك اللحظة لم تستوعب كيف ساقتها قدماها لتأتي إليه فقد جرفها قلبها الأهوج إلى هنا ترددت في مقابلته حين أضحت رهينة الأمر الواقع فها هي بالقرب منه طرقت ماريان الباب پألم وهي تعتصر بأهدابها هذه العبرات العالقة عليها وترقبت المواجهة خاصة وهي تعلم أن زوجته ستكون معه بالطبع رجف قلبها حين تحرك مقبض الباب ورغما عنها عادت تبكي 

صدم ريان وهو يراها أمامه هكذا فحدقت به بنظرات لائمة ثم بعفوية منه دنا منها واحتضنها بقوة قال
ماريان!!
استسلمت لإفراغ آلامها بين يديه وتزايد نحيبها فسحبها ريان لتلج الشقة أغلق الباب ولم يبتعد عنها قط سوى لينظر لها قال
إنت جيتي لواحدك!
اومأت له ثم بيده مسح دموعها تابع
أنا آسف!
سألته بصوت أبح
اتجوزت! 
أعربت كلمتها عن عتاب ممتزج بخيبة الأمل فأخفض ريان نظراته هربا من كم العتاب ذاك انزعجت ماريان
وتبدل حزنها للحنق الشديد ثم دفعته بعيدا عنها هتفت
إنت ندل لأنك لو بتحبني بجد مكنتش حتى تفكر إنك تبعني بالطريقة دي
تأمل ملامحها الغاضبة بوجم تاركا المجال لها لتخرج ما بها أردفت
إنت إزاي كده إزاي قدرت تخدعني وتمثل حبك الكبير ليا
قال بعبوس
أنا لسه باقي على اللي بينا ومش عاوز نطلق! 
احتدت نبرتها أكثر من خساسته ولم تعلق على ما قاله هتفت باحتقار
على فكرة اللي حصلي في الخلفة كان سبب من ربنا علشان أعرف إنك بني آدم واطي وخسيس! 
جاءت إھانتها له صريحة هو لم يتقبلها لكنه صمت ولم تكتفي ماريان بذلك فڠضبها المدروس منه دفعها لټصفعه بقوة صاحت
إنت أحقر واحد شوفته! 
لم يتحمل ريان ورغم أنه يكبح ضيقه لاح عدم رضاه على هيئته من طريقتها غير المقبولة في عتابه فتابعت بغل
متفكرش جيالك أجري وراك إنت أوطى من إني أعمل كده أنا بس جيت اتأكد إنك 
بترت جملتها إثر صوت فتح الباب من خلفها فورا كانت ملتفتة للشخص القادم ومترقبة هويته بعكس ريان فهو يعرف أن ندى من حضرت وقبل أن تخطو الأخيرة تسمرت موضعها متفاجئة من وجود ماريان هنا مع زوجها طالعتها ماريان بنظرات متفحصة وحين لاحظتها تمسك بحقيبة ورقية مدون عليها اسم أحد المطاعم استشفت أنها من تزوجها نظرت لها بسخرية واحتقار ضايق ندى فهيئتها غير المتكلفة أوحت أنها فتاة بسيطة سجية قالت
لا من شكلك لايقة عليه ما هو اللي زيه مينفعش يرتبط ببنت ناس زي أنا
عجرفة ماريان أغاظت ريان ولم يتباطأ في رد اعتبار ندى حين قبض على عضد ماريان وجعلها تلتفت له خاطبها بحنق
احترمي نفسك يا ريتك تبقي زيها!
ارغمته على ترك ذراعها هادرة بعصبية
إيدك دي لو لمستني تاني هقطعها ومتنساش
نفسك وشوف بتكلم بنت مين!
ڠضب ماريان دفعها لتفرض تعاليها وبالأحرى لټنتقم لكرامتها المهدورة وبنبرتها التحذيرية ردت عليه تابعت بندم
بشكر الظروف اللي بمر بيها علشان كشفتك قدامي أنا خلاص كرهتك!
نطقتها بمرارة ظاهرة فهل هي حقا صادقة لم يستطع ريان الرد عليها ونهرها فدائما كان الزوج المطيع لها ولا حرج من بعض التذلل احتراما لوالدها وأهلها ككل 
تحركت ماريان لتغادر هذا المكان المثير لڠضبها ورغم شدتها قبل قليل سارت تبكي بحړقة فحبها له لن يختفي هكذا ببساطة 
وعن ريان تأمل ندى بقسمات مغتمة خاطبها
بعتذرلك يا ندى أنا اللي حطيتك في الموقف ده!
تقدمت منه وقالت
كان عندك حق هي حلوة بس مغرورة
أشفقت ندى عليه بقولها بينما تضايق ريان وقال
أنا كنت خاېف من زعلها بس بعد اللي حصل النهار ده لأ هي فعلا تستاهل أكتر من كده!
