الإثنين 25 نوفمبر 2024

قطرات الحب

انت في الصفحة 27 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز


وقد توترت قالت
لا مقلش بس 
رد بقسمات مقطبة
سيف جه ومشي يا مايا! 
هنا استفهمت السيدة إيمان باستنكار
هو لحق! 
كما هو ظل السيد كارم محدق بابنته بعتاب لم تتفهمه وحين تسعر فضولها سألته بترقب
حصل أيه يا بابا! 
حافظ على ثباته وأخذ في اعتباره أنه ما سيقوله سيحزنها بالتأكيد لذا تحدث بعقلانية واعية

إنت فهمتيه غلط يا مايا سيف كان جاي عاوز مني أساعده في شغل! 
بدت مايا كالود مصډومة مما حدث فلم تتوقع ذلك مطلقا نظرت لها السيدة إيمان بشفقة ثم دنت منها لتخفف عنها قالت
الحمد لله إن الموضوع عدا على كده وإنه مفهمش
إنك مستنية يتقدملك كان هيبقى موقفك محرج 
أضاف السيد كارم بدراية
أنا كمان كنت حاذر في كلامي معاه والحمد لله على كده 
شعرت مايا بالحرج لربما الخفيف مقارنة بما كانت ستجده حال فهم الأخير لما قالته قالت
أنا يمكن فهمته غلط عادي مافيش مشكلة
حاولت مايا إخفاء حرجها من الأمر لكن ظل ذلك ڤاضح لنواياها في تمنيها الزواج بالأخير أمام والدها وزوجته وبعدها توالى لومها له فقد ظنته يميل لها كما هي الآن ولتتهرب من نظراتهما التي تلبكها سريعا رسمت اللا مبالاة حين قالت
حصل خير الغلط عندي !!
قضى معه سنوات أدرك فيها مدى تعقله وحذره عند التعامل مع الأمور والحالات باختلافها لكن الآن وجده طائشا حين ضحى بهذا المبلغ الكبير من أجل زوجته دون حتى تدخل ليرى نتائجه 
ثم انتبه له يرفع الورقة البنكية أمامه ويقول
الشيك ده أصرفه وبعدين ابعت الفلوس ل رسيل في المستشفى
حدق ماجد بالشيك لثوان عابسا ثم تناوله منه قال
دي تاني مرة يا أيهم والمبلغ كبير ومش عوايدك تحط فلوسك في حاجة متكونش دارسها كويس!
صمت أيهم لبعض الوقت وبداخله كان غير مقتنع بتضحيته الهوجاء تلك وجاء تصرفه ذاك من واقع محبته لزوجته ليس إلا فطلبها له لم يقوى على رفضه فدائما كان لها السند والملجأ ولم يخيب ظنها مهما حدث وهذا ما استشفه ماجد فهو مدرك لكم الحب الذي يحمله لها لكن هناك حدود 
رد أيهم بتردد
إن شاء رسيل تنجح في اللي بتعمله والفلوس مش هتروح كده أنا واثق فيها!
زم ماجد ثغره وهو يتأمل المبلغ المدون على الشيك قال
فلوسك وإنت حر فيها آسف لو بتدخل دا بس علشان عارف إنك تعبت كتير علشان توصل للمكانة اللي إنت فيها وإن الفلوس مجتش من الهوا 
لم يلومه أيهم على تدخله قط بل تحدث بود
مقدر ده بس عاوزك تعمل اللي قولتلك عليه لأن أنا كمان مش حابب تضيع فلوسي كده 
تذكر ماجد طلبه وقال بامتثال
كل اللي طلبته هيتعمل بالحرف ومن غير مدام رسيل ما تعرف
فكر أيهم في شيء ما مبهم ثم قال
علشان اتعرف بالوفد دا أكتر كنت بفكر اعزمهم في سهرة صغيرة عندي!
أعجب ماجد بفكره ومدحه قال
أيوة ده كويس وهتوفر علينا حاجات كتير!
الزم أيهم نفسه بتنفيذ ذلك ثم جاء أمر ما أقلقه فكلفه بحذر
بس فيه حد عاوزك تراقبهولي !!
عدم رؤيتها له منذ مجيئه للشركة زاد من حيرتها لذا قررت زيارته في مكتبه فهي جاهلة لسبب اختلائه المفاجئ بنفسه ثم استأذنت بالدخول عليه 
فاعتدل آيان في جلسته وحاول التصرف بعمليه حين سألها
خير يا جنى!
ابتسمت برقة وهي تجلس مقابله قالت
أجلت الاجتماع ليه طالما إنت موجود وكل حاجة جاهزة!
رد باحتراز
مكنش ليا مزاج ومكنتش مركز 
تأملت تعابيره المراهقة واستفهمت
شكلك تعبان عندك حاجة! 
