قطرات الحب
شرسة بينهما ودخول الريبة في نفس زين ضدها ومن ثم تثأر لنفسها فهي تخشى بعد كل ما أنجزته يتركها وصدقا سيفعل ذلك وبشيطنة قالت
طالما كده يبقى لازم يشك إنها على علاقة بالراجل اللي خلفت منه نعمل أي حاجة بس يبعد عنها
خاطبتها والدتها بتنبيه
المهم حاذري في الكلام معاه وادخلي جواه وافهمي هيعمل أيه يمكن يروح لدكتور من وراك ويكتشف الحقيقة
ثم استمعت سمر لصوت صفق باب الشقة أضافت
باين وصل!
حدثتها والدتها بتحذير
اتكلمي معاه كويس ومتديلوش فرصة يقولك مش عاوزك أو نسيب بعض وقوليله إنك هتفضلي جنبه لآخر العمر !!
استلقى زين على الأريكة واغمض عينيه رغم كم الفرح الذي يعتريه من بقائه معها كان يحمل بداخله قلق من القادم وأحس بالضياع ولم تأتيه الرغبة في معرفة سبب عقمه فوجوده بمفرده أشعره باليأس والأسى وانطفأت بداخله كل الأمنيات وود مصادقة أحدهم ليخطو معه لحل مشكلته المؤلمة تلك كونه لا يريد شفقة من أحد
وأنا معاك مش عاوزاك تزعل متفكرش علشان اللي حصل ده هابعد عنك بالعكس أنا هتمسك أكتر ابقى معاك
أشعرته سمر بأنها صاحبة فضل عليه وذكرته بضعفه بطريقة سنحت لها الفرصة في كسب ارتضائه عليها بينما ود زين لو استمع لهذه الكلمات المبهجة للقلب من لمى حينها ستتراقص دقاته وأمانيه على معزوفة واحدة بعكس هذه فلربما فرصة يستغلها ليدفعها لتركه قال
قاطعته بعجالة وهي تعترض
لا متقولش كده أنا باحبك والحب دا أقوى من إني أفكر في أي حاجة تانية مش هتلاقي حد أصيل زيي يا زين قليل جدا بيرضى بكده
جاهدت على التلميح بحذر بخصوص زوجته الأولى ودون أن تدري نجحت فقد فكر زين في لمى وأراد رؤية أصالتها معه زيفت سمر حنو بليغ وتابعت
قيدته بحديثها ومدى تفانيها في تقديم الود والعطف وذاك ما جعل زين غير قادر على إيجاد ثغرة واحدة ليبتعد عنها ورغم تمنيه بعدها توجس من ردة فعل لمى حين تعرف وكان ذلك السبب في عدم قول الحقيقة أمامها
ولشغفه في إيجاد حل لمعضلته قال
تفاجأ والدها بما تقوله كذلك السيدة إيمان التي استنكرت ذلك فما تعرفه أن سيف يرتبط بابنتها وتهوى الأخيرة الإقتراب منه لكن هذا التغير زاد من حيرتها مع وجود بعض من عدم القبول لتصاعد هذه العلاقة لشيء أكبر
قال السيد كارم مندهشا
معقول سيف عاوز يطلب إيدك أنا افتكرت معجب ب لمى!
هو بنفسه طلب يقابلك يعني دي رغبته مش أنا
ضحكت عليه
رد مايا جاء دفاعا عن نفسه أمام زوجة أبيها التي قالت
ولو حصل بينكم انجذاب عادي يا مايا هو حر يختار اللي يحبها
قالت مايا بخجل طفيف
سيف شاب أي بنت تتمناه وهو لسه في بداية حياته يعني عاوز واحدة زيي وبصراحة فاجئني بطلبه ومبسوطة بيه لأن أنا كمان معجبة بيه من أول ما شوفته!
ابتهج كارم لسعادة ابنته قال
رغم إني مشغول بس هفضي نفسي مخصوص علشان أقابله
قبلت مايا وجنة أبيها هتفت
ربنا ما يحرمني منك يا بابا!
ثم نهضت معتزمة إخبار الآخر بالنتيجة أردفت
هروح أبلغه إن حضرتك موافق تقابله بكرة
ثم ركضت للأعلى فوجه السيد كارم الحديث لزوجته وقال
مش معقول كنت فاكر إنه عاوز لمى وبيفكر يرتبط بيها
ذلك ما تمنته السيدة إيمان لكن كالعادة تندثر أمانيها وتدرك كل يوم عن الآخر أن ابنتها تعيسة الحظ قالت
ربنا يسعد مايا أنا فرحت لفرحتها
ويسعد لمى وتشوفيها في أحسن حال !!
