قطرات الحب
رسيل تعقب أحدهم لها ومن ثم تخريب ما تسعى إليه استأذنت من آلاء لتجري مكالمة هامة قالت
تابعي يا آلاء كل حاجة وأنا هاعمل تليفون!
ثم توجهت رسيل لغرفة الاجتماعات الجانبية كي تتحدث بأريحية خاطبت الطرف الآخر بهدوء ظاهري
أهلا مستر هانك كل حاجة وصلت ولا لسه!
قال متحمسا
كله تمام ممكن تيجي بكرة نبدأ شغل كلنا في انتظارك والدكتورة إيما وصلت من ساعة كمان وجاهزة
طيب الحمد لله أنا هاجي بكرة ونبدأ وهكلم مدام نور تيجي كمان !!
في ملعب الاسكواش ضړبت الكرة المطاطية الصغيرة بالمضرب وقد بدا عليها رشاقة تماثل الفتيات الصغار فحركاتها وأسلوبها في كل شيء يجعله يتفاخر بها أمام الجميع خاصة حين تفوز عليه في اللعب فاستلم الكرة ليضربها هو الآخر وقال
برافو يا مامي!
مصدقتش لما لقيتك هنا أومال فين العيال
حاذرت نور من ذكر اسم زوجته فهي لا تطيقها فرد آيان بتردد
أنا قولت آجي ألعب شوية وأرجع وكمان زينة ملهاش مزاج
ثم استمرا في ضړب الكرة بالتناوب قالت بتهكم
ملهاش مزاج!! دا بالعكس دا انتوا هتغيروا جوا وتنبسطوا ولا هي ملهاش في الانبساط
ما أنا عارفاها!
خلاص كده
تقدمت نور منه وبزيف ردت بتحنن
مش عارفة ليه حاسة إنك مخبي عني حاجة احكيلي يا حبيبي
ابتلع ريقه وبتلجلج تصنع الابتسام قال
مافيش يا مامي ليه بتقولي كده
تضايقت من رده ومدى احتماله لأفعال زوجته فهي أمه وأحست به قالت
ثم وضعت يدها لتلامس وجنته كاملة تابعت
أنا عاوزاك راجل متضعفش يعني متعملش حاجة ڠصب عنك وتتنازل لأنك بعد كده هتقل من نفسك وهتبان ولا حاجة!
كأن حديث والدته نصح متعلق بالمشاجرة ليلة أمس ووجد فيه الحل لما يمر به واندهش كونها تستشعر ما بداخله قال
كلامك مريح قوي يا ماما بيجي في وقته يعني
حبيبي لو مش هحس بيكم هحس بمين!
حاوطها آيان بذراعيه بمحبة وفكر في كلامها جيدا لن يتنازل أكثر فهذا غير مقبول لذا بادر من اليوم بالتجاهل عل زوجته تتخلى عن نزقها الدائم معه !!
مرة وأخرى هاتفته ولا فائدة فهاتفه مغلق اهتاجت زينة فقد تغابى تماما عن رؤيتها أو الحديث معها واغتاظت حين رفض طلبها في إقالة الأخيرة وبعدم تردد منها وكأنها قد حسمت الأمر طلبت من الخدم ضب أغراضها وأغراض أطفالها فسوف تتركه يعاني لفراقها كونها متيقنه أنه لن يتحمل ثم شرعت في مهاتفة رسيل وانتظرت
وحشتيني يا عمتي عاملة أيه
ثم لم تمهلها زينة فرصة للرد لتتابع بمفهوم
كنت بكلمك علشان عاوزة آجي أقعد معاكم كام يوم كده!
هنا اندهشت سميرة واستفهمت
هتيجوا كلكم ولا أيه! اوعى تكوني زعلانة مع آيان
ردت عليها بشرح مقتضب
أيوة زعلنا شوية
قالت سميرة بتأن
استهدي بالله يا حبيبتي احكيلي حصل أيه يمكن الموضوع ميستهلش!
كظمت زينة غيظها وهي ترد باعتراض
لا الموضوع كبير ولازم أسيبه كام يوم علشان يتربى
فكرت سميرة في الأمر من كل جوانبه قالت
طالما كده باباك هيزعل إنك جيتي هنا ومرحتيش ليه علشان يقف جنبك!
بابا مش هيعملي حاجة وبلاش عمرو يدخل في الموضوع!
قالتها زينة
بتوجس منه خاصة أنه متشدد معها من وقت زواجها تفهمت سميرة وقالت
لو كده هنضطر نخبي على فريد إنك هنا لأنه ممكن يضايق
هو دا اللي لازم يحصل أنا مش عاوزة أروح البلد خلي أيهم يقف معايا!
