قطرات الحب
ثم جلست معهن وقالت
شكلكم قررتوا تقضوا الأيام هنا بدل الأوتيل
ردت نور موضحة
الصراحة لما زين قالي وافقت علشان حبيت نكون في أمان أكتر خصوصا ماريان معايا ومحبتش حد يضايقها
قصدت نور في نفسها تودد السيد زاك لابنتها وخشيت أن يتمادى معها واحترست من التعامل قدر الإمكان فسألت رسيل بترقب
فين أيهم!
قالتها سميرة بينما تبدلت قسمات نور للعبوس قالت
كان نفسي آجي وألحق أشوف ولاد آيان ابني بصراحة مش عارفة ليه زينة عاوزة تبعدهم عننا
هتفت سميرة باعتراض
مش ممكن زينة تفكر في كده دا حرام حتى هي تلاقيها حابة تقعد في مكان خاص بيها هي وولادها وجوزها
علقت نور باستياء
وهي لما قعدت معاه لوحدهم حصل أيه يعني زعلوا من أول يوم وسابتله البيت وخدت الولاد
الموضوع بينهم وبين بعض لأن آيان المفروض يشوف أيه اللي يريح مراته
ويعمله خاصة إن بينهم عشرة وتلت عيال
استنكرت نور أن يقبلن بطيش الأخيرة فمن الواضح جهلهم لماهية الموضوع فردت بضيق شديد
يعني لما تغصبه يخرج بنت عمته اللي جاية من برة تشتغل معاه من الشركة دا يرضيكم والبنت معملتش حاجة مجرد عند
حاجة زي دي لما يعملها هتسبب في في زعل بين أفراد العيلة وإحنا على طول حلوين وبينا إحترام
صاحت سميرة لتلقي اللوم على ابنة أخيها
زينة غلطانة إحنا مكناش نفهم إن الموضوع كده
بينما قالت رسيل بجدية
أقسمت نور ألا تتدخل ولذلك ردت بعدم اهتمام
أنا ماليش دعوة آيان يعمل اللي يرضيه واللي فهمته إنه مش هيجبها وترجع زي ما مشيت !!
مثلها كالبقية رفضت ما فعلته من تهور أدى إلى تخريب حياتها بكل سهولة وندمت زينة على مهاتفتها واللجوء إليها في محنتها فقد أضحت مثلهم بالأخص حين وجهت لها اللوم قائلة
كما هي ظلت تعاند وتبرر هتفت
يخلق أي سبب ويمشيها أنا مش حابة وجودها وكمان دي ممكن تلعب عليه زي لين ولا نسيتي
حديث زينة ذكرها بما كانت تفعله مع رسيل من عناد واستفزاز ومدى محبتها لتفوز ب أيهم كان ذلك نابع من عقل مراهقة ويختلف الأمر هنا قالت
لم تلتقط أعين زينة أي خطأ بدر من الأخيرة بل جاء تزمتها من وجودها بالقرب من زوجها أن حماتها قد افتعلت ذلك خصيصا لتلهيه عن حبه لها وربما حيلة مستهجنة منها لتجذب انتباهه لها وتخرب بيتها بذلك قالت
مافيش دليل بس البنت دي حماتي أصرت تشتغل معاه ويمكن قصدت بكده اللي حصل معانا دلوقت إن يحصل بينا خناق بسببها
سألت لمى باهتمام
وآيان معقول سابك كده تمشي دا عمل المستحيل علشان يتجوزك
ردت زينة بتبرم
مش فاهمة أيه البرود المفاجئ اللي جاله ده ممكن يكون فعلا اتشد للبنت جنى دي وبيفكر يسيبني
تحيرت لمى مثلها وقالت
طيب كلميه وشو
عارضت زينة باحتدام أظهر عنادها الدائم
مستحيل أعمل كده هو أنا معنديش كرامة أنا هفضل هنا لحد ما يجي ياخدني ومش بس كده هيمشي بنت عمته كمان !!
فشلت لمى في إقناعها حتى بالتخلي عن سبب ضيقها من زوجها لذلك وصلت معها لطريق مسدود جعلها تتركها تفعل ما تريد وعند إنهاء المكالمة استمعت لقرع الجرس ظنته زين قد عاد واستنكرت عدم دخوله فالمفتاح بحوزته فلا أحد يأتيها غيره رغم ذلك نهضت لتستجيب له وحين فتحت الباب اڼصدمت حين وجدت والدتها أمامها فتلعثمت وهي ترحب بها قالت
م ماما أ أهلا وسهلا!