بداخلها لم تقتنع بما قاله فسألته بطريقته وترته
بجد إنت فعلا مش زعلان عليها! 
بنفسه أخذ جولة في القرية وتوجه لكل ما يعرفه وتودد قدر المستطاع لهم وأثناء سيره عائدا للسراية مع زوجته كانت البسمة لا تفارقه حين عاد يتذكر تقززه من السير على هذه الأرضية لأول مرة مند خطا بقدمه هنا انتبهت رسيل له وابتسمت هي الأخرى ثم توقفت عن السير سألته
ممكن أعرف أيه اللي مفرحك كده!
بالطبع لم يخبرها أن ذلك هو السبب لكنه رد بألفة
مبسوط علشان كل أما ابقى هنا افتكر أول مرة شوفتك وحبيتك وكنت مراهق بفكر فيك
ثم ضحك وهو يتذكر فقالت
نفسي يرجع الزمن بينا تاني كنت هتشوف حب كبير كنت عبيطة إني كنت بخبيه!
ڤضحت رسيل مشاعرها القديمة له رغم المشكلات التي جمعتهما يوما ما حينها فتماسك أيهم ألا يضمها إليها فالمكان مفعم بالبشر من حولهما واكتفى فقط بضم كفها بين كفيه
قال
رسيل أنا خاېف عليك من الشغل الجديد!
باغتها برده المغاير للحديث الدارج بينهما فسألته متعجبة
ليه بتقول كده اوعى تكون رجعت في كلامك إنك هتساعدني
هز رأسه نافيا ذلك قال
لا مش هرجع في كلامي أنا بس الموضوع مريحنيش لما سافرتلك حسيت باستغلال 
كونها تتوقت لتلك المساعدة ردت محتجة على قوله
مافيش الكلام ده المشروع كان محتاج تمويل وللأسف أنا المستفادة منه لأن أنا اللي بديره هما بس بيساعدوني
حماس رسيل البادي في عينيها جعله ينفض ذاك الهاجس الذي يطوف برأسه والتزم فقط بأن يكون قريبا منها قال
أنا مش معترض يا رسيل بالعكس اللي بتفكري فيه كويس بس خاېف يكون نجاحك يأذيك
ابتسمت وقالت
خليك جنبي وخلاص 
إنت شايفة أيه! 
أقرت رسيل بمدى اهتمامه ولم تشكك به بينما سحبها أيهم ليكمل الطريق حتى السراية قال
خلينا ننبسط أحسن بلاش نشغل دماغنا بحاجات تانية!!
عدم حضور ابنته الوحيدة أزعجته رغم أن الأخيرة بررت ذلك لكنه لم يخفى تأزقه من ذلك فخاطبته سميرة الجالسة بجانبه حين فطنت ما به قالت
زينة قالت مينفعش تيجي علشان اللي حصل مع أخت جوزها فالموضوع ميزعلكش يا فريد دا يخليك مبسوط إنها واقفة مع أهل بيتها وبتساندهم!
لفتت سميرة نظره لهذه النقطة والتي بدورها أقنعته قال
أنا بس مش بشوفها غير في المناسبات يعني بتوحشني
ربتت على كتفه وقالت
ربنا ما يحرمها منك إنت حنين يا فريد وهي مش بتيجي هنا غير علشانك!
تفهم من حديثها رهبة زينة من عمرو التي تستمر حتى بعد زواجها قال
عمرو كمان من بعدي هيحطها في عينه هو شديد شوية بس بيعقل الأمور كويس وبيعمل الصح!
ابتسمت بزيف لتوحي له أنه هكذا بالطبع والمضمر كان لتلقيها شكوة زينة المستمرة من غلاظته وتحكماته بها والسبب التليد في عدم حضورها ثم انتبهت ل رسيل قد أتت فقالت
رسيل وأيهم رجعوا يلا علشان ناكل كلنا !!
حين ولج عليها المطبخ لاحظ عبوسها ما زال موجود فوقف بجانبها وهي تتابع العمل وقال
مكشرة كده ليه! افردي وشك الناس برة يقولوا أيه! 
زفرت بضيق وقالت
كان نفسي بابا يكون موجود هو ومايا وحشوني قوي
الجيات كتير مجتش من المرة دي تلاقيه مشغول! 
رددها عمرو بتعقل بينما كانت تعلم السبب ولذلك ردت بتبرم
كله من مراته علشان بنتها جات من السفر فهو قعد جنبها! 
استاء من عقليتها البلخاء وقال
بلاش سوء الظن ده يا جاسمين أنا نفسي متضايقكش حتى من عدم حضور زينة كل واحد وحياته! 
