الأحد 24 نوفمبر 2024

قطرات الحب

انت في الصفحة 24 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز


نحوها لمحت لمى شيء مبهم لها هدوئه كان حزين جعلها تستنبط أنه مغموم من شيء فشعر زين بقلة الحيلة قال
مش هينفع!
رفعت راية ضيقها وقالت
ليه بقى!
ثم تذكرت موضوع حمل زوجته الأخرى واختلجت تابعت بتيه
يبقى هي حامل!
رددتها لمى بأعين دامعة بحسرة ولم يتحمل زين الحديث في هذا الأمر فتحرك منزعجا ناحية غرفة نومهما هنا تيقنت لمى أن هذا هو السبب فسوغت ڠضبها وبدت ثائرة فقد ظنت أن كل شيء على ما يرام الآن لكن تأزم عن السابق كثيرا وفقدت الشغف في الاستمرار هكذا 

بالغرفة جلس زين على طرف التخت منكبا يحدق بالأرض غير راغب في مواجهة أحد وبالأحرى ارتعد من انكشاف ضعفه أو يدفعه وجعه لإخباره بكل شيء ثم لمح أقدام الصغير كأنه يقف أمامه رفع رأسه فجأة فوجده بالفعل أمامه ينظر إليه ويبتسم أطال النظر إليه وتذكر كم البغض والعدائية التي كنها له وهنا عاب على نفسه في كراهية طفل صغير لا يفقه شيء وربط عقمه بقساوة قلبه تجاه هذا الولد ولأول مرة يشفق عليه ويشعر بالذنب حياله وضع زين يده على رأسه بلطف قال
حتى لو مكنتش أعرف حقيقتك ربنا بيعاقبني على اللي عملته فيك أسوء حاجة حصلتلي النهار ده!
كلام زين لم تتفهمه لمى التي تقف عند الباب وتتابع زاد
فضولها وخۏفها عليه ثم اقتربت منه سألته باهتمام
حصلك أيه يا زين إنطق وأيه علاقة يونس بالموضوع !!
لم يجد مهرب من والدته فالأخيرة لم تفارقه لحظة وتعمدت حين انتوى المغادرة أن ترافقه للفيلا بحجة أنها اشتاقت للصغار لكن نور رغبت في معرفة مدى سير العلاقة بينه وبين زوجته ووجل آيان من حدوث مشادة من ناحية والدته إذا علمت بمشاكلهما 
عندما ولجوا للداخل توتر آيان تأجج قال
اتفضلوا اقعدوا وأنا هاطلع أبلغ زينة والولاد! 
روح يا حبيبي ومتتأخرش
قالتها نور وهي تتحرك مع ابنها عمر ناحية الصالون أمامهما فصعد آيان للأعلى بخفة كبيرة معتزما تحذير زينة من التطاول وبالطبع تزيف أنهما بخير وفور ولوجه لغرفة الأطفال شده حين رآها فارغة ظنهم مع أمهم فتوجه لغرفة النوم ثم فتحها 
أيضا وجدها فارغة خطا آيان للداخل مدهوشا وأخذ يمرر نظراته على ما حوله والاضطراب الذي سيطر عليه بغتة أصابه بالخۏف من اندفاعها وتهورها بالأخص إذا فكرت بالرحيل 
وقعت عينا آيان على خزانة الملابس فوجدها مفتوحة على مصراعيها من ناحية ما تخصها وخالية تقريبا من الملابس وتوقع أنها تركت الفيلا رغم ألمه من ذلك ڠضب أيضا من تصرفها القبيح ثم بغيظ أخرج هاتفه ليتحدث معها ويستفهم أين هي! 
لم تجيب عليه مع استمراره معاودة الاتصال حيث فعلت زينة معه بالمثل حين نظرت لهاتفها بتهكم وهي بالسيارة مع أبنائها متوجهة للقاهرة ثم كلت وملت من اتصالاته وقررت الإجابة عليه هتفت بنفور
أيه قرفتني عاوز أيه 
هتف باحتدام
فيه ست محترمة تكلم جوزها كده! 
ردت بلا مبالاة
إنت اضطرتني لكده وابقى طنشني زي ما عملت النهار ده أنا كمان باعرف اطنش! 
كانت تثير غضبه أكثر بردودها صاح باهتياج
إنت فين والولاد فين 
ردت بمكر
أنا راجعة بيت أهلي ومعايا العيال خلي الست اللي اختارت وجودها معاك تنفعك! 
لم يتحمل نزقها وهدر بها
اللي بتعمليه ده مش هينفعك ولا هيخليني أنفذ اللي في دماغك هتتعبي يا زينة من ردة فعلي
ميهمنيش! 
تحامقت وهي تقولها وذاك ما جعله يتيقن عدم حبها له قال
ماما كان عندها حق لما قالت دي عمرها ما حبيتك خلاص يا زينة اتأكدت ومش هغصبك! 