خطت السيدة إيمان بقدمها للداخل ثم احتضنتها قائلة
لقيتك مبتجيش تشوفيني قولت اسأل أنا
رحبت بها لمى ظاهريا ثم دعتها لمتابعة الدخول للشقة وقد توترت من زيارتها المباغتة تلك سألت السيدة بشغف
يونس حبيب سته فين وحشني قوي!
ما تخوفت منه سيحدث الآن خاصة رؤيتها للصغير بحالة يرثى لها وإصابته التي لم تخبر أحد عنها قالت بحذر
نايم يا ماما!
تعمقت السيدة للداخل وهي تبحث من بين الغرف تساءلت
أوضته فين هسلم عليه وأبوسه بس!
أمسكت لمى بذراع والدتها لتمنعها وقالت
طيب ارتاحي شوية وخليه نايم أنا خاېفة يصحى
اندهشت
السيدة من طريقة ابنتها ولم تقتنع فجلست السيدة وقالت
مش هصحيه من بعيد بس أصله وحشني
ردت لمى بارتباك داخلي
كنت عاملة حسابي آجي بكرة أنا وهو فمفرقتش!
لم تتشدد السيدة في طلبها ووافقت على رغبة ابنتها لكن جاء الأمر المريب وهو
خوف لمى من مجيء زين وهي هنا وجلست معها بطلعة جعلت والدتها تشك في أمرها والتي بدورها سألتها بتكشر
إنت زعلانة من زيارتي ليك يا لمى!
ردت عليها بنبرة متزعزعة
لا يا ماما أنا بس بنام بدري!
أحست السيدة بغلاظة ابنتها في الحديث معها فعابت عليها بضيق
قصدك أقوم أمشي يعني!
وبخت لمى نفسها فشدة خۏفها من ڤضح أمرها جعلتها تهذي بكلمات غير موزونة وبالطبع ضايقت والدتها منها وقبيل أن تبرر لها وتتأسف استمعت لباب الشقة يفتح فورا استشفت حضور زين فذابت أوصالها بينما تعجبت السيدة من فتح الباب فما تعرفه أن الشقة لابنتها فقط فتساءلت بغرابة
مين بيفتح الباب مش المفروض عايشة لوحدك!
عند فتح زين للباب وظهور هويته حملقت فيه السيدة باندهاش ممتزج بالڠضب وهنا فقط استسلمت لمى لمشاجرة ستنشب في التو والحظة وجلست كالمقيدة بينما نهضت السيدة وانتبه لها زين هتفت بهياج
البني آدم ده هنا بيعمل أيه!
في البداية كده عاوزاكم تحطوا نفسكم مكان زين كراجل عرف إنه مبيخلفش بأي طريقة وصله الخبر هو مش هيعلق إزاي ولا هياخد في باله إن فيه خداع من زوجته على الأقل وقتها الست غير الراجل فورا هتجري تشوف الأسباب بعكس الرجل هيكون الموضوع حساس شوية هو آه هيفكر يشوف ماله بس مش باللهفة اللي هتكون عند الست والكتير لو فيه ود كبير بين الزوج والزوجة الراجل هنا هيبحث معاها عن حلول لكن حاليا هو متخوف من فكرة معرفة لمى أو حتى أهله يا ريت تكونوا فهمتوا مجمل التفكير في الموضوع وسمر من ناحية شايلة الرحم مليون طريقة تخليه مياخدش باله أو ينتبه من الچرح
قراءة سعيدة
الفصل الرابع عشر
قطرات الحب
دثر أولاده جيدا بعدما وضع أصغرهم في تخته حال غفوه ثم بهدوء تحرك للخارج تاركا إياهم ينعموا بنوم مريح سار أيهم في الرواق العلوي متجها لغرفته وأثناء ذلك وجد السكون في أجواء الفيلا وفطن اختلاء كل شخص بغرفته للنوم فاعتزم أن يغفو هو الآخر متمنيا أن تكون رسيل قد عادت ثم ولج الغرفة وبحسه استشف مجيئها فابتسم استمع لصوت ماء المغسل فدنا من باب المرحاض متسائلا
رسيل إنت خلصتي!
ردت من الداخل وهي تخرج من المغسل بعدما انتهت
شوية وخارجة
تحرك أيهم لينتظرها لكن لمح أثناء مروره من جوار المرآة زجاجة صغيرة وملفتة كانت غريبة عن باقي العطور والأدوات فاتجه نحوها مقطبا ثم أمسك بها وبادر في قراءة ما طبع عليها وبخط واضح لمح عبارة Calms nerves مهدئ للأعصاب قال
جه في وقته أنا مصدع من الصبح!