رغم أن سميرة رفضت هذا المزج في قراراتها غير العقلانية قالت
هحاول وربنا يستر
اغلقت زينة الهاتف وقد انتوت تأديب الآخر مرددة بداخلها توعدات له قالت
ارجع بقى متلاقنيش علشان تطنشني بالشكل ده !!
تغاضى عن أمنيته والتي بسببها سيعاقب من اجتهدت في تدميره واليوم تبدلت مشاعره واستفاض ولهه نحوها بحفاوة وكأنه يتلهف لرؤيتها نقية لم تخنه استغنى باندفاع كالعادة عن رغبته في إنجاب طفل وتمنى ألا يحدث ذلك
و برفقة زوجته داخل إحدى العيادات الخاصة جلس زين بجانبها ينتظر دورها فتأبطت سمر ذراعه بحب وتهلل قالت
فرحانة قوي أخيرا هيكون فيه رابط قوي يجمعنا!
قال بطلعة غير مفسرة
لسه متأكدناش!
قالت بانشراح صدر
بس أنا متفائلة هما خدوا تحاليل الډم وشوية وهنعرف!
علق زين على ذلك مستفهما
هو كان لازم ياخدوا تحاليل مني مش المفروض إنت بس!
اضطربت قليلا وعللت بخداع
ما إنت أول مرة ومتعرفش هو النظام كده بياخده عينة من الزوج والزوجة علشان لو فيه حمل يعملوا اللازم للجنين!
زادت حيرته أكثر وغرابته ولم يدرك ما الصلة بين ذلك وذاك فنظرت له سمر
بحذر متوترة من ريبته في ذلك وحين وجدته توقف عن أسئلته المقلقة لها ارتاحت ثم ترقبت بداية الشرارة التي ستنطلق بعد قليل بالاتفاق مع الطبيبة
وفي ظل مناشدته ألا يحدث هذا الحمل نادتهما الممرضة فنهض زين وهي معه تتأبط ذراعه ثم تحرك معها ناحية غرفة الطبيبة ووجوم تعابيره كان يوحى بمدى الاستنكاف الذي هب كالريح عليه دون انتباه جلسا أمام الطبيبة ثم تأهبا لسماع وصفها للحالة فقالت بأسف مغشوش
أنا دلوقتي التحاليل قدامي ومضطرة مخبيش عليكم هو أولا مافيش حمل!
أشرق وجه زين بطريقة جعلت الحزن الذي زيفته سمر فور تلقيها الخبر يتلاشى وتحيرت في أمره خاطبها بمواساة مصطنعة
متزعليش يا حبيبتي أنا مش متضايق!
رده جعلها تشك أكثر فكيف تغير من يوم وليلة فقد أضحى يحثها على ذلك منذ ارتبط بها ماذا جد الآن وقلقها ذاك ما جعلها تنظر للطبيبة بنظرة دفعتها لتكملة المهمة والتي تابعت بعملية دارسة
بس تحاليل الاستاذ زين فيها مشكلة
ذابت بهجة زين الداخلية وحدق بالطبيبة بعدم فهم لمقصدها أكملت
للأسف تحاليل حضرتك بتقول إن عندك مشاكل في الخلفة
بهتت تعابيره حين ألقت عليه الخبر الموجع ذاك قال
أيه الكلام ده تقصدي أيه
ردة فعل زين المبتئسة ذكرت سمر بنفسها وكم الشعور القاس في سماع ذلك فعلقت مشاعرها في خانة البرود وزيفت صدمة ممتزجة بالحزن الشديد هتفت
مش ممكن يا دكتورة حضرتك متأكدة!
تعالت نبضات زين بجزع وهو يترقب أن تشرح له وقبيل شرحها الذي لن يضيف شيء رسم حياة فارغة لن يهنأ بها قط قالت الطبيبة بأسف
التحاليل سليمة وحضرتك يا استاذ زين للأسف عندك عقم!
أخفض زين رأسه في ضياع ومن هيئته بدا وكأنه قد كبر في العمر فجأة وداهمت الهموم حياته أحست سمر به كونها تمر بنفس الأمر وحبها للبقاء معه جعلها تبقى على تنفيذ هذا الخداع المؤسف ثم جلست على طرف مقعدها لتقرب المسافة منه واسته حين أمسكت بكلتا يديه قائلة
متزعلش يا حبيبي أنا معاك على طول!
ببطء رفع رأسه لينظر لها وكم الحزن في عينيه اللامعة كان كفيلا بإعلان ما به تابعت بحنو جارف
اوعى تزعل نفسك والموضوع ده مش هيبعدنا عن بعض لأن باحبك بجد!