الفصل الثالث عشر
قطرات الحب
أدركت منذ خطت بقدمها لبلدتها مدى التهور والاندفاع الذي حظيت به وافتعلته بتصميم عنيد لترضي غرورها غير المقبول وما أنكرته تجاهله لها وكأنه كان يترقب حدوث ذاك منها وهذا ما أغاظها وأكمدها في ذات
الوقت
وجلت زينة مما ستتلقاه قادما هنا خاصة في حضرة أخيها وما بعث بداخلها الرهبة والجزع هو سطوة أخيها في معاملته معها فرغم ما يحدث بينها وبين زوجها من تشابك لا يضاهي كم الصريمة والحزم في خطاب أخيها الموجه إليها ولاحت بوادر ما تيقنت حدوثه حين حدثها بغلظة أثناء ترجله من السيارة قال
يلا انزلي!
فتحت زينة الباب بأيد مرتعشة قليلا وهي تحمل ابنتها الصغيرة بينما عاون عمرو الولدين على النزول تحركت زينة للداخل وهي تنظر حولها تتوقت للمكان الذي تربت فيه لكن ما واجهته من جفاء في المعاملة جعلها لا تحبذ كثيرا مواظبة المجيء هنا
انتبهت ل جاسمين تتقدم منها متهللة فابتسمت قليلا لها حتى احتضنتها الأخيرة قائلة
السراية نورت يا زينة!
فشلت زينة في ترتيب أي كلمات ترد بها بل اكتفت بتزييف الابتسام فأضاف عمرو بسخرية
فعلا السراية نورت وهتنور أكتر لما تفضل قاعدة فيها
أحست جاسمين بقساوة عمرو في الحديث نحو أخته فنظرت ل زينة فوجدتها حزينة ومحرجة خاطبتها بتودد
عمي جوه ھيموت ويشوفك!
سارت زينة معها للداخل بخزي فقد ثبط زوجها ظنها وأوجم قلبها بردة فعله التي لم تتوقعها منه وظلت في نفسها تنهره وتلومه
حين ولجت السراية تفاجأت بأبيها يجلس ينتظرها ويبتسم ببشاشة خلقت في نفسها راحة ومحت تعسف أخيها نحوها فدنت منه بعجالة فاردة لذراعيها ثم ارتمت عليه طوقها فريد بذراعيه وغمرها بحنانه قال
وحشتيني يا زينة بقالي كتير مشوفتكيش!
مقابلته تلك أراحت وجلها قالت
ربنا يعلم وحشتيني قد أيه يا بابا!
بالطبع لن تخبره زينة بالسبب الحقيقي في عدم مجيئها هنا وظلت ترتكز عليه وتلقي بهمومها نحوه فجلس عمرو بطلعة قاسېة معهما قال
ملوش لازمة السلام الست باين هتشرفنا على طول
ابتعدت زينة عن أبيها باهتة القسمات من كلمات أخيها الحادة وتجشمت فعاب عليه فريد بعدم رضى
مش كده يا عمرو أختك مهما حصل لازم نقف ونساندها
علق بحنق واضح
وحضرتك شايف إن سبب زعلها دا كفاية إنها تسيب بيتها علشانه لا وممكن يوصل لطلاق وتبقى مصېبة
مسد فريد بلطف على رأس ابنته ليهدئ من حزنها رد بهدوء رزين
إن شاء الله مافيش طلاق هما بس يبعدوا عن بعض كام يوم وكل حاجة هتكون كويسة
رد عمرو باستنكار
جوزها بلغني إنه مش هينفذ طلبها ومش هيسمحلها تتحكم فيه وقالي ترجع زي ما مشيت هو مغلطش في حاجة
أحدث كل ذلك ڠضب في نفس زينة وأحجمته بصعوبة هتفت باستياء
وأنا مش هوافق على الكلام ده لأنه بكده هيكسر عيني وهيفهم إني ولا حاجة ومش هيعملي اعتبار
نظرات عمرو المحتدمة أعلنت رده الفظ عليها فسارع فريد بالتدخل قائلا بجدية
لو سمحت يا عمرو خليك بعيد لما أموت ابقى أتدخل أنا هتصرف وهشوف الموضوع!
انفرجت طلعة زينة الكامدة من رد أبيها بينما صر عمرو أسنانه بقوة ثم نهض كالحا وذلك ما أظهر حنقه خاطب فريد زينة بعطف
قومي على أوضتك يا حبيبتي ومتزعلش طول ما أنا عايش !!