ثم فتح غطاء الزجاجة وسكب فيه من الدواء حتى امتلأ الغطاء خاطب رسيل من الداخل بمفهوم
رسيل أنا هاخد من المهدئ ده!
لم يجد جواب منها أو كأنها لم تستمع له وبالأحرى لم يكن ليستأذن بل يخبرها ثم تجرعه أيهم دفعة واحدة لعق شفتيه بعدما انتهى وهو يعيد غلقها مجددا وعقب وضعه للزجاجة موضعها فرك رأسه وهو يتجه للفراش ليغفو عل هذا الدواء يمنحه القدر الكافي من الراحة والهدوء من عقله الذي تشغله الأعمال طيلة النهار وحين استلقى على التخت وسحب الغطاء عليه أحس بأن النوم قد ذهب وتملكت منه يقظة عجيبة بل ونشاط مفاجئ في ذلك الوقت خرجت رسيل من المرحاض وهي تفرك يديها ب كريم ما للبشرة ابتسمت له وقالت
معلش اتأخرت النهار ده كان عندي شغل وانشغلت
اعتدل أيهم في نومته بعدما جفاه النوم قال
ولا يهمك أنا متفهم ده
ثم كشړ وجهه وقد تحير فيما أصابه فجأة خاصة كم السعادة التي طرأت عليه دون مقدمات ورغبته في الضحك بدون سبب انتبهت له رسيل وهي جالسة أمام المرآة عبر انعكاس صورته سألته بغرابة
متفرحني معاك!
لم يتمالك نفسه حتى كركر بشدة فبدا التعجب على رسيل من مزاحه آخر الليل بهذا الشكل ثم نهضت لتتجه نحوه هتفت
مالك يا بني!
جلست بجواره مدهوشة وهو ما زال يضحك وبعفوية ضحكت مثله تابعت باندهاش أشد
أيهم قولي فيه أيه
غلبته نوبة الضحك وقال
مش عارف يا رسيل من شوية كنت عاوز أنام ومصدع!
ترقبت أن يشرح لها باهتمام حتى أخبرها بالصدمة أردف
وبعدين أخدت من المهدئ بتاعك النوم راح!
ثم تابع ضحكه وسط ذهولها وتساءلت عن أي مهدئ يتحدث قالت باستنكار
أيهم أنا معنديش
توقفت عن تكملة كلامها حين تذكرت زجاجة الإختراع التي جلبتها معها من المشفى جحظت عينيها پصدمة ثم وجهت بصرها للزجاجة المسنودة على المرآة عاودت النظر له وقالت
دا مش مهدئ يا أيهم دا الإختراع بتاعي وحطيته في
الإزازة دي علشان متعرضش لمشاكل لو حد شافها
ضحكه الهيستيري جعله لم يستمع لما تقوله أو ينتبه فخشيت رسيل عليه وقلقت ثم بدأت تتابع ردود أفعاله إثر حدوث نتائج الدواء المركب خاصتها وأظهرت خۏفها عليه من حدوث عوارض سيئة وندمت أنها لم تنتبه لهذا الفعل غير المقبول فربما وقع الدواء في يد أحد صغارها عبست كثيرا ثم وضعت ذراعها على كتفه نادمة ومغتمة سألته بجدية
أيهم إنت حاسس بحاجة معينة!
نظر لها وقد إحمر وجهه من الضحك المسيطر عليه بعكسها هي تناست أي فرح وترقبت رده بشدة لكن حين توقف عن الضحك فجأة تصلبت نظراتها عليه وتيبست موضعها تراقب ماذا بعد فتبدلت نظراته نحوها لرغبة مقلقة وفجأة طوق خصرها وقال
إنت محلوية النهار ده كده ليه!
تلوت بجسدها وقد خاڤت منه ومن فعله ذاك سألته بتلعثم
ح حصلك أيه!
قوته التي تفوقها جعلت فرصة ردعها له تفشل فجذبها لتلتصق به ونظراته توترها أكثر قال
حصلي حاجات تجنن!
حالة الرغبة التي لاحت عليه لم تمر عليها من قبل وارتعدت أن يصل الأمر معه لشيء آخر يؤثر بالسلب عليه وكانت رهبتها الأشد من تفاقم الأمر لما