ألقى آيان الهاتف وقد احتقن پغضب كليا حاول التنفس بهدوء ثم جاء ليتحرك للخارج اصطدم بوالدته التي تقف عند مقدمة
الغرفة وقد استمعت لكل شيء وذاك البادي على ملامح وجهها الحادة خاطبته نور بحزم
كويس إنك فوقت لنفسك والبت دي أنا عاوزاك تربيها !! 
وهي جالسة معه بالصالون شرحت باقتضاب له الهراء الذي حدث رغم تفاهة الأمر كان مثير للدهشة والاستنكار فعقب أيهم على ما قالته بغرابة
كل الضجة دي علشان يكسرولك مكتبك!
هو الآخر لم يقتنع وفطن وجود غموض وراء ذلك تابع
مش مطمن يا رسيل أكيد في سبب ورا كده وكبير كمان
قالت بجدية
علشان كده عاوزة منك تجبلي أمن زيادة لأن بجد مبقتش مطمنة بيتهيألي فيه حد عاوز يأذيني!
هيحصل واطمني مش هيحصل حاجة تانية!
ترددت رسيل في إخباره بأمر متعلق بعملها لكن نظرات أيهم حين تفهم عليها جعلتها تطلب منه بحرج
أيهم هتديني الشيك إمتى اللي كلمتك في البلد عليه!
لم يبالي أيهم في البداية لكن زاد الأمر وكثرت طلباتها رغب في الرفض أو التملص منه لكن نظراتها الواثقة نحوه أرغمته على الموافقة وعلى مضض قال
يومين كده وهيكون جاهز لأني مشغول في مصاريف كده!
ارتاحت رسيل قليلا كونه لم يرفض في المجمل قالت
بإذن الله هعوض كل اللي بتصرفه ده!
زيف بسمة لها فهو لن ينتظر المقابل واعتراه شيء غريب أدرك من خلاله أنها ستفشل لذلك وجد أن ماله ينفق في الفراغ !
وهي تترجل من
السيارة استقبلتها سميرة بترحيب حار وفور رؤية زينة لها خاطبتها بتنبيه
مش عاوزة حد يعرف يا عمتي بحاجة دلوقتي!
احترمت سميرة رغبتها ثم تحركت للداخل مصطحبة إياها والأبناء وحين علمت رسيل بحضورها اڼصدمت وتخيلتها جاءت لزيارتها لذا تهللت لتقابلها باحتفاء جم ثم احتضنها بحرارة ورددت
أخيرا شوفتك بعد شهور!
ابتعدت رسيل وتابعت بتوبيخ محبب
مجتيش ليه البلد كنت مستنية أشوفك وحشتيني!
رحب بها السيد مروان أيضا ثم دعاها للجلوس والراحة وبالفعل فعلت سألتها رسيل بترقب
فين آيان ولا جاية لواحدك!
ردت ناظرة لعمتها بتلجلج
قولت أجيلك اقعد يومين والولاد يلعبوا مع بعض
تبسمت رسيل وقالت
كفاية إني شوفتك بخير وكويسة! 
ثم انتبهت رسيل لقدوم أيهم قالت
أيهم جه أهو أصل كان عمي بيكلمه
أخفت زينة ارتباكها وتوجست من معرفة والدها بوجودها هنا وقبيل أن تحذرهم على التكتم كان قد انضم أيهم لهم وقد تفاجأ ب زينة فوجه لها الحديث بجدية
باباك لسه مكلمني وطلب مني أشوفك فين
ذابت أوصالها من فرط رهبتها فها قد كشفت الأمور فتابع أيهم بمفهوم صدمهم
آيان باين مكلمه وبيقول لو عايزة تطلقي معندوش مانع !! 
الفصل الثاني عشر
قطرات الحب
أرغمه على طلاقها وشدد من موقفه وحصر ريان في التنفيذ أو من عدمه وفي النهاية أذعن لأوامر زين الصارمة فنظراته الحادة أخضعته لإنهاء الأمر وتعمدت ماريان حينها القدوم مع والدها لفندقه فسطوة والدها في إخضاعه أعجبتها حين أمره زين بالحضور للإسكندرية أحست ماريان بأنها تلذذت برؤية مهان هكذا واستمرت توجه له نظرات الامتهان الواضحة ورغم ذلك لم تتشفى فيه بالقدر الذي يستطع إخماد كسرة قلبها منه 
وحين انتهى كل منهما من التوقيع على الورقة خاطبه زين بضيق رغم هدوئه
أنا مكنتش عايز منك حاجة ولا كنت هطلب في يوم يمكن علشان اتساهلت وسلمتهالك من غير أي مقابل دا خلاك تفتكرها رخيصة 
أراد ريان النفي وإعطاء مبررات لكنه صمت فلم يعد هناك مجال للجدال في الماضي وجلست ماريان حزينة وكبحت ذاك الألم بداخلها وزع زين نظراته عليهما وشعر بخيبة الأمل فقد ظنهما سيخلفانه في قصة حبه وفشل الأمر تابع بجدية
