السبت 30 نوفمبر 2024

قطرات الحب

انت في الصفحة 56 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز


عليه جلب بعض الأشياء ثم انتبهت لابنها يجلس على رخامة المطبخ ويلتقم موزة ويتابع باهتمام ما يفعله زين 
استمرت لمى للحظات تقف متوارية وتتابع ما يفعله ثم أحبت تودده للولد وهو يطعمه بيده ويقول
طعمها حلو
رد يونس صدمها حين قال
حلوة!
لم تصدق لمى ما استمعت إليه فلأول مرة يتحدث العربية وفي لحظة کرهت أن يونس قد أحبه أو اعتاد عليه وهنا تدخلت لتلج المطبخ عليهما 

تفاجأ زين من مجيئها ولبعض الوقت الذي طال تبادلا النظرات في وجوم وبصعوبة رسمت بالضيق وهي تتجه ناحية يونس الذي تعلق برقبتها قالت
عاوز تاخد ابني مني إنت بتحلم!
هتف زين بإنكار
مين قال كده هو قاعد معايا زي كل مرة 
سألته يامتعاض
ليه مش بطلقني لسه عاوز مني أيه تاني!
رد بهدوء عجيب
مش عاوز حاجة عاوز ابني أشوفه على طول وبطلاقك ممكن تحرميني منه بس أنا مش هسمح 
قالت في إصرار
هتطلقني وڠصب عنك مش بمزاجك 
ثم تحركت بالولد لترحل به فمنعها باحتدام ليقف أمامها حائلا هتف
وخداه فين لسه الوقت مخلصش علشان تاخديه
ثم شده منها ليحمله على ذراعه فقالت بتذبذب
يعني بعد الوقت ما يخلص هاخده 
قال بتأكيد وهو يعيد الولد لمكان فوق الرخامة
أيوة وهيوصلك زي ما جه 
وقفت لمى ولا تعرف لماذا فالمطلوب منها الآن الرحيل لكن دفعتها مشاعر ما تتمنى أن يعتذر منها أو يتوسل ثم نفضت ما تفكر به وتعيد الجفاء وعند تحركها للخارج ناداها
لمى! 
نطقه لاسمها وترها فتوقفت لتستدير له ثم وجدته ينظر لها سألها بجدية
أنا مش عاوز أغصبك ومن حقك تكرهيني براحتك أنا عارف إني غلطان بس ممكن اقترح عليك حاجة 
أنصتت له باهتمام وهو يسترسل حديثه قائلا
أنا مش هطلقك علشان عاوز يونس على طول جنبي فلو تحبي تعيشي هنا يكون أحسن على الأقل علشان يونس 
تذكرت اتفاقهما السابق ومدى حقارته معها صاحت
هترجع تقولي عيشي معايا واللي عملته فينا لما رجعتلك دا كان أيه 
باتت تتهكم للغاية فقال بصدق
لمى أنا مش هبقى ليا علاقة بيك لو مش عاوزة تكلميني إنت حرة فكري وشوفي كله علشان يونس لأن بجد مش هطلق! 
احتدت نظراتها أكثر نحوه لترفض دون تفكير
لا مش موافقة !! 
سافرت لابنتها فور وصولها خبر حملها بتلك السرعة وهي في طريقها لشرم الشيخ هاتفت رسيل لتشكرها وتمتن لها ثم شاركها
زين السفر احتفالا بهذا الخبر السعيد 
بينما استمر آيان يحيك المؤامرات لعودة زين ولمى بمشاركة زينة وكانت تفشل جميعها وفي يوم وعلى حين غرة وجدوا لمي توافق على العيش مع زين في الفيلا والعجيب سكوت السيدة إيمان وعدم رفضها لذلك 
ثم جلبت لمى كل ما يخصها بالفيلا هي وابنها يونس واعتزمت تقاسم الفيلا معه وذلك الأمر ما جعل زين يتعجب فقد رفضت حين سألها فماذا جد إذن! 
وفي صباح أحد الأيام ظلت لمى تفرغ ما في معدتها منذ استيقظت ولم ينتبه زين لذلك إلا بحديث يونس عنها وإخباره بأنها مريضة ولم ينكر زين أنه قلق بشأنها ثم توجه فورا لغرفتها 
وحال دخوله عليها سيطر عليه القلق كون نصفها فقط على التخت وساقيها على الأرضية فتقدم منها ليطمئن عليها وصدم حين كانت مغمضة العينين استفهم
لمى إنت فايقة
لم يجد جواب فجلس بجانبها ثم شرع في قياس درجة حرارتها بكفه وتحير بعدها كيف يتصرف وهداه فكره لأخذها للطبيب وفحصها فهي حامل وربما ذلك سبب وعكتها 
وبتفكير سريع حملها لكن على كتفه وأمر يونس بالتحرك خلفه قائلا