بداخل المصعد وأثناء صعودهم لشقة أسرته وحين فكر جيدا أمرها بطلعة باهتة
بلاش تقولي لماما على اللي الدكتورة قالته
نظرت له سمر وكأنها كانت تنتظر ذلك منه واحتفظت بفرحتها لنفسها وزاد ابتهاجها حين تابع
ولو سألتك عن موضوع حملك قولي محصلش نصيب لسه بدري أي حاجة
كسرة زين وهو يتحدث أحزنتها للحظات ثم عادت تستمر في مراوغتها
له وتخوفه من معرفة والدته ستساعدها في مهمتها قالت
من غير ما تقول يا حبيبي كنت هاعمل كده لأن اللي حصل ده بينا وبس!
هذا ما أرادته سمر فإن علمت والدته فسوف تنكشف تماما فالأخيرة لن تلبث حتى تبحث عن علاج له أما الآن فهو مقيد بما تمليه عليه من أقاويل مدلسة
استمعت مريم من الداخل لقرع الجرس ففطنت حضورهما وبنفسها قامت لتفتح لهما الباب ثم اعتلى وجهها بسمة مشرقة حال رؤية ابنها مصطحبا زوجته فكم أحبت أن يكون كذلك
احتضنته قائلة
أهلا يا حبيبي!
ثم رحبت ب سمر وسحبتهما للداخل وهي مغتبطة من وجودهما حتى وصلت لزوجها حسام الذي رحب بهما هتفت مريم بوجه لامع
هتاكلوا الأول ولا عاوزين ترتاحوا شوية
رغب زين في تضيع الوقت بأي شيء لذا قال
ناكل يا ماما أنا جعان!
توجهوا لمائدة الطعام التي تزينت بالمأكولات الرائعة التي أعدت خصيصا لهما وأثناء مباشرتهم بتناول الطعام خطفت مريم نظرة معجبة ناحية ابنها وزوجته وأعرب ذلك عن مدى الرضا بداخلها حين استقر وضعه عن السابق ثم التقطت بشوكتها بعض الطعام واستفهمت
مقالتوش الدكتورة قالت أيه لما روحتوا!
تلعثم زين وهو جالس وقد أحست سمر به وهذا ما أسعدها فردت بالنيابة عنه مزيفة للحزن الطفيف
محصلش نصيب يا ماما وإحنا مش مستعجلين
تدخل حسام وقال بتعقل
دول لسه متجوزين خليهم ينبسطوا شوية وميستعجلوش
كانت مريم متفهمة لكل ذلك لكن رغبتها الملحة في رؤية أحفاد لها من ابنها الكبير كانت غالبة قالت
أنا بطمن لأن ھموت وأشوف أحفاد ليا من زين عاوزة أطمن عليه
تصلبت نظرات زين الحزينة على والدته فقد تأثر بكلامها وأنه لربما سيكون سبب ألمها وحين لاحظته سمر قلقت من ڤضح الأمر أو انكشاف الحقيقة نتيجة طلعته تلك ثم غمزته بتنبيه كي يرسم البهجة المزيفة فما يفعله سيفسد مخططها بالتأكيد
فشرعت سمر بتغيير الموضوع حين استفهمت بتلجلج
أخبار شغل لين أيه بفكر أشتغل معاها !!
ما تفعله أمامها زادها غرابة سواء باهتمامها الشديد لقدومه أو ارتدائها ملابس أنيقة للغاية وتبرجها ببعض المساحيق ورغم ذلك ظلت معها وتساندها
وقفت مايا منتصف غرفتها في حيرة خاطبت زوجة أبيها بتردد
أنا حلوة!
ردت عليها بتأكيد
حلوة يا مايا بس مكنش ليه لزوم دا دلوقتي ما هو بيشوفك معاه في الشغل
اقتنعت مايا بكلام زوجة أبيها وجاءت فرحتها شديدة لتفعل ذلك دون انتباه قالت
هحاول أغير الميكب أو أخففه شوية
ثم اقتربت من المرآة لتظبط وجهها ولتلك اللحظة كانت السيدة إيمان متفاجئة من ذاك الزواج وتخليت سيف مع ابنتها فقط وكل ذلك لم يجعلها تحمل الضغينة لابنة زوجها قط
مرت هذه الدقائق وبعدها دق السيد كارم الباب ثم ولج فشدهت مايا من حضوره فمن المتوقع انتظاره ل سيف بالأسفل سألت بتعجب
فيه أيه يا بابا المفروض سيف زمانه جاي مين هيقابله
تقدم بضع خطوات منها وكان جامدا سأل
هو سيف قالك كان عاوزني في أيه!
قالت باندهاش
عاوز يخطبني!
قالك كده!
استمرت مايا في حالة إنكار لأسئلة أبيها