مهما حصل هتفضل ابن أختي وبس كده اتفضل مع السلامة! 
اهتزت نظرات ريان عليه خجلا من خاله ثم نهض مخفضا رأسه واجما ولذلك لم يوجه له زين أي عتاب بل اقتضب لينهي الأمر بهدوء ودون ضجة تحرك ريان ليغادر الفندق وحين ابتعد أطلقت ماريان العنان لدموعها التي حبستها عنوة نظر لها زين بشفقة وفطن تزييف لا مبالاتها في حضور الآخر أخذها لأحضانه وقال
خلاص يا حبيبتي أنا عملت اللي طلبتيه جبته عندك علشان يطلقك 
ذلك فقط لم يكفي وأرادت المزيد من القسۏة عليه فأعلنت عدم رضاها قائلة
كان نفسي تبهدله أكتر أنا انجرحت يا بابا! 
لم ولن يستطع زين فعل ذلك هو ابن أخته واحتراما للأخيرة لم يتمادى في عقابه قال بهوادة
ولو يا ماريان ابدأي من عندك وحاولي تعرفيه إنك قوية وأحسن أفضل بكتير من إنك تشغلي بالك في الاڼتقام منه هتبقى كده ضعيفة قدامه !! 
للمرة الأولى تشعر بذاك الوله المرتدع معه وبأعينها الملجومة ظلت منذ تيقظت تتأمله وهو غافي بجانبها بقبول وشددت من لف ذراعها عليه محبة فيه وذلك ما حثه على الإفاقة فتنمل في نومه لتنتبه له فترقبت صحوه حتى فتح عينيه عليها مباشرة ابتسمت لمى له وقالت
صباح الخير!
اعتدل زين قليلا وهو يتثائب قال
صباح الخير!
لاحظت لمى عبوسه الذي لم يتغير حتى وهو معها ليلة أمس خاصة أن رده عليها أمس لم يقنعها بالمقارنة مع هيئته البائسة قالت
هتفضل زعلان ولا أيه كتير بيخسروا صفقات وبيكملوا 
ثم تحركت لتجلس باعتدال تابعت
شكلك مش عاجبني حاسة فيه حاجة تانية! 
فورا زيف الثبات وبصعوبة احتج على فهمها الخاطئ قال
هيكون فيه أيه يعني أنا واحد بزعل على شغلي بقالي سنين لوحدي بشتغل لحد ما كبرته 
نبرته الحادة دفعتها لتصديقه أيا كان السبب في ضيقه لانت من معاملتها له خوفا من انزعاجه منها فقد أحبت أنه بات يعاملها جيدا ثم مالت على صدره وضمته قالت
خلاص متتعصبش أنا بخفف عنك ودا قصدي
حركتها تلك أوجمته أكثر وتخيل لو علمت بعدم إنجابه ماذا ستكون ردة فعلها هل ستكمل معه أم تتخلى عنه وجاء الرد التلقائي في نفسه أن الأمر متوقف على درجة الحب والتوافق باغتها بسؤاله لها قائلا
بتحبيني! 
اعتبرت سؤاله مبادرة لمرحلة الود المتبادل وأنه بات يتقبلها عن السابق ابتسمت وقالت
أيوة ولما رجعتلك دلوقتي ندمت على سنين بعادنا عن بعض
وضع يده أسفل ذقنها وحثها للنظر إليه خاطبها بتردد
مهما حصل مش هتسيبيني! 
لم ترتاب في كثرة أسئلته وظنتها لخوفه من الفراق مجددا قالت مؤكدة
عن نفسي لأ! 
قال بصدق أبلج إشراقة وجهها
أنا كمان
باحبك ولما قولتيلي إنك معرفتيش غيري ومخنتنيش متعرفيش قد أيه انبسطت وحبي ليك زاد أكتر 
ارتاحت لمى كونه صدقها واستشعرت حياة هنيئة قادما برفقته فاتسعت فرحتها وقالت
أفهم من كده إنك خلاص اتقبلت يونس وهتحبه! 
هز رأسه ليقول مبتسما بقبول
كمان هخليه يقولي يا بابا عاوزة أيه تاني! 
تفاجأت لمى بقوله ذاك وانتفضت فرحا اعتدلت غير مستوعبة ما قاله للتو هتفت
بجد يا زين هتخليه يقولك بابا 
بجد مش بهزر وأنا آسف إني كنت بكرهه سامحيني! 
ود زين بذلك أن يرضيها فقد تخوف من علمها بأمر عقمه ووجود الولد بينهما ربما يغنيهما عن آخر فدنت منه بغتة وتبادلت معه الحب مجددا فاستقبل زين لهفها ذاك وأخرج كامل تتيمه وشغف بكل تفاصيلها !! 
ذاك التجاذب لم يأتي من فراغ فتلك الذبذبات المتبادلة بينهما حملت مشاعر كانت واقفة على أعتاب الحب تريد فقط لمن يسمح لها بالخروج وانطلقت
 

23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 58 صفحات