مسح آيان وجهه بكفيه وقال نافيا
يمكن علشان منمتش كويس! 
رده المقتضب عليها جعلها تنحرج منه وفشلت في إيجاد أي كلام تتودد به سوى أنها سألته بتردد
هي زينة مبقتش تيجي الشركة ليه هي تعبانة!
اضطرب آيان من سؤالها له وخشي معرفتها بما حدث أو هي من تسببت في الشجار بينهما دون أن تدري قال
أيوة لأن العيال عاوزين منها اهتمام شوية!
تكملتها للكلام جعله يتأكد من جهلها لما حدث وتنفس بارتياح تبسمت وقالت
إنتوا لسه صغيرين وما شاء الله عندكم تلت ولاد خصوصا إنت يا آيان اتجوزت بدري جدا وكان ارتباطك السريع مفاجأة 
تذكر طريقة ارتباطه ب زينة وما فعله حينها ليحظى بها والسرعة التي تزوج بها ليتكتم على ادعائه المخادع وقتها ووجد نفسه يبتسم لكن پألم داخلي كونه أيقن أنها حتى الآن
تحمل العتاب له وربما ما زالت تتذكر وذلك سبب عدم قبولها التام له نظر ل جنى بهدوء حزين وقال
اتجوزت بدري علشان بحبها 
علقت جنى بتلجلج
كنت فكراك هترتبط ب لين لأن من وإنتوا صغيرين قريبين من بعض
مش شرط دا يكون
سبب إني ارتبط بيها 
رد آيان باستنكار شديد فهو لم يحبها فأحست جنى بعدم قبوله ل لين فتضايقت داخليا لأجلها ودافعت عن الأخيرة بحذر
لين كويسة جدا لو كنت إنت مش حاببها ففي غيرك يتمنى رضاها !! 
حضورها معه جاء بعد إلحاح منه فقد رهبت من علم زين بذلك بعكس سيف الذي لم يعلم بأنها استعادت العلاقة معه ثم وقفت معه في الجمارك تتابع وصول الشحنة بتوتر وكان اهتزاز نظراتها ملفت كذلك نظرها لما حولها كأنها تبحث عن أحدهم كل ذلك كان كفيل لأن يستفهم سيف قال
مستنية حد يا لمى!
عند توجيهه الحديث لها توقفت عما تفعل قالت بثبات مزيف
لا بس أصلي مش متعودة آجي أماكن زي دي فالموضوع جديد عليا! 
سألها باقتطاب
اوعي تكوني خاېفة إن زين يشوفك معايا ولا يهمك منه
حركت رأسها بنفي لذلك فتابع بمعنى
لو يعرفك بجد هيحطك في عنيه رغم إني مش بطيقه بس بحسده إنه كان مرتبط بيك وليه ولد منك! 
خجلت لمى من طريقته في الحديث معها وارتبكت من استمراره التقرب منها كالسابق قالت
سيف يا ريت متكونش بتفكر فيا أنا قولتلك مش حابة ارتبط بحد 
حزن لذلك فهي فتاة رائعة وما زالت صغيرة وود الارتباط بها رغم ظروفها الحالية لكنه تركها دون مكابدة لترتضي به ثم تحفظ في حديثه معها احتراما لرغبتها 
وأثناء تبادلهما الحديث حضرت لين رغبة منها في معاونته ومشاركته العمل ولو بأقل المجهود منها ثم اڼصدمت حال رؤيتهما معا بالأخص تصلبت نظراتها على لمى والتي تعرفها جيدا وعادت تتذكر ما حدث وما فعلته معها وظلت تراقبهما وهي تتخفى خلف إحدى الشاحنات الكبيرة ونتيجة للأصوات المرتفعة من حولها لم تستمع جيدا لهما وتعجبت من معرفتها ب سيف كذلك ارتابت في أنها لربما جاءت لتفسد سمعتها أمام سيف وتجعله يأخذ فكرة سيئة عنها دفعها ذلك لإظهار نفسها لهما فهي لن تقبل أن تضعها الأخيرة في موقف يقلل منها 
ثم تحركت نحوهما بثبات جم وعلو شأن حتى انتبه لها سيف وارتبك ومن بعده انتبهت لمى لها وتفاجأت بل وصدمت مثلها خاطبتهما لين وهي تنظر ل لمى بجأش مزيف
هاي! 
تركزت نظرات سيف على لمى لمعرفة رد فعلها فارتعدت لمى من رؤية لين لها فبالطبع ستتحامق معها كالسابق وتخبر أخيها ولو بالصدفة وهذا ما توجست منه هو معرفة زين بأنها ما زالت تعرف سيف وتتعامل معه خاصة بعد هدوء الأجواء بينهما قالت
أهلا يا لين إنت هنا بتعملي أيه! 