رمش بعينيه مانعا نفسه من البكاء فقد ظن وقوف الرب بجانبه كونه لا يريد هذه الزوجة وتقبل دعوته في رفضه هذه النعمة وها هو الآن يقابل نتيجة تعجرفه ثم تنهد پألم
وعي زين الآن للموقف وجاهد على التشدد أعلن رباطة جأشه حين قال
يلا نمشي من هنا بسرعة !!
لاحظا الأخوان عدم وجود قبول بينهن وكأن شيئا ما حدث بينهن وبالأخص من جانب لين الذي بدا وكأنها المذنبة كأخيها فتابع سيف المقابلة بترقب واهتمام وسعد حين بادرت لين بمد يدها ل مايا للمصافحة وتقول
أهلا يا مايا عاش من شافك!
باعتياص تحملت مايا وجودها فهي تعلم جيدا أنها تبغضها خاصة وأن صديقتيها يحملن لها من العداوة الكثير قالت
نورتي المكان!
لطف لين الجديد أدهشها بالأخص وهي تتحدث وتتعامل مع الغير قالت
من شوية طلبت من سيف أعمل الشغل اللي مطلوب منك ولما ترجعي تكملي يا رب يعجبك
رفعت مايا حاجبها قليلا متفاجئة من شخصيتها الجديدة فيبدو أن السفر للخارج جعلها تتخلص من صفاتها الدنيئة والسمجة فأحب سيف اللقاء الذي تخوف منه تدخل قائلا
طيب مش يلا نشوف شغلنا!
تحمست لين وقالت
تمام تعالى بقى مكتبي أوريك حاجة كده!
وبعفوية سحبته من يده الأمر الذي أحرجه وأحبه في ذات الوقت من وجود ألفة تجمعها به فحملقت مايا بهما بغيرة ظهرت ل نيفين وكأنها ضيق من وجود تلك
لين خاطبتها بهدوء
اوعي تكوني لسه متضايقة من وجودها!
تيقظت مايا وأخفت حالة نفورها تلك قالت
لا مافيش حاجة تزعل باين عليها شاطرة
قالت نيفين باعجاب
الصراحة ذكية جدا ولبقة في الكلام كسبت ودنا بسرعة
الجملة الأخيرة أحدثت قلق كبير في نفس مايا وجزعت من نبت علاقة تجمعها ب سيف فما يتضح لها هو ابتهاجه من انضمامها لهم وعدم اهتمامه بضيق لمى إن علمت رغم أن أخيها زين والعداوة بينهم ليست هينة وجاء السؤال المهلك على بالها ماذا ستفعل إذا حدث تجاذب بينهما
لاحظت نيفين شرودها غير المبرر سألتها لتنتبه
مايا اللي واخد عقلك!
أطعمت صغيرها واهتمت به جيدا ثم شاطرته اللعب في ألعابه كي لا تلامس يديه شيء حاد يضرها وكان لاقتراح زينة أثر عظيم في اخماد ارتعادها في كل مرة تضطر لمواجهة اتهاماته وتلقى الصفات القميئة من فيهه واليوم فقط استعادت اشراقتها وتكهنت للحظات رائعة ستنبثق بينهما ثم اغمضت عينيها تحلم وترسم أمان مدنفة
خرجت من حالة الوله تلك على صوت الباب يفتح حدقت بالباب متشوقة لرؤيته وحين رأته يلج سارعت بالنهوض لتستقبله فتحرك زين بخطوات بطيئة للداخل وحين تفرست ملامحه انتبهت له بحالة لا تبشر بخير وارتابت في عدم تصديقه إياها بينما دنا زين منها واجما وحين وقف أمامها فتعجبت لمى لكن ضمته هي الأخرى وما فعله جعلها تقلق بشدة استفهمت
مالك يا زين!
كأنه يمتص منها شيء يفتقده أو لربما صدقها ويعبر عن أسفه فتابعت
أنا مش زعلانة منك أنا حابة بس تتقبل الولد وتفهم الحقيقة وتكون بينا بس
كبت زين حزنه داخله وبالفعل قرر في طريقه إليها ألا يخبرها وتماشي مع اعتقادها ثم ابتعد عنها قال
لو كنت قولتيلي الحقيقة من الأول كانت حياتنا هتكون كويسة
تأملته بعشق وكأنها المرة الأولى التي تراه فيها هادئا رقيقا قالت
كان لازم اعمل كده علشان محدش ياخد الولد مني ملقتش غير الطريقة دي بس فكرت وقولت لازم تعرف الحقيقة لأن مش هستحمل ظلمك ليا
قال ساخرا بحزن
أنا مكنتش عايز غيرك دلوقتي اتجوزت واحدة تانية
وضعت يديها على أكتفافه وقد رغبت في أن تحظى به بمفردها قالت
طلقها أنا مراتك الأولى نسيت كل اللي فات ويلا نبدأ من جديد
في نظراته