امتص عمرو حزنها بكلماته المتعقلة ورغم ذلك اخترعت مشكلة جديدة قالت
بس إنت عاوز تضايقني مش قولت العمدة اللي جنبنا ده متعزموش 
نظر لها بغرابة للحظات ثم بعدها تفهم السبب قال بظلمة
العمدة برضوه! 
ارتبكت ولم تعلق بينما مل عمرو من حماقتها وقال بحزم
شوفي وراك أيه وافرحي لعيالك مش ناقص الهبل ده! 
ثم خپطها في ذراعها وتحرك ليغادر فقابلته رسيل عند مقدمة باب المطبخ ابتسم لها ثم تابع دلوفه بينما ولجت رسيل مبتسمة ل جاسمين خاطبتها
مالك إنت وعمرو زعلانين ولا أيه! 
سألتها رسيل فقد لاحظت المشادة الكلامية رغما عنها ردت جاسمين وهي تنفخ
فيه يا رسيل بنت العمدة اللي جنبنا كل مناسبة عمرو يعملها تلاقيها راشقة وتقعد تتكلم وتتدلع وبتبصله بطريقة تغيظ 
قالت رسيل بعقلانية
لو هتفضلي تنتبهي للأشكال دي مش هتخلصي المهم جوزك أخباره أيه من ناحيتها غير كده لازم تطنشي! 
بدا على جاسمين أنها ما زالت متضايقة من هذه الفتاة فابتسمت لها رسيل بود وقالت
شوفي لما تيجي وريهالي وأنا هخلصك منها بطريقتي
فرحت جاسمين من لطفها معها فاستطردت رسيل بمفهوم أثلج صدرها
مش هتطلعي تسلمي على باباك وصل برة !! 
غيابها اليوم جعله يستراب في
أمرها خاصة أن لين ستبدأ اليوم عملها معهم لم يعطي الأمر أهمية كبيرة وما تخوف منه هو إخبار لمى بمشاركتها فهو يرغب في نضج عمله ليس إلا 
ولجت نيفين غرفة مكتبه قالت
من أولها تأخير كده لازم الست تفهم إن الشغل شغل!
ثم جلست مقابيله فتفهم سيف مغزى كلامها قال
تلاقي الطريق زحمة ولا حاجة
قالت بتهكم
من أولها هتدافع عنها إحنا كمان زيها ووصلنا بدري 
لم يبالي كثيرا بغيابها قال بتوتر
المهم بس لمى متعرفش بوجودها ويا ريت تكوني حذرتي مايا متقولش وكل حاجة هتمشي تمام!
قالت بعدم رضى
أنا كلمتها وأنا أصلا مش مقتنعة وقولتلها دا علشان الشغل هي وعدتني متتكلمش مايا بنت طلعت متفهمة ومتأكدة مش هتقول! 
سأل بترقب
وهي مجتش النهار ده ليه!
سافرت بلد كده مع باباها هيزوروا قرايبهم!
تنهد براحة كون أن ذلك السبب ثم استشعر أصوات منبعثة من الخارج نهض متلهفا وقد استشف حضور لين قال
باين لين وصلت تعالي نقابلها!
سبقها سيف للخارج وقد دهشت من اهتمامه الذي تراه مبالغا فيه لم تعلق بل لحقت به 
في الاستقبال حمل سيف عنها ما معها فبررت لين سبب غيابها بأدب قالت
أسفة اتأخرت أنا قولت أجيب فطار لينا كلنا
ردت عليها نيفين بلطف
مكنتيش تتعبي نفسك!
ولا تعب ولا حاجة! 
ناول سيف الطعام لأخته بعدم اهتمام ثم خاطب لين بتودد
على ما نيفين تجهزه تعالي أوريك عملت أيه في مكتبك!
سرت لين بلباقته وسماحته ثم سارت معه فتتبعتهما نيفين باستياء غمغمت
ماشي يا سيف! 
جعلها سيف تلج أولا وهو من بعدها مررت لين نظراتها المبهورة على الغرفة وأعجبت بتفاصيلها خاصة باقة الزهور الموضوعة على المكتب ابتسمت وقالت
ميرسي يا سيف إنت ذوق قوي وجنتل! 
أحيانا تخدعه عيناه لإظهار إعجابه بها ومرارا يذكر ذلك في حديثه المهتم معها قال
كفاية إنك قبلتي تشتغلي معايا هنا
أحبت ذاك اللطف منه ثم تحركت لتجلس على مقعدها وهو يتابعها بنظراته المترقبة اتسعت بسمتها وأخذت تتنشق الباقة قالت
باين الشغل هنا هيبقى مسلي وجميل! 
دنا من مكتبها متهللا من مسرتها في التواجد هنا لكن حين تابعت لين حديثها توتر بشدة
 

20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 58 صفحات