ازدرد سيف ريقه حين تفصح لين عن سبب حضورها مستعدا لڠضب لمى من ذلك فردت
أنا شريكة سيف الجديدة وجيت استلم الشحنة معاه وإنت هنا بتعملي أيه! 
وجهت لمى بصرها ل سيف وقد تفاجأت فنظر لها متوترا ومن قلقها من إظهار سبب حضورها قالت لمى بتضليل
أنا كنت هنا بالصدفة وشوفت الاستاذ سيف واقف فقولت اسأله على حاجة كده! 
اندهش سيف من رد لمى غير المتوقع وإنكارها لمعرفته فارتاحت لين من ذلك فقد شكت في أنها تدلس حقيقتها كونها كانت تبغضها سابقا تابعت لمى بتذبذب داخلي
استأذن عندي شغل! 
ثم رحلت لمى كي تغادر سريعا المكان تاركة سيف مشدوها ولم يدرك أن الأمر بات سهلا وقد عرقله دون داع رغم أنه ما زال مذهول من رد لمى الذي لم
يتوقعه منها !! 
ساعات طوال قضتها في المعمل منذ الصباح حتى هذه اللحظة التي غابت فيها الشمس تعمل باجتهاد مضني وتجرب بعض الأشياء وتخلط بعضها بالآخر وهي تدقق النظر في الأوراق المسنودة جانبها محاولة عدم الخطأ ووضع المقادير المضبوطة لتخرج النتيجة مرضية 
نهضت رسيل من جلستها التي أوجعت ظهرها إلى حد ما ثم حملت الدواء الذي اخترعته للتو وتحركت به ناحية راندا التي تعمل جوارها خاطبتها بمفهوم
أنا خلصت يا راندا تعالي ندي العقار ده للقرد نشوف هيحصله أيه
نهضت راندا وقالت
بقالك كام يوم بتجربي يا رسيل ولحد دلوقتي موصلتيش لحاجة
علقت رسيل بإنكار
الاكتشافات متاحة للجميع طالما مسنودة بعلم مسلم بيه وأنا بعتمد على العلم في اللي بعمله ولو فشلت مرة عادي أجرب تاني لحد ما أوصل لنتيجة ترضي شغفي
اقتنعت راندا ولم تناقشها كثيرا بل امتثلت لرغبتها ثم توجهت معها لقفص القرد تأملت رسيل العقار في الأنبوب للحظات ثم وجهت بصرها للقرد وحسب ما اعتزمت تكوينه أن ذاك العقار سيجعله في حالة خمول واسترخاء وربما يغلبه النعاس لفترة طويلة ثم تنهدت بقوة وهي تأمر راندا بنظراتها لفتح الباب كي تضع العقار في إناء الماء 
صبت رسيل القليل بحرس في الإناء ثم ابتعدت تتأمله منتظرة أن يرتشف القرد منه مرت تلاث دقائق ولم يحدث شيء فاستمرت تتابع دون أن تمل وجاء الضجر الحقيقي حين توجه القرد للإناء ليشتمه لكن لم يرتشف نقطة واحدة بل ابتعد وهو ينفر من العقار فقالت راندا بعملية
هو لما يعطش هيضطر يشرب ممكن نسيبه براحته 
وافقت رسيل على ذلك وقالت
طيب أنا همشي دلوقتي علشان اتأخرت وخليك هنا وحطيه تحت عنيك وأي جديد كلميني !!
دلفت رسيل لخارج المشفى مجهدة فحضر السائق الخاص بها ثم وقف أمامها فركبت رسيل في الوراء واستشعرت أن ما تفعله يحتاج تعب كبير منها وأن الأمر ليس بالسهل ومن الداخل كانت مضطربة فقد ودت رؤية تأثير العقار على القرد وتمنت أن ينجح الأمر هذه المرة 
قضت رسيل مسافة الطريق بفكر مشغول فيما تفعله وتنجزه وتحاول أن تختلق بعض الأشياء التي تنفع تجاربها حتى وصلت للفيلا ثم لاحظت وجود سيارة دخيلة حين تمعنت النظر فيها وجدتها خاصة ب نور فترجلت فورا مذهولة من حضورها إلى هنا بالأخص !
كان لحضور نور هنا تخطيط من زين وأيهم حيث اتفقا سويا لمكوث نور مع ابنتها هنا داخل فيلا والده وعند ولوج رسيل اندهشت من وجودهما خاصة جلوسهن المتودد للأسرة والتسامر مع عمتها سميرة فدنت منهن مبتسمة باتساع هتفت
من غير معرف كده! 
نهضت نور لتقابلها وترحب بها بحرارة فاحتضنتها رسيل مبدية سعادتها بوجودها كذلك رحبت ب ماريان
 

26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 58 صفحات