تعالى ورايا!
لحق به الصغير مجيبا بينما توجه زين بها للخارج حيث سيارته وبمساعدة حنفي وضعها بالمقعد الخلفي ومعها يونس ثم انطلق بسيارته لأقرب مشفى 
وبعد فحص الطبيبة لها أخبرته بعلتها وهي عدم تناولها للطعام بشكل جيد لكن الطفلة بخير وكان زين وقتها يعلم بأنها فتاة لأول مرة لذا ابتسم بشدة وأحب فكرة أن تأتيه فتاة 
وبدراية من الطبيبة طلبت مكوثها اليوم بالمشفى حتى تستعيد وعيها فظل زين مرافقا لها ولم يخبر أحد بما حدث بل تولى المهمة بمفرده وبالطبع ويونس معه 
حل الليل وبدا في أواخره حتى فاقت لمى ثم بتعب نظرت حولها لتجده جالسا على المقعد نائما ومن جواره يونس غافي على الأريكة ثم صلبت نظراتها على زين كانت تلومه بشدة فعدم ثقته بها أوجعت قلبها وما جعلها تقبل البقاء معه ليس صمته فقط ولا رضوخه التام وتبدل حاله للاستسلام بل حين حضرت مريم عندها هي وابنتها وجميعهم ليترجوها كي تعود ثم زاغت لتتذكر 
لم تراها هكذا من قبل الضعف البادي عليها والتذلل الذي تفتعله أمامها كل ذلك ضايقها بالفعل رغم سطوتها السابقة وكانت مريم تفعل ذلك من أجل ابنها ومدى تمنيها بوجود حفيد ينير حياتها ويشبع شغفها نحو ذلك وذهبت إليها وكان حديثها رزين غير منفعل البتة قالت
لو سمحتي يا لمى ترجعي أنا حكتلك إنه بعد الحاډثة مبقاش عنده أمل يعيش هو ابني وبيزهق بسرعة والكسور اللي فيه خنقاه قوي
أضاف آيان بعقلانية
فكري في يونس أفضل ليه يعيش وسط أبوه وأمه وبراحتك لو مش عاوزة ترجعيله بس قربي منه يمكن دا يشجعه يستحمل اللي حصل معاه 
أخفضت لمى رأسها بحرج من كم التوسلات الصادرة منهم فهذا يجبرها على تخليها عن ما عانته معه وبدأت تفكر في ذلك خاصة أن زين قد اقترح عليها الأمر قبلهم 
نظرت مريم ل زينة مهمومة فاقنعتها أن ذلك الصواب وستوافق بالطبع فهي صديقتها المقربة وتدرك أنها تحبه وتكبت ذلك 
وبعد وقت ضئيل أعلنت لمى قرارها لتقول في قبول
موافقة أعيش معاه بس ملوش دعوة بيا 
فاقت لمي من شرودها لتعيد النظر ل زين خاطبته بصوت مرتفع نسبيا
زين!!
تيقظ من نومه مشوش ثم تنبه للوضع من حوله وبقلق نهض متجها نحوها سألها باهتمام
حاسة بحاجة
رجفة جسده ونبرته المهزوزة جعلتها تدرك وجله نحوها قالت
أنا بخير إنت ليه نايم كده
دنا من الفراش ليجلس في مقابلتها قال
إنت تعبتي فجبتك هنا 
وضعت يدها على
بطنها وتفهم خۏفها على الحمل تابع
متقلقيش البنت كويسة الحمد لله شدي حيلك إنت بس
بنت!!
رددتها لمى وهي تتخيل أنها تحملها ولمعة عينيها أذاعت مسرتها بذلك أكد زين مبتسما
أيوة هيكون عندنا بنت 
نطقها زين بعفوية وكأنه تناسى خصامهما بينما هي لا كانت تتعامل معه بحذر عكسه ثم انتبهت له يمسد على شعرها كأنه يحثها بشكل غير مباشر على الغفران له وأدركت أنه متقبل ما تفعله به من كراهية توجهها له ولم يعترض ثم أخذت تتأمل حالته ومدى اليأس الذي يحاوطه قالت
بتحبني ولا لأ!
سؤالها زرع الأمل بداخله ليتوتر قال
أنا عشت معاك لما قولتي إنك اتجوزتي واحد تاني عارفة ليه
استشفت الإجابة من تلميحاته لكنه أكد أكثر قائلا
علشان عاوزك أنا استنيتك سنين دا لواحده مش شوية علشان تعرفي بحبك ولا لأ 
ليه مش بتثق فيا شوفت مني أيه يخليك تعاملني كده!
إنت كدبتي عليا ليه مقولتليش لمى أنا سافرت أمريكا علشان تشخيص غلط اتقالي إني مبخلفش فرد فعلي طبيعي لما أعرف إنك حامل ومخلفة من غيري 
تبادلا اللوم والعتاب بينهما وتلك كانت البداية للمصالحة وإبرام عهود جديدة بينهما وليعلن زين ندمه قال
لما كل حاجة وضحت بينا أنا بقيت عاوزك قريبة مني وخلاص راضي بكده بس مش عاوز حاجة تانية
نبرته الحزينة وهو يتحدث جعلتها تستاء بشدة وترفض ضعفه فدعته لضمھا فانحنى عليها يحتضنها وهو يكبح دموعه قالت
أنا بحبك محبتش حد تاني كان من حقي أزعل منك أول مرة لكن مش من حقي ألومك دلوقتي لأن كدبت وكان غلط
ابتعدا قليلا عنها وقال
برضوه هقولك إنت حرة مش هغصبك تكملي معايا
تمنيه سعادتها دليل أنه يعشق بحق فالمحب فقط من يتمنى ذلك وإن ارتبط الطرف الآخر بغيره وكان لهدوئه النصيب الأكبر لتشفق عليه لذا قالت
لا أنا عاوزة ولادي يتربوا مع أبوهم مع أهلهم !! 
أستغفرک ربي وأتوب إلیک
تمت
غزل القسيمة
أنعش قلبها الصب وبات مروي ب قصائد غزلية 
وأضرم ولهه في ليالي الصفا ب لحظات وردية
داهمتها النوازل ب خبايا مدلهمة وأيقنت ب أنها فانية
استعاض عن ارهافه حينها ليحميها وتقلد ب قوى عاتية
تجاسره لها آرقها ف بعثت له ب عتاب أعاده هائم اللب
ف دمث أمام قسامة طلعتها رحيما ب ذاك القلب
كمدت من بغيه وآبت ف هل تغفر لمالك الذنب! 
غزل القسيمة 
الجزء الثاني أثواب حريرية 
للكاتبة إلهام رفعت
رجاء!!!
ممنوع تقليد أي رواية تخصني أنا ما تعبت وسهرت علشان أحد يأخذ مجهودي جميع رواياتي نابعة من أفكاري و سهري لتطلع بهذا الشكل وممنوع تقليد طريقة كتاباتي لأنها تنسب لي 
إلى لقاء في رواية غزل القسيمة
دي النهاية العقلانية الواقعية في مثل تلك الأمور سيبكم من جو الخيال الاتنين غلطوا ولا يمكن إلقاء اللوم على شخص واحد والصدق منجي ولابد من الصراحة في العلاقات والود أيضا بين الزوجين والثقة ولذلك أبين حب الرجل لزوجته في جميع حكاياتي لعل وعسى يتعظ الرجل ويقدرها وكذلك احترام المرأة لزوجها دمتم بود
الفصل السابع والعشرون الخاتمة
قطرات الحب
إلى حد ما بات قلبها مطمئن سواء من ناحية ابنها أو ابنتها خاصة أن وجود أطفال يحملون اسم ابنها أفعم حياتها ببهجة لا مثيل لها جعلتها تكن المحبة لزوجته التي لطالما ظنتها سبب تعاسته في يوم 
وبدون سابق موعد توجهت مريم لبيت ابنتها تطمئن عليها ثم فتحت لها الخادمة الباب لتلج وأثناء تعمقها للداخل استمعت لمشادة كلامية بين ابنتها وزوجها ومن هول ما سمعته منهما وقفت موضعها متيبسة مصډومة غير مصدقة لما يقولانه 
بداخل الغرفة وقفت لين في مواجهة سيف تلقي عليه اللوم فيما اقترفه معها في زواجهما السري وأنه سبب ذلك كي ينتقم من أخيها لكن نفى سيف كل ذلك وبرهن على حبه لها وهو بزواجه منها حتى بعد ما حدث وأوفى بعهده معها 
ورغم ذلك ظلت لين متعجرفة حتى في ردودها عليه ففتاة في موضعها لكانت قد حمدت الله لكنها لم تفعل بل زادت من تكبرها عليه ومعاملتها غير المقبولة تجاهه 
قالت له في زهو وهي تهم بتركه في الغرفة بمفرده
كام يوم بس هستحمل أعيشهم معاك بعد كده هطلقني 
ثم تحركت للخارج تاركة إياه مغتم من خلفها وحين دلفت للصالون وجدت والدتها تجلس في صمت فأصابتها قشعريرة مفاجئة فقد ظنت أن والدتها استمعت لكل ما حدث لذلك تملك منها الارتباك 
زيفت لين بسمة في باطنها موترة وهي تتقدم منها قالت
ماما إنت هنا! 
التفتت لها مريم وادعت انتباهها لحضورها ثم نهضت مبتسمة باتساع هتفت
وحشتيني يا حبيبتي فقولت آجي أشوفك
همت مريم باحتضانها وهي تكبح الضيق بداخلها فارتاحت لين كثيرا فهذا يعني عدم استماعها
 

55  56  57 

انت في الصفحة 56 من 